مشاكســـة اللعـــــب عالمكشـــــــوف/ مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يونيو 05, 2015, 12:26:26 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

 
مشاكســـة
  اللعـــــب عالمكشـــــــوف


برطلي . نت / بريد الموقع

  مال اللـــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

رسمت العولمة والثورة التكنولجية وتقنية الاتصالات, خريطة طريق  جديدة امام الانسانية  , واطاحت بقيم ومبادئ واعراف تقليدية, وافرزت قيماً ومبادئ واعرافاً  جديدة اخرى, تبعاً لذلك فقد اصبحت وسائل التعارف والانجذاب العاطفي والصداقة وعلاقات الحب والزواج والطلاق   والتعاملات التجارية وحتى المصالح والمواقف الرسمية والسياسية والندوات والمؤتمرات تتم بيسر وسهولة عبر الانترنت, سواء من خلال الدوائر التلفازية المغلقة او من خلال الايملات الشخصية او عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي مقدمتها (الفــيس بـــوك) وامسى بامكان اية مراهقة من اية بقعة في العالم ان تعقد بدقائق مئات الصداقات البريئة وغير البريئة مع الجنس الاخر  , واصبح بامكان الجميع ان يتبادلوا بلحظات مختلف المشاعر والصور والرغبات والاسرار الشخصية بل والتنفيس عن رغباتهم وجوعهم بالصوت والصورة   .   
كذلك فقد اصبح بامكان السياسيين والمسؤولين  والبرلمانيين   في مختلف انحاء العالم ان يتبادلوا بلحظات الاحاديث الودية وغير الودية والاقتراحات والنوادر السياسية ومفاجآت الليالي الحمراء والصفراء والبمبي و شروط  العقود والمناقصات والصفقات والمباحثات السياسية رفيعة المستوى واخر اخبار اليسا وهيفاء وهبي ونانسي عجرم,   خدمة للمصلحة  العامة من خلال ضمان مصالحهم ورغباتهم الخاصة  .
تبعاً لذلك فقد تهاوت الاسوار الحديدية التي كانت تقيمها بعض الدول حول نفسها وتدفقت الاسرار والخبايا واختفى العملاء والجواسيس التقليديون بعد ان اصبح بامكان الات التصوير الرقمية وعدسات الموبايلات الذكية والغبية نقل ما يدور سواء في الاجتماعات رفيعة المستوى او في غرف النوم عبر الاقمار الصناعية  , فضلاً عن بروز اجيال جديدة  محسنة من السياسيين والمسؤولين و البرلمانيين ( الثوييـــن) الكفوئين المخلصين الذين يدركون  جيداً خبايا السياسة الدولية ودهاليزها  واساليب  التعامل معها  والحدود والخطوط الحمر  بين ما يجوز... وما لا يجوز على الرغم من ان بعضهم بالاخص في الدول النائمة  والغائمة والمتوسلة والمتسولة على استعداد لعبور كل الخطوط السود والخضر والحمر من اجل مصالحهم السياسية والشخصية  .
تبعاً لذلك فقد تم وضع تسعيرات محددة لكل سر وهدف و موقف وعقد وصفقة ومعضلة وفق بورصة اسعار النفط والذهب في الاسواق العالمية وتحديد نسب هذا المسؤول من ذلك العقد وحصة ذلك المسؤول من هذه الصفقة وايداعها في الحسابات السرية في البنوك الاجنبية جدمة للمصالح (الوطنيــــة) , كما واصبح تبعا لهذا التطور الكبير في عولمة الاتصالات بامكان هذه الدولة او تلك ان تشتري من هذا السياسي او ذاك المسؤول, بالاخص في دول العالم الثالث والرابع والعاشر بحظها العاثر كل ما يلزمها من الاسرار السياسية والعسكرية والامنية والاقتصادية بل وحتى المواقف التي غالباً ما تتناقض مع مصالح البلاد والعباد (باســعار تعاونيـــة) نظرا لافرازات الازمة المالية ، مما وضع سيادة هذه الدولة, وخصوصية تلك.. واستقلال هذا البلد ومصالح ذاك في  مهب الريح على الرغم من آلاف الاغاني الحماسية والاناشيد الوطنية والخطب النارية والشعارات الوطنية والبيانات والتصريحات الصحفية التي لا تكف ليل نهار عن التأكيد على   السيادة والاستقلال والمصالح الوطنية الستراتيجية وعدم تدخل دول الجوار في الشؤون الداخلية في الوقت الذي تمسك في هذه الدول الاقليمية او تلك بكل خيوط المصالح الوطنية في بعض الدول (الثوريـــــة)  .
في ضوء ذلك فقد اصبح من المتعارف عليه في السياسة الدولية انبثاق مجموعات وتكتــلات وكفاءات من الســياسيين والمسؤولين والبرلمانيين, (الثورييــــن) الذين يحملون هموم بلدانهم وقضايا شعوبهم على اكتافهم لعرضها في مزادات السياسة الدولية تحت ستار (المباحثات الودية والمصالح المشتركة وتبادل الاراء والخبرات والتجارب واستقطاب المواقف الاقليمية والدولية لصالح القضايا المصيرية)   .
ووفق هذه اللغة الساسية البليغة ( ذات الاســـتخدام المــــزدوج ), اصبح بامكان بعض هؤلاء السياسيين والمسؤولين العباقرة (المتاجـــرة) بالشعوب والبلاد وبمصالح ومصائر العباد والثروات والاوطان دون خشية من محاسبة الشعوب, او من رقابة البرلمان وفي ضوء ذلك فقداصبحت بعض الدول الاقليمية ودول الجوار محطات اقامة ثابتة لبعض المسؤولين الاحرار وكذلك الفنادق ذات العشر نجوم لمناقشة ابرز المعضلات الوطنية والهموم واتخاذ ربما اخطر القرارات في ادق المعضلات والشؤون الوطنية التي لا يجب بأي حال من الاحوال وتحت اي ظرف او حال ان تخرج خارج الحدود الوطنية وبذلك يحقق بعض هؤلاء المسؤولين (المبدئييـــن) في زياراتهم المكوكية خصوصا لبعض الدول المعنية هدفين رئيسيين ، زيادة ملايينهم وملياراتهم من جهة ، وزيادة اعداد الاطفال غير الشرعيين من جهة اخرى .
فهذا السياسي يناقش مع هذه الدولة صفقات اسلحة ربما تكون فاسدة   بدل  مطالبتها بالكف عن التدخل في شؤون بلاده الداخلية وذاك المسؤول الرفيع يتحول الى (مســتمع مطيـــع) لاملاءات دولة اخرى بدل ان يطالب مسؤوليها   بالكف عن ارسال الاسلحة والارهابيين والمفخخات والعبوات اللاصقة الى بلاده ؤمسؤول ثالث يستجدي دعم دولة اخرى لدعم ترشيحه لمنصب رفيع في بلاده بدل ان يستنكر  قطعها الانهار والجداول عن شعبه, واخر يطلب بمنتهى الرجولة والشهامة ضغط دولة اخرى على التكتلات السياسية في بلاده, لمنحه اصواتها داخل العملية السياسية,بدل ان يطالبها بوقف اغراق اسواق بلاده بالمخدرات والادوية الفاسدة... والاغذية غير الصالحة للاستهلاك  البشري, ورابع وخامس وسادس يطالبون هذا النظام او ذاك بالضغط على الدول المجاورة الاخرى لقبول تسنمه هذه المناصب او تلك بدل مطالبتها بعدم العمل على تحويل مجرى هذا النهر او ذاك مما يهدد وطنه بالجفاف وشعبه بالموت عطشاً.
ومع ذلك فان جميع السياسيين والمسؤولين, البرلمانيين,  في هذه الدول النائمة وفي تلك الدول النامية ما زالوا يتبارون في المتاجرة بالشعارات الوطنية ويؤكدون حفاظهم على السيادة والاستقلال وحرية القرار الوطني, ويؤكدون تصعيد نضالهم من اجل منع تدخل الدول الاقليمية ودول الجوار بالشؤون الداخلية في الوقت الذي جعلوا فيه بلدانهم ساحات خلفية للدول الاقليمية.
الى ذلك.. يبدو ان زمن السياسيين المبدئيين العمالقة الذين كانوا يقفون بكامل هيبتهم وقاماتهم الطويلة امام اكبر الدول واعرق السياسيين وهم يستندون الى ثقة شعوبهم، يوشك على الغروب بعد ان بدأ زمن بعض اشباه السياسيين الذين تعودوا على ان يحنوا قاماتهم ورؤوسهم امام الاخرين من اجل اجنداتهم السياسية ومصالحهم الذاتية حتى باتت جباههم توشك ان تلامس الارض وبالطبع فانهم يفعلون ذلك ( تجســيدا للمواقــــف المبدئيـــة وخدمـــة للمصالـــح الوطنيــــة ).
عجبي واسفي على زمن بات  فيه بعض المسؤولين والسياسيين يحتكمون الى دول اجنبية في قضاياهم المصيرية بدل الاحتكام لشعوبهم التي سلمتهم زمامها ووضعت بين ايديهم مصالحها وأئتمنتهم على  مصائرها!
لقد بدأ اللعب في بعض البلدان النائمة كما يبدو على المكشوف وعيش وشوف.