من حفلات برزان... إلى حفلات داعش/ د. علاء كنــه

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يناير 04, 2015, 05:29:17 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

من حفلات برزان... إلى حفلات داعش

برطلي . نت / بريد الموقع

بقلم: د. علاء كنــه
من يعيش في خوف لن يكون حراً ابداً.(هوراس)
   للأسف الشديد وعلى الرغم من مرور أكثر من عشر سنوات على زوال النظام السابق، لازال الكثير من العراقيين يخفي الكثير من الأسرار عن تلك الفترة المظلمة، متناسين أنه من حق التاريخ والأجيال توثيق ومعرفة ماحصل للعراق وللعراقيين في تلك الفترة، ومايحصل اليوم من إبادة جماعية للعراقيين بكل أديانهم وطوائفهم، ما هو إلا نتاج لذلك الخوف من بقايا أزلام تلك الطغمة من الذين تحولوا بلباس داعش اليوم. فمن الواضح أن مقاتلي داعش قد تتلمذوا جيداً على أيادي قادتهم من مارقي الدماء ممن كانوا يحكمون العراق بالحديد والنار، إذ نشهد اليوم تحقيق مقولة بطل الطماطة القومي! عندما وعد بقايا أزلامه "بأنه سيسلم العراق أرض محروقةً"، وبالفعل فقد وعد وأوفى، ومانشاهده اليوم من حرق وقتل من قبل أعوانه والداعشيين لأرض العراق وشعبه من شماله إلى جنوبه، خير دليل على ذلك.
     تشير المعلومات إلى أن غالبية مقاتلي داعش والذين يخشون ويهابون الله! هم مزيج من الضباط السابقيين في جيش صدام ومن الأرهابيين وخريجي السجون ومن حثالة المجتمعات الفقيرة القادمين من دول القوقاز والشيشان وغيرها من الدول التي لم نسمع بها من قبل ولا حتى نعلم أين موقعها على الخريطة. إذ يساند الخليفة البغدادي (قصر الله في عمره)! (25) قيادياً ومساعداً رئيسياً من بقايا ذلك النظام في كافة أنحاء العراق وسوريا، ومن الذين تم سجن أغلبهم من قبل القوات الأمريكية، حيث يشرفون وبشكل مباشر على الإدارات المالية والأسلحة والعمليات العسكرية والتجنيد، بعد أن كانوا من خيرة رواد النوادي الليلية وصالات القمار في عهد القائد الضرورة! لا بل كانوا في عهده يخشون حتى التقرب من المساجد للصلاة خوفاً من بطشه بهم.
   إن ذلك الولاء الأعمى الذي يبديه اليوم هؤلاء من بقايا النظام السابق، للمسطول البغدادي! ماهو إلا مطية أمتطوها لعل وعسى أن يحظوا بمناصبهم وإمتيازاتهم مرة ثانية، ويشكل نسبة من هؤلاء ضباط من جهاز المخابرات ومسوؤلي مواقع التعذيب التي كانت منتشرة في محافظات العراق أبان النظام السابق بقيادة السئ الصيت "برزان التكريتي". ولهذا فأن مسألة القتل والذبح وقطع الأعناق هي ليست بجديدة عليهم، وهي ليست جزءاً من الثقافة الدينية لهؤلاء المقاتلين كما يعتقد البعض.
   اليوم سأسرد قصة حقيقية عن لسان أحد الموظفين العاملين مع ذلك السفاح "برزان" في ذلك الجهاز اللعين (جهاز المخابرات العامة) الكائن في منطقة الحارثية، لأبين للقراء كيف كان الجميع من غير العراقيين يحسدون العراقيين على واقع الحياة الكريمة التي كانوا يعيشونها أبان ذلك النظام. حيث كان المدعو "برزان" مشهوداً له بإقامة حفلات خاصة في رحاب دائرته، ولا أريد هنا أحد ما أن يسيء الظن بالرجل المؤمن! إذ لم تكن حفلاته كتلك التي يقيمها أخويه بالرضاعة "سبعان ووطبان" وبقية العائلة الكريمة بحضور الكاوليات الجميلات!، والتي كانت تعقد لبحث ومناقشة أوضاع البلد وسبل الأرتقاء بالعراق والعراقيين على الساحة العربية والدولية!. وهنا أتوقف للحظة لأذكر جميع العراقيين والعرب! بنهاية أحدى تلك الحفلات بفقدان "وطبان" لساقه، بعد مشاجرة مع الليث عدي! نجل البطل الضرورة! للظفر بأحدى الغنائم من الكاوليات. نعم لقد كانت حفلات "برزان" من نوع وطعم أخر، فقد كانت حفلاته تعقد لترويع موظفيه من ناحية، ولزرع بذور القتل والوحشية فيهم من ناحية ثانية. حيث يروي الموظف وبكل مرارة قصة أحدى تلك "الحفلات" التي كانت تعقد بين الحين والأخر، والتي ظلت عالقة في ذهنه ليومنا هذا، وتتلخص القصة بأنه في يوم من الأيام تم تبليغ الموظفين العاملين في الدائرة بالتوجه فوراً الى الساحة الرئيسية للدائرة لوجود "حفلة"، وبالفعل ترك الجميع موقع عمله ليهرع خوفاً إلى "الساحة" حالهم حال طلاب المدارس الأبتدائية عند حضورهم لرفعة العلم!، وفي ظل دقائق يتجمع المئات من الموظفين العاملين، ويتم أحضار أحد الموظفين العاملين من نفس الدائرة مقيد اليدين في وسط الساحة، ليحضر بعدها برزان ليلقي خطبة أمام الجميع ليعلن للحاضرين إن هذا الموظف المقيد اليدين هو (خائن) والسبب في ذلك إنه قد قبل رشوة من أحد المواطنين! وكانت الرشوة عبارة عن قنينة "ويسكي"! تصوروا ذلك! وكان بجانب برزان أحد المرافقين الخاصيين به وكان يحمل صينية وعليها مسدس كما هو الحال في الأفلام الهوليودية!، وبعد أن يحكم برزان "حكمه الفوري" على المرتشي لأجل قنينة الويسكي! يسحب المسدس ليفرغ طلقة في رأسه! والذي هو أحد موظفيه ليريده قتيلاً في الحال ويهوى صريعاً أمام المئات من زملائه في العمل.
    نتوقف هنا لنحكم أليس هذا الأسلوب (القتل الفوري) هو نفس الأسلوب الذي يتبعه مقاتلي داعش اليوم؟ أليس هذا ما أكده الفلم الذي أنتجته تلك الدولة المزعومة والخاص بقتل "طلاب سبايكر الجوية" ورميهم في النهر؟ والذي شاهده الجميع عبر شبكات التواصل الأجتماعي وبقية المواقع القذرة الخاصة بهؤلاء، ذلك الفلم الذي كان رسالة واضحة وصريحة إلى جميع العراقيين لتهريعهم أينما كانوا ولأظهار طغيان وجبروت هؤلاء القتلة، وليقولوا لهم نعم نحن هنا ولازلنا موجودين، وهو نفس الأسلوب الذي إتبعه أزلام ذلك النظام أنذاك والذي منع العراقيين من أن يثورا عليه وعلى طغمته من زمن طويل.
    اليوم الدواعش يقتلون بعضهم بعضاً، والسبب ببساطة لأنهم عصابة، ولامانع لديهم من قتل كل العراقيين في سبيل السلطة والمال والنساء. فهؤلاء قاطعي رؤوس البشر أصحاب الراية السوداء مثل قلوبهم وعقولهم المتحجرة، والتي تتمايل مع عبارة "محمد رسول الله"، قد نسوا إنهم مرتزقة وقد دفع لهم المال ليقتلوا الأخرين لمجرد أختلافهم عنهم في الدين أو العقيدة أو المذهب، ونسوا أنه ليس لديهم أية فرصة في الهرب عندما تشتد الأمور، حيث هم تحت يد طغمة برزان وأعوانه، ومصيرهم أيضاً القتل في حال عدم تنفيذ الأوامر، تطبيقاً لمقولة ذلك الحزب الأوحد "نفذ ثم ناقش"، واليوم للأسف لايوجد وقت للمناقشة.
    لقد أدرك العراقيون اليوم جيداً بأن الفتنة التي أودت بالآلآف منهم لم يكن مصدرها من خارج البلد، وأنما كان سببها هؤلاء الطواغيت من الذين باعوا دينهم ووطنهم وضميرهم، وهم من أثار تلك الفتنة وأيقظها من خلال اللعب على أوتار الطائفية، لقد إنكشف أمر هؤلاء فهم التكفيريين، وبات الجميع يدرك حجم خطورتهم على المسلمين والإسلام والأنسانية جمعاء. فهؤلاء الظالمين يحبون الظلم ويشعرون بالسعادة عند ظلمهم وقتلهم للأخرين، فلوا كانوا شجعاناً لما قتلوا الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء بدون رحمة، ولما هجروا العزل الآمنين من دورهم، أنهم جبناء وخائفين، واليوم أكثر من قبل بدأ تكاتف العراقيين يشتد مع بعضهم البعض لأنهم وعوا بأنهم أكبر من هؤلاء القتلة. لنطلب الرحمة والسلوان لكل الذين سقطوا ضحية لتلك الفتنة، وأن يعود جميع المهجرين من الذين تم تهجيرهم وسرقة أموالهم إلى دورهم سالمين، نعم لنطلب الرحمة مثلما كان يطلبها المدعو "برزان" عندما كان يتلوى من شدة المرض أثناء محاكمته، تلك الرحمة التي لم يتذكر طعمها عندما كان طاغوتاً.
علاء كنــه
www.alaakana.com



يوسف الو

بوركت د. علاء على مقالتك والتي طالما المحت لها في العديد من مقالاتي وبالفعل هذا هو الواقع بعينه فهؤلاء الأوغاد القتلة المجرمين أحفاد أولئك الضالعين بالأجرام على مدى 35 سنة متتالية فقد العراق خلالها خيرة مثقفيه وأدبائه من المتطلعين للحرية والرفاه الأجتماعي الذي كان ينبذه النظام المقبور خوفا على كرسيه المهزوز ومصالحه الشخصية التي أوصلت العراق وشعبه الى ما هو عليه اليوم.

متي اسو

رغم ان معظم العراقييين يعرفون هذه الحقيقة ، لكن العديد منهم لا زال ، لسبب او لآخر ، يحاول طمس هذه الحقيقة وإشغالنا بالسؤال : " من اين جاءت داعش ؟ "
اعتقد ان مقولة الحزب الاوحد " نفذ ثم ناقش " كان قد غيرها القائد الاوحد الى " نفذ ثم لا تناقش " .
تحياتي