مشاكسة لســت مــع .. ولا ضـــد / مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أبريل 27, 2014, 07:16:59 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مشاكسة
لســت مــع .. ولا ضـــد



مال اللــــه فــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com 

ربما لم تشهد الانسانية عبر تاريخها من قبل صورا مثل صور هذه المشاعر المترعة باروع واصدق وانبل الاحاسيس الوجدانية التي تنافس اجنحة الفراشات برقتها ونسائم الصباحات الربيعية برهافتها وهي تعلن عن نفسها صاخبة متفجرة لتلامس شغاف قلوب اليتامى والارامل والاطفال المعذبين والفقراء والمعدمين مثلما جسدت ذلك مشاعر بعض مرشحي البرلمان عبر جولاتهم (الانسانية)  لمناطق مسحوقة ربما يزرها بعضهم للمرة الاولى واخرون ربما للمرة الثانية خلال اربع سنوات في التفاتة (وجدانية ) هزت المشاعر بعنف وادمت القلوب وافاضت الدمع من العيون, والرأي العام يتابع باهتمام بعض (رســـل الانسانيــــــــة) من هؤلاء المتواضعين وهم يذوبون انسانية ويفكرون بهؤلاء المعذبين مرة كل اربع سنوات ويحملون لهم المواد الغذائية والهدايا مرة كل اربع سنوات ويسالون عن اوضاعهم مرة كل اربع سنوات ويعدونهم بخدمتهم ورفع مستوياتهم وتوفير الخدمات لهم مرة كل اربع سنوات دون ان يسألوا انفسهم مالذي قدموه لهم فعليا خلال تلك الاربع سنوات.
ولعل ما يؤكد ويجسد ويوثق ( مصداقية )هذه الجولات الانتخابية (العفويــــــــة) والتي جاءت لدواع (انسانيـــــــــة) بعيدا عن التسويق الاعلامي للحملات الانتخابية , حيث ان بعض المرشحين من رسل الانسانية هؤلاء لم يصطحب معه في زياراته العفوية للمناطق الشعبية, الا فريقا متكاملا من الاعلاميين , والا عشرة او ربما عشرين كاميرا من مختلف الانواع والاحجام والمواصفات التقنية  لسرعة تسجيل وتوثيق تلك اللقطات الانسانية الحميمة قبل ضياعها والتي ربما لن يجود الزمن بمثلها مع تعليمات صارمة للفريق الدعائي المتخصص عامة وللمصورين على وجه الخصوص بتصوير تلك اللقطات (الانسانية) من مختلف الزوايا لتنقل للعالم اجمع جوانب ربما تحدث للمرة الاولى لبعض المرشحين وهم يقصدون   (اوساطهم) الشعبية ليحتضن كل منهم (بأبوته الحنونة) هذا الطفل اليتيم وليقبل راس تلك الارملة الفقيرة وليواسي هذا المريض وليعد هذا المعوق بكرسي كهربائي متحرك وليلعن ربما قسما من المسؤولين غير الكفوئين لهذا الاهمال غير المقبول الذي تشهده المناطق الشعبية الغارقة بالنفايات وبالمياه الاسنة وبانعدام الخدمات دون ان يسال نفسه بالطبع خصوصا ان كان من الاعضاء البرلمانيين السابقين او من المسؤولين المرشحين الذين سبقوا ان مارسوا المسؤولية مالذي فعله هو بالذات خلال الاربع سنوات لمعالجة كل هذه الماسي والترديات وغياب الخدمات, وربما يكون من بين رسل الانسانية هؤلاء الذي يسعى لدخول البرلمان ثانية بعد ان اذهل الانسانية وهز مشاعر البشرية بعبقريته المتفردة وبمواقفه المبدئية الحازمة الحاسمة برلماني بعينه عندما سئل عن موقفه خلال الدورة الماضية ابان احتدام التظاهرات الجماهيرية العارمة المطالبة بالغاء تقاعد البرلمانيين  اجاب بطريقة ثورية لم يتوقعها ابلغ الثوريين ثورية ولا اشد الدكتاتوريين دكتاتورية ولا اعمق الديمقراطيين ديمقراطية بانه ليس مع الغاء تقاعد البرلمانيين ولا مع الابقاء عليها (فاف تحية والف سلام على ذلك الموقف المبدئي الساطع كشمس تموز والقاطع كسيف عنترة ). 
الى ذلك استنكر واستهجن وثار وازبد احد زملائنا وهو يصطدم برأي زميل اخر اقترح عدم منح الثقة للفاشلين من البرلمانيين القدامى سواء من الذين مضى عليهم دورة او دورتين ولم يحققوا شيئا من وعودهم وبرامجهم وخططهم الورقية التي ما تزال اسيرة ادراج مكاتبهم لم تر النور لانها كما يبدو معدة لمواسم الانتخابات فقط, مشددا على ضرورة ووجوب ان يمنح الشعب المتسرع اولئك الفاشلين فرصة اضافية لينفذوا برامجهم مدعيا ان فترة الاربع او الثماني سنوات لا تكفيهم نظرا لعمق وبطء ومنهجية دراساتهم الستراتيجية للمعضلات الوطنية.
ولما سالناه عن الفترة التي يرى ان اولئك البرلمانيين الذين لم يجققوا شيئا بحاجة اليها بعض وكذلك وبعض المسؤولين الفاشلين المتلكئين لتنفيذ برنامج وطني حقيقي شامل للنهوض الكامل بالبلاد , امسك بقلم وورقة وبدأ بحساب الزمن بكل خشوع وبصوت مسموع.
قال, وفق اجتهادي المتواضع المستند الى تصرفات وطبيعة عمل بعض البرلمانيين الهامشيين مع عميق محبتي واعتزازي بالبرلمانيين والمسؤولين الكفوئين والمخلصين , فانني اعني اولئك الذين لا يوافقون ولا يعترضون الا اذا وجهتهم احزابهم وكتلهم وتحالفاتهم بذلك وكذلك  بعض المسؤولين المتلكئين ايضا فانهم سوف يحتاجون الى مائة عام للقضاء على البطالة والى مائة عام لتوفير الخدمات والى مائة عام للنهوض بالزراعة والى مائة عام للنهوض بالصناعة والى مائة عام لتحقيق التوافق بينهم والى مائة عام للارتقاء بمفردات البطاقة التموينية والى مائة عام لانجاز المصالحة الوطنية والى مائة عام لنزع اسلحة الميليشيات والى مائة عام لبناء وحدات سكنية للفقراء والى مائة عام لتطبيق الدستور والى مائة عام للقضاء على الفساد.
اجابه زميلنا باستغراب , اذا كنا سنحتاج الى الف عام لاجتثاث الفساد فان النفط سيكون قد نضب تماما من البلاد
رد عليه بسخرية, وهل تعتقد ان بالامكان في اي زمان ومكان ان ينصف العباد وان يزول الفساد طالما ان هنالك ثروة سائبة وفرسان فساد في البلاد؟