تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

العراق ليس للبيع ايها المحترمون

بدء بواسطة Hikmat Aboosh, أبريل 19, 2016, 04:27:39 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

Hikmat Aboosh

العراق ليس للبيع ايها المحترمون




حاشا للعراق أن يعرض للبيع وحاشاه أن يباع ولكن يبدو ان النائب(عادل نوري) الناطق باسم لجنة النزاهة البرلمانية أبى الا ان يدخل خيمة الكوميديا السوداء فخاطب الحكومة العراقية في تهكم صارخ انه لم يبق لديها سوى اعلان : ان العراق للبيع .وهذا لم يات الا بعد ان أنبرى مستشارون ومسؤولون كبار وبرلمانيون للمطالبة ببيع الاراضي الصالحة للزراعة والتي تبلغ أربعة اخماس الاراضي المملوكة للدولة والمشاريع الاقتصادية بما فيها الزراعية والمعامل والمصانع وغيرها والقصور الفارهة لصنم الظلام (صدام) وحاشيته السوداء وكانهم بذلك يقدمون حلولآ لمشاكل عميقة تعانيها الدولة من خلال خصخصة الاراضي والممتلكات العراقية وتحويلها من ملكية الدولة الى ملكية خاصة وبهذا يضعون علاجآ شافيآ لعموم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي يعانيها البلد ومنها توفير فرص العمل امام العاطلين التي تقدمها مشاريع القطاع الخاص وحل كل الازمات الاساسية التي يعانيها المجتمع وابرزها الآن الازمة المالية والعجز في ميزانية العام الحالي 2016 والذي يبلغ (24,2) تريليون دينار وهذا سيجعل الحكومة مضطرة للجوء الى الاقتراض من صندوق النقد الدولي وبنوك ودول اخرى أجنبية وفي المنطقة ومن الداخل والاستقطاع من رواتب  الموظفين والمتقاعدين أصحاب الدخل المحدود .والحكومة حقا فعلت هذاعندما اقترضت من البنك الدولي (1,2) مليار دولار علما ان الاستقطاعات كان يجب ان تكون من رواتب ومخصصات كبار المسؤولين في الدولة.ويقول الخبير الاقتصادي (عبد الرحمن المشهداني) ان تخفيض رواتب ومخصصات المسؤولين في الرئاسات الثلاث حتى درجة مدير عام بنسبة 50%سيوفر لخزينة الحكومة(14) مليار دولار في السنة وهذه تكفي لسد احتياجاتها العسكرية واغاثة اللاجئين .ولكن هؤلاء يرون ان بيع الاراضي والمشاريع والقصور العائدة للدولة هو الذي يوفر الايرادات التي تحتاجها ويسد العجز الذي تعاني منه موازنتها وهو افضل من الاستدانة.ولكن كما يعلم الجميع ان كل هذه ستباع في ظل سيادة قيم المحاصصة والفساد المستفحلة وسنرى مشاهد مسرحية رخيصة ومفبركة في الغرف الخلفية لبيع هذه الممتلكات بابخس الاثمان لافراد الطغمة التي كانت وراء اهدار وسرقة (1000) مليار دولاروالتي أصبح ضياعها معلومأ عند القاصي والداني وعدم تقديم الحسابات الختامية للموازنة منذ (2004) ولحد الآن .ان هذه الجماعات الفاسدة التي باتت تشكل الاكثرية في الكتل المتنفذة اصبحت هي الطغمة التي تقود العراق بنفس الاشخاص وان كان بتغيير بعض المواقع  ولاأدل على ذلك من اتهام النائبين (مشعان الجبوري) و(بهاء الاعرجي) لنواب في البرلمان و لمعظم الكتل السياسية المتنفذة بالفساد والكسب اللامشروع للثروة والناس على حساب الدولة والمصلحة العامة .ان بيع كل املاك العراق ومشاريعه لايحل ازمة العراق المالية وغيرها من الازمات الكبيرة مادامت الكتل الكبيرة الحالية التي ينخرها الفساد هي التي تتولى ادارة شؤونه ومادامت حيتان الفساد فيها تفتح اشداقها لالتهام كل مايمكن التهامه من الكعكة العراقية السائبة فهي لاتشبع .ولكن العراق ،الوطن والشعب والتاريخ والحضارة والرمزوالشهداء الابطال وملايين الايتام والارامل وجراحهم الغائرة وهمومهم  العميقة والاحلام الجميلة لاطفاله والامال العريضة لنسائه ورجاله الميامين عبر اجيال عديدة.وحياة كاملة غنية لشعب عريق لايمكن ان تباع حتى وان كان بتقسيمه وهو الآن يتظاهر ويرفض ويدين كل الاحلام المريضة للفاسدين اللذين لايتحسسون سوى جيوبهم وبطونهم ومصالحهم الخاصة ولايرون اكثر من ظلالهم .ان الشعب العراقي تواق للاتحاد والعيش في ظل حكومة مدنية ديمقراطية فيدرالية ودعاة التقسيم واسيادهم لن ينالوا سوى الخذلان والفشل.                       

ملاحظة / نشرت في جريدة طريق الشعب في العدد 169 بتاريخ 17- نيسان -2016