تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

يوم ٌ عظيم ومساء ٌ رهيب

بدء بواسطة أمير بولص ابراهيم, أبريل 22, 2011, 05:25:52 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

أمير بولص ابراهيم

المكان : برطلي السريانية
الزمان : الجمعة  العظيمة
الحدث  : استذكار صلب يسوع الناصري

بدأت برطلي الجميلة السريانية الأصل  والتأريخ صباحها بالاغتسال برذاذ المطر حيث ُ غسلت ما عَلَقَ على وجهها وملامحها من أتربة ٍ وغبار الأيام الماضية لتبدو عروسا ً حزينة ً تستقبل حدثها السنوي كباقي أخواتها السريانيات من البلدات المحيطة بها  حتى بدا عليها  انتعاش ٌ غريب   وهي تستقبل نسمات من الهواء البارد وكأنها تُعيد ُ نشاطها بعد ليلة نامت فيها  هادئة ً على أكف أبنائها الحراس الغيارى على سريانية بلدتهم والذين ما لبثوا أن تناثروا كحبات عقد ٍ أنفرط  في أزقتها وحواريها  ليرابطوا  برعاية من  يجاورها من القديسين والقديسات ليضمنوا امنها وسلامتها
ينثرون ابتساماتهم ويوسعون حدقتا عيونهم  لطمأنة برطلي السريانية بأن يومها المبتدئ بعطر الورد ولون السنابل التي غسلت نفسها أيضا بالمطر ورائحته التي رافقت أهلها من منازلهم  حتى الكنائس الثلاثة  التي زهت قبابها بعطر البخور المنبعث من المبخرة أثناء الصلاة  يرافقها صدح ٌ لصوت أجراسها معلنة ٌ قرب الحدث  المرتقب ..ومع تدفق أهلها غصت بهم  الكنائس وباحاتها ..يوم عظيم ٌ ينتظروه كل عام بكل ما يحمله من ألم ٍ وذكرى لينطلق صوت موسيقى هادئة وحزينة  تعيد الزمن الذي عاصر ذلك الحدث , حيث ُ تحلق ُ تلك الموسيقى معانقة ً أصوات الجوقات المنطلقة منها ترانيم اليوم العظيم بحزن ٍ ناطق   يرافقها  من خارج  الكنيسة ظلمة فجائية مصحوبة  بوميض البرق وأصوات الرعود الذين أضافا جوا ً من الرهبة ِ على الحدث مع بداية دورة الدفنة .. حيث حمِل َ نعشا يرمز لموت الفادي يسوع  لتنهمر دموع الرجال قبل النساء حيث يبكي الرجال في حدث عظيم كهذا  ويورق خدود النساء ورقا ً أصفرا ً من زرع دموعهن على تلك الخدود  .. وتنطلق الحناجر بالدعاء لحفظ برطلي وسريا نيتها العريقة  لتستذكر برطلي وكنائسها  جميع من غادرها حيث الغربة  المريرة وشكوى البعد منها  عن هكذا حدث عظيم له طابعه الرائع في طقسه  ومعايشته  حيث تتراءى أطياف الكثير منهم ومنهن لأحبائهم وأهلهم  هنا استذكرت صديقة صديقتها وأخت أختها وأم حنون بملابس الشمامسة  وهو يرنم مع غيره من الشمامسة تلك الترانيم ويعايش الحدث
لتنهمر دموعها فوق خديها مختلطة مع كلمات الدعاء التي نمت فوق شفتيها  بأمل عودته  ليرنم ثانية ًمع إخوته الشمامسة ..( كم هو عظيما ً موتك يا رب )  استذكار ٌ يهز المشاعر ويخرج الدمع من محاجر العينين حيث تُسبِح للرب في يوم موته ِ العظيم  الذي بصعوده على خشبة الصليب أنقذ الجنس البشري من خطاياه ليستمر الموكب حتى مثواه في المذبح المقدس  ..كل هذا والسماء مازالت تذرف دمعها بغزارة خارجا ً  فوق هامات المؤمنين الخارجين من الكنائس  متوجهين لمنازلهم التي طال شوقها لهم بعد غياب دام ما يقارب النهار بساعاته وليعود المساء  يستقبل برطلي بكل حنان ويودعها في أحضان أبنائها الحراس  لتنام مطمئنة ً حيث بانتظارها سبت النور وحدث القيامة الأعظم ... وما أعظم اليوم حين التقينا جميعا ً في جمعة الآلام متوحدة  حيث ذقنا الآم ربنا معا ً وذلك هو خير بلدتنا وسريانيتها ...


                                        أمير بولص أبراهيم
                                        برطلي  مساء الجمعة العظيمة
                                         22 نيسان 2011

بهنام شابا شمني

#1
لا ادري يا زميلي امير كيف يمكن لبلدة مثل برطلي تحمل كل هذا العشق ليسوع وكل هذا الايمان برب المجد وكل هذا الارث السرياني الاصيل وكل هذا التاريخ وكل هذه الغيرة من ابنائها تجاهها وكل هذه الصلوات والتسابيح التي تصدح بها اصوات ابنائها المؤمنين والمنطلقة من كنائسها الثلاث لتشق عنان السماء صباح مساء وكل هذا الاصرار على الاحتفاظ بالتقاليد وكل هؤلاء الشباب الواقفين على ابوابها والمنتشرين بين ازقتها وفي شوارعها يحرسونها كيف يمكن لهذه البلدة ان ياتي اليوم الذي تمحى منه سريانيتها ومسيحيتها .
لقد كان اليوم جمعة عظيمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى عظيما في كل شيء حتى السماء شاركتنا في عظمته واعطت من خيراتها من المطر ما جمعته لتعطيه في هذا اليوم فيكون متميزا في كل شيء .

ماهر سعيد متي

                      كم هو عظيما ً موتك يا رب  ... ابدعت يا صديقي بجمال وروعة الوصف ... شكرا لك تحياتي
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة