تركيا ... تلك الدولة المارقة القاتلة

بدء بواسطة متي اسو, أبريل 20, 2015, 07:06:22 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

متي اسو

تركيا ... تلك الدولة المارقة القاتلة
لن اتحدث في هذا المقال عن تاريغ تركيا الشنيع بحق الاقليات والاديان والشعوب الاخرى لسبب بسيط وهو ان ما سأقوله سيكوت تكرارا مُمِلا لا يستطيع  ان يضيف شيئا يُذكر الى ما ذكره بعض الاخوان ،  أو الى ما ذكرته انا ايضا في السابق بهذا الخصوص .
المعضلة الكبرى ليست بالذي حدث ، فإن ما حدث قد حدث ولا يمكن تغييره .
المهمة الكبرى هي : لماذا تفلت تركيا من العقاب ؟ . طبعا تركيا (الاسلامية  الآن ) سوف لن تعترف بالجرائم التي اقترفها اجدادهم ( العثمانيون والاتراك ) ، بل انها تفتخر بتاريخها وتحاول إحياء تلك الامبراطورية المقيتة . ولولا     الظروف العالمية الجديدة ووسائل الاعلام المنتشرة في العالم اجمع قد لا تتردد في تكرار ما حدث ... لكنها تحاول جاهدة خلف الكواليس ان تمارس ارهابها بدعم الارهاب في الدول المجاورة ، كما تحاول اخراس اي صوت قد يدينها .
لقد تعودنا ان يكون الارهاب الاسلامي العربي مزدوجا ، ديني وقومي في آن واحد . لقد أكد الشيوخ المتطرفون مرارا وتكرارا انه لا يمكن فصل الاسلام عن العروبة ، لأن القرآن نزل " بلسان عربي مبين " ... غايتهم الخبيثة  كانت حرمان العرب من غير المسلمين مساواتهم حتى في القومية !!!
لكننا نجد نفس الشيء يحدث في تركيا !!! فالتعصب الأعمى كان مزدوجا ، دينيا وقوميا ، رغم ان القرآن لم ينزل باللغة التركية ليتخذوا ذلك  حجة كتلك التي تشبث بها اخوانهم العرب . لكن تعصبهم الأعمى  ، ورغم عدائهم القومي للأكراد ، تحالفوا وساعدوا الأكراد بالمال والسلاح للمساعدة في ابادة الارمن والسريان والكلدان والاشوريين .
لماذا تُركت شعوبنا الصغيرة والضعيفة تواجه مصيرها المحتوم مع عدو شرس لا توجد كلمات  " الرحمة والانسانية " في قاموسه ؟ ... هل العالم ( والغرب خاصة ) هو المسؤول ؟ ... أم نحن أيضا ساهمنا في ذلك دون ان ندري ؟.
لا توجد " قضية " لأي شعب ولا لأية فئة إن لم يكن هناك من يتبناها ( على الاقل إعلاميا ) ، يتبنى شرحها وسردها ووضعها أمام العالم كله وبإلحاح حتى قبل وقوعها ، فما بالك بعد وقوعها ؟! ... إن عمليات الابادة لم تحدث بين ليلة وضحاها .. كان ممارسة القتل والاذلال والاضطهادات تُمارس على مر الأزمنة والعهود، والضحايا تموت صامتة والاحياء لا يتحركون !! .. بل كانوا يتعزّون بتفسيراهم الغير صحيحة عن " ادارة الخد الآخر " .
نحن نلوم الغرب لأنه خصص بعض اعلامه وفنّه وحتى تحركاته العسكرية لنصرة هذا وذاك . لكنه لم يمنح قضية شعبنا الذي تتم تصفيته أي إهتمام ... لماذا ؟
حَكَتْ لنا افلامه عن معاناة واضطهاد اليهود ( بعد ان ملأ اليهود العالم ضجيجا عن قضيتهم ) ، حكت لنا عن ثورة العبيد في فيلم " سبارتكوس " ، حكت لنا عن الثوار في فيلم " جيفارا " ، حكت لنا عن " الجهاد " في فيلم " أسد الصحراء عمر المختار " ، حكت لنا عن المجازر بحق مسلمي كوسوفو في افلام عديدة أحدها " خلف خطوط العدو ". بل تحركت عساكرها لتدك صربيا ما اجل مسلمي بوسنيا .. حدث هذا لأن الاقطار الأسلامية ملأت الدنيا صراخا ( تماما كما فعل اليهود ) ... انظر ما يحدث الآن ، السعودية وحليفاتها تتدخل عسكريا  في اليمن من أجل " المذهب " !! فتصور !! .... لا فيلم يصوّر عمليات الابادة التي تعرضنا لها ... شكرا للمخرج " Fatih Akin  " (من اصول تركية ) الذي اخرج فيلما المانيا بعنوان " The Cut  " عام 2014 الذي يتحدث عن ابادة الارمن ... حسب علمي كان هناك كتاب واحد فقط بعنوان " موت أمة " ( The Death of Nation  ) للدكتور " Abraham Yohannan " ( 1853- 1925) كان قد ركّز فقط على اضطهاد الآشوريين مع اشارات بسيطة الى معاناة الارمن والسريان والكلدان .ماذا فعلنا نحن لأنفسنا ؟ .. أثرنا السكوت .. بل قُل : آثرنا الإنكار .. فإن كان هذا موقفنا ، لماذا نلوم الاخرين ؟
مراجعنا الدينية لا تجيد إلا تمشية امور " الطائفة "  !!! ... فلا عدوان ولا شعب يُذبح .
لا ابالغ إن قلتُ اني اتردد احيانا في الكتابة .. ليس من المسلمين ، فهناك من المسلمين من يعرف ويفهم ويعترف ويأسف لما فعله أجداده .. بل هناك من بينهم من يتبنى قضايانا للشعور الأنساني الرائع الذي يعيشه .. أتردد احيانا من المسيحيين أنفسهم الذين لا يريدونك ان تخرج عن دائرة المفاهيم الاسلاموية التي طاب لهم النوم فيها ... احيانا اجد نفسي وحيدا حتى بين اهلي الذين يعانون ربما اكثر مما اعاني !!!
نحن نلوم الغرب لأننا ننتظر منه ، ومن مخابراته " العالمة بكل شيء" ! ، ومن سياسييه ان ينصفونا ويفعلوا شيئا من اجلنا !!! هل هذا معقول ؟... لا قضية رُفعت  ولا جهة طالبت .. وانت جالس تطالب الاخرين ( خاصة السياسيين) بإنصافك ؟ .. بل اني متأكد ان مِن بين المسيحيين من سيشجب اي تدخل خارجي " امبريالي صهيوني " ان حاول احد تبني قضيتنا ولو بضغوط دبلوماسية او قوات حفظ السلام التي ترسلها الأمم المتحدة الى جميع ارجاء المعمورة ومن ضمنها الدول العربية . إن اردتَ ان تعلن عن قضيتك عليك بالاعلام اولا لتطلع الشعوب الغربية على ما يحدث قبل كل شيء ... ولا تتكل على السياسيين الغربيين ومصالحهم ، ولا على الاعلام المأجور .
ما فعله النشطاء الأرمن اخيرا بدأ يأتي بثماره ... هكذا تمشي الدنيا .. بالحركة وليس بالخمول .
أأقول شكرا لداعش لأنها أخيرا حفّزت المسيحيين وباقي الاقليات لعرض قضية ابادتهم واستئصالهم على العالم ؟ . لكن هناك من بين المسيحيين  ( لأعتبارات سياسية ) لا يزال يصّر على  ان استهداف المسيحيين في الشرق هو نتيجة سياسة الغرب متجاهلا الكم الهائل من الاحداث التاريخية التي سبقت الوجود الغربي او الصهيوني ... علينا شرح قضيتنا على هؤلاء من ابناء شعبنا علّهم يقتنعون قبل إقناع العالم بقضيتنا .