البطالة.. المقنعة وغير المقنعة.. والوصول الى حالة السلام...

بدء بواسطة walaa, ديسمبر 10, 2012, 07:15:44 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

walaa

البطالة.. المقنعة وغير المقنعة.. والوصول الى حالة السلام...

اعداد:  ولاء ابلحد...


إنها حقا كارثة تستوجب الوقوف.. ولفت الانتباه.. فالواقع يؤكد أن معدلات البطالة في تزايد مستمر، الجميع يحاول البحث عن طريق للخروج من الأزمة ولكن الواضح أنه يزداد ابتعادا!!..
في السطور التالية نحاول الاقتراب من جذور المشكلة بشكل موضوعي بعيدا عن المزايدات وإلقاء الاتهامات, في محاولة للوقوف على تفاصيل وأبعاد القضية في محاولة لإيجاد الطريق الصحيح..
البطالة، بوجه عام، هي عدم ايجاد الشخص فرصة عمل تناسب قابليته وقدراته الشخصية في المجتمعات البشرية، وحيث ان الغايات من العمل متعددة، تتعدد مفاهيم البطالة فيقصد بالبطالة السافرة وجود أفراد قادرين على العمل وراغبين فيه، ولكنهم لا يجدون عملاً. وللأسف يقتصر الاهتمام بالبطالة، في حالات كثيرة، على البطالة السافرة فقط.. لكن مفهوم البطالة، أو نقص التشغيل، يمتد إلى الحالات التي يمارس فيها فرد عملاً ولكن لوقت أقل من وقت العمل المعتاد، أو المرغوب. وتسمى هذه الظاهرة البطالة الجزئية الظاهرة أو نقص التشغيل الظاهر.. ويمكن اعتبار نقص التشغيل الظاهر تنويعة على صنف البطالة السافرة.
ويحدث في بعض المجتمعات أن يعاني بعض من أفرادها، في الوقت نفسه، من زيادة في التشغيل، بمعنى عملهم وقتاً أطول من معيار معتاد لكى يتمكنوا من الوفاء باحتياجاتهم، وهو وجه آخر من أوجه اختلال التشغيل في المجتمع.
كذلك يمكن أن يعانى الأشخاص المشتغلون، اكثر من الوقت المعتاد، من نقص التشغيل المستتر أو البطالة المقنعة، عندما تكون إنتاجيتهم، أو كسبهم، أو استغلال مهاراتهم وقدراتهم، متدنية حسب معيار ما، وهذه أخبث أنواع البطالة، خاصة في المجتمعات النامية.. حيث نقص التشغيل المستتر هو الوجه الآخر لتدنى الإنتاجية الاجتماعية للعمل المبذول؛ أو لقصور الدخل من العمل عن الوفاء بالحاجات الأساسية، ومن ثم انخفاض مستوى الرفاه الاجتماعي الكلى، أي الفقر؛ أو لإهدار الطاقات البشرية والاستثمار في التعليم نتيجة لقلة التوافق بين نظم التعليم واحتياجات سوق العمل؛ أو لتحمل شروط عمل غير آدمية مثل الوقت العمل لفترة طويلة أو بيئة عمل مضرة؛ وكلها قسمات جوهرية للتخلف.. ومع ألاسفٍ، أن نقص التشغيل المستتر لا يلقى العناية الواجبة في مناقشة البطالة.. ويعود هذا، أساساً، إلى الصعوبات الكبيرة التي تحيط بهذه الظاهرة، في الفهم والقياس والتشخيص والعلاج.
وتزداد أهمية التفرقة بين ألوان البطالة في البلدان النامية التي لا يلتحق بالقطاع الحديث من النشاط الاقتصادي فيها إلا قلة من العاملين.. حتى هذه القلة لا تتمتع بمزايا العمل، أو التعويض عن البطالة، المعتادة في الاقتصادات الرأسمالية الناضجة (لهذا لا يستقيم، كما يقال أحياناً، أن معدل البطالة في مصر يقل عن أوروبا مثلاً)..
أما في بلدنا فنحن نحاول هنا أن نربط بين وضعية البطالة التي يعاني منها المواطن العراقي بمختلف أنواعها.. مقنعة وغير مقنعة.. وبين وضعية انعدام السلام وانتشار الحالات الإرهابية..

أسباب البطالة..

-   يذكر (ش. إيفان) وهو يعمل في أحد محلات البقالة.. بأنه أحسن من غيره من ناحية العمل.. فهو في أقل تقدير يعمل ولديه أجر يومي بينما غيره من الشباب ومن أصدقائه تحديدا لا يجدون حتى هذا العمل البسيط..
عند سؤالنا له عن مدى اقتناعه بالعمل الذي يقوم.. وجدناه مبتسما وهو يحمد الله ويقول هو نوع من أنواع البطالة غير المقنعة التي تتحدثين عنها في تقريرك.. ولكنني أجده خيرا من التحول الى أعمال أخرى قد تقودني الى عمل أمور غير سوية تضر المجتمع ولا تفيده..

                 

-   أما (سامر) وهو موظف في إحدى الدوائر.. خريج إدارة واقتصاد ولكنه حصل على تعيين بواسطة شهادة الدراسة الاعدادية كون أنها فرصة أتيحت له لكي يحصل على التعيين فيقول: أنا معين منذ سنتين واحاول أن أرتقي لمرتبة الشهادة التي أحملها ولكن للأسف فأنني لا أجد الفرصة والسبب بسيط وهو لا توجد درجة وظيفية تناسب شهادتي، ولكنني أحمد الله أنني حصلت على تعيين، ولو وكما يقال أنه أحد أنواع البطالة، حيث أنني لا أعمل العمل الذي يناسب اختصاصي ولكنني أحاول الوصول الى مرحلة الرضا والقبول لعدم وجود شيء آخر..
-   (سها) خريجة ولكنها لم تحصل على عمل.. تقول عن موضوع البطالة: إن البطالة هي صفة أصبحت ملازمة لنا نحن الشباب وخاصة النساء.. ذلك أنه لا توجد تعيينات وفي نفس الوقت لا يوجد وضع أمني يساعد على العمل.. ولكنني على أعتقد أن السبب الرئيسي لهذه البطالة هو الحكومة التي لم توفر عملا للخريجين..

القضاء على البطالة.. طريق الحصول على السلام

التقينا أثناء جولتنا بعدد من الشباب الذين حاولوا إيصال فكرة مهمة.. وهي نفس الفكرة التي نحاول إيصالها في تحقيقنا.. تلك هي فكرة القضاء على البطالة من الحصول على سلام يعم هذا الوطن..
-   الشاب (يوسف) أحد الخريجين الذين يحاولون منذ سنتين الحصول على تعيين في إحدى دوائر الدولة.. يقول في هذا الموضوع: فعلا أن موضوع البطالة أصبح موضوع العصر الذي لا يمكن غض النظر عنه.. ولكن للأسف نجد أن المسؤولين لا يعيرون الموضوع أية أهمية ولو أنهم يصرحون كثيرا ولكنها مجرد تصريحات.. وهنا أود أن أشير الى أن استغلال هذه الفئة من الناس وهم الشباب العاطلون عن العمل من قبل بعض العصابات الإجرامية لعمل أشياء تقود الى الذهاب بالمجتمع الى التفكك والعنف هي ظاهرة موجودة لا يمكن إنكارها لذلك على المسؤولين العمل على توفير العمل للبطالة التي يعاني منها الشباب حتى لا يتسنى للمجاميع والعصابات صيدهم والتغرير بهم من أجل غايات أولها تدمير المجتمع العراقي.
-   (رنا) هي الأخرى خريجة عاطلة عن العمل منذ أربع سنوات تقريبا.. تشارك (يوسف) نفس الرأي حيث تقول أنها ترى في التلفاز حالات كثيرة من المجرمين الذين يتم القبض عليهم وأغلبهم من العاطلين عن العمل والذين صادتهم العصابات الإجرامية من أجل تنفيذ أجنداتها.. لذلك ترى من الضروري الوصول الى حل لهذا الموضوع العقيم الذي يتفاقم يوما بعد يوم..

القضاء على البطالة

بداية، ومن خلال لقاءنا بأساتذة متخصصين في مجال العلوم السياسية والاقتصادية وصلنا الى مختصر نحاول من خلاله إعطاء الحلول أو نساهم فيها لعلنا نوصل صوت الشباب وغيرهم من المواطنين الى من يهمه الأمر..
يقوم علاج مختلف صنوف البطالة على إيجاد فرص عمل كافية، يوظف فيها العاملون قدراتهم لأقصى حد، بما يحقق كفاءة إنتاجية عالية، ومتزايدة، من ناحية، ويوفر دخل مادي مرتفع ومتناميً، يكفل إشباع الحاجات الأساسية للناس في المجتمع، وارتقاء مستوى الرفاه البشرى مع الزمن، من ناحية أخرى.
ويعني هذا الهدف المركب خلق فرص عمل أفضل من المتاح حالياً، على جانبي الإنتاجية والكسب على حد سواء، وأكثر بكثير من المطلوب لمجرد مواجهة البطالة السافرة، بحيث يمكن للمشتغلين فعلاً في أي نقطة زمنية الانتقال لأعمال أعلى إنتاجية وأوفر كسباً.
ومن جانب آخر يتعين الارتقاء بنوعية رأس المال البشري، من خلال الاستثمار المكثف في التعليم والتدريب المستمرين وفى الرعاية الصحية، مع إيلاء عناية خاصة للمستضعفين، للفقراء والنساء، حتى يتأهل الأفراد في سوق العمل لفرص العمل الأفضل.. وهذه مهمة تاريخية ليس لها إلا (الدولة)، وعلى حد وفائها بهذه المهمة سيتحدد مدى خدمتها لغاية التقدم.
وحيث لا يُتوقع أن يتمكن رأس المال الكبير، من خلق فرص العمل الكافية لمواجهة تحدى البطالة، نظراً لتركيزه على الأنشطة الاقتصادية كثيفة رأس المال وخفيفة العمالة، فيتعين توفير البنية المؤسسية المواتية لقيام المشروعات الصغيرة بدور مهم في خلق فرص العمل، مع تخليق تضافر فعال بين المشروعات الصغيرة وقطاع الأعمال الحديث.. ويطلب تحقيق ذلك الهدف، تمكين عموم الناس، خاصة الفقراء، من الأصول الإنتاجية بالإضافة إلى رأس المال البشري..
وقد تتطلب مكافحة البطالة، خاصة في البداية، توفير فرص عمل من خلال الإنفاق الحكومي على مشروعات البنية الأساسية، مما يحقق غرضاً مزدوجاً: تشغيل مكسب للفقراء وتحسين البنية الأساسية، وهى بحاجة لتطوير ضخم.
وفى النهاية، فإن بلوغ التوجهات الاستراتيجية السابقة غاياتها في مكافحة البطالة يتطلب تغييرات مؤسسية بعيدة المدى في البنية الاقتصادية والسياسة تشمل زيادة كفاءة سوق العمل في سياق تدعيم تنافسية الأسواق عامة وضبط نشاطها، في إطار من السيادة القانون التامة واستقلال للقضاء غير منقوص، وإصلاح الخدمة الحكومية، وإقامة نظم فعالة للأمان الاجتماعي، وإصلاح نظم الحكم لتصبح معبَرة عن الناس بشفافية ومسؤولة أمامهم بفعالية، ولتتمكن من تقوية مؤسسات المجتمع المدني الجماهيرية بحق، حتى يصبح لعموم الناس، وللفقراء خاصة، صوت مسموع في الشأن العام.
وهنا نصل الى صلب الموضوع وهو القضاء على الإرهاب والإجرام المتفاقم من جراء البطالة وإيصال المجتمع الى حالة من الأمان المنظور والمعلوم.. فيتسنى بذلك تحقيق ما يصبو إليه المجتمع من سلام يعم فيه.. وأمان يحاكي التطورات الحاصلة التي يحتاجها المجتمع ليصل الى مصاف الدول المتقدمة .

                                   

ماهر سعيد متي

تقرير جميل احاط بالكثير من سلبيات المجتمع العراقي في مجال القوى العاملة .. فالعراق يفتقر الى برامج جادة في معالجة  المقنعة منها او الفعلية .. وخير مثال على البطالة المقنعة زج الالاف الاشخاص في وزارتي الداخلية والدفاع والكثير من الوزارات دون الأخذ بنظر الأعتبار عنصر الأنتاجية .. فقد نستغرب ان علمنا ان مستشفى الحمدانية ( على سبيل المثال) يوجد فيه 600 موظف ومنتسب منهم مايزيد عن مائة طبيب _ وهذا ما اعلمني به احد الأشخاص _
ومن هنا يبدا دور وزارة التخطيط الذي لا دور لها البتة ..
قد لا نستغرب ان الصين توظف سنويا عشرات الملايين من الموظفين وجميع العاملين هناك منتجين دون استثناء وهي من الدول التي تقضي على البطالة رغم كثرة عدد نفوسها ..
شكرا لك على السطور الجميلة .. تقبدلي مروري .. تحياتي 
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة