تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

من يصنع لنا الفرح

بدء بواسطة philip hadayee, فبراير 08, 2019, 06:25:22 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

philip hadayee

من يصنع لنا الفرح


لا تكاد تمر ساعه واحده في حياتنا الا ونتلقى حزمه كبيره من الأخبار السريعه من كافه انحاء العالم عبر مواقع التواصل الأجتماعي او عبر وسائل الأعلام المختلفه وان اغلب هذه الاخبار عادة تكون محزنه ومؤسفه لانها تنحصر في فقدان عزيز او وفاة صديق او اندلاع حرب اوحدوث انفجار او حريق او زلزال او بركان وامطار غزيره تؤدي الى حدوث سيول جارفه واعاصير مدمره وانهيار ابنيه او تصادم قطارات وعجلات وانقلابها كما تنقل لنا مشاهد وصور مقززه عن القتل والأغتصاب والسرقه والسلب والنهب وتهريب مخدرات وكأن العالم ينظر الى الحياة بعين واحده ويهمل الجانب المشرق فيها .
ويقع هذا الكم الهائل من هذه الأخبار والحوادث والصور على عقلية وذهنية ونفسية المتلقى وهو الأنسان الخاسر الأكبر من جراء مشاهدتها او سماعها ماديا ومعنويا وصحيا ونفسيا لأنه يتفاعل معها بسرعه بسبب تكرارها في اكثر من موقع او وسيلة اعلام والتي تتسابق في النشر بغية تحقيق سبق صحفي بغض النظر عن تداعيات الخبر على المتلقي الذي تجعله اكثر مشقه وحزن وتصيبه بالملل والقرف،وتجري كل هذه الافعال دون وجود من يقيم وزنا او اعتبارا لمشاعر واحاسيس هذا الكائن الذي يسمى الانسان ومدى تأثيرها السلبي عليه  وبالتالي تؤدي الى العصبيه الزائده والهم والغم وتعمق لديه حالة العزله واليأس والانطواء والأحباط والأنهزاميه وينظر الى الحياة والمستقبل بعبثيه وسوداويه ولامبالاة بحيث لا يملك فسحه للفرح والسعاده والجمال لأنه مأسور بهذه الأخبار ويفاقم عنده الخوف وتزداد لديه روح العدوانيه وتعيق قدرة الدماغ على التفكير .
والمؤسف قيام البعض بنشر وتداول ونقل الأخبار السيئه والمشاهد المحزنه سواءأ عبر المواقع الألكترونيه اوسائل الاعلام او في المجالس الخاصه والعامه دون تمحص وتدقيق في مدى صحتها ومصداقيتها ودقة الاخبار المنقوله والهدف من نشرها ومدى تأثيرها السلبي على المتلقى والمجتمع , لأن النشر اصبح في هذا الزمان متاح لكل الناس وحتى الذي لا يقرأ ولا يكتب لكنه تعلم كيف يضغط على زر مشاركة الخبر او الأعجاب به .
الأنسان هذا الكائن السامي يحب الحياة بطبعه كما يحب الجمال والهدوء والسلام والسعاده والهناء , فلماذا يمعن البعض في قتل وتشويه انسانيته الا يوجد في هذا العالم من يعيد البسمه والسعاده اليه ويصنع الفرح للبشريه جمعاء بدلا من الدمار وسفك الدماء والتشريد والقتل الا يوجد من يعيد للأنسان قيمته الساميه ويراعي مشاعره واحاسيسه وينمي لديه الرغبه في الحياة بدلا من توزيع الموت المجاني يوميا الا يوجد من ينشر المحبه والسلام والموده والتأخي بين افراد المجتمع اسئله كثيره بأنتظار الاجابه  .