مشــــاكسة عجيـــب أمـــــور.. غـــريب قضيـــة

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يوليو 17, 2015, 11:10:19 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مشــــاكسة
عجيـــب أمـــــور.. غـــريب قضيـــة



برطلي . نت / بريد الموقع

  مال اللـــه فــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
.................................

أضاف الابداع السياسي المتفرد والحنكة القيادية العبقرية في بلادنا اللذان نجحا في اقامة تجربة (ديمقراطيـــــة) ثورية اشتراكية متوهجة بقيمها ومتفردة بخصوصيتها التي لاتشابهها فيها أي تجربة دولية اخرى، انجازا جديدا فريدا رائدا مجيدا إلى سجل انجازاتنا الملحمية ذات الخصوصية (الانسانيـــــة)، مما أذهل المراقبين والمتابعين والمحللين الستراتيجيين بالسرعة المذهلة لمسؤولينا المعنيين في انتاج المزيد من الانجازات والمكاسب والملاحم والاعجازات في مختلف نواحي الحياة.
فإلى جانب انجازنا المتوهج في ميدان الفساد وفي ميدان تناسل ثروات بعض المسؤولين وتكاثر ملياراتهم باسرع من الصوت والضوء ومن سرعة انشطار الخلايا السرطانية، واستهداف الصحفيين واسكات اصوات الثرثارين منهم وسرعة هروب الفاسدين بمليارات المال العام الى الخارج، ونجاح تجربة (القيـــادة العائليـــة الحكيمـــة) لبعض وزارات الدولة ومؤسساتها، وسرعة سقوط االمدن بايدي الارهابيين وسرعة تضاعف أعداد الكرفانات وخيام النازحين والمهجرين، فقد زفت المنظمة الدولية الى العالم اجمع (بشـــــرى) نجاح العراق في اختطاف المركز الاول عالميا في أعداد المواطنين المهجرين داخل بلدانهم، حيث تمكنا عبر هذا الانجاز (الفريــــد) الذي يجب ان نفخر به ونباهي العالم من خلاله (بعبقريــــة) بعض سياسيينا ومسؤولينا الافذاذ الذين تمكنوا بجهودهم وعرقهم وتعبهم ومواصلتهم العمل (النضالــــي) ليل نهار من تحطيم حاجز الثلاثة ملايين ونصف المليون مهجر بقدراتهم الذاتية ودون اي مساعدة اقليمية او دولية.
وعلى الرغم من أرقى مستويات (الرفاهيــــة) التي يعيش في كنفها هؤلاء المهجرون حيث الكرفانات والخيام التي تتوفر فيها جميع مستلزمات الراحة والسعادة لهم ولاطفالهم وفي مقدمتها التمتع باشعة الشمس اللاهبة التي تسهم في عملية تعقيم اجسادهم دون الحاجة للاغتسال والاستحمام اليومي حيث يرفضون استخدام المياه حفاظا على هذه الثروة الوطنية، ويعزفون عن شرب المياه الباردة او استخدام الثلج حفاظا على الصحة العامة، ويتمتعون باجواء الحياة الطبيعية من خلال استمتاعهم بمجاميع الصراصير والعقارب وربما الافاعي التي تسرح بقربهم هنا وهناك، واصرارهم على عدم شراء ملابس جديدة دعما لخزينة الدولة في ظل الازمة المالية ولجوء بعضهم لممارسة رياضة السير لمسافات مختلفة لقضاء حاجاته الحيوية، واصرارهم على عدم عرض اطفالهم المرضى على اللجان والفرق الطبية من اجل اكسابهم المناعات الذاتية ضد الامراض المختلفة، ورفضهم استلام منحة المليون دينار دعما للخزانة (الخاويــــــة) التي دفعت عددا من المحافظات ومن بينها العاصمة بغداد لاشهار افلاسها وايقاف مشاريعها.
الا ان الأمم المتحدة قرعت جرس الانذار محذرة من توقف عملياتها لمساعدة ملايين النازحين والمهجرين هؤلاء ما لم تتوفر لها مصادر تمويل على الفور، مناشدة الجهات المانحة تقديم نحو 500 مليون دولار لمساعدة 5.6 مليون عراقي بتوفير احتياجاتهم الأساسية من مأوى ومأكل وماء وخدمات أخرى تبقيهم على قيد الحياة خلال الأشهر الستة المقبلة.
وبرغم هذه السعادة الحقيقية التي يعيش في كنفها نازحونا الاكارم والتي اشبه ما تكون بجنة عدن، الا ان الابواق الامبريالية الاستعمارية الحاقدة في المنظمة الدولية والتي تستهدف الاساءة لتجربتنا الثورية والنيل من مكتسباتنا الاعجازية، إدعت ان عملية اغاثة هؤلاء المواطنين (معلقــــة بخيــــوط واهيــــة) ومؤكدة (ان الأزمــــة فــــي العــــراق واحـــدة مـــن اشــــد الأزمــــات تعقيـــدا وتفجـــرا فــــي أي رقعـــة مـــن العالـــم) ومهددة بان(50%) من عمليات تقديم المساعدة الانسانية لهؤلاء المواطنين (الســـعداء) ستتوقف أو تُقلص إذا لم يتأمن لها تمويل على الفور، ومحذرة من ان النتائج المترتبة على ذلك ستكون (كارثيــــة)، خصوصا وان هنالك ما يربو على 8 ملايين مواطن بحاجة الى مساعدات فورا وان هذا الرقم يمكن ان يصل الى( 10) ملايين  بحلول نهاية 2015.
في خضم هذه (المآثـــــر) الانسانية، استعيد في الذهن كم من المسؤولين (الاكــــــارم) الذين رضوا لانفسهم خلال زياراتهم الخارجية ومباحثاتهم الرسمية ممارسة (التســــول) والمطالبة بدعم ومساعدات وقروض (لاغاثـــــة) فقراء الشعب ومسحوقيه ومهجريه في الوقت الذي يغرق آخرون في مستنقعات الفساد وسرقة المال العام واختطاف رغيف الخبز من افواه الجياع.
واذ اقف عند موقفين انسانيين، الاول تبرع النجمة العالمية انجلينا جولي وزوجها الفنان براد بيت بما مجموعه (25) مليون دولار من اموالهما الخاصة لاغاثة ضحايا الجوع والتشرد والنزوح والتهجير في عدد من البلدان ومن بينها بلادنا النفطية الثرية، وقد فوجئ ركاب احدى الطائرات من شاغلي الدرجة الاقتصادية رخيصة الثمن (الدرجــــة الثانيــــة) مرة بالنجمة أنجلينا وزوجها النجم واولادهما وهم يصعدون على متن تلك الطائرة ويحتلون مقاعدهم بين ركاب الدرجة الاقتصادية، وحين سـأل احد الفضوليين الفنانة (المليونيــــرة) متعجبا (لمـــاذا لا تســـافرين علـــــى الدرجـــة الاولــــى وتركبيـــن فـــي هــــذه الدرجـــة الرخيصـــة...؟) أجابته بايمان وثقة  (لاننـــي مـــن خــــلال الفـــــرق بيـــن ثمـــن تذكرتــي الدرجـــة الاقتصاديـــة والدرجــــة الاولـــى اســـتطيع توفيـــر مبلـــغ مـــن المـــال يكفـــي لشـــراء خمســـين خيمـــة جديـــدة للاجئيـــن والنازحيـــن الذيـــن ينامـــون فــــي العــــراء ولا يملكــــون شـــيئا)، واستعيد ايضا موقف رئيس الأورغواي (خوســيه بيبـــي موخيكـــا) الذي انتزع بانسانيته المفرطة وسام تسميته (أفقــــر رئيـــس فـــي العالـــم)، نظرا لتبرعه بنحو 90% من راتبه الشهري، الذي كان يبلغ نحو 12 ألف دولار شهريا، إلى المنظمات غير الحكومية والمشاريع الاجتماعية ومشاريع الإسكان، فانني اتساءل اين الاثرياء من سياسيينا الافاضل ومن مسؤولينا الاكارم ومن برلمانيينا الاباة وخصوصا من اصبح منهم يمتلك المليارات؟
ربما تبلغ ثروات عدد من المسؤولين والسياسيين والبرلمانيين (الاثريــــاء)  بحدود ( 400) مليار دولار فقط، ولو دفعت (انســـانيتهم المفرطـــــة) كلا منهم للتبرع بنسبة واحد في الالف فقط لوفروا للبلاد مبلغ (400) مليون دولار، ولكفانا هذا الموقف (الانســـاني) مذلة (تســـول) مبلغ    (350) مليون دولار من البنك الدولي ولوفرنا اربعة اخماس المبلغ الذي حددته المنظمة الدولية لاغاثة نازحينا ومهجرينا الذين كما يبدو استطابوا العيش في كرفاناتهم وخيامهم التي تنافس (جنـــة عـــــدن).
ولا نملك ونحن واحدة من اغنى الدول النفطية ازاء هذا التناقض بين بعض المسؤولين الذين يزدادون بسرعة الضوء ثراء ومسحوقين ومهجرين يزدادون بنفس السرعة معاناة وانسحاقا الا ان نردد (عجيـــب امــــور .. غريـــب قضيـــة).