(http://www.baretly.org/uploads/14691236301.jpg) (http://www.baretly.org/)
اردوغان والدرس المصري
لأول مرة في حياتهم السياسية يصل الاخوان المسلمون الى الحكم بعد اختطاف الثورة الشعبية في مصر ، والابتزاز الذي مارسوه ضد منافسيهم .
تهلّل اردوغان وهو يرى الخلافة الاسلامية قادمة بعد ان ضمن حليف في اكبر دولة عربية .
جاء اخوان المسلمون في مصر بعد " تفاهم " تام مع ادارة اوباما والاتحاد الاوربي .. إستطاع الاخوان وحليفهم اردغوان ان يُقنعوا الغرب بأن " الاخوان " هم الحل الوحيد للقضاء على الحركات الاسلامية الجهادية المتطرفة مثل القاعدة وشبيهاتها .
قيل للغرب بأن " الاخوان " يمثّلون " الاسلام الوسطي ".... هذا المصطلح الذي أوجده الاسلاميون ليضحكوا به على العالم أجمع .... وكما قلت سابقا : " يوجد مسلمون معتدلون ، لكن ، لا وجود لأسلامي واحد وسطي او معتدل "... كما ان منبع كل التنظيمات الارهابية والوهابية هي حركة الاخوان المسلمين .
في أيلول 2011 ، هبط رئيس الحكومة التركية في القاهرة بكامل المجد والأبهة. واستقبلت جماهير الاخوان الحماسية أردوغان ، ملوّحةً بالأعلام التركية ، وهاتفةً دعمًا له .. لكن نصيحته التي أطلقها خلال كلمته ، وهي ان على الاخوان في مصر الاقتداء بـ " العلمانية الاسلامية !!! " في تركيا أغضبت بعض قادة الاخوان .
كان على اخوان مصر ان يسمحوا ببعض الحريات ، مثل حرية الصحافة ، واستقلالية القضاء كي يُديموا " التفاهم " مع الادارة الامريكية والاتحاد الاوربي .
لكن ما فعلته الصحافة ، وفي مقدمتهم الاعلامي " باسم يوسف " ، وكذلك اتحاد الفنانين والادباء ، ومواقف الاحزاب السياسية المتنوّرة والعلمانية ، إضافة الى موقف القضاء المصري الحازم ، كل هذا مهّد لتقويض حكم الاخوان في مصر ... ارتكب الاخوان أخطاء فادحة تم استغلالها وفضحها امام الجماهير المصرية .
كان الاخوان على علم تام بكل ذلك ، وكانوا يخططون للتخلص من كل معارضيهم ، وما كان " الاعلان الدستوري " الذي أصدره مرسي إلا بداية ... كانوا يخططون للسيطرة على القضاء وعلى الجيش .... لكن ، يبدو ان الاخوان لم يكونوا مستعجلين جدا في هذا الامر كي لا يُثيروا حفيظة الغرب... وهكذا تغدّى بهم الجيش فبل ان يتعشّوا بالشعب المصري بأكمله .
تهاوى حكم الاخوان في مصرغير مأسوف عليه ، فمنهم من سُجن ، ومنهم من هرب الى قطر او الى اخوانهم في حركة حماس ، لكنهم في النهاية تجمّعوا عند اردوغان الذي أرغى وأزبد وهو يهدّد مصر بالويل والثبور.
لكن السلطان تعلّم الدرس جيدا بعد سقوط الاخوان في الامتحان ...
الصحافة ... القضاء .... الجيش ... يجب جعلهم تحت القبضة المباشرة للسلطان ... صدام حسين آخر...
لم يعد السلطان يأبه للغرب كالسابق ، وكان قمعه للحريات العامة ، والخطوات المتلاحقة في أسلمة الشعب التركي ، ورعايته للإرهاب في سوريا والعراق ، مثار غضب من حلفائه في الغرب ... بل ركبه الغرور ليعادي روسيا أيضا ، ظنّا منه من انه سيخلق مواجهة بين روسيا والناتو الذي يشمل تركيا في عضويته .
عمل جواسيسه ليل نهار ، وأعدّوا قوائم لا تُحصى بأسماء المعارضين او حتى المشكّكين بهم ، قوائم شملت منتسبي الجيش والشرطة والاجهزة الامنية والقضاء والصحافة والتعليم وحتى موظفي الدولة ....
كان لا بد من وجود مبرّر لحملة ضخمة كهذه .... وجاء التبرير على يد محاولة الانقلاب ......!!!
ربما الرجل اردوغان يحب بلده تركيا بطريقته الاسلامية التي لا تعرف معنى المواطنة ... ولا يشك أحد ما من ان هتلر كان يحب بلده أيضا ...
في الحقيقة انهم يحفرون قبورهم بأياديهم ... لكن ، للأسف ، انهم يورّطون شعوبهم معهم .