مشاكســــة عـــام علـــــى النكبـــــــة / مال اللــــه فــــــرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يونيو 17, 2015, 09:04:49 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مشاكســــة
عـــام علـــــى النكبـــــــة


برطلي . نت / بريد الموقع

  مال اللــــه فــــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
  .................................   
بين امطار دموع التهجير المريرة والآهات والحسرات والغربة والنزوح والضياع في متاهات وطن عجز عن احتضان ابنائه وحكومة فشلت في حماية مكونات اساسية من شعبها، مرت الذكرى الاولى لنكبة النكبات ولمأساة المآسي ولفاجعة الفواجع الوطنية على الاطلاق ، مأساة سقوط الموصل ، هذه المأساة التي فتحت الابواب امام تناسل مآسٍ أخرى لانجاب اجيال جديدة  من فواجع سقوط بقية المدن شمالا وشرقا وغربا وجنوبا، حيث تهاوت مثل جبال الجليد واحدة تلوى الاخرى ومعها تفجرت شلالات الدماء غزيرة وراح الموت الجماعي يحصد الارواح ويوسع من مساحات المقابر ويمهد لوضع وطن بأكمله بين فكي غول الارهاب، وليقف التاريخ شاهدا على حضارات تدمر وعلى مئات الرؤوس البشرية تجز وعلى آلاف من النسوة والفتيات يقعن فريسة الانتهاكات اللااخلاقية المشينة والاغتصابات الجماعية بين ايدي اشباه الرجال ، عصارة الآثام والانحطاط والهمجية، من حثالات الزنا القادمين من مزابل العهر والتخلف حاملين سيوف البغي والقتل والتدمير لكل مايمت للقيم الانسانية بصلة، فلم تسلم الآثار التاريخية ولا المساجد والكنائس والجوامع والاديرة ، ولا المتاحف والمقابر والبنى التحتية من همجية أحقادهم ولا من تعطشهم للسرقة والاستحواذ، وكذلك لم تنج الطفولة من بطشهم ورعونتهم ولا الامهات من آثام جرائمهم ولا الفتيات من موبقاتهم حيث سيقت العشرات منهن، من تلكم  العفيفات الطاهرات حفيدات العز والشرف والقيم والاخلاق والاصالة امام انظار الحكومة التي ضربها شلل الاخلاق حينها فلم تحرك ساكنا ، وامام انظار المجتمع الدولي الذي تخبط هو الاخر بحيرته وعجزه ، سبايا يُبعنَ في سوق النخاسة كما تباع المواشي في عصر تتبجح فيه الاسرة الدولية بكونه عصر الحريات العامة والديمقراطية وحقوق الانسان.
في خضم ذلك، توالت صيحات الاستنكار وبيانات الشجب وخطابات الادانة من جميع الاطراف والكتل والمكونات ، وكنا نعتقد كما العالم كله، ان حكومتنا (الوطنيـــــة) التي ربما اخذت قواتها المعنية بالدفاع عن الموصل الاسيرة على حين غرة، ستجعلها تلك الصدمة التي فاقت بقوتها عشرة اضعاف اقوى هزة ارضية سجلها مقياس ريختر عبر التأريخ ، تنتفض بقوة, وان المسؤولين المدنيين والعسكريين  سيهرولون بملابس النوم الى مكاتبهم ووحداتهم لرسم خطة عاجلة ماحقة صاعقة ساحقة لابادة الارهابيين القتلة قبل ات يلتقطوا انفاسهم ، ثأرا للشرف الوطني الذي انتهك، وغسلا لعار الهزيمة وتضميدا لجراحات اعرق المدن واعمقها حضارة وتاريخا وقيما انسانية.
لكن  ذلك الامل سرعان ماتبدد، واذا بالارهاب يتسع ويتمدد، وعدد المدن الساقطة يزداد ويتعدد، وعلى الرغم من مرور عام على النكبة، فما يزال الجدل محتدما حول المسؤولية المباشرة عن كارثة الكوارث وعن مأساة المآسي في وقت تعددت فيه الآراء وكثرت الطروحات وتنوعت الاتهامات وتناسلت التبريرات، واصبحت المسؤولية أشبه بكرة النار كل يرميها للآخر بدل تحملها برجولة ومبدئية وشرف، عملا بالمثل القائل (الهزيمـــة يتيمــــة.. امــــا النصـــر فلــــه مليـــون اب).
وبين اتهامات بالتخاذل، واخرى بتواطؤ الخلايا النائمة، وثالثة بعدم جاهزية وكفاية القوات الامنية التي كانت معنية بالدفاع عن المدينة المنكوبة، ورابعة بصدور أوامر عليا بالانسحاب دون قتال، لتتحول المعركة المفترضة من (مواجهــــة عســــكرية) الى اشبه بصفقة (اســـتلام وتســليم ســـلمية) خصوصا وان عدداً من (القــــادة العظـــام) سارعوا الى استبدال ملابسهم العسكرية بالدشاديش السلمية، رافعا البعض منهم شعار (اعطنـــي دشـــداشة وخــــذ رشاشــــة) تاركين ملابسهم ورتبهم واسلحتهم حتى الشخصية منها مهانة على ارض معركة سلمية لم تتفجر ابدا، هاربين الى جهة معروفة تاركين اهالي الموصل الكرام  وخصوصا مكوناتها الاساسية الذين كانوا امانة وطنية بين ايديهم يواجهون مصائرهم المأساوية بانفسهم.
هاهو عام على النكبة يمر، فلا الارهاب اندحر ولا الموصل تحررت ولا المهجرون والنازحون عادوا الى منازلهم ولا المسؤولية المباشرة عن النكبة المأساة تحددت، على الرغم من تشكيل لجنة تحقيقية برلمانية أخذت على عاتقها مهمة التحقيق الدقيق مع العشرات من مختلف المستويات الا ان نتائجها لم تظهر، وربما ستظهر بعد تحرير الموصل الذي ما زال موعده في ظهر الغيب.
الى ذلك، ادعى البعض ان اربع فرق عسكرية كانت في الموصل لحظة سقوطها، اي بحدود ثمانين الف مقاتل بكامل تجهيزاتهم ومعداتهم واسلحتهم الثقيلة في حين لم يتجاوز عدد الارهابيين المهاجمين كما ادعى آخرون آلالف وخمسمائة ارهابي، فكيف رجحت كفة الارهاب ولماذا؟ اما الدكتور حيدر العبادي رئيس الوزراء فقد اكد في احد تصريحاته الصحفية ان القوات العسكرية خسرت في الموصل المستباحة وحدها (2300) عربة همر، او بالاحرى تنازلت عنها وتركتها (هديـــة متواضعــــة) للارهابيين ليستخدمونها بعد انسحابهم، ولنا ان نتخيل نوعية وحجم واعداد الاسلحة الاخرى التي تركت في ساحة (صامتة) يفترض بانها ساحة معركة، في حين تساءل آخر عن مصير (200) مليار دولار تم صرفها على القوات المسلحة (كمـــا ادعــــى) في وقت عجزت فيه تلك القوات عن حماية المدينة المستباحة، وقدر آخر حجم تكاليف الحرب ضد تنظيم داعش الارهابي بعد سقوط الموصل بعشرة ملايين دولار يوميا، ولو صرفت هذه المبالغ على الخدمات والاحتياجات اليومية للمواطنين ربما لاحتل بلدنا الموقع الاول على قائمة الدول الاكثر رفاهية في العالم بدل احتلالنا الموقع المتقدم على قائمة الدول الاكثر فسادا.
اخيرا، حسم السيد رئيس الوزراء السابق السيد نوري المالكي كل الاشكاليات والاجتهادات والجدالات والتوقعات ووجهات النظر والادعاءات والاتهامات والتصورات حول عدد القوة العسكرية التي كانت مكلفة بالدفاع عن الموصل الثكلى بتأكيده خلال كلمة له في تجمع عشائري في مدينة كربلاء (ان قـــوات الجيـــش التــــي كانـــت فـــي الموصــــل تكفــي لكــــل البـــــلاد وليـــس لهــــا فقـــــط)، وحيث يمتلك الحقائق كاملة من موقعه خلال النكبة، فما على اللجنة التحقيقية الا ان تستقي المعلومات الصحيحة والدقيقة من مصدرها الاساس الامين والنزيه وتسأله (كيـــف؟؟ ومــــن؟؟ ولمــــــاذا؟؟).
وختاما يا اهلنا النازحين والمهجرين، ايها الغرباء في وطنكم، المشردين في دياركم، الضائعين وسط احزانكم، نعزيكم في الذكرى الاولى للنكبة وعسى ان لا تطول نكبتكم لتنافس بطولها وامتدادها وتواصلها نكبة الشعب الفلسطيني, ونشاطركم الحزن  والاسى ولا ننسى ان نهنئ ابطال النكسة وفرسانها بهذه (الامجـــــاد والانتصــــارات الملحميـــة) التي حققوها ببطولاتهم (الانهزاميــــة), ولننشد سوية بهذه المناسبة (الجليلــــة) مع الفنانة المثيرة اليسا (موتنـــي .. موتنـــي) بعد ان تحول  هذا النشيد العريق فعلا بنظر البعض وجراء معاناتهم ومآسيهم، من (موطنـــي .. موطنـــي) الى (موتنــــي ... موتنـــــي).


ماهر سعيد متي

وختاما يا اهلنا النازحين والمهجرين، ايها الغرباء في وطنكم، المشردين في دياركم، الضائعين وسط احزانكم، نعزيكم في الذكرى الاولى للنكبة وعسى ان لا تطول نكبتكم لتنافس بطولها وامتدادها وتواصلها نكبة الشعب الفلسطيني, ونشاطركم الحزن  والاسى ولا ننسى ان نهنئ ابطال النكسة وفرسانها بهذه (الامجـــــاد والانتصــــارات الملحميـــة) التي حققوها ببطولاتهم (الانهزاميــــة), ولننشد سوية بهذه المناسبة (الجليلــــة) مع الفنانة المثيرة اليسا (موتنـــي .. موتنـــي) بعد ان تحول  هذا النشيد العريق فعلا بنظر البعض وجراء معاناتهم ومآسيهم، من (موطنـــي .. موطنـــي) الى (موتنــــي ... موتنـــــي).

كم هو جميل قلمك .. واروع ما تسطره .. شكرا لك .. تحياتي 
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة