ما أعظم قامتك أيها المطران الجليل ...صليبا شمعون / بطرس نباتي

بدء بواسطة matoka, نوفمبر 24, 2013, 12:16:37 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

ما أعظم قامتك أيها المطران الجليل...صليبا شمعون


برطلي . نت / خاص للموقع
بطرس نباتي

حسب اعتقادي أن القامة  العظيمة  المؤثرة ليست تلك الطويلة العريضة المنكبين ، مفتولة العضلات أو الضخمة  ، فالقامة العملاقة هي التي تفرض ذاتها ، وتوصل بكل صدق وأمان كل ما يحدث من تأثير أو غبن على من تهتم لأمرهم وتنقل ما يحدث لهم من سوء  بكلمات واضحة  جلية  بدون خوف أو وجل، المطران الجليل غريغوريوس صليبا شمعون عندما أعتلى خشبة المسرح في قاعة الشهيد سعد عبدالله في اربيل ، تبادر إلى ذهني العديد من الكلمات والخطب التي نسمعها في مناسبات شتى ، وتصورت بأن كلمته ستكون مجرد كلمة مناسباتية عابرة ، فيقوم بشكر هذا والطبطبة على ظهر المسؤولين لأنهم تجشموا أعباء السفر وتوجهوا بمركباتهم الرائعة إلى مكان اللقاء، بصراحة هذا ما عودنا البعض أن نسمعه بمثل هذه المناسبات .

كما يقال ( ضع النقاط على الحروف)  فقد قام هذا الجليل  صليبا شمعون بوضع جميع النقاط على جميع الحروف فلم يترك فراغا ليملأه غيره وأنا استمع إليه نقلا عبر فضائية عشتار .

الأخوة من بعض بيوتات الشبك الذين كانوا يعيشون  في برطلة منذ القديم هؤلاء ليسوا طارئين أنهم من أبناء برطلة اختلطوا معنا تكلموا باللغة السريانية التي نتكلم بها نحن المسيحيين ، شاركونا بكل مناسباتنا شاركناهم بجميع مناسباتهم ، نحن لسنا متوجعين أو متألمين أبدا من ذلك التواجد البسيط التاريخي ، إنما الموجة الغازية بعد التغير الذي حصل في العراق هي أساس التغيير الديموغرافي ، هؤلاء الطارئين  على مجتمع برطلة  تركوا قراهم ومساكنهم وسكنوا عنوة في برطلة هم اساس المشكلة .

هؤلاء  الشبك القادمون بعد 2003 قدموا وسكنوا برطلة وغيرها من مدن وقصبات السريان  بشتى الإغراءات وبدفع من جهات داخلية  كانت أو خارجية والتي ساهمت في دفعهم لترك مناطقهم وقراهم والزحف نحو سهل نينوى وبالأخص نحو برطلة ، ليتخذوا منها عاصمة لهم كما يدعون ولكن هيهات أن يحدث هذا وبوجود مثل هذه القامات الشامخة في برطلة وسواها من قصبات ومدن سهل نينوى .

بالله عليكم أيها السامعون، ويا أيها الحضور من يقبل اليوم وفي القرن الواحد والعشرين أن يحتل الأجنبي داره ومدينته ومرتع صباه عنوة أو تحت إغراءات مادية تدفع للمشتري من الغير فيقع البائع ضحية مؤامرة تحاك من خارج الحدود ، أتصور لا يوجد بلاغة أروع من ذلك ولا يوجد تعبير اصدق مما عبر عنه  المطران الجليل وهو يصف حالة برطلة الآن أو سواها من المدن والقصبات التاريخية لأبناء السريان ، إن ما سمعته من المطران الجليل لهو لسان حال جميع المسيحيين في العراق أينما كانوا ، فجميعهم مهددين في وجودهم نتيجة التعسف في استملاك وإطفاء أراضيهم بقرارات مجحفة صادرة من نوايا لرؤساء دوائر ومؤسسات لا تريد لهم الخير ، نوايا خبيثة تقف وراء ما يحدث لبرطلة وغيرها من أماكن تواجد المسيحيين في العراق ، ويعلم منفذيها أن الأرض هي سبب تواجد أي شعب لأنها تعطي له المبرر لبقاءه ولخصوصيته القومية ، وهم يعلمون جيدا ، أن اندثار وتشتت هذا الشعب لا يتم إلا بالاستيلاء على أراضيه وتجريده منها ، وهذا ما رمى إليه  مطراننا الجليل بكلمته الرائعة التي أعتبرها مؤتمرا بحد ذاتها أو ورقة عمل لجميع المؤسسات الدولية والوطنية وخاصة لمنظمة الأمم المتحدة التي كان لممثلها تفهما لما يجري في العراق من تهجير للمسيحيين وللمكونات الأخرى وما يحدث لأراضي برطلة وغيرها من تغيير ديموغرافي مبرمج ..







Matty AL Mache