المهاجرون المسيحيون في برطلة بين مطرقة غلاء السكن وسندان البطالة

[برطلي دوت نت]

المهاجرون المسيحيون في برطلة بين مطرقة غلاء السكن وسندان البطالة

العراق للجميع (واع)/

سهل نينوى الذي تنتشر به أقضية ونواحي وقرى عديدة للمسيحيين الذين عاشوا جنبا إلى جنب مع العرب والشبك والأكراد والايزيدية بإخوة حيث هنا كما يقول الأهالي العلاقات وطيدة بين الجميع ويحزن الواحد للأخر إذا أصابه مكروه فالعلاقات لمئات السنين جعلتهم منطقة أمنة رغم تدهور الوضع الأمني في أماكن عديدة من العراق فسهل نينوى لم تستطع التفرقة او أي أمر أخر تفرقة صفه فالكل هنا إخوة ..
بعد إحداث العنف التي دارت بالعراق هاجرت عوائل مسيحية من الموصل وبغداد والبصرة وأماكن أخرى قصدت هذه المنطقة وذلك لوجود بعض الأمان النسبي بها فقصدت قضاء الحمدانية وحسب دائرة الهجرة والمهجرين بالحمدانية ما يقارب 11 إلف إنسان مهجر حسب إحصائية لها منذ عام 2004 والى حد عام 2009 وهناك اكثر من 6 الف مهجر بقضاء تلكيف .
عان المهاجر الى هذه المناطق من أمور كثيرة منها عدم وجود فرص العمل بهذه المناطق فالمهجر كان بالسابق لديه في منطقته التي هجر منها عمل اما في منطقة سهل نينوى فالعمل هنا يعتمد على الزراعة فظهرت معانات المهجرين من عدم إمكانيتهم إيجاد فرص عمل بهذه المناطق .
بسبب الزخم الكبير للهجرة الى هذه المناطق ارتفعت أسعار البيوت هنا والأراضي بشكل كبير حيث كانت قطعة الارض في عام 2004 تباع بمليون ونصف المليون دينار اما اليوم فارتفعت الى مائة مليون دينار بسبب الطلب من المهاجرين وقلة الاراضي من جهة اخرى .
يقول بولس بهنام احد مهجري من مدينة بغداد " ايجار البيت 500 الف دينار ونحن ليس لدينا عمل فكيف نعيش ؟ " .
الكنيسة في المنطقة وحسب كاهن من الحمدانية فيقول " عملنا بالاتفاق مع هيئة شؤون المسيحيين فقمنا ببناء شقق صغيرة وبأسعار رمزية لتؤمن السكن للكثير من المهجرين ولكن أعدادهم كبيرة " .
هيئة شؤون المسيحيين إحدى الجهات الخيرية قدمت لهم رواتب بسيطة كل شهر ولسنين عدة وكذلك بنت لهم المنازل في مجمعات سكنية لكن ضلت مشكلتهم هي كيف يجد رب الأسرة فرصة عمل في هكذا مكان .
يقول بولس عن حالة المهجر بسهل نينوى " اسكن شقة من الشقق التي بنتها هيئة شؤون المسيحيين وادفع 50 إلف في الشهر لولا هذه الشقق لما كان بإمكاننا استئجار منزل ؟ " .
السيدة سوسن مهجرة من الموصل وتقطن قضاء الحمدانية تقول " هاجرت عائلة ابني من الموصل وما ان استقرنا هنا ولم يجد ابني العمل قرر الهجرة مع عائلته وفضلت البقاء انا بالوطن لكن انا وحيدة ومهجرة من مدينتي الحبيبة ومحلتي وجيراني
قامت هيئة شؤون المسيحيين في قضائي بالحمدانية وتلكيف التابعان لمحافظة نينوى اداريا ببناء عدد كبير من المجمعات السكنية بالاتفاق مع الكنائس المحلية .
رغم توفر السكن الرخيص للبعض منهم لكن بقى العمل شغلهم الشاغل فالعمل هنا وإيجاده صعب بسبب ان المنطقة تشتهر بأنها زراعية وهم كانوا في المدن إما أصحاب محال تجارية او موظفين او أصحاب مهن واليوم بعد هجرتهم لسنين بقى حلمهم ان يعودوا الى مدنتهم لتعود البسمة على شفاههم وشفاه اطفالهم