تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

مدرسة في بيت

بدء بواسطة philip hadayee, فبراير 13, 2018, 06:53:27 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

philip hadayee

مدرسه في بيت


                                                             
دار الشماس توما انموذجاً
ان الكنيسه في مجتمعنا تعتبر اهم مركز لتعليم اللغه السريانيه والعلوم الدينيه والطقوس البيعيه والالحان الكنسيه وايصال البشرى الانجيليه الى المؤمنين  والى جانب الكنيسه وتعضيداً لدورها تميزت برطلي بوجود عدد من الدورالتي كان يؤمها طلاب العلم والمعرفه تعود للاباء الكهنه او للشمامسه كان ينتظم فيها عدد من محبي العلوم الدينيه و اللغه السريانيه والالحان الكنسيه والطقوس في حلقات دراسيه بالأضافه الى الاماسي الروحيه التي كانت تعقد فيها وهناك اسماء لامعه قدمت عطاءاً ثرّاً قل نظيره لخدمة الكنيسه وابنائها دون مقابل , تقودهم ذلك صفة العطاء الراسخه فيهم فساهموا في تواتر الايمان والطقوس والالحان والتقاليد واللغه السريانيه جيل بعد جيل حتى وصل الينا فأستحق كل بيت من تلك البيوت ان يكون مدرسه بحد ذاته او منتدى في بيت قروي بسيط لا تتجاوز ابعاده 6x6 م كانت تعيش فيه عائله متواضعه مؤمنه مكونه من اب وام وولدان وبنتان تستخدم جزءاً منه للمعيشه والعمل والجزء الاخر للتعليم واقامة الاماسي الروحيه حيث كان صاحبه ( الشماس توما ) يعمل حائكاً على النول ( زقارا ) متخذاً احدى زوايا البيت لهذا الغرض والذي كان يعتاش منه ، هذا الدار رغم صغر مساحته الا انه كان واسعاً وكبيراً بما قدمه من خدمه تعليميه لابناء البلده فأستحق ان يكون مدرسه بمعنى الكلمه حيث تعلم مرتادوه اللغه السريانيه والعلوم الدينيه والالحان الكنسيه والطقوس على يده  كما كان يرتاده مساءاً عشاق اللاهوت والبحوث الروحيه والايمانيه لاقامة سهرات ذاع صيتها بما كان يقرأه من مواضيع ويشرحها لهم من الكتب التي كانت بحوزته  فكان منتدى زمانه  وما يؤسف له وبعد نياحته لم يبقى من تلك الكتب الا كتاب واحد يتضمن قصص القديسين والنساك ومنها سيرتان بقلم المؤرخ السرياني الشهير مار يوحنا الافسسي (وكان لي الشرف اني عشت في هذا الدار بحدود اثناعشر عاما مع جدتي وانا طالب في المرحلتين الابتدائيه والثانويه وكانت تروي لي مآثر جدي الشماس توما فتعرفت على مكان النول ومكان جلوس الطلاب وكل حجارته التي تنبعث منها عبق ذلك التاريخ المشرف )
من هو الشماس توما
هو توما بن عيسى رمو من عائلة ال خوشابا مريا ولد في برطلي سنة 1880م

رسم شماسا انجيلياً يوم 28/7/1901  على يد المطران مار قورلس الياس قدسو  مطران ابرشية دير مار متى (حسبما جاء في كتاب الرسامات /مكتبة دير مار متى )

تنيح يوم 12/4/1938 م عن عمر (58) عاما حسبما ذكره لي نجله الاب الخوري بطرس توما في رساله بهذا الخصوص وقال بأن والده توفي وهو تلميذ في الصف الاول الابتدائي

درس اللغه السريانيه والطقس الكنسي والمّ باللغه العربيه واتقن السريانيه لغة واصولاً كما ابدع في الالحان الكنسيه (اصوات سريانيه معاصره / الاب يوسف سعيد ص42 بيروت 1969)

قدم نفسه معلماً للغه السريانيه والالحان في مدرسة برطلي وذهبت له شهره واسعه في كافة كنائس الابرشيه ولدى رؤساء الكنيسه عامة

كان له اهتمام شديد بدراسة الكتاب المقدس وكتب الاباء وتأريخ الكنيسه وسير الرهبان والنساك واضحى مرجعا لمحبي هذه الابحاث

كثيرون تتلمذوا على يد الشماس توما ويقول الخوري بطرس بأنه راى في صغره الكثير من هؤلاء الطلاب الذين كانوا يعترفون بفضل والده بتعلمهم ويجلون ذكراه واشهرهم الطالب شابا توما ماري ( المثلث الرحمات البطريرك يعقوب الثالث 1980+ ) الذي كان يذكر افضاله مرارا للاب الخوري عندما كان يعمل سكرتيرا له في بيروت .

ومن طلابه ايضا الشماس يعقوب جبو يسو (جد الاب يعقوب سعدي ) فقد روى لي بأنه تلقى علومه الدينيه والطقوس والالحان واللغه السريانيه مع مجموعه من زملائه  على يد الشماس توما وان الشماس كان متمكناً من علمه بارعاً في اللغه والالحان والطقوس وذو حس مرهف واذن موسيقيه ويقول كنا نجلس بجواره وهو يعمل على النول وبالرغم من انشغاله في عمله الا ان اذناه كانت تراقب اداءنا فكان يصحح
لنا في النطق واللحن ويتابع معنا ويداه على النول فكان يوقف الطالب الذي يخطأ ويوجهه بكل ادب واحترام فنال رضا واحترام الجميع وبهذا استحق لقب  (ملفونو )

يقول الخوري بطرس بانه سمع الكثيرين وهم يتحدثون عن والده منهم:

1-المثلث الرحمات البطريرك افرام برصوم 1957+
في مساء يوم الثلاثاء 28 / 12 / 1954التقى الخوري بطرس مع قداسة البطريرك في حمص عندما كان يعمل استاذاً في المعهد السرياني وسكرتيراً في مطرانية بيروت فسأل قداسته وباللغه السريانيه ابن من انت فاجابه ابن المرحوم الشماس توما فتنهد وقال بنبره كلها محبه وحنان ليرحم الله تلك الروح كم بنقاوه وطهر وقداسه كان يخدم بيت الله

2- المرحوم عيسى بك الخوري الذي هاجر من بلدة اسفس في تركيا الى برطلي اثناء احداث سيفو وسكن مع عائلته في كنيسة مارتشموني فقد التقاه الخوري بطرس في بيروت في يوم 2/1/1958 قبل رسامته كاهنا وعندما عرف انه من برطلي سأله ابن من هو  فأجابه  ابن المرحوم الشماس توما واذا به يقول بتعجب  (طلعنا اخوه ) وبدأ يسرد هجرتهم من تركيا ولجؤهم الى برطلي واصفاً الشماس توما وخدمته الكنسيه ومعرفته الواسعه في اللغه السريانيه والطقوس البيعيه وذكر اخاه المرحوم حنوشا والشماس الياس ( الخوري الياس شعيا ) ذاكراً اهالي برطلي بكل خير .

وختاماً اتوجه بالشكر وعظيم الامتنان الى خالي العزيز الخوري بطرس توما كاهن كنيستنا في بيرث استراليا لرفدي بهذه المعلومات القيمه عن حياة المرحوم جدي الشماس توما طالباً الراحه الابديه له وان يوفق الخال واولاده والى مزيد من المعلومات عن تأريخ الكنيسه ورجالاتها  ....مع الشكر

بهنام شابا شمني

وانت تقرأ هذا السرد التاريخي الجميل لفترة زمنية مضيئة  من تاريخ برطلي سبقتنا باكثر من قرن من الزمان يتأكد لنا بان في برطلي لم تكن فيها مدرسة واحدة بل مدارس. ما دام الشماس توما قد حول داره الى مدرسة. وكم من مثل الشماس توما بعلمه وروحانيته في برطلي. اليست برطلي مدينة الملافنة والخطاطين والعلماء. والبطاركة والمطارنة والشمامسة . فمن اين خرجوا هؤلاء فبالتأكيد من مدارس مثل مدرسة الشماس توما. رحم الله شماسنا وله الذكر الطيب.
شكرا للاستاذ فيليب على هذه المقالة التي تتضمن معلومات تاريخية قيمة. نتمنى المواصلة في ذلك ومن كل من لديه معلومة مهما كانت بسيطة لنوثق لبرطلي ولاهلها.

philip hadayee

#2
شكرا جزيلا اخي بهنام على المداخله ونبقى دائما نوثق تأريخ وتراث برطلي  لنوصله للاجيال القادمه وتقبل خالص تحياتي