طبيب "شيوعي" جوال يعالج اكثر من 26 الف مريض مجاناً اعتراضاً "على استغلال المواطن

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, ديسمبر 05, 2013, 04:27:09 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

طبيب "شيوعي" جوال يعالج اكثر من 26 الف مريض مجاناً اعتراضاً "على استغلال المواطنين"


شفق نيوز/ في وقت فقدت فيه مهنة الطب بعضا من ملامحها الإنسانية وأصبحت طريقا لجمع المال فقط كالتجارة حتى ان بعض الاطباء يبخل بالابتسامة في وجه المريض وينظر اليه من تحت نظاراته ولايعطيه بعضا من وقته ليسمع شكواه، تبرز نماذج مشرقة تحاول اعادة البريق والنبل لهذه المهنة الانسانية ومحو تلك الصورة النمطية السيئة التي تسبب بها المسيئون لها.

alt

فمنذ عشر سنوات لا يمل الدكتور مزاحم مبارك مال الله من التجوال بين شتى المناطق العراقية في بغداد والمحافظات لاجراء الفحص والكشف الطبي على الفقراء مع تقديم ادوية لهم مجانا، فمن حواري شارع الكفاح بين فقراء الكورد الفيليين ببغداد، الى مناطق المسيحيين والايزيديين والشبك في اقاصي محافظة نينوى يتنقل بمعية فريقه الطبي وصيدليته المجانية المتنقلة.

ويقول الدكتور مزاحم لـ"شفق نيوز"، إن "فعالية الطبيب الجوال هي خاصة بالحزب الشيوعي العراقي تحديداً، وانبثقت بعد زوال النظام السابق عام 2003 ولحد الان نحن مستمرون بها، وانجزنا بحدود 175 فعالية اغلبها في اطراف بغداد والمناطق النائية والفقيرة ومناطق الكادحين واكتشفنا الكثير من الامراض هناك".

ويضيف "في كل فعالية نعالج ما معدله 150 مواطنا، أي اننا عالجنا منذ بدء هذه الفعالية عام 2003 ما يزيد عن 26 الف مواطن ونقدم لهم العلاجات مجانا".

ويوضح ان "الأساس في فعالية الطبيب الجوال، هو ان المواطن لا يحصل على العلاج بشكل كامل ولا يتلقى الرعاية الطبية المطلوبة وهناك اماكن لا يصلها احد في عمق الريف العراقي، وهناك فعاليات قمنا بها خارج بغداد في بعض المحافظات العراقية"، منوها الى انه "لدينا هيئة اطباء في الحزب الشيوعي العراقي وانا شخصيا اقوم بفعالية الطبيب الجوال وبمعيتي مجموعة من الرفاق والرفيقات الذين يساعدوني بالعمل".

وحول مصدر الادوية والعلاجات التي يتم تقديمها مجانا للمرضى، يقول مال الله ان "الفعالية بدات من 2003 داخل مقر الحزب في ساحة الاندلس ببغداد وعلى شكل طبابة او عيادة متواضعة بسيطة من الادوية الزائدة عن حاجة بعض الرفاق والاصدقاء".

ويستدرك "بدانا نتطور اكثر ويصلنا الدعم بالادوية من الخيرين الذين سمعوا بنشاطنا، وبعد ان خرجنا للشارع لتنفيذ فكرتنا وفي كل الاماكن بدا الناس الطيبون والخيرون وبضمنهم اناس مستقلون لا تربطهم علاقة بالحزب بدأوا يتعاطفون معنا ويرسلون الينا التبرعات اما على شكل ادوية او اموال".

ويلفت الى انه "بعد 10 سنوات من العمل بدا صدى فعاليتنا يصل الى خارج البلاد، والدعم الرئيس أتانا من اصدقاء الحزب خارج الوطن على شكل اموال لانهم لا يستطيعون ارسال الادوية بسبب الشحن وبسبب الضوابط في صرف العلاج في الدول الغربية".

وبين "نحن نستفيد من الاموال التي تصلنا ونشتري من المذاخر الادوية التي سبق وأن تم اجراء فحوصات عليها ووافقت وزارة الصحة العراقية على صرفها".

وبحسب مال الله فان "فعالية الطبيب الجوال هي نوع من الاعتراض على الاطباء الذين يتقاضون مبالغ طائلة من المرضى في عياداتهم الخاصة، واسلوبنا هو صوت ضد استغلال المواطن، لاننا نريد تقديم خدمات مجانية له ونتمنى من بعض الاطباء ان يحذو حذونا، ونحن لا ندعوهم كلهم لذلك، لان ما نقوم به عمل انساني سياسي حزبي، انا طبيب نعم، لكنني طبيب شيوعي وهذا فرق كبير".

ويفيد بانه "حتى على مستوى عيادتي الخاصة بمنطقة بغداد الجديدة، لدي يوم خاص ومجاني اسبوعيا للفقراء، والان نحن بصدد تشكيل جمعية اطباء من اجل الفقراء ونامل انه خلال الشهرين القادمين ان ترى هذه الجمعية النور".

ويضيف ان "مشروعنا هو للقيام بهذه الفعاليات نفسها في الاماكن النائية وايضا بالتوعية الصحية لان المرض الخطير في العراق هو عدم وجود وعي صحي، لذلك ترى المواطنين يتجهون نحو المشعوذين وغيرهم وبالتالي لا يتلقون الخدمة والرعاية الطبية الصحيحة".

ويرى مال الله ان "هناك شيئا اساسيا ومهما، ان هذه الفعالية ليست من السلاسة بمكان لانه خصوصا في الاوضاع الامنية هناك من يلاحقنا، سابقا كنا نذهب الى أي مكان ونؤدي عملنا، الان اينما نذهب تاتينا الشرطة الاتحادية او قوات الجيش ويطالبوننا بالمستمسكات الرسمية او كتاب او موافقة امنية وغيرها وهذا يعرقل عملنا".

ويشير الى ان "المجاميع المسلحة لم تتعرض لنا بشيء، بل  ان مشكلتنا هي مع الجهات الرسمية الحكومية التي تعترض على عملنا"، منوها الى انه "لا استطيع ان انسى في جلسة غداء مع الرئيس جلال طلباني عرضت عليه ما نقوم به من نشاطات مجانية، فقال هل تريدون ادوية ام اموالا لدعمكم، فقلت له  لا نريد أي شيء بل نريد الحصول على عدم تعرض من قبل الجهات الامنية، وللاسف لم يتحقق هذا الامر منذ سنتين".

ويؤكد ان "الشيء الوحيد الذي انا بحاجة ماسة له هو الحصول على موافقة رسمية بالتجوال بالادوية التي معي وبفريقي الطبي بالمناطق النائية، ولا باس ان تعده اية جهة تسهل امرنا نشاطا لها،  ولا مانع عندي في ذلك"، لافتا الى "اننا سند لوزارة الصحة ولسنا ضد او مع احد، بدليل ان ادويتنا عراقية وخاضعة للفحوصات وناخذها من مذاخر رسمية وانا طبيب وعضو بنقابة الاطباء العراقية وهويتي من وزارة الصحة".

ويرى ان "فعالية الطبيب الجوال هو اسلوب او صوت المعترضين على واقع الخدمات الصحية الذي هو واقع مزر للاسف من جميع النواحي، سواء من عدد المستشفيات، الاطباء الاختصاصيين، وتقديم الخدمات". مضيفا "تصوّر انه في المركز الصحي الواحد يمكن للطبيب الواحد ان يكشف على 200 مراجع يوميا، وهذا يعني ان البلاد بحاجة لمراكز صحية ومستشفيات اكبر، و يكفي انه منذ عام 1980 لم تبن مستشفى واحدا بالعراق في حين تضاعف عدد السكان نحو ثلاث مرات".

وحول امكانية القول ان فعالية الطبيب الجوال هي دعاية انتخابية، يقول مال الله "لا اطلاقا، لاننا نقوم بهذا العمل منذ عشر سنوات وسواء كان هناك انتخابات ام لا فهذا لا يعنينا، لان الذي يعنينا هو تقديم الخدمات الصحية للمواطنين في اقاصي الريف العراقي"، لافتا الى انه "نحن عالجنا الالاف من الناس على اختلاف انتماءاتهم الدينية والمذهبية والقومية لان المرض ليس له طائفة او قومية".

ويشير الى "اننا اليوم نحن بين الايزيديين، وغدا بين الشبك، وقبلها كنا عند الكلدان وقبلها كنا بين الكورد الفيليين في تجمعاتهم بشارع الكفاح وغيرها، وايضا عالجنا السنة والشيعة ومرة بالكرخ واخرى بالرصافة نحن نخدم كل الناس".


http://www.shafaaq.com/sh2/index.php/interviews/81-interviews/59616--qq-----26-----q--q.html
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة