تأثير التيار الأسلامي ... على المرآة و المجتمع

بدء بواسطة يوسف تيلجي, أكتوبر 24, 2014, 12:17:52 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

يوسف تيلجي

تأثير التيار الأسلامي  ... على المرآة و المجتمع

بقلم : يوسف تيلجي
1.الوجه الجديد للمجتمع العربي أصبح مشوها ، نكاد لا نعرفه ، تسوده قيم ومظاهر ، قد عفا عنها الزمن ، وهذا الوجه ، بدأ تشويهه يظهر للعيان أكثر مما سبق بعد الحراك ، الثورات ، الربيع العربي أوالربيع الديمقراطي / سمها ما شئت ، التي حدثت بعد 2011 / علما أنه كان موجودا قبل هذا الحراك ، ( هذا الحراك سرقته وسيطرت عليه الجماعات الأسلامية بشكل أو بأخر) ، وأكثر الواجهات المجتمعية الظاهرة للعيان التي تم تشويها هي المرآة  ، التي تشكل المحور الرئيسي لواجهة المجتمع ، ومن هذه العوامل التي فعلت هذا التشويه  الأتي :
أ - تأثير وأنعكاس أفكار الأسلام السياسي على مجتمعات هذه الدول ( من جهة ) ، ... فعلى سبيل المثال وليس الحصر  :
* جماعة الاخوان المسلمين التي حكمت مصر من يونيو 2012 لغاية يوليو 2013 / برئاسة محمد مرسي.  *حكومة تونس من مارس 2011 و لحد الأن / برئاسة المنصف المرزوقي ، الحكومة تقودها ترويكا من عدة أحزاب .
* حكومة الصومال  / منذ أن سيطرت الجماعات الأسلامية على مقاليد الحكم ( 2004 المحاكم الشرعية و حركة الشباب 2006 .. ) ، الحكومة الحالية / من 2012 برئاسة  حسن شيخ محمود .
*الحكومة الليبية  بعد مقتل القذافي المروع - فبراير 2011 / برئاسة المؤتمر الوطني العام ( الصورة غير واضحة / ضبابية لحد الأن )  تم تبديل عدة رؤوساء وزارات منهم ( محمود جبريل ، عبد الرحيم الكيب .. وأحمد عتيق .. ).
* حكومة غزة ، منذ  2007  /  تحت سيطرة حماس ، رئيس الحكومة أسماعيل هنية وقائد حماس خالد مشعل .
* الموجات الدينية التي أظهرت طغيانها في العراق بعد نيسان 2003  !!
* حكومة السودان منذ 1989 ولحد الأن  / برئاسة عمر البشير( رئيسا للسودان لأكثر من ربع قرن !! ) .
ب- أو من دور وأنعكاس المنظمات الأرهابية / الأسلامية أو الجماعات ذات التوجه الأسلامي المتشدد والمتطرف على المجتمعات  ( تنظيم القاعدة وفروعه بجزيرة العرب واليمن والعراق ، الجماعة الأسلامية ، جماعة الجهاد الأسلامي ، جماعة التكفير والهجرة ، أنصاربيت المقدس ، التوحيد والجهاد ، الرايات السوداء ، مجلس شورى المجاهدين ، الجماعات السلفية بفروعها المختلفة ، الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، جبهة النصرة ، حركة شام الاسلام ، كتيبة عاصفة الشمال ، وجماعة خراسان وغيرها الكثير في الدول العربية ... ) وعلى فعالياته ( من جهة أخرى ) ، التي آتت لتجهز على ما تبقى من بقايا هذا الوجه الجميل .
ج- أو من تأثير الأثنين معا على هذه المجتمعات  /  وقد يقود التأثير لكل منهما الى الثاني .
2. المرآة في المجتمع العربي الحالي ليست المرآة التي نعرفها ، كأنها آمرآة من كوكب أخر ، بشكل عام كانت المرآة أما سافرة أو ترتدي زيها التقليدي ، مثلا  ( الزي الخليجي ، أو الزي السوداني أو الزي الصومالي أو الزي المغاربي أو العباءة العراقية  /  سافرة الوجه  وكاشفة اليدين ... )  بشكل عام العرف أو التقليد يدفع المرآة الى هذا الزي ، وهو مقبول / لأنه كما أسلفنا من التراث و العرف ، أي أنه ليس شاذا على المجتمع .
3. التيار الأسلامي الحالي ، غير الكثير من شكل المرآة الذي أرى معظمه غريبا بشكله الحالي ، يختلف عن ما أعتدنا عليه في خمسينات أو ستينات او حتى سبعينات القرن الماضي ( مثلا ، في حفلات أم كلثوم في مصر لا تشاهد بين الحضور أبدا أي أمرآة محجبة مطلقا .. ) ، كان الحجاب شبه معدوما في كثير من الدول العربية كمصر ، العراق ، تونس ، المغرب ولبنان / عدا الجنوب ... أما الأن فتلاحظ النساء المصريات أو العراقيات مثلا  كلهن / تقريبا محجبات ، والذي زاد الطين بلة ظهور النقاب ( بتغطية الوجه واليدين والأقدام تماما )  ، الذي كان معدوما تماما في العراق ومصر مثلا  وفي أغلب الدول العربية / عدا بعض الدول الخليجية كالسعودية واليمن .
4. المرآة لا ترتدي الحجاب أو النقاب بكامل أرادتها العقلية ، ولكنه رد فعل لأمر معين ، كالتهديد الصادر مثلا من قبل المنظمات الأرهابية أو الجهادية أو الأسلامية المهيمنة على المجتمع ، أو التوجيهات الصادرة من خطب الجوامع / أيام الجمع ، التوجيهات في بعض البرامج الدينية المتلفزة ، أو من الأجبارالواقع عليهن من قبل الزوج أو الأب أو الأخ كأن يكونوا  متشددين / متطرفين ، أو هي تعيش في مجتمع مغلق  كالسعودية مثلا ، أو هناك أسباب نفعية ، كالذي يحدث فجأة مع الممثلات اللواتي هن أبعد ما يكون عن هذا الأمر وفجأة ترتدين الحجاب أو النقاب ، والبعض الأخر يرتدين الحجاب للتقدم  في السن ( وذلك لحصول تجاعيد  مثلا في منطقة الرقبة أضافة الى تساقط شعر الرأس ، فالحجاب أو النقاب يخفي تشوهات هذه المناطق وغيرها .. ) ، المثير للأنتباه أن بعض النساء يرتدين تحت العباءة / وبشكل عام ألبسة حديثة وبعضها متبرج / على أساس أنهن يرتدين ما يشئن لأزواجهن ، وهذا دليل على أن العقل الباطن للنساء يميل الى رفض الحجاب و النقاب ... والعباءة معا ، ويكون أرتدائهن لهذه الحاجات فقط  كرد فعل  .
5. الحياة العملية تناقض هذه الظاهرة / الحجاب أو النقاب .. وحتى العباءة ، فكيف تبدع المرأة العاملة في مجالات معينة كالقطاعات الطبية و الهندسية والخدمية ... ، وهي بهذا الشكل ، وكيف تشارك المرأة في مؤتمرات دولية أو في حلقات دراسية وهي منقبة مثلا ! أن هذه الظاهرة عامل محدد للأبداع ، تقلل منه ، وتكون حدا بينه وبين التقدم والتطور .
6. لا تطور للمجتمع والمرأة محددة الحقوق و الواجبات ، فالمرأة هي المجتمع كله ، لأنها وعاء الأنجاب له ، وأن أطلاق حريتها أهم مرتكز لمجتمع واعد ، ونحن لا يمكن أن نستوعب أي مجتمع  ذكوري أحادي لأنه سيعمل على خلق طبقية مقيتة فيه ، وسيكون المجتمع أيضا مفككا / لأنه قد أهمل نصفه الفعال ألا وهي المرآة  ، كل هذا الوضع يسعى أليه ويؤيده ثلة من رجال الدين الذين يعيشون في زمن ولى ، أو من قبل قيادات الأسلام السياسي الذين لبسوا ثوب الدين لغايات نفعية معينة  !!  ووصل الأمر في المملكة العربية السعودية مثلا ، بالتمييز المجتمعي الى وضع حضر ومنع لقيادة المراة للسيارت ، وفق تبريرات أتفه من كونها تافهة !  وكذلك منعهم من حضور مباريات كرة القدم كمشجعات مثلا ..
7. النقاب ضد المرأة  وضد أنوثتها ، لأنه ألغاء لها ، ومحو لكيانها الأنساني ، وفقدان معرفي لشخصيتها ، حيث أن الفرد يفقد التفرقة بين الأمرأة وأخرى / وحتى أنه سيخطأ في التفرقة بين معرفة زوجته أو أخته أو أمه ،  بأرتدائهن النقاب .
8. أما الحديث عن ختن النساء  /  الذي هو منتشر في مصر ، السودان و الصومال ... ، فذلك موضوع أكثر من مأساوي لأنه يتعلق بغريزة أوجدتها الطبيعة الفسيولوجية للمرآة ، فبأي حق محوها وأستأصالها ، وكيف لهذه العادة  أن تنتشر لو لم تلقى العملية من قبول  في بعض  الطبقات المجتمعية / المتخلفة !! ولماذا السكوت عنها دينيا ..
9. التطرف والتشدد الديني / ذكوريا  كان أو أنثويا ، قد يقود الى الأرهاب ، في حال تغذيته بألأفكار المساعدة على تفعيله ، وذلك لأن الأرهاب  يحتاج الى وعاء حاضن له لكي يولد ، وهكذا نماذج موجهة دينيا هي كالخلايا النائمة ، يمكن أن تصحو في أي تفعيل أو تحفيز لها  ، ويدخل / النقاب خاصة تحت هذا الغطاء المتشدد من الأفكار الذي من الممكن أن يقود الى أشياء أخرى !!
10.  سيكولوجيا وفطريا ، تميل المرآة الى أظهار جمالها ، وأعني هنا ليس بالتبرج والأبتذال ، ولكن أظهار الجمال بطريقة حضارية ، فالمرآة أبعد ما تكون من تدفن جسدها / جمالها  في شوال أسود ، بثقبين للنظر فقط !!
11. لو نظرنا لقضية الحجاب والنقاب أسلاميا بحتا ، فنرى أنها ليس من أركان الأسلام الأساسية التي هي :
شهادة أن لا أله ألا الله وشهادة أن محمد رسول الله / الشهادتان .
الصلوات الخمس .
الزكاة .
صوم شهر رمضان .
الحج / من أستطاع أليه سبيلا .
(  عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله يقول: بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة،والحج، وصوم رمضان  (/ المصدر ، الويكيبيديا .
12. وأذا تركنا قضية الحجاب أو النقاب وختن النساء .. جانبا ، نلاحظ أن المرأة أغتصبت و أستغلت و سبيت و بيعت كالعبيد والجواري/ كما حصل ببيع اليزيديات في سنجار في الموصل ، وأخذت كملك يمين من قبل المنظمات الأرهابية الأسلامية ، لنتصور تأثير هذا الفعل الكارثي على وجدان ونفسية وجسد ومكانة وحال المرآة في المجتمع ، حيث يعتبر هذا أبشع ماحصل لهن في العصر الحديث كما حدث في العراق وسوريا ، ( وهذا الموضوع وحده يحتاج الى تغطية خاصة ) .
خاتمة :
* أن هذه الظاهرة / الحجاب والنقاب وغيرها الكثير ... ، هي دليل تأخر للتقدم الحضاري لأي مجتمع ، لأنها تعمل على تعطيل لفعاليته ، فالمجتمع لا يمكن أن يخطو خطوة واحدة الى الأمام وسبله الأساسية / المراة ، مقيدة اليدين ، مشلولة الحركة ، مسلوبة الأرادة ، مكفنة وهي حية ، ناقصة الحقوق ، خادمة مهملة متروكة في البيت ، وملبية لطلبات الزوج أوالأب أوالاخ أوالعائلة بأجمعها ، بهكذا وضع فستكون المرأة مغيبة عن رؤيتها للمجتمع بأعينها الحقيقية ، لأنها ستراه بعيون الأخرين !
* الملاحظ أيضا أنتشار هذه الظاهرة / التشويه  ليس عربيا  فقط  ولكن بدأ تمددها يظهر حتى في الولايات المتحدة  و أوربا والدول الأسكندنافية وبشكل لافت للنظر ، وهذا دليل على وجود توجه أسلامي عابر للقارات في التشدد والتزمت دينيا ، ونلاحظ في بعض هذه الدول ، أنه حتى الفتيات الصغيرات التي لا يتجاوز أعمارهن العدة سنوات يرتدين الحجاب ، هذا الأمر يدل على أن الأجيال الحاضرة تنقل تشددها وعقلياتها الى الأجيال الواعدة !! وهذا خطر مستقبلي على تلك المجتمعات !!
* وفي هذا المجال نحن لا نعمم هذا على جميع النساء عربيا ، فبالرغم من أن الكثير منهن وفق هذا النهج / محجبات ومنقبات ... مسلوبات الحرية والقرار ،  ولكننا من جهة أخرى نلاحظ هناك بعض النساء لديهن بعض التحرر  ،  وفي نفس الوقت يوجد نساء متحررات تماما . والتعليم أيضا متأرجح بين النساء ، فهناك بينهن أميات يعشن في القرى / غالبا ، وبين نساء بالكاد يقرأن ويكتبن ، وبين نساء متعلمات وعلى أعلى  قدر من التأهيل العلمي ..
*  المرأة هي المجتمع كله ، لأنها وعاء الأجيال ، والمسؤولة عنه ، تربية و وعيا  وتنشئة ، فاللأهتمام بهن ثقافيا ، يعني خلق أجيال مثقفة ، والعكس بالعكس ، المرأة ليست سلعة منزلية تستخدم عند الحاجة  ثم تهمل !!  المرأة هي المعين الذي لا ينضب حنانا للعائلة ككل ، فهي الأم والأبنة والزوجة والأخت ، فيجب التعامل معها على قدرها الأنساني والأجتماعي ، وأن تحريرها من كل القيود واجب مجتمعي ، ويأتي في الأولوية تحريرها من الحجاب والنقاب والعباءة  .. وغيرها الكثير ، من أجل خلق أمراة عصرية لمجتمع حديث ، وعلى الحكومات العمل على الحد من تأثير الاسلام السياسي و التيارات والجماعات الأسلامية المتشددة والمتزمة الاخرى بأشكالها وأساليبها وطرقها المختلفة ، التي هي من تعبث بمقدرات المراة وبأنسانيتها وبكيانها في المجتمع العربي