تظاهرات الغضب القادمة، إرادة أم انجراف؟

بدء بواسطة صائب خليل, فبراير 23, 2011, 03:39:12 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

صائب خليل

تظاهرات الغضب القادمة، إرادة أم انجراف؟

الإرادة هي القدرة على تنفيذ ما هو صحيح ومنطقي، وتظاهرات الغضب" لا تبدو قادرة على الإجابة عن الأسئلة التي تواجهها: لماذا التظاهر لإسقاط حكومة منتخبة؟ كيف تتظاهر احتجاجاً على أداء حكومة لم تعط فرصة لعرض أدائها؟ كيف ستكون الحكومة التالية أفضل منها إذا كان الناخبين نفسهم، ولم يتح لهم تجربة حكومتهم؟ كيف ستكون غاضبة وسلمية؟ أن من يصف التظاهرات بالغضب، ويتحدث سلميتها، لا ينسجم كثيراً في عباراته.
يأمل معظم المحتجون أن يتم الإلتزام بصفة "السلمية" لكن ذلك بالتأكيد ليس هدف الكثير ممن يريد أن يسحب التظاهرة إلى "الغضب". وبالفعل نجد شعاراتها تمثل الصراع بين هاتين الجهتين.
نجد "شوكت البياتي" يكتب "تنويه هام من شباب الفيس بوك العراقي" يحذر من المدعو "حسين الركابي" الذي ظهر في قناة الشرقية ليقول بانه المتحدث باسم المظاهرات الشبابية مؤكدا بان هذه المجاميع ستقتحم المنطقة الخضراء وتحاول اسقاط الحكومة الحالية! ويقول أن من "المخجل" أن تبث الشرقية لقاءاً مع احد الاشخاص الذين يحاولون افشال مهمة الشباب العراقي ، وسلمية أهدافهم..الخ. لكن من الذي سيتمكن من فرض شكل التظاهرات؟ من يحصل على مقابلات في الفضائيات المتحمسة لـ "الغضب" أم الآخر الذي ليس له سوى رسائل الإيميل الذي يحذر فيه من ذك ويدعو للإحتفاظ بـ "سلمية" التظاهرات؟

شخص آخر يصدر "بيانا" بالإيميل يرسل فيه الديمقراطية نفسها إلى الموت! ، فهي "تحوّل السوء الى أسوأ !! " و "لا تعترف بشهادات أرقى الجامعات العالمية والعربية والعراقية" و "تجعل الناس غرباء في وطنهم وتُزيد الغرباء غربةً" وهي المسؤولة عن سرقة البنوك والإغتيالات للعلماء لتضع محلهم " من لم يُكمل قراءة دار دور" و تقطع الرؤوس. هل هذا كلام موزون؟

أما "البيان رقم واحد" لـ "جمهورية العراق" فيقول أن جميع الأحزاب في العراق أثبتت فشلها الذريع منذ بداية القرن الماضي وسقطت في مزبلة التأريخ.
وهذا الحكم بمزبلة التاريخ والفشل يغطي فترات "حكم الشيوعيين والشعوبيين برئاسة عبدالكريم قاسم" و القوميين والبعثيين والإحتلال والكردية والإسلام السياسي الأمريكي والإسلامي العراقي والدعوة والمجلس الأعلى والفضيلة والصدري والمؤتمر والوفاق والمكلية والحوزة وهيءة علماء المسلمين وتنظيمات إرهابية وأحزاب أخرى، ويقول لهم البيان "كفى أيها الجهلة..."  (ألا يذكرك ذلك بشخص آخر؟).... أذهبوا جميعا الى مزبلة التأريخ.
ورغم أن "شباب العراق" قد ألقى بجميع التنظيمات العراقية في مزبلة التاريخ، ولايمثل أي حركة سياسية أو مرجعية دينية  أو تيار أو حزب سياسي، فهو مع ذلك "يمثل العراقيين في كامل مساحة أرض العراق بمحافظاته الثمانية عشر"!
ورغم أنه "يقول وبصوت واحد: لا    لجميع الاحزاب السياسي، لا    لجميع الاحزاب القومية، لا    لجميع الاحزاب الدينية" فهو يدعو جميع العراقيين للمشاركة الفعالة! من أجل "النصر أو الشهادة"! هكذا تكلم قائد ثان للتظاهرات المخططة!

هذه البيانات والعبارات البعيدة عن أي منطق، تمثل لغة وتناقضات الغالبية الساحقة من الدعوات للتظاهر "الغاضب السلمي" ولذلك بدأت بها مقالتي. لكن لا بأس أيضاً أن ننظر في نصوص تبدو أكثر تعقلاً، على الأقل في لهجتها، إن لم يكن في منطقها.

يكتب نزار حيدر تحت عنوان "   ورقة عمل ليوم الغضب"
"ان القضية اليوم لم تعد تحتمل اية قرارات ترقيعية وارتجالية ومتسرعة، كما تفعل الحكومة والبرلمان، فخطواتهما اليوم ردود افعال مجبرون عليها وليست افعالا بقناعة تامة، انهم يحاولون الانحناء امام العاصفة فقط، بل ان القضية اليوم بحاجة الى قرارات جذرية"

"يلزم ان يفضي تحرك الشارع الى تغيير حقيقي يقلع الفساد واسبابه والفاسدين من جذورهم."

ويقترح نزار حيدر "جدول عمل" أسماه "مطالب الثوار" يتكون من:
"اولا: دعوة مجلس النواب العراقي الى تعديل قانون الانتخابات فورا بما يضمن افساح المجال لكل مواطن عراقي مؤهل دستوريا وقانونيا لترشيح نفسه، بما يساعد على كسر احتكار السلطة من قبل ثلة من المتنفذين والمنتفعين، احزابا كانوا ام افراد.
ثانيا: الدعوة لانتخابات نيابية مبكرة، تعتمد القانون الجديد، بما يساعد العراقيين على اسقاط العناصر الفاشلة وتلك التي خانت الامانة فسرقت وافسدت وتاليا فشلت.
ثالثا: حل الحكومة الحالية والطلب من شخصية وطنية غير حزبية وغير سياسية مشهود لها بالصدق والنزاهة والكفاءة والخبرة والحزم والحرص على العراق وشعبه وخيراته لتشكيل حكومة انتقالية يختار وزراءها على اساس الكفاءة والخبرة والمهنية والنزاهة، بعيدا عن المحاصصة والحزبية، وان لا يكونوا من السياسيين او من قادة الاحزاب، على ان لا يستوزر فيها اي نائب في البرلمان او وزير شارك في اية وزارة من الوزارات التي تشكلت منذ سقوط الصنم ولحد الان."

لكن كيف يفضي تحرك الشارع إلى إقتلاع الفساد وأسبابه، حين يأتي الفساد عن طريق الإنتخابات؟ وكيف يمكن منعه من العودة بنفس الطريقة ثانية؟ وكيف يدعو مجلس النواب العراقي إلى "تعديل قانون الإنتخابات فوراً" ويقول في نفس الوقت أن القضية لم تعد تحتمل القرارات الإرتجالية المتسرعة؟

وهل أن قانون الإنتخابات الحالي "لا يسمح للعراقيين المؤهلين دستورياً وقانونياً" بالترشيح لمجلس النواب؟
ولماذا ينتظر حيدر أن تنتج الإنتخابات الجديدة "إسقاط العناصر الفاشلة" الخ، التي فازت تواً في الإنتخابات التي انتهت قبل بضعة أشهر؟ هل يمكن كتابة قانون انتخابات يضمن أنتخاب "شخصيات ناجحة"؟ ومن يقرر ذلك؟

وتقترح "ورقة العمل" تشكيل حكومة مؤقتة تأتي من خلال "طلب" (من يطلبها؟) بتشكيل الحكومة. ومن الذي سيقرر أن شخصية ما تتمتع بتلك الصفاة الكاملة فعلاً؟ ولماذا يشترط بعد ذلك أن تكون تلك الشخصية بعيدة عن انتخاب الشعب؟
ويقترح تشكيل لجان ثورية للمحاسبة، ولجنة لإعاة نظر بالدستور الملغوم! وطبعاً فقد أقام نزار حيدر ثورة كاملة وأطاح بالنظام كله وشكل لجان ثورية، وكأنه يقود تظاهرات مليونية تشمل الشعب كله، وتزيل النظام المفروض عليها منذ عقود، وليس كأن تلك الجماهير هي التي انتخبت الحكومة الحالية قبل فترة قصيرة، ولم تحصل حتى على فرصة لتغيير رأيها بها!
ويحس نزار حيدر بنقص الشرعية في كلامه، فيقول "قد يطعن بعض المسؤولين في شرعية مثل هذه المطالب ودستوريتها"
ويجيب عن ذلك بجواب غريب فيقول "ان انعدام الثقة بالمسؤولين هي التي تدفعنا الى التفكير بهذه الطريقة، فبعد هذا الكم الهائل من الوعود التي لم ينفذوا منها شيئا، لم يعد الشارع يثق بهم، ابدا، هذا من جانب، ومن جانب آخر، فان كل مؤسسات الدولة العراقية تجاوزت الدستور بشكل او بآخر، خاصة البرلمان، ولذلك فليس من حق اي مسؤول ان يورد مثل هذا الاشكال على مطالب الشارع، خاصة واننا جميعا نؤمن، كما ان الدستور نص على ان الشعب هو مصدر السلطات، فكيف يجيز احد لنفسه ان يسال الشعب عن مصدر شرعيته؟ ثم ماذا ابقى المسؤولون والسياسيون من شرعية ودستورية ليحتجوا بها على الشارع الغاضب؟.

ونزار يستعير هنا عبارات سمعها في تغطيات الجزيرة لثورة مصر، وكما نقل منظموا التظاهرات صيغتها وحتى موعدها وبعض شعاراتها، نقلاً حرفياً، فأن نزار ينقل شرعيتها نقلاً حرفياً. وليس الفرق فقط أن نزار لم يحصل على شرعية ملايين مصر الثائرة على نظام دكتاتوري، لكنه لا يجد غضاضة من تحديد "شرعية الشارع" اعتباطاً بدلاً من التصويت المنظم نسبياً الذي اختار "الشارع" بواسطته هؤلاء الساسة ليمثلوه. إنه يقول أن "إنعدام الثقة بالمسؤولين هي التي تدفعنا الى التفكير بهذه الطريقة" فمن "أنتم" الذين "تفكرون بهذه الطريقة"؟ وما وزن ثقتكم مقابل الثقة التي اعطاها الناس لنفس هؤلاء الذين تعترضون عليهم، في انتخابات نظامية؟

يدعو نزار حيدر إلى دراسة مقترحاته بتأني.. الخ. لكن من الواضح أن تلك المقترحات "الثورية" لم تكتب "بتأني" وأنها كتبت بـ "إرتجال وتسرع وبتأثير العواطف"، ورغم أنها تختلف في كلماتها عن "البيانات" الثورية للتظاهرات، فأن محتواها ليس كذلك.

إذن، ما الذي لدينا؟

دعوة إلى إسقاط الديمقراطية – بدون نظام حكم بديل جدي، أو أن نظام الحكم البديل معروف في أذهان البعض، لكنه "سري"!

دعوة إلى إسقاط الحكومة – بدون أية فكرة عن حكومة بديلة ، او لأن الحكومة البديلة المنوي إقامتها سرية هي الأخرى!

دعوة إلى تظاهرات تتهرب من الأسئلة عن أهدافها وعن معقوليتها ...

تظاهرات ضد حكومة منتخبة من أجل حكومة لم تنتخب؟ وقد لا تنتخب؟ 

تظاهرات ضد انتخابات مريضة لصالح تظاهرات ضد حكومة منتخبة لم تستطع الجهات المعارضة لها إسقاطها حتى بتزوير الإنتخابات، وهاهي تدعوا إلى "انتخابات ثورية" عن طريق التظاهرات؟

تظاهرات ضد دستور عليل صوت عليه الشعب، لصالح دستور يصوت عليه المتظاهرون فقط؟

تظاهرات ضد عمل حكومة لم تبدأ عملها بعد، - ولصالح حكومة جديدة ليس لدينا أية فكرة عنها؟

ماذا لو أن جماعة الحكومة الساقطة كرروا الفكرة وأسقطوا حكومتكم التي لم تبدأ بعد؟ هل ستحاربوهم بالعصي؟

تظاهرات ضد الطائفية..هل الحكام الذين تم انتخابهم وحدهم طائفيين، أم الشعب الذي انتخبهم أيضاً؟ لم أسمع بشعب غير طائفي ينتخب حكام طائفيين!

تظاهرات ضد الإحتلال؟ – وتأتي في أنسب وقت يريده الإحتلال كحجة لتمديد بقائه؟

تظاهرات ضد المحاصصة؟ ألم تسموها "حكومة وحدة وطنية"؟ ألم تضغطوا لكي "لا تنفرد" الكتل الفائزة وتشكل حكومة أكثرية مثل بقية بلدان العالم؟ وإن حصلت حكومة الأكثرية، ألن يتظاهر أحد مطالباً بـ "حكومة وحدة وطنية"؟

لقد كان هناك أوقات عديدة تتطلب التظاهر، فلماذا أحجمتم عندما كان الوقت مناسباً؟
لماذا لم تتظاهروا حين وقع المالكي معاهدة سرية البنود؟
لماذا لم يتظاهر الشيوعيون حين تعهد وزير الدفاع الحالي بالقضاء على الشيوعيين في قسم تعيينه؟
لماذا لم تتظاهروا حين هدد وزير الدفاع الشعب العراقي بالقراصنة، ساخراً منهم؟
لماذا لم تتظاهروا حين هدد المالكي الشعب العراقي بإخراج القوات فوراً إن لم توقع المعاهدة؟
لماذا لم تتظاهروا حين جاءكم المالكي بمعاهدة سرية أسماها "مذكرة تفاهم"؟
لماذا لم تتظاهروا حين كان الصدريون يشكون من تصرفات الحكومة الوحشية ضدهم وخارج القانون؟
لماذا لم تتظاهروا حين اعلنت الحكومة أنها أعدمت بشكل سري مئتي شخص؟
لماذا لم تتظاهروا حين أطلقت القوات البريطانية بقوة الدبابات، سراح جنديين من جنودها كانا متلبسين بالإرهاب؟
لماذا لم تتظاهروا حين أعلن منتظر الزيدي أنه تم تعذيبه بالكهرباء وأعلن أسماء معذبيه؟
لماذا لم تتظاهروا حين تبرعت حكومتكم بالنفط المخفض السعر إلى الحكومة  الأردنية وأنتم بأشد الحاجة إليه؟
لماذا لم تتظاهروا حين اكتشفتم أن أجهزة كشف المتفجرات مزيفة؟
لماذا لم تتظاهروا حين منعت المحكمة كشف التزوير الإنتخابي بقرار عجيب؟
لماذا لم تتظاهروا حين تدخلت السفارة الأمريكية لرفع الإستبعاد عن البعثيين؟
لماذا لم تتظاهروا حين تفاوض الأمريكان مع البعث في اسطنبول بالرغم منكم ومن حكومتكم؟
لماذا لم تتظاهروا حين باع أشتي هورامي حقول النفط كبقع استكشافية ووقع عشرات العقود السرية المستعجلة؟
لماذا لم تتظاهروا حين قامت القوات الامريكية بتجميع أطفال النعيرية من أجل أن يفجرهم ارهابي بسيارة مفخخة؟
لماذا لم تتظاهروا حين تكرر تفجير صفوف المتطوعين وكان سهلاً جداً تجنب ذلك؟
لماذا لم تتظاهروا ضد تزوير الإنتخابات من قبل الهيئة المستقلة للإنتخابات؟
أو حين رفض رئيس الهيئة إعادة العد؟
هل أستمر..؟

كل هذه كانت مناسبات ممتازة للتظاهر وللغضب أيضاً، لكن أحداً لم يتظاهر في وقتها، والآن تدعون للتظاهر.
كل المشاكل التي يمكن أن تساق كحجج، كان لها وقت أنسب للتظاهر في الماضي، وسيكون لها وقت أنسب في  المستقبل، فلماذا هذا التوقيت المثير للشكوك؟
لماذا التظاهر الآن حين تستطيع الحكومة أن تجيب بأنها لم تبدأ بعد، وتركتم الفرصة التي كانت لا تستطيع أن تفعل ذلك؟
لماذا لم تتظاهروا حين اعتبرت ديون صدام ديوناً عراقية يجب الوفاء بها، بدلاً من اعبتارها ديوناً فاسدة؟
لماذا لم تتظاهر المدن والقرى مطالبة بمدارس ومستشفيات، حين كانت الحكومة السابقة قائمة؟ أو تلك التي قبلها؟
لماذا لم تتظاهروا حين كان يمكن للتظاهرات أن تأتي بنتيجة، وفضلتم الوقت الذي قد لا يأتي سوى بالخراب؟
لماذا لم تتظاهروا في كل هذا الوقت إلا حين صار  في مصلحة المندسين أو الإحتلال والبعث أن تتظاهروا؟
لماذا لم تضغطوا بتظاهراتكم على الحكومة إلا في أيام تفاوضها مع جماعة الإحتلال على توزيع الوزارات الأمنية؟
لماذا لم تتظاهروا إلا قبل أشهر من موعد خروج قوات الإحتلال، وضد الحكومة التي وعدت بعدم التمديد؟
أما كان بالإمكان قبل ذلك؟... اليس ممكناً بعده؟
أم ان من يقود التظاهرات يريد عامداً حكومة تمديد؟
أصدفة أن هذه الصحوات المفاجئة تصادف مواعيد خطيرة تهم أكبر قوة في العالم؟

إنني أحترم وأقدر المعاناة التي تدفع بمن يريد التظاهر لإتخاذ قراره، لكنه للأسف قرار سيء التوقيت ولا يمكن الدفاع عنه، ولا معنى له.
وأسوأ من ذلك أنه لن يكون له معنى أيضاً في الإنتخابات التالية، فـ "حكومة الوحدة الوطنية" لا تترك للشعب بديلاً. الجميع يدخل الحكومة غصباً عن الشعب في كل دورة! إن كان لكم أن تتظاهروا، فتظاهروا من أجل إلغاء حكومة الوحدة الوطنية وتمكين الكتل الفائزة من تشكيل حكومة أكثرية، لكي يمكن محاسبتها والحكم عليها في الدورة القادمة. ولكي يكون لدينا بدائل.

لكن "تظاهرات الغضب" هذه لها أهداف أخرى غير تمكين حكومة أغلبية من الحكم ولن يمكن تغيير أهداف التظاهرات الآن. لذلك يجب انتظار فرصة أخرى، وتظاهرات أخرى وأهداف أخرى. لكن التوقف ليس سهلاً على من عقد العزم على المضي في طريقه.

في العادة يكون العزم مطلوباً لإتخاذ القرارات المقدامة، لكن الأمر مختلف عندما لا يدفع إلى الحركة، المنطق، بل عدم القدرة على التوقف. في هذه الحالة فأن الحركة لا تكون مؤشر إرادة، بل عدم القدرة على الإمتناع عن الإنجراف. وكما يقول نيتشة فأنه: "يكون في الإحجام من العزم ما ليس في الإقدام أحياناً".

sarmadaboosh

شكرا يا أستاذي العزيز على المقالات الرائعة و الدروس الأروع التي يجب أن ينهل منها كل شخص يحاول أن يفهم بعض الأمور التي تدور من حولنا في العالم
أما ما يتعلق في مظاهرات  العراق فبالتأكيد إن المسألة هي نفاذ صبر الشعب العراقي بكامل فئاته و ليس الشباب فقط من الحكومات العديدة التي مرت على هذا البلد دون أن تقدم أي بصيص نور أو أمل لحياة أفضل سوى التخلص من دكتاتور أعمى و بالتأكيد بفضل قوة أجنبية محتلة و الفساد المستشري في المجتمع أصبح صفة ملازمة لأي سياسي يتسلق على أكتاف الشعب ليصل إلى السلطة على الأقل هذا هو رأي الشارع بغالبيته حتى بالنسبة إلى المسؤولين الصغار في الدولة ففي ابسط الدوائر في النواحي و الاقضية تجد من الفساد ما يجعلك تتمنى أن ترحل إلى مكان آخر في هذه الأرض فما بال السلطات الموجودة في أعلى سلم الدولة و اعتقد أن هذا هو دافع الشعب عدا أمور أخرى و بالطبع كلها ناتجة عن الفساد كالفقر و البطالة و غيرها ......
و أرى أن هناك دافعا آخر يتمثل بما قاله رئيس الوزراء (بان الشعب العراقي شعب مسكين لا يستطيع أن يقود نفسه) فهذه الاستهانة بالشعب بالتأكيد ستشكل دافعا مهما
ولكن عندما نقرأ مقالتك الرائعة بعنوان (إدارة الضغط على الحكومة وتوجيهه-1) فبالتأكيد يجب أن نكون على ثقة بان هناك جهات أخرى تضغط لتصل إلى ما تصبوا إليه و هو ما لا نعرف ماهيته و لا من هي هذه الجهة و لا أين ستصل الأمور في العراق و في المنطقة ككل في هذه المرحلة التي يمكن أن اسميها كشاب في الثلاثين بالغريبة
و هنا أريد القول بان التظاهر و الإفصاح عن الرأي هو بحد ذاته حالة صحية كان يجب على الشعب أن يتعلمها منذ زمن طويل و لكن يبدو انه يحاول على الأقل تعلمها

صائب خليل

الأخ العزيز سرمد،
شكرا لتعليقك الجميل والهام.
أفهم أخي العزيز الأسباب القاهرة التي تدفع الناس للتظاهر، لكن بالنسبة لي من الواضح أن إدارة القضية، وليس المشاركين بها، متآمرين، أما المشاركين فأغلبهم من الناس الذين يأسوا ولم يجدو طريقاً آخر..قبل قليل نشرت مقالة أخرى حول الموضوع أرجو أن تجدها مفيدة ايضاً
مع تقديري
صائب خليل

يوسف الو

لم نفهم من مقالتك من هم اصحاب البيان رقم واحد !!!
لاادري ان كنت تعلم ام انك تتجاهل المعلومات الأكيدة التي يعرفها كل من يكتب كمقالتك المنشورة بأن الحزب الشيوعي لم يستلم السلطة في العراق ابدا وانه كان من اشد اعداء عبد الكريم قاسم لفترة معينة من حكمه وكان الآلاف منهم يقبعون في سجونه ومعتقلاته !!
وان سمحت لنفسك ان تجمع كافة الأحزاب وترمي بها الى مزبلة التاريخ فأنت قد تجاوزت الحدود المعقولة وما استطعت ان تفرق بين الخير والشر والحق والباطل !!
بالله عليك ايجوز ان تجمع المسالمين والمحبين للحرية والعدالة الأنسانية كالشيوعيين مع الأشرار والأنذال والقتلة كالبعثيين المهزومين ومع الحرامية والسراق والطائفيين والعتصريين كالأحزاب الأسلامية التي تصول وتجول اليوم كما يحلو لها ؟؟
لا يا اخي كونوا حقانيين وعقلانيين في طروحاتكم كي يتمكن القاري من التواصل معكم وتقييم اعمالكم ولا تنظموا لجيل ادباء ومثقفي الصدفة والمرحلة !
تقبل تحياتي

صائب خليل

أخي يوسف الو،
يبدو لي أنك فهمت الأمور بالمقلوب..
أنا نشرت البيان رقم واحد ساخراً ممن كتبه لا أكثر..
شكرا لك