تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

طبيعة عقلية المسيحي الشرقي

بدء بواسطة موفق نيسكو, يناير 01, 2014, 01:03:12 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

موفق نيسكو

طبيعة عقلية المسيحي الشرقي

إن العقلية الشرقية كغيرها من عقليات الشعوب الأخرى لها ميزاتها الايجابية وسلبياتها، وقد تطرَّق الكثير من الكُتّاب وعلماء الاجتماع لطبيعة العقلية العربية الشرقية، ويبدو أن مقولة بعض المفكرين المسيحيين المعاصرين مثل مكرم عبيد باشا (1889–1961م) والدكتور رفيق حبيب (1959م–) القائلة: إن مسيحيو الشرق هم مسيحو الديانة مسلمو الثقافة لم تأتي من فراغ، وهذا الأمر يُذَّكرني بقبيلة تغلب العربية التي اعتنقت المسيحية قبل الإسلام والتي اشتهرت بالقوة والشجاعة حيث يُضرب بها المثل القائل "لو تأخر الإسلام لأكلت بنو تغلب العرب"، ففي إحدى المرات قامت إحدى القبائل العربية بقتل تغلبي، وتأخر بني تغلب الأخذ بثأرهم على غير عادتهم، فاستخفَّت قبيلة بهراء بقبيلة تغلب وأخذت تُعيَّرها بأنكم مسيحيون ولذلك لا تستطيعون أخذ الثار، فانتفضت قبيلة تغلب وذهبت وقتلت أمير القبيلة التي قتلت التغلبي، وانطلق الشاعر التغلبي المسيحي جابر بن حُني منشداً ومفتخراً قائلاً:
 
    وقد زعمت بهراء أن رماحنا     رماحُ نصارى لا تبؤ إلى الدمِ
  نعاطي الملوك إن قسطوا لنا      وقتلهم علينا ليس بمحرمِ

وما يهم موضوعنا هو ليست القصة بل تعليق الأستاذ هادي العلوي على القصة والشعر بالقول: رغم أن المسيحية دين محبة وسلام ودين من لطمك على خدك الأيمن حول له الأيسر، إلاَّ أنها لم تستطع أن تنزع الطبيعة البدوية لهذا التغلبي المسيحي.

ولأن مسيحيو هذه المنطقة هم أيضاً شرقيو الثقافة بغض النظر عن دينهم، فإنهم يحملون نفس سمات هذه الثقافة، لذلك فعقلية المسيحي أيضاً هي عقلية شرقية، وسنقتصر على ما يخص موضوعنا من وصف العقلية الشرقية من وجهة نظرنا وكما ورد بعضها في كتب اليونان والرومان والفرس والهنود مثل، هيرودوتس، لامانس، المستشرق دي لاسي أوليري، براون أولري، ابن خلدون، الجاحظ، حافظ وهبة، كارل بروكلمان، أحمد أمين، علي الوردي، وغيرهم.

1: الشرقي كائن فردي النزعة، عصبي المزاج، سريع الغضب، صبره محدود، يهيج للشيء التافه، وإذا هاج بسبب جرح  كرامته فإنه يُسرع إلى السيف ويحتكم إليه لأن الكرامة والحرية عنده مقدستان، والشرقي لا يحب التقيد بنظرية محدودة أو أوامر من أحد، لذلك فالشرقيون أصعب الأمم انقياداً لرئيس أو حاكم ولا يدينون بالطاعة له إلاَّ بالقوة ولا يستسلمون إلاَّ بعد شعورهم بالضعف وعدم قابليتهم للمقاومة، والشرقي مع بؤس حاله يفتخر بنفسه ويتطاول على غيره وينزل نفسه دائماً فوق مراتب الناس، وكل شخص منهم يحب السيطرة والرئاسة لنفسه، فالشرقيون يريدون أن يكونوا كلهم ملوكاً وأغلب أمثالهم تدل على ذلك منها، "مَن مَلكَ استأثر"، "حبذا الإمارة ولو على حجارة"، "من عَزَّ بَزَّ"...إلخ، والشرقيون شديدو التذمر ضد الرئاسة سواء كانت دنيوية أم دينية، مُحبُّون للانقسام ومتقبلون لأية فكرة تساعدهم على الانقسام، وصعوبة انقيادهم وعدم خضوعهم للسلطة هو الذي يحول بينهم وبين سيرهم في سبيل التقدم، وكل شخص مسؤول أو في موقع الرئاسة عليهم سواءً كانت دنيوية أم دينية ولا زال على قيد الحياة هو موضع انتقاد من قِبلهم ولا يكلُّون عن انتقاده وعرض سلبياته ولكن بمجرد موت الشخص المسؤول يتحول عندهم إلى شبه ملاك أو قديس لا يكلّون عن مدحه والثناء عليه والترحم على أيامه جرياً على مقولة "اذكروا محاسن موتاكم" لدرجة أن الكثير من الشرقيين يرثون المتوفى بأجمل القصائد بعدما كان الراثي نفسه من أشد الناقدين للمتوفى عندما كان حياً، لذلك فالشرقي متناقض الشخصية، والشرقي عنصري لقبيلته وطائفته وأسرته حتى لو كانت على خطأ، فهو ينتقد المجتمع والناس من حوله وكأنه هو من خارج المجتمع، ومسموح للشرقي أن ينتقد أحد أفراد أسرته لكن المُستَمِع لا يجب أن يؤيدهُ جرياً على مقولة "أنا أدعي على ولدي، لكن أنت ليس مسموحاً لك أن تقول آمين"، والشرقي مادي (بخيل) ومصلحي لكنَّ إكرام الضيف عنده مقدس وهو مستعد أن يقترض في سبيل إكرام الضيف وإذا لم يستطيع الاقتراض فلا مانع عنده أحياناً من أن يسرق في سبيل إكرام ضيفه، ولكن ما أن يخرج ضيفه من عتبة الدار فإنه يحاول أن يستغله إذا كان بينهما مصلحة، والشرقي غالباً يؤمن أنه يملك الحقيقة ويحاول إثباتها للآخرين وليس غايته الوصول إلى الحقيقية من خلال الأخذ برأي الآخرين والاعتراف بأن رأيه خطأ ظناً منه أن ذلك يشكّل انتكاسة أو عيباً عليه.

2: الشرقي يعتز بالماضي كثيراً ويتمسك بعاداته وتقاليده ولا يؤمن بالتقدم والارتقاء ولا يحب التجديد والتطور حتى وإن كان ذلك لمصلحته لأن خياله قصير وطموحه محدود، وقلَّما يرسم له خياله عيشةً خيراً من عيشته لأنه يريد أن يعيش كما عاش آباؤه وأجداده، ولا يفكر في تحسين وضعه وتغيير حاله إلاَّ إذا شعر بأن هذا التغير سيأتيه بنفع وربح مادي وبشرط ألاَّ يتعارض التغيير مع عرفه تقاليده فهو إن انحرف عنها عرَّض نفسه وكيانه وتقاليده للهلاك وحجته أن التطور والتجديد لا يتفقان وسنة الآباء والأجداد ومنطقه في ذلك القول: "حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا"، أو أنه يتقبَّل التغيير إذا أُكره عليه وعندئذ يتقبَّل أمر الواقع مستسلماً، والشرقي دائماً يحنُّ إلى الماضي والأطلال لدرجة أنه يبكي عليها أحياناً، فهو لا يفكر في الحاضر والواقع أو ينظر إلى المستقبل لأنه فاشل في الحاضر ولا يملك شيئاً، لذلك هو يعتقد أن الحل هو في الماضي فقط، وأكثر الأحيان يستعمل كلمات مثل (لو) و (إذا) و (لكن)..الخ، لمناقشة مشكلته الحاضرة، وغالباً ما ينسب الأخطاء والمشاكل الحالية إلى الرئيس أو المسؤول الدنيوي أو الديني الحالي ويعتقد أن الرئيس الذي قبله لو كان حياً لما حصلت هذه المشكلة، ناسياً أن المشكلة قد تكون من مخلفات الرئيس السابق أصلاً وابتلى بها الرئيس الحالي، وهو يعتقد أن كل الماضي كان مُقدَّساً وكل الناس الذين عاشوا في الماضي كانوا مؤمنين أكثر من الوقت الحاضر مستعملين مقولات مثل "إن الناس في الماضي كانوا مؤمنين وعلى نِيَّاتهم"، ناسياً أن أكثر من نصف مشاكله الحالية هي بسبب أخطاء آبائه وأجداده وأن المستقبل يصنعه الأحفاد لا الأجداد، وحتى عندما يغش الطالب الشرقي في الامتحان فإنه غالباً ما ينظر إلى الطالب الذي يجلس خلفه أكثر من الجالس أمامه، كما أن الشرقي يعتز بالماضي حتى ولو كان سيئاً أو غير منطقي ودائماً يحاول أن يبرر أخطائه الماضية وطريقته في ذلك مقارنة أخطائه بأخطاء غيره ولذلك فإن أخطائه ليست أخطاء بل هي صحية.

ونستطيع مما تقدم أن نميز نقطتين، الأولى: إن الشرقي عموماً ميال إلى التذمر والانقسام، والثانية هي: أن الشرقي يعتز بالماضي كثيراً، وما يهم موضوعنا هو المسيحيين بطوائفهم والذين يفرطون بالاعتزاز بالماضي حتى لو كان سيئاً.

يقول المؤرخ جيمس برستد: إن اعتماد الشرقيين على الماضي ومحافظتهم عليه كان علَّة تأخرهم.(برستد، العصور القديمة ص185).

يقول المطران الكلداني الآثوري أدي شير مفتخراً بماضي الآشوريين والكلدان: إن الأمة ألآثورية أو الكلدانية كانت من أشد الأمم بأساً وأكثرهم قوة وعصبية، وكانت ميالة إلى الحرب والقتال وكان لا بد لهم أن يباشروا غزوة في كل ربيع، وإن ملوكهم اشتهروا بقسوة القلب والمعاملة الوحشية نحو العدو المغلوب إذ كان أكثرهم يأمرون بسلخ أجسام الأسرى أو بصلبهم أو بقلع عيونهم ويفتخرون بذلك مُدَّعين أنهم يعملون هذا بأمر آلهتهم، وقد عثرَ المسيو دي مرغان على تمثالاً يمثل بعض ملوك آثور وهو يسحب ورائه أسيراً بحبل معلّق بعنقه وتحت قدميه جثث من الأسرى يدوسها برجليه، وذكر الملك آشور بانيبال في إحدى كتاباته كيف تعامل مع أحد ملوك العرب قائلاً: إنني ثقبت فمه بمديتي (سكين) التي أقطع بها اللحم ثم جعلتُ من شفته العليا حلقة وعلَّقتُها بسلسلة كما أفعل بكلاب الصيد.

ولا يُعير المطران أدي شير أهمية لهذه الوحشية وقسوة القلب ورائحة الدم التي علقت بالحضارتين الآشورية والكلدانية، (وهو مطران) بل يحاول أن يبرر ذلك بالقول: إن المصريين الفراعنة والإسبارطيين أيضاً كانوا يفعلون ذلك مع أعدائهم، ويبدو أن المطران أدي شير فاته أن المصريين الحالين وبرغم أنهم شرقيين إلاَّ أنهم أقلُّ حدةً تعلقاً بالماضي من مسيحي الشرق الأوسط لذلك فالمصريون لا يعتزون بالفراعنة قومياً وعرقياً، ووصف المصري بالفرعون هو انتقاد يرفضه المصري بقوة لكنه يعتز بحضارة الفراعنة كحضارة تاريخية، وكذا الحال بالنسبة للمدة التي حكم فيها الإسبارطيون اليونان، فاليونان يَعدُّون الإسبارطيين سيئيّ الأخلاق وأن حقبة حكمهم كانت مظلمة أبعدت اليونانيين عن العيش بسلام وديمقراطية كما أبعدتهم عن العلم والأدب والفلسفة والفن وغيرها وضيَّعت ما كسبته اليونان من مكانة سابقاً، ويقول المؤرخ الشهير ول ديورانت: لقد استحوذت النزعة العسكرية على إسبارطة وجعلتها سوط عذاب لجيرانها بعد أن كانت لها مكانة محترمة، وعندما سقطت فما من أمة حَزِنتْ عليها، ولا نكاد نجد اليوم بين الأنقاض القليلة الباقية منها نقشاً أو عموداً واحداً ملقى على الأرض يعلن للعالم أن اليونان كانوا في يوم من الأيام يسكنون في هذا المكان. (ول ديورانت، قصة الحضارة ج6 ص 164).

وبما يخص التسميات السريان، الكلدان، الآشوريين..الخ، أحب أن أوضح رأيي فيها من خلال تجربتي الشخصية فأقول: يتصل بي أحياناً قسم من الأصدقاء المسيحيين والمعارف وخاصة الإخوة الكلدان والآشوريين للبحث لهم من بطون الكتب عن أسماء كلدانية أو آشورية لكي يُسمَّوا بها مولودهم الجديد، وغالباً ما يكون الطلب عن اسم إناث لأنها قليلة وغير معروفة مقارنة بأسماء الذكور، وهذا أمر طبيعي وليس غريباً ويُفرحني كثيراً.

لكن الغريب أنه قبل عدة سنوات زارني أحد الأشخاص من غير المسيحيين وهو ذو مكانة علمية ووظيفية مرموقة في أوربا، ودعاني لأحضر طقس تَعميدهُ لأنه يريد وعائلته اعتناق المسيحية، ولفت انتباهي أن الطقس سيتم في إحدى الكنائس الإنجيلية، فقلت له، لماذا يا أستاذ تريد أن تتعمد في الكنيسة الإنجيلية وليس في إحدى الكنائس السريانية أو الكلدانية أو الآشورية؟، وللأمانة إن سؤالي له لم يكن من باب عقائدي أي ليس لأن عقائد الأرثوذكس أو الكاثوليك أفضل من الإنجيلين بل كان سؤالي من باب اجتماعي وثقافي بحت، لأني قلتُ له إن الإنجيليين يضمُّون فئات مختلفة من الناس بينما السريان والكلدان والآشوريين هُم من أبناء جلدتك ولهم كنائس ونوادي اجتماعية كثيرة ويقيمون حفلات كما يقيمون دورات للأطفال حيث سيستفاد أطفالك، فضلاً عن أنكم سوف تتعلمون لغة إضافية وهي السريانية التي تتكلم بها هذه الطوائف..الخ، فردَّ عليَّ وقال لي: "يا أخي أنا أتيتُ لادعوك إلى تعميدي لأصبح مسيحياً وليس لكي ارتد عن المسيحية"، فاستغربتُ وقلت له لماذا؟، فقال لي: ألا ترى التصارع بين الجميع على الأسماء وأنا أريد الابتعاد عن مشاكلهم، فقلت له: سأحترم رأيك ولكني أقول لك: حتماً سيكون في الكنيسة الإنجيلية شرقيو الأصل مثلك من سريان وآشوريين وكلدان، واحتمال أن مشاكل تسمياتهم ستصل إليك وإلى أطفالك وأحفادك من بعدك، ولذلك أنصحك أن تجد كنيسة إنجيلية باسم كنيسة آدم، فقال لي: لا يوجد كنيسة بهذا الاسم، فقلت له: هناك كنائس أجنبية بهذا الاسم وبما انك وزوجتك مُثقَّفان وذو مكانة علمية مرموقة فأنكما تستطيعان تغيير اسم الكنيسة التي ستذهبون إليها إلى اسم كنيسة آدم ولن يستطيع أحد مستقبلاً أن يغير اسمها وسيُخلِّدك التاريخ.

وفي أحد الأيام حَلَّيتُ ضيفاً على أحد الإخوة من الآشوريين المتشددين وأهديته أحد كتبي فشكرني، ثم دار حديث بسيط بيننا تطرَّق فيه هو إلى موقف الكتاب المقدس السلبي من الآشوريين ثم وجه لي الكلام قائلاً: بكونك مطلع على الأمور الدينية والتاريخية ولديك علاقات مع رجال الدين أكثر مني، ألا يمكن تشكيل لجنة دينية لتغير الكتاب المقدس وحذف الآيات التي تصف الآشوريين بالسوء، فأجبته جواباً تاريخياً وإيمانياً وشعرتُ أنه لم يقتنع بكلامي ولكنه لم يَردَّني بكوني ضيفهُ، وبعد مدة قليلة التقيتُ أحد الإخوة المثقفين الكلدان وكان من المتشددين أيضاً وقلت له مازحاً: لقد تلقيتُ اقتراحاً طريفاً ما رأيكَ فيه؟، وشرحتُ له رأي الأخ الآشوري، فقال لي: والله فكرة جيدة نتمنى أن تُنفَّذ ولكن بحذف ما يخص الكلدان فقط، وعلى الأقل حذف سفر الرؤيا الذي يصف مدينة بابل بصورة سيئة، وكانت مهمتي أسهل مع الأخ الكلداني عندما بَيَّنتُ له أن المقصود بمدينة بابل في الكتاب المقدس هي بابل القديمة (الحلة)، وهي ليست نفس بابل المقصودة في (بطريركية بابل على الكلدان) لأن الأخيرة تعني مدينتي قطسيفون (المدائن) التي سَمَّاها الفرس بابل ومدينة بغداد التي سَمَّاها الغربيون بابل، حيث كانت قطسيفون المقر الأول لكرسي الكنيسة السريانية الشرقية وانتقل إلى بغداد سنة 780م وحتى سنة 1283م، فاقتنع بكلامي، وحقيقةً لم تشأ الصدفة أن اطرح الفكرة على من يريد العودة إلى الاسم الآرامي وأخذ رأيهم بحذف وصف الكتاب المقدس للآراميين بالسوء أيضاً، ولهذا فالاقتراح مفتوح لهم عبر هذه المقالة.

والأغرب مما قلناه هو: إن كثيراً من أبناء هذه الطوائف يعيشون في الغرب ومع هذا فإن النزعة الطائفية لا زالت نفسها إن لم تكن أقوى، وهؤلاء يلاحظون أن الإنسان يفرض نفسه ويأخذ حقوقه بوجوده ووحدته وما يملك وليس باسمه أو باسم حضاراته القديمة، فها هي أمريكا دولة حديثة لا تمتلك تاريخ وحضارة قديمة لكنها أقوى دول العالم، ولو ذهب إلى مبنى البلدية في أي دولة أوربية مئة شخص من كل طائفة 25 شخص (آرامي آشوري كلداني سرياني) وطلبوا تخصيص مبنى نادي لهم باسم شعب الوقواق فسوف يُلبَّى طلبهم باحترام، أمَّا إذا قام آرام بن سام وآشور بانيبال ونبوخذ نصر ومار أفرام السرياني من الأموات وذهبوا إلى دولة أوربية لطلب نادي لهم بكونهم أربعة أشخاص فقط، فسيُرفض طلبهم من موظف الاستعلامات قبل عرضه على المسوؤل المختص، هذا في أوربا حيث سيرفض طلبهم مع ابتسامة صفراء وتقديم كوب من القهوة لهم لأنها توجد غالباً في الاستعلامات مجاناً، أمَّا إذا ذهب الأربعة إلى إحدى الدول العربية، فلن يَسمَح لهم الشرطي الواقف خارجاً بالدخول إلى استعلامات مبنى البلدية أصلاً، هذا إذا لم يُعتقلوا بتهمة الاستهزاء بسلطة الدولة بكونهم أربعة أشخاص جاءوا يطالبون حقوقاً لهم.

يقول الرحَّالة جيمس بكنكهام الذي زار العراق سنة 1816م والتقى بالمسيحيين ودرس أوضاع طوائفهم: لم أرَ في الاختلافات العقائدية بين الطوائف المسيحية ما يرضيني، ويبدو أن الأطفال يسيرون على خطى آبائهم وليس فيهم من يتعب نفسه في معرفة العقيدة التي يؤمن بها جاره، لأنهم يعتقدون أن الخلاف القائم في عقائدهم لا مجال للمصالحة فيه، ولذلك فهم لا يحاولون التوفيق بين هذه العقائد وتوحيدها. (الأب سهيل قاشا، الموصل في العهد الجليلي ص 446)
.]

عمانوئيل

#1




شكرًا جزيلاً اخ موفق،  على ما سطره قلمك السيال في هذا الموضوع. كنت قد قرأت لك كتاب عن مار اسطثاوس السيرياني- بطريرك انطاكية- كان فيه معلومات قيمة حقيقتا؛ اما في خصوص الأمور التي تتحدث عنها في مقالك قد تتواجد في اي شخص فينا، هناك الكثير منها ملتصقة بتكويننا، وشخصنا. لم اكتشف هذا الا بعدما غادرت العراق، بعدما وصلت الى احد البلدان الغربية، والغريبة عني، وعن تقاليدي، وعاداتي التى ورثتها من مجتمعي الشرقي. حيث بدأت المقارنة آنذاك في كل الأمور والفرق بيننا وبين هؤلاء الناس (الأوربيون)، حينها وجدت كَمْ هائل من الاختلافات في العادات والتقاليد حتى في طريقة الحديث واحترام الغير...

لا اقصد باننا ناس سيئون، لا، ولكن اكتشفت ما تطرقت اليه في مقالتك. وانا احاول جاهدا التخلص في كل ما أراه لا يتفق مع التحضر والطفرة الحاصلة في بناء المجتمعات في الغرب، وهذا ليس عيب، نحن شعوب صلب الرقبة، مثلا: غالبا لا نعترف بخطأنا ظنً منا ان كرامتنا ستنتهك لو اعترفنا بذلك وسينقلب العالم رأسا على عقب؛ او هناك من الأمور التي لاقيمة لها على الإطلاق التي قد تؤدي احيانا الى سفك الدم، وكذلك الكبرياء الزائف...الخ من الأمور التي توارثناها من مجتمعاتنا وخاصة بعد ما البداوة سيطرت على الشرق الأوسط وبقية البلدان. هذه الأمور التى تطرقت اليها قد نجدها بين الزوج والزوجة؛ الأب وأبناءه؛ وبين الاخوة في البيت الواحد؛ او العشيرة... الخ.

لان التخلف المتوارث قد تغلغل فينا ومن الصعب استأصاله ما لم ننظر الى الامام ونترك بعض الأمور في تقاليدنا وعاداتنا البالية التي لا تعكس الا عن تخلفنا في نظر المجتمعات الغربية، حيث ينظرون إلينا باشمئزاز احيانا وانا أسف لآني أقول هذا.

تحياتي





موفق نيسكو

#2
الاخ العزيز عمانؤيل المحترم
كل عام وانت بخير
جزيلا لتعليقك الجميل على الموضوع واضافة معلومات مهمة بهذا الخصوص ونتمنى ان تكون جميع الاقلام مسخرة لخدمة الثقافة العامة والتي تجعل من المسيحي مطلعا على ما يخصه وتطوير ما هو ممكن دينيا وثقافيا واجتماعيا
سنة مباركة اخي العزيز
اخوك
موفق نيسكو

ماهر سعيد متي

الاستاذ موفق المحترم .. طابت لي القراءة وانا اتصفح مقالك الجميل .. علينا ان نقر بجميع سيئاتنا ان كانت لدينا الرغبة الحقيقية بالتغيير ..
جاء الوصف مقتضبا بعض الشيء واختلاف في الشق الثاني من المقال .. لكن ورغم ذلك فان النكهة في الكلمات حافظت على مكانتها ..
اكرر لك شكري وامتناني .. والى المزيد .. تحياتي
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

موفق نيسكو

الاستاذ الكريم ماهر المحترم
شكرا جزيلا لتعليقك الجميل وكل عام وانت بخير وسنة مباركة
موفق نيسكو