تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

الفوضى اللّاخلاقة

بدء بواسطة متي اسو, أكتوبر 23, 2014, 10:41:50 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

متي اسو

الفوضى اللّاخلاقة
كنت اظن اننا نعاني من وطن يتناحر فيه ابناؤه ( الشرعيين أو بالتبني ) على نحو سيخجل التاريخ منه ، رغم ان التارخ لا يخجل كثيرا بعد أن ملأ كتبنا بأكاذيبه وخزعبلاته  ، اقول سيخجل هذا التاريخ الذي لا يعرف الخجل بما يفعل ابناء العراق ( العظيم ) . دعني اشدد على كلمة " العظيم "  لأننا نملك تاريخا  " عظيما " . اني لا أعبأ بسخرية الجواهري الذي يقول :
نامي على المجد القديم   وفوق كومة من عظام
هذه " العظام " هي العظَمَة الحقيقية التي يجب ان نتباهى بها رغم خزي افعالنا الحالية .
ستتحطم نظرية " الفوضى الخلاقة " التي صاغها المختبر " الامريكي – الصهيوني " خصيصا لنا ، صاغها لمحاربة ديننا وقوميتنا والاستيلاء على نفطنا ، نعم ستتحطم هذه  " المؤامرة " الخبيثة على صلابة أسوارنا ، اسوار ايماننا الحنيف الذي يوحدنا ، ووعي نخوة عشائرنا، ونشاط حراك يسارنا .
في " الاخوة الاعداء " كان اليمين اليوناني  يتهم الشيوعيين بالعمالة لموسكو قائلا ان الوطن يُسحق تحت اقدامهم ، وكان الشيوعيون  يتهمون اليمين بالعمالة للغرب وإن الوطن يُدمر تحت اقدامهم . لم يكن الاتهام مقتصرا على الشعارات والمقالات ،  لم يكن هناك حوارا اصلا ، بل كان حوارا  ساخنا بالأسلحة والرشاشات . كانت النخبة المثقفة المتكلّسة والجماهير المترددة الخائفة ، والتي تتحمل مسؤولية كبيرة في تقاعسها  لما كان يحصل ، تزعق وتصيح : " ان الوطن يُسحق تحت اقدام المتقاتلين من اليمين واليسار..... في الحقيقة ان الوطن كان يضيع تحت اقدام الجميع دون استثناء ....
لعقت الشعوب جراحاتها وبنت اوطانها ...
لكننا لسنا كذلك ، نحن لا نلعق جراحاتنا كي لا ننساها ، هذه شواهدنا شاهدة على ثوابتنا، الف واربعمائة سنة ونحن نلطم كي لا نخون " عظامنا " ،  نحن نحمل ارواحا ايمانية مشبّعة بالعشائرية الحقة ... نحن لا ننسى الثأرالمقدس .. ليس الثأر الشخصي فقط ، لكن السياسي أيضا . و " لا يسلم الكرسي الرفيع من الاذى...   حتى يُراق على جوانبه الدم " .
هذا الغرب الاحمق يستخف بنا لأنه لا يعرفنا حق المعرفة
نحن الذين اخترعنا  " الفوضى اللّاخلاقة " منذ  اكثر من الف سنة  ، ألهمنا الله فاخترعناها لنواجه بها مؤامرة " الفوضى الخلاقة " التي تحاول فيها الصهيونية الامريكية ان تكسر بها ارادتنا وتجعل منا فئران مختبراتها .... " هم يعشقون البيبسي كولا ونحن نعشق الموت " هذا ما تفاخر به احد دعاتنا .
نسينا المهجّرين ، ونسينا النسوة المسبيّات ، نسينا خطر الموت الذي يحيط بأهلنا .
وكما قلتُ سابقا ليس المهم  " الحريق والذين يحترقون فيه " ، ليس المهم ان نرى المجرم  يحرق ويذبح ويصلب وهو يتلوا آياته ، المهم ان نغض الطرف عنه ونعذره ، فهو ليس سوى اداة . ان الوطنية الحقة هي في شتم المسبب وغض الطرف عن الاداة .ولما كنا عاجزين عن الحاق الاذى بالمسبب ،  أليست هذه طريقة شيطانية في الدفاع عن المسبب وعن الاداة ؟؟ ، ام ان الشعارات التافهة ستخدعنا مجددا ؟ .
طوال حياتنا ونحن مخدوعون من مافيات اغتصبت السلطة بشعارات جعلتنا نصفق  ونقفز ونردح في انتضار مآتمنا  .. في بحثنا المقدس هذا ، لايهم ان نبريء مجرمين  ، ولا ان نصم آذاننا عن صراخ المحترقين . ومن بين الباحثين   يتراءى لك الاشرار لـ "عصب العيون " مجندين ، ومن الباحثين من يعاني من مرض مزمن اسمه  " العنّة السياسية ". المهم هو شعارات ومصلحة احزابنا حتى لو كان ذلك على حساب احتراق احباءنا.
كان صديق لي ( قبل ان اكتشف زيفه ) دائم القلق والخوف على الوطن بعد الغزو ..احد الايام صرّح بما يعتمل به صدره : " اخي ، هل تصدق ان امريكا دخلت الى العراق لتقتل عميلها وابنها المدلّل . انها تمثيلية لا يصدقها إلا الساذج ، امريكا دخلت العراق ليسهل اجتياحها للجمهورية الاسلامية ، البسطال الامريكي ينام بجوار الدولة الاسلامية ينتظر الاشارة للأنقضاض عليها ، الجمهورية الاسلامية التي غدت تهديدا لربيبتها اسرائيل خاصة بعد نيتها في صنع قنبلة نووية "  ... ولا يقتنع بغير ذلك حتى بعد مقتل اولاد صدام  وحتى بعد شنقه .  في رأيه ، ان كل الروايات كانت ولا تزال افلام هوليودية لأن مصلحة امريكا هي مع عملائها السنة . لكن هذا الرجل بالذات غريب امره ، انه يحمّل امريكا كل شيء حتى ما تفعله الحركات الوهابية السنية التي يمقتها !!.
قلتُ له يوما : لماذا لم يستطع الأمريكان النيل من " كاسترو " وهو على بعد " شمرة عصا " منهم؟ . اجابني : " ومن قال لك انه ليس عميلهم !!!! "
آخر ، على نقيض الاول ، كان يقول ولا يزال " أن العداء الايراني الامريكي ما هو إلا رماد يُذّر في العيون ، ان الكلام لايقتل احدا ، ان امريكا وايران وجهان لعملة واحدة وهي ضرب العروبة والاسلام . إجتاحت بلدا كان البوابة الشرقية للأمة العربية والاسلامية والذي مرغ انوف الفرس في الوحل  وأرعب اسرائيل " .
رجل آخر وصل حديثا ( في اواخر زمن المالكي ) ، كنا متشوقين لسماع اخبار الوطن ، قال لنا :
ارجوكم لا تصدقوا الاعلام وما يقوله لكم ، لا وجو للقاعدة ، ولا لداعش ، ولم يعد هناك تنظيما اسمه حزب البعث ... هناك شعب مغلوب على امره ، وهناك مؤامرات امريكية صهيونية ايرانية يشترك فيها المالكي والاكراد ( والخصام بينهم تمثيلية ) لابادة هذا الشعب ".
عندما سألناه عن العبوات والمفخخات ، أجاب : " قلت لكم ان لا تصدقوا الاعلام ، ليس هناك اية عبوات أو مفخخات ، التفجيرات يقوم بها المالكي ومليشياته واختصاصها العبوات والاغتيالات ، وما تسمى المفخخات  تقوم بها طائرات بلا طيار بالتنسيق مع المالكي ، تأتي قادمة من كردستان التي اصبحت قاعدة للصهاينة والامريكان ، تأتي الطائرة تختار تجمعا ، تطلق صاروخا من نوع خاص ، ينفجر ويُفجّر السيارة وتزرع الموت والدمار" ، بعدها يصرخ اعلامهم " مفخخات "!!
قلنا له : " ان النصيب الاكبر من هذه العبوات والمفخخات هم الشيعة انفسهم ، فكيف تفسر ذلك ؟ . أجاب : " انهم يتعمدون ذلك ليبرروا قتل السنة بعد ذلك " .
المشكلة الرئيسية هنا ليست في هذا السرد الذي لا يمل الببغاوات من ترديده ، .
بل المشكلة هي ان الاشخاص الذين ذكرتهم يحملون شهادات عالية !!!! .
يا لسذاجتي ، كنت احسب ان هناك قبضة دينية وصراع طائفي ، من اجل الكرسي لاغير .