الرئيس العام للرهبانية الانطونية الهرمزدية الكلدانية في القوش: هناك احترام وتفاه

بدء بواسطة بهنام شابا شمني, ديسمبر 19, 2011, 09:38:33 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

بهنام شابا شمني

الرئيس العام للرهبانية الانطونية الهرمزدية الكلدانية في القوش: هناك احترام وتفاهم وحوار بين المسلمين و المسيحيين والايزيديين



هكار نت-كاوة عيدو الختاري/

واجبنا ان نجعل من ناحية القوش و قضاء تلكيف آنية ورد متنوعة لجميع قومياته وأطيافه ولا يمكن لأية قوة تحاول انتزاع هذا الرونق من روحيته . لقد منح العراق الحقوق في الدستور لكل الأقليات وفي هذا يعني خلق عراق متطور متقدم مزدهر لان الموضوع العلمي الذي يحكم الإنسان انه ذو بالوجية واحدة ومن هذا المنطلق، فالأنساب لا فرق بينها، لا فرق بين عربي وكوردي ومسيحي وايزيدي وصائبي،
إلا في العمل والإخلاص في حق المواطنة ويعتبر هذا الحس هو الانتماء للعراق إما الانتماءات الثانوية، فيحق للإنسان إن يمارس حقه كما يؤمن به على إن لا يؤثر على الآخرين ولا يعتبر انتماءه الثانوي هو أحسن من الانتماءات الأخرى بهذا الشعور يمكن إن نصل إلى عراق حر ديمقراطي متطلع هذا ماقاله  سماحة الأنبا جبرائيل كوركيس توما الرئيس العام للرهبانية الانطونية الهرمزدية الكلدانية حول التعايش السلمي بين الأديان في المنطقة.

و أوضح سماحة الأنبا جبرائيل كوركيس توما " بان التعايش السلمي: هو مفهوم جديد في العلاقات الدولية دعا إليه الاتحاد السوفيتي عقب وفاة ستالين ومعناه انتهاج سياسة تقوم على مبدأ قبول فكرة تعدد المذاهب الإيديولوجية والتفاهم بين المعسكرين في القضايا الدولية. و نعنى بالمعسكرين هنا المعسكر الغربي والمعسكر الشرقي. ومن هذا المفهوم تدعو الأديان كافة إلى التعايش السلمي فيما بينها، وتشجع لغة الحوار والتفاهم والتعاون بين الأمم المختلفة، وكيفية التعايش بالرغم من كل الاختلافات الموجودة، خاصة في خضم الثورة المعلومات الحديثة والتي تمثلت في استخدام الملايين لشبكة الإنترنت، حيث جعلت العالم أشبه بالقرية الصغيرة"

لفت الأنبا جبرائيل كوركيس توما "إن التعاليم المسيحية متمثلة في الإنجيل، مملوءة بالتعاليم التي تلزم المسيحيين بالتعامل مع بقية أبناء الأديان الأخرى بالمحبة والتسامح، وعدم نبذ الآخر المختلف عقيدة ولوناً وشكلاً، وأن المحبة هي الشعار الرئيسي للدين المسيحي، كما يقول الإنجيل المقدس (َسَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: أحِببُّ قَرِيبَكَ وأبْغِض عَدُوَّكَ. أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ، وَبَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ، وَأَحْسِنُوا مُعَامَلَةَ الَّذِينَ يُبْغِضُونَكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَضْطَهِدُونَكُمْ، فَتَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ: فَإِنَّهُ يُشْرِقُ بِشَمْسِهِ عَلَى الأَشْرَارِ والأخيار، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ والفجار) (متى 5/43-46).. «أَحِبّ الرَّبَّ إِلهَكَ بِكُلِّ قَلْبِكَ وَكُلِّ نَفْسِكَ وَكُلِّ فِكْرِكَ. هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الْعُظْمَى الأُولَى. والثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: أَحِبّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ، بِهَاتَيْنِ الْوَصِيَّتَيْنِ تَتَعَلَّقُ الشَّرِيعَةُ وَكُتُبُ الأَنْبِيَاءِ» (متى 22/ 37-40). فالإنسان عند الله مفضل على أي شيء آخر، وأنه من الظلم الكبير أن تتناحر الشعوب وتسفك الدماء البريئة على معتقدات، لو شاء لها الله أن تكون واحدة موحدة لجميع بني البشر، لفعل ذلك، ولكن الأصل في الحياة هو الاختلاف وتبادل الآراء والتفاهم والعيش المشترك، وإبعاد المخاطر المحيطة بهم، دون أي تمييز أو تفرقة"

ويتابع بالقول" نحن في العراق نحتاج لهذه المفردة وتطبيقاتها أكثر من إي وقت مضى حيث إن بلادنا فيها من الطوائف والاثنيات العرقية الشيء الكثير فإذا لا يكون هناك تعايشا سلميا بين كل هذه الفسيفساء الجميلة في العراق لا نضمن استقراراً مرتكزاً في هذا البلد ومبنياً على معاني الصدق والإخلاص لبناءه، فالعراق تكمن جماليته في أطيافه المتعددة من السنة والشيعة والكرد والتركمان والصابئة والشبك وايزيديين والمسيحيين وغيرهم، والعراق قد بني منذ زمن بعيد على كل هذه الشرائح المهمة، القادرة على بناءه من جديد بالرغم من كل عواصف الدكتاتوريات المتعاقبة والإرهاب الحالي، فلابد من إن نلتقي ونتحاور فاللقاء يعني (الوقوف معاً في سبيل معرفة بعضنا البعض وفي سبيل تفاهم وصداقة ومحبة، فهذه هي دعوتنا الحقة في الحياة، إذ أن الانفتاح يعني الشركة واللقاء والمعايشة، والانغلاق يعني الموت). "

حول النزاع في المنطقة أشار الرئيس العام للرهبانية الانطونية إلى إن" لا يوجد هناك نزاع في الله بالمعنى الحرفي للكلمة، بل بالعكس هناك احترام وحوار متبادل بين الأطياف والأديان المتواجدة في المنطقة، لكن لا بد من تفعيل هذا الحوار خاصة في الظروف الراهنة، وكما تعلمون بأننا مواطنون في بلد واحد ولنا تاريخ واحد ومستقبل واحد والهنا واحد احد. ونحن مدعوون إلى إيجاد صيغة حضارية مميزة للعيش المشترك تخدم الإنسانية جمعاء، وإلى بناء حضارة المحبة التي تمجد الله.من خلال هذا التعايش سوف يتحقق السلام الذي كلنا نتوق إليه، فمفتاح السلام بأيدينا إذا أردنا إن نحققه. لابد من قبول الأخر مهما كانت هويته أو معتقده ليس فقط ظاهرياً بل قبول نابع من قناعة ومحبة تجاه الأخر"



و إضافة سماحة الأنبا جبرائيل كوركيس توما " نعم هناك اختلاف في معتقدانا وهناك وجهات نظر مختلفة، فالاختلاف يعنى الغنى، وبما إن لنا تاريخ مشترك ومستقبل ومصير واحد، فلابد إن نعيش معاً بروح الإخوة والاحترام المتبادل لمعتقدات الآخرين وآرائهم، فلسنا نحن والآخرون في موقف المقارنة لكي نتخاصم بل لنتعاون ونستنير بعضنا ببعض. فمن هذا المنطلق، يجب علينا إقامة جسور بمحبة، وإصغاء إلى إيمان الآخر دون التخلي عن إيماننا، الإصغاء بروح الصراحة والاستقامة، وهناك أمثلة عديدة واسر كثيرة في منطقتنا توجد فيما بينها روابط محبة واحترام بالرغم من اختلاف معتقداتهم. فعلينا إن نركز العمل أكثر على مستوى القلوب لا على مستوى العقيدة، وعلى الأشياء التي تجمعنا لا على الأشياء التي تفرقنا"

ويضيف بقوله "الكل يعلم بأننا جميعاً ننهل من تراث حضاري واحد وقد أسهم كل منا في صياغته انطلاقاً من عبقريته الخاصة. إن قرابتنا الحضارية هي أرثنا التاريخي الذي نصر على المحافظة عليه وتطويره وتجذيره وتفعيله كي يكون أساس عيشنا المشترك وتعاوننا الأخوي.إن المسيحيين في الشرق هم جزء لا ينفصل عن الهوية الحضارية للمسلمين ، كما أن المسلمين في الشرق هم جزء لا ينفصل عن الهوية الحضارية للمسيحيين وكذلك الإخوة الايزيديين. ومن هذا المنطلق فنحن مسؤولون بعضنا عن بعض أمام الله والتاريخ". فالتعايش إذن هو جزء من مشيئة الله في حياتنا"

وتقع ناحية القوش بين خطي العرض 37- 38 شمال مدينة الموصل بمسافة 45 كم.  تحدها من الشمال محافظة دهوك ومن الشرق قضاء الشيخان ومن الجنوب قضاء تلكيف ومن الغرب ناحية فايدة وحوض سد الموصل .