وأخيرا ظهر ان ما كتبه (البروفسور العلامة...) عن الكلدان ومؤسستهم الكنسية صحيح

بدء بواسطة matoka, يوليو 01, 2012, 05:31:05 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

وأخيرا ظهر ان ما كتبه (البروفسور العلامة...) عن الكلدان ومؤسستهم الكنسية صحيح




ليون برخو
جامعة يونشوبنك – السويد

مقدمة
خرج علينا إعلام شعبنا الإلكتروني بموضوعين مهمين مؤخرا فيما يخص المكون الكلداني من شعبنا الواحد. الموضوع الأول كان المقابلة التي أجراها الزميل يوحنا بيداويد مع المطران لويس ساكو (رابط 1) والثاني كان المقال الذي كتبه الزميل سيزار ميخا (رابط 2).

والقارىء اللبيب لا بد وأن خرج بعد قراءته للموضوعين بخلاصة مفادها أن الكلدان ومؤسستهم الكنسية في أزمة شديدة وأن ما كتبه صاحب هذه السطور سابقا من نقد للوضع المأساوي الذي وصلنا إليه نحن ومؤسستنا الكنسية فيه الكثير من الحقيقة.

هل كنت في حاجة إلى شهادة من أسقف يكن له أغلب أفراد شعبنا بمكوناتهم وأسمائهم المختلفة إحتراما وتقديرا كبيرا؟ وهل أنا في حاجة إلى شهادة كاتب كلداني شاب نهضوي المنحى وقومي الإتجاه لا سيما بعد الإنتقادات اللاذعة التي كان يوجهها لكتاباتي سابقا؟

شخصيا وبتواضع شديد أقول كلا لأنني متيقن أن وضعنا ككلدان ووضع مؤسستنا الكنسية في حالة يرثى لها وقد شخصت ذلك مرارا وسأعرج عليه في هذا المقال. ولكن لم أكن أتصور أن مقالاتي ستصبح مؤثرة إلى درجة أن ينتقدها رجال الدين في كرازاتهم وخطبهم، كما أظهر مقال السيد سيزار.

ولكن سأتجنب الحقيقة إن أخفيت سعادتي بعد قراءتي لهذين الموضوعين. السعادة ليست نابعة من التكبر والتعالي. الألقاب أعلاه في عنوان المقال هذا أستقيها من مقال السيد سيزار ويبدو أنها أستخدمت تشفيا وأستهزاءا من قبل رجال دين كلدان رغم أنني لم أستخدمها ورغم أنها في الحقيقة تمثل الواقع وإلا لما كان بإمكاني الإنضمام إلى هيئة تدريس واحدة من أرقى الجامعات وفي بلد يبز الدنيا بتطوره وشفافيته.  نحن شعب صغير جدا وقد نكون على شفا الإنقراض ولا حاجة لتسديد أهداف ضد أحدنا الأخر. سعادتي نابعة من بصيص أمل عسى ولعل ينهض الكلدان من غفوتهم وغيبوبتهم. هذا من باب التمني.

مقابلة المطران ساكو
وقد أعقبت على مقال المطران ساكو (رابط 3) والقارىء اللبيب لا بد وأن لاحظ نقاط اللقاء والتقاطع بيننا.

اللقاء كبير وفي موضوع حساس وحيوي يخص لقاء وتقارب الأديان والثقافات والمذاهب من خلال نظرة إنسانية لا تجعل ما نملكه من عقيدة ودين ومذهب وطائفة في مرتبة سامية وتنظر إلى ما للأخر في مرتبة دنيا. نحن بشر خلقنا الله وهو الذي إختار لنا الدين والمذهب والطائفة التي نحن عليها لأننا ولدنا من اب وأم من نفس الدين وتربينا وترعرعنا في بيئة حاضنة له. كما أننا لم نختار الأب والأم اللذين أتيا بنا إلى الدنيا فإننا كلنا تقريبا  لم نختار الدين الذي نحن عليه. إكتسبناه او بالأحرى فرضه علينا الوالدين والبيئة التي نشأنا فيها. لو أتينا للدنيا من والدين أخرين من دين أخر لكنا إكتسبنا ديانتهم او مذهبهم.

فأي فضل لدي على الأخر الذي لا يدين بديني او مذهبي ولا يقدس كتابي إن كنت أنا لم أختره لنفسي؟ بأي حق أكفر وأهرطق او أحلل دم الأخر المختلف عني دينا او مذهبا او عرقا او إثنية وأنا أعلم أن ما إكتسبهالأخر هو إرادة الله لأن الله هو الذي أختار الوالدين وبواسطتهما خرجنا للدنيا ومنهما إكتسبنا ليس فقط علاماتنا الوراثية بل علاماتنا الدينية والمذهبية والعرقية والإثنية؟

ونقاط التقاطع بيننا واضحة لا سيما بخصوص النظرة إلى التراث واللغة والطقس حيث أنني أتفق مع المطران ونظرته أنه يجب تحديث التراث والثقافة والطقس إلا أنني لا اتفق معه فيما حصل لنا نحن الكلدان.نحن لم نحدّث بل ألغينا التراث والطقس واللغة وحتى فن الريازة والعمران والتقاليد الكنسية الخاصة بنا. النظرية صحيحة ولكن الممارسة كارثية لأنها لم تبق لنا شيء تقريبا من تراثنا وهذا خطأ فظيع لم يقترفه أي شعب أخر بإرادته الحرة في التاريخ.

ونقطة الخلا ف الثانية تخص أسباب النكسة التي حلت بالكلدان ومؤسستهم الكنسية. أنا لست رجل دين ولكنني على إطلاع كبير ولهذا لدي هامش حرية أكبر في الكتابة والتحدث. فأنا أعزو الأزمة – وفي معظم تفاصيلها –التي نمر بها إلى تدخل المؤسسة الفاتيكانية في شؤوننا بشكل غير مقبول وسلطوي وفي امورلا علاقة لها بالعقيدة ولا رسالة السماء – الإنجيل. نحن ضحية هذا التدخل ولا حاجة إلى التذكير بالمأسي التي لحقت بنا مؤسساتيا منذ قبولنا لسلطة الفاتيكان من الكارثة التي حلت بملايين الكلدان في الهند وهلم جرا.

مقال الزميل سيزار
أعود إلى مقال السيد سيزار وأمل أن يتسع صدره للملاحظات المهمة التي سأذكرها ادناه تعقيبا على مقاله.

من الخطأ التصور أن إنتقاداتي للكلدان وللمؤسسة الكنسية كانت تنصب على الوضع في اوروبا فقط. هذا ليس صحيح. المؤسسة برمتها في أزمة شديدة في أوروبا وأمريكا وكندا وأستراليا والعراق وأي مكان أخر يتواجد فيه الكلدان في العالم.

حصر الأزمة التي نمر بها بما يطلق عليها السيد سيزرا "سندباد الكلدان على أوروبا" هو بمثابة الهروب من الواقع. أنا شخصيا لا أستسيغ هذ العبارة التي تتكرر سبع مرات في المقال ولكن سأقتبسها للجدل من خلال الحجة بالحجة والفكرة بالفكرة وليس كما يفعل بعض الزملاء من الكلدان أصحاب الخطاب الهابط والعبارات البذيئة التي يستندون في بعضها على أسماء الحيوانات. خطاب هؤلا جزء من الكارثة التي نمر فيها. ورغم ان الخطاب الهابط يعكس شخصية قائله، إلا أنه يشخص الحضيض الذي وصلنا إليه حيث بتنا لا نميز بين الفكر والمنطق في الرد على الأخرين وبين الهلوسة والهمجية.

انا أقول ان هناك أكثر من "سندباد" لدى الكلدان ومؤسستهم الكنسية، لا بل هناك أكثر من سندباد في كل خورنة وكل جوقة ومجموعة شمامسة وتواجد كلداني، وقد ينطبق لقب "السندباد" بالمفهوم الذي يأتي السيد سيزار به حتى على كاتب هذه السطور.

"السندباد" هو الذي تجرأ ويتجرأ على فرض التعريب علينا وأغلبنا يتحدث في البيت لهجة قريبة من لغتنا القومية.
"السندباد" هو الذي يصر على إستخدام لغة غير لغتنا الطقسية ويرفض إستخدامها رغم إتقانه لها.
"السندباد" هو الذي لا يكترث للغتنا القومية ويفضل عليها العربية لا بل يحارب كل من يرغب في إستخدامها او تدريسها.
"السندباد" هو الذي أدخل أناشيد وتراتيل وصلوات من عنده او نقلها من طقوس أخرى ويفرضها علينا فرضا وكأننا قبائل أفريقية للتو دخلنا المسيحية ولا تراث ولا طقس ولا لغة لنا.
"السندباد" هو الذي يؤلف كراريس بالعربية بعضها مليء بالأخطاء اللغوية وبعضها ترجمات ركيكة وهزيلة ويوزعها علينا ويفرضها فرضا على حساب تراثنا وثقافتنا وكأننا أمام مسؤول ما من أحد الأحزاب الشمولية.
"السندباد" هو الذي أجبرنا على الإحتفاء بمناسبات وأشخاص (من كانوا قديسين أو غيرهم) من طقوس أخرى على حساب ما لدينا من مناسبات وأشخاص. هم يجب أن يأخذوا منا لأننا أصحاب أغنى كنيسة تراثا وطقسا وشهداء وقديسيين في العالم. ولكن رويدك يا أخي من تنادي يا منادي؟
"السندباد" هو الذي يسكت او يضع الغربال على شمس الكوارث  التي سببتها لنا المؤسسة الكنسية منذ خسارة الهند بملايينها من الكلدان وهلم جرا.
"السندباد" كل من نصب نفسه وكأنه يمثل المسيح في الأرض ولا يقبل النقد ولا النقاش ويتصور أنه يملك الكتاب والكنيسة ومفتاح الأرض والسماء.
"السندباد" هو كل مسؤول جوقة او عضو فيها يصرف وقته بالتدريب على تراتيل أجنبية دخيلة باهتة المعنى ركيكة اللحن ويفرضها في الكنيسة على الكل رغم أننا نملك تراثا إنشاديا لا تملكه أي كنيسة أخرى في العالم.
"السندباد" هو الذي يستشعر ما وصلنا إليه من حضيض ومع ذلك لا يسكت فقط بل تراه يصب جام غضبه على كل كلداني غيور يحاول الإصلاح قبل فوات الآوان.
"السندباد" هو الذي بإسم العصرنة – وما أدراك ما العصرنة عندنا نحن الكلدان –رمى كل تراثنا الكنسي في سلة المهملات والأنكى من هذا ألغى كل ما يشير إلى ريازتنا وتراثنا وتقاليدنا الكنسية.
"السندباد" هو الذي لا يكترث مهما أظهرت له من أدلة على أن وضعنا الحالي لا يجوز أن يستمر لأنه بمثابة الهلاك لنا.
"السندباد" هو الذي يرفع شعار هرطقة وتكفير أشقائنا من مذاهب أخرى وعلى صفحات موقع أبرشي يعود لكنيسة المشرق الكلدانية في المهجر.
"السندباد" هو الذي يقصي أراء تخالف رأيه ولا يتورع عن نشر هجوم على ما يكتبه الأخرون ولكن يرفض منحهم حق الرد الذي يعد اليوم بمثابة المقدسات وهذا يحصل في موقع أبرشي كلداني.
القائمة طويلة وأكتفي بهذا القدر ولكن كما ترى يا عزيزي سيزار هناك أكثر من "سندباد" وحصر الإنتقاد والأزمة بشخصية واحدة في أوروبا معناه أننا نتهرب من واقعنا. وهكذا قد يكون السندباد "أنا" و "أنت" وغيرنا. كلنا ساهمنا في تهميش انفسنا ومؤسستنا الكنسية لأننا ننظر بعين واحدة فقط ونرى القذى فقط في عيون من لا نحبهم ولا نقبل أن نرفع الخشبة من أعيننا وأعين الذين نحن على وفاق معهم.










ورد الينا عبر بريد الموقع
Matty AL Mache