تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

سوق الكلام/عبد المنعم الاعسم

بدء بواسطة matoka, مارس 17, 2014, 07:20:48 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

سوق الكلام




عبد المنعم الاعسم

لا أصدق ما يقال بأن هناك حلحلة في الازمة. هناك - في الاصح- بيع كلام.. يلتقون ثم يصدرون بلاغا برع البعض في صناعته على مقاس الحاجة.. وربما يكون هذا البعض قد كتبه قبل اللقاء.

سوق الأزمة يزدحم بالبضائع المغشوشة.

اينما تذهب تجدها هناك حتى لتحار في تسبيب هذه الهمة الاستثنائية.

انها ليست تهمة، وليس من باب التشاؤم، فانها، من جانب آخر، فرصة لكي نميز بين الغث والسمين.

بين الصدق والكذب.

بين التصريح الذي يفيض بالإنصاف، مثل رغيف التنور، والتصريح الذي يفضح نفسه من أول كلمة، وهي من جانب آخر، ملاحظة تنفع في الحصانة حيال مسرحيات لا أخلاقية تضلل الجمهور وتعطل فاعليته .

في هذا السوق تألق محترفون في الكذب والتلفيق والتشهير، وصعد بارعون في صناعة القصص والروايات الفانتازية، ولمعت مهارات عرفت حاجة التجارة الى "أصناف" معينة من المنتوجات، فيما تتسابق أقنية من ماركة (وافق شن طبقة) على تبني تلك البالونات، تضيف لها ما أمكن من ألوان براقة، وما تيسر من مقدمات مصنعة، وما يصلح من نهايات مثيرة.

نعم، لقد ضاع منا في سوق الازمة الكثير من الوقت والدماء والماء، عدا عما ضاع من سمعة الملعب واللاعبين، غير ان الامر المحزن اننا أضعنا شهية البحث عن الناقل عن الشاهد عن البائع عن الزبون عن الضحية عن الجلاد، بمقابل شائعات لا نميز خلالها الحقيقة عن الخيال، ونكتفي، فرط كثرتها ومداخنها ان نقول دائما ما كانت تقوله جداتنا: "ليس هناك دخان من غير نار" او ما كان يقوله حكماؤنا "دع الامور تمضي ولكل حادث حديث"..

في هذا السوق صار الكثير من الكذابين يملكون منافذ مؤثرة تسعى الى خداع الجمهور، وتسويق المنتوج المغشوش من غير رقيب ولا حسيب.

يحيطوننا من كل جانب، ويحاصروننا من كل صوب، ولا يتورعون عن عرض انفسهم كضحايا للفساد والفرص..

فيما فاسدون حتى النخاع، وأصحاب فرص فاضت عن حاجتهم وصاروا يتبرعون بها للمتسولين على أبوابهم.







Matty AL Mache

ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة