تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

زهرة في مهب الريح

بدء بواسطة الاكليريكي بشار الشمني, يناير 05, 2011, 07:39:29 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

الاكليريكي بشار الشمني

زهرة في مهب الريح

      في صباح أحد أيام الصيف القائض، وقفتُ في بستان خيالي لأتأمل عجيب صنع الله، واذا البستان تملأه أشجارٌ وشجيرات، زهورٌ وزهيرات، والعصافير تملأ المكان بزقزقتها، والطيور تغرد، والنحل يطنّ ويحلق من زهرة لأخرى ليجمع منها ما لذّ له وطاب من الرحيق المنعش للنفس.
      وفجأة أحسست بقطرةِ ندى خجولة خاشعةً تستميحني عذراً لتبلل كتفي المكشوف، فطلبت مني أن لا أنظر جمالها، ولخجلي منها لم أستطع أن أتفوه بكلمة من أجل سحرها الأخّاذ، فقد سحرتني وأدهشتني بعظمة خالقها.
      فسرق نظري منظرٌ آخر أبهج مشاعري... كأن نجمةً ترتقص أمامي، كأنها عروساً ترقص مع عريسٍ لست أراه. وعندما اقتربتُ منها، وجدتها حزينة كئيبة والدموع تملأ عيونها رسمت أنهاراً على خدودها لأن الجميع كان قد هجرها، حتى عريسها قد تركها ولم يعد يراقصها... وامتنع عن حمل شذاها. فخلعت فستان عرسها لترميه قطعة قطعة، تندب حبيبها وكأنها أرملةٌ في عز شبابها، لكنها في الحقيقة زهرةٌ في مهب الريح.

      زهرة قد أتعبتها الأيام، وأخذت سني حياتها، تناثرت اوراقها الحمراء ولم يبقى منها سوى وريقات صفراء أتعبها العطش وأهلكها اهمال الزمن. وفجأة أراها تتمايل وكأنها بميلانها تسجد لخالقها العجيب، ثم تعود تنتصب لترفع رأسها وتنظر الى السماء حيث سكنى خالقها.. كأني بها تسبح وتهلل له ليس بصوت رخيم... لكن برائحتها الفواحة التي تعطي الشفاء والراحة للانسان العليل، فتشفيه لأنها من نفحات الاله القدير.
   فهمس في أُذنيَّ صوت أنينٍ يفطر القلب... تمزق له فؤادي وهزّ كل كياني، إنه صوت فتاةٍ طرق سمعها أن فتاها قد تركها ليلاعب فتاة أخرى، فركعتُ أمامها متأملاً بها، فأحسستُ وكأنها تحتاج الى من يسمعها، فاختارتني وكأني ورقة بيضاء تكتب عليها وصيتها الأخيرة... فلم أتكلم!!
   وبدتْ تسطّر على هذه الصفحة البيضاء تلك الوصية التي كانت بطريقتها كأنها تنحت على جسدي، ومن مرارة كلماتها أحسستُ بحدة المسمار الذي كان يخدش كل جزء في جسمي، فتجاسرتُ ومددتُ يديّ ولمستُ خصرها، فأحسست أنها ترتجف من الألم. واذا بها تشكي لي همها... فهمست في أُذنيّ وقالت: هرب فتاي ونسيَني... فارتمت باحضانه صديقاتي... لكنه أحبهن ولمشاعري لم يبالي... قتلني، طعنني بخنجرٍ في خاصرتي، فقطّع كل اوردتي، بل مزّق شراييني، حتى نزفت كل دمائي، فاصفر جبيني، وشحبت وجنتاي واغرورقت مقلتاي، حتى لم يعد أحد يتجشم عناء النظر اليَّ... فقاطعتُها ووقفتُ لأعزيها محاولاً ان أغيّر فكرتها عن نفسها... لكنها أبت عن ان توقف أنهار دموعها التي كانت تجري كانها حفرت ودياناً على خدودها.
     فجأةً ابتدأت العروس تسقط وتنكسر شيئاً فشيئاً... فدّقت الأجراس والأبواق وعزفت لحن العزاء... ففتحت الأرض ذراعيها لتعانق ابنتها (الزهرة)... فرمت الزهرة بنفسها في أحضان أُمها... فلفتها بكفنٍ أسمر وغطتها بحلّتها. معزية إياها بكلمات سماوية ...
تراب أنتِ وقد عدتِ الى التراب.

mena shallale

تراب أنتِ وقد عدتِ الى التراب.

عاشت ايدك كلش كلش حلوة يسلمووووووووووووووووووووووووووووووو

matoka

                      عاشت الايادي
                             يسلمو
Matty AL Mache

ماهر سعيد متي

شكرا لك على هذه العبارات المؤثرة .. ننتظر منك المزيد .. تحياتي
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

saad_albartellawe

#4
لا اقدر أن أوصف مدى جمال هذه الكلمات التي هزت بدني عندما قرأتها
شكرا على هذا الوصف الجميل
شكرا أخي وصديقي وزميلي الطالب الاكليريكي بشار اسحق ( يوحنا ) على هذه الكلمات الرائعة اتمنى المزيد لمثل هذه المقالات الجميلة

ܬܰܗܢܝܳܬܼܳ̈ܐ ܠܶܒܳܢܳܝܳܬܼ̈ܐ ܠܰܒܼܢܰܝ̈ ܥܺܕܬܰܢ ܣܘܽܪܝܳܝܬܳܐ ܚܽܘܕܳܬܼ ܕܰܝܪܳܐ ܗܳܢܳܐ ܡܳܪܝܳܐ ܢܒܼܰܪܶܟܼ ܟܽܠ ܡܰܢ ܕܰܠܐܺܝ ܒܥܰܡܠܳܐ ܗܳܢܳܐ ܒܚܘܽܠܡܳܢܳܐ ܘܒܼܚܰܝܶܐ̈ ܐܪ̈ܝܼܟܼܶܐ ܘܰܒܼܢܶܨܚܳܢܳܐ ܘܰܒܼܟܼܽܘܫܳܪܳܐ