البيت الابيض يناقش طبيعة العدو ومناطق وجوده

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, فبراير 14, 2015, 11:31:49 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

البيت الابيض يناقش طبيعة العدو ومناطق وجوده



بغداد – عبد علي سلمان:

يثير موقف اميركا من الحرب ضد داعش جملة اسئلة، نتيجة عدم الاتفاق على الجهة التي صنعت داعش وأطلقتها في المنطقة. ومؤخرا قدم الرئيس اوباما طلبا للكونغرس للحصول على ترخيص قانوني للقيام بحرب ضد داعش.
ونشرت مجلة فورن بوليسي الاميركية مقالة مطولة كتبها ريان غودمان بعنوان « حرب اوباما الابدية بدأت الان» ناقشت الاثار المحتملة لهذه الخطوة الاميركية الجديدة المتثملة بعدم الاكتفاء بالضربات الجوية.
ويقول المقال»عندما أعلن الرئيس باراك أوباما بداية حملة القصف التي تقودها الولايات المتحدة في العراق ضد داعش في 7 آب 2014 فعل ذلك وفقا لاساس قانوني هش ومن دون تفويض من الكونجرس. لكن الآن، وبعد مرور ستة أشهر، قدم البيت الأبيض للكونغرس تصوره عن التخويل لاستخدام القوة العسكرية ضد داعش. وسيجري الكثير من النقاش حول شكل القوة المقترحة داخل الكونغرس واللجان وبين الناس قبل قبول المقترح.
ولكن أولئك الأميركيين الذين يشعرون بالقلق من حروب تبدو بلا نهاية تجري في جميع أنحاء العالم ومن دون ان يكون لها افق سيكون لهم سبب وجيه للقلق. فنحن في السنة الرابعة عشرة من الصراع مع تنظيم القاعدة. فمن يعرف الى متى سيستمر القتال مع داعش؟
والاقتراح الذي تم تقديمه الى الكونغرس الاربعاء سيكون محل نقاشات تركز على نقطتين اساسيتين: هل سيحدد(يضيق) التشريع استعمال القوات البرية. وهل يتم تحديد تاريخ حاسم ينتهي عنده للتفويض.
وهاتان النقطتان مهمتان بلا شك ولكن على الارجح ستثار مسألة اخرى مثل هل سيتم وضع قيود على استعمال القوات البرية ضد القوات المرتبطة بداعش من تنظيمات فرعية أخرى. والمقصود التنظيمات التي ارتبطت بداعش بشكل ما او تقاتل تضامنا معه. والقرار الذي سيتخذ بشأن هذه المسألة سيحدد اذا كان الرئيس المقبل سيدخل الولايات المتحدة بصراعات في بلدان لم تخطر على بال اعضاء الكونغرس الان.
وربما يبدو هذا الكلام مبالغة، لكنه ليس كذلك. فهناك سابقة. ففي أعقاب 9/11، منح الكونغرس سلطة غامضة وقوية للرئيس بوش لمهاجمة القاعدة. لكن ذلك لم يكن غطاء قانونيا للرئيس اوباما، والذي كلف المستشار العام لوزارة الدفاع لتطوير نظرية «القوات المرتبطة بالقاعدة»- وذلك لربط المنظمات الأخرى التي أدخلت نفسها في القتال بتنظيم القاعدة. وبموجب هذا المنطق، تقوم الولايات المتحدة بشن الغارات الجوية في بلدان مثل باكستان واليمن، الامر الذي لم يكن ابدا متوقعا من الكونغرس في 14 ايلول 2001.
هذه المرة، يريد البيت الأبيض تكريس هذه النظرية في النظام الأساسي للكونغرس. وسيطبق المشروع المقترح على «الأشخاص والقوات المرتبطين بداعش» حيث نص المشروع على شمول المنظمات التي تقاتل» من أجل، او نيابة عن، أو جنبا إلى جنب مع داعش».
وفي احد المرات ضيقت ادارة اوباما من المنظمات المشمولة بالتفويض الممنوح لبوش عام 2001. لكن المرونة القانونية التي استعملتها الادارة عند ادعائها ان داعش مشمولة بتفويض عام 2001 ( على الرغم من الانشقاق بين المنظمتين في ربيع عام 2014) وهذا يجعل كل واحد يتوقف امام احتمال حدوث حرب مستمرة مكلفة. وما هو أكثر من ذلك، فان اللغة التي استعملها كبار المسؤولين في الإدارة في وصف الجماعات التي هي «مرتبطة» وغير مرتبطة هو أيضا واسع جدا. وتضم المجموعات التي تقوم بـ «الأعمال العدائية ضد الولايات المتحدة أو شركائها في التحالف». وبعبارة أخرى، قد تنطبق على المجموعة التي تهدد دولة أخرى مباشرة، وليس الولايات المتحدة فقط.
والتصريحات الأخيرة من قبل وزارة الدفاع تشير الى ان التطبيق قد يصبح أكثر ليونة. ففي العام الماضي، وحين بدأت صواريخ كروز تضرب في سوريا، قال السكرتير الصحفي للبنتاجون الاميرال جون كيربي أنه تم استهداف منظمة اسمها مجموعة خراسان وهذا يقع ضمن تفويض الكونغرس في 14 أيلول 2001،. لكن والأساس المنطقي : إن المجموعة على ما يزعم إحدى الفروع التابعة لجبهة النصرة، التي هي بحد ذاتها إحدى الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة. وتصريحاته تعيد الى الأذهان صورة تربط بين هذه الجماعات في سلسلة مزخرفة لتبرير قصفها. وفي الأسبوع الماضي فقط، اقترح كيربي أن يغطي ترخيص عام 2001 على ضربات الطائرات بدون طيار ضد حركة الشباب في الصومال لأنها «تشكل تهديدا ليس فقط لمصالح الناس في الصومال وفي المنطقة، ولكن للمصالح الأمريكية».
ومن الصعب معرفة ما إذا كان هذا يعتبر هو الرأي القانوني للبنتاغون. فقبل بيان كيربي، كان الظن ان استهداف حركة الشباب ياتي لكونهم كافراد منتمين لتنظيم القاعدة.
ولكن إذا كان الإذن بضرب أهداف للقاعدة قد بات واسعا ، فان اهداف داعش باتت اوسع. وبالفعل، فان الجماعات التي ظهرت في جميع أنحاء العالم – من ليبيا إلى شبه جزيرة سيناء المصرية إلى جبال أفغانستان – تعهدت كلها بالولاء للخليفة الذي نصب نفسه على الدولة الاسلامية. فكيف اذن سنتوقف؟
ان اقتراح الرئيس يذهب خطوة أبعد من التدابير السابقة التي تجيز استخدام القوة ضد القوات المرتبطة بداعش فهو يذكر «أي كيان يرتبط لاحقا ارتباطا وثيقا» بداعش. وبعبارة أخرى، فإن الرئيس يطلب من الكونغرس الموافقة على نظريته القائلة ان داعش وريثة القاعدة وبذلك فانها مشمولة بتفويض 2001. ويفسر هارولد كوه المستشار القانوني السابق لأوباما التفويض بانه « منهجية خطيرة تتيح للرئيسين الحالي والمستقبلي باستعمال ادلة واقعية عامة للاشتراك في حروب بعيدة كل البعد عن التفويض الاصلي».
والادهى من كل ذلك فان المسودة التي اقترحها اوباما لم تتضمن حدود جغرافية، في حين ان مسودة سابقة قدمها اعضاء من مجلس الشيوخ حصرت الحرب ضد داعش في سوريا والعراق فقط. ومذكرة الشيوخ معناها ان على الرئيس العودة للكونغرس لحصول على تفويض جديد او استعمال هامش صلاحياته بوصفه القائد العام للقوات المسلحة من اجل ضرب اهداف في دول اخرى.

http://www.newsabah.com/wp/newspaper/37634
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة