لقاء بين قداسة البطريرك الأنطاكي زكا الأول والرئيس التركي عبدالله كول

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أبريل 03, 2011, 08:23:22 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

لقاء بين قداسة البطريرك الأنطاكي زكا الأول والرئيس التركي عبدالله كول


استقبل فخامة الرئيس التركي عبدالله كول في القصر الجمهوري قداسة سيدنا البطريرك مار أغناطيوس زكا الأول عيواص الكلي الطوبى بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للسريان في العالم، وذلك بعد ظهر يوم الخميس 31/ 3/ 2011

ورافق قداسة البطريرك وفد عالي المستوى مؤلف من أصحاب النيافة المطارنة الأجلاء : مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم متروبوليت حلب وتوابعها، ومار طيمثاوس صموئيل أقطاش مطران مديات ورئيس دير مار كبرئيل، ومار فيلكسينوس يوسف جتين النائب البطريركي في اسطنبول، ومار فيلكسينوس ماتياس نايش المعاون البطريركي ومدير كلية مار أفرام في الصرح البطريركي بمعرة صيدنايا، والربان متى الخوري السكرتير البطريركي، والسيد كنعان التن ايشيق رئيس المجلس الملي في اسطنبول، والسيد أنطون بسي رئيس المجلس الملي في مديات، والملفونو قرياقس أركون رئيس لجنة الأوقاف في دير مار كبرئيل، ومحامي الدير رودي سومر، وأحاط الرئيس كول نفسه بمجموعة من مستشاريه الكبار، وبعض موظفي وزارة الخارجية

بعد السلام والترحيب الحار المقترن بالاحترام لقداسة الرئيس الأعلى للسريان، افتتح قداسته اللقاء بكلمة مسهبة استغرقت أكثر من نصف ساعة، تناول فيها أولاً مشاعره الطيبة تجاه تركيا التي فيها منشأ عدد كبير من السريان، خاصة في المدن السريانية مثل : ملاطية، وخربوط، وأورفا، ودياربكر، ومعدن، وماردين، ومديات، والقرى المجاورة لهذه المدن، وكيف أن السريان في تركيا بنوا مجداً فكرياً من خلال الكنائس، والأديرة، والمدارس، والمراكز الثقافية، ولهذا قال البطريرك : إننا بفخر نتكلم عن تركيا، ونشعر بانتمائنا إلى الأراضي التي أسسنا فيها حضارة حاورت الحضارات في المنطقة، ولهذا فدير مار كبرئيل مثلاً هو بمثابة مركز حج لنا، بل حجنا إلى القدس لا يكمل نحن السريان، إن لم يؤدِ السرياني الزيارة لدير مار كبرئيل، فعندئذٍ يكمل الحج، والسريان في كل تاريخهم كانوا مواطنين صالحين، والمواطنة عندهم لها اعتبارات ومعانٍ كبيرة، ولا يمكن أن تتخدش من خلال عمل ينافى قيمنا وأخلاقنا وتقاليدنا.

بعد هذا العرض التاريخي، ذكّر قداسته الرئيس كول بأن لقب البطريرك السرياني اليوم هو كما كان في القديم بطريرك أنطاكية، ووجه كلامه للرئيس كول قائلاً : إن بطريرك أنطاكية يأتيكم اليوم لزيارة رئيس جمهورية تركيا، حيث أنطاكية هي جزء من هذه الجمهورية، وأنتم تعلمون أنه في سفر أعمال الرسل، في أنطاكية أولاً دُعي تلاميذ السيد المسيح له المجد مسيحيين.

إن زيارتنا لفخامتكم لها بعدان، الأول : أن نحدثكم عن رأينا ورأي أبنائنا السريان في كل مكان بما له علاقة بأراضي دير مار كبرئيل. فالدعوى المقامة على هذا الدير لتجريده من آلاف الأمتار المربعة، وضم بعضها إلى خزينة الدولة، وبعضها الآخر إلى وزارة البيئة والغابات، هو تجنِ على الدير ومقامه وعقاراته وأراضيه. لقد شرحنا هذا الموضوع للسيد رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان البارحة، وها نحن نضع هذه الدعوى بين يديكم، ونأمل أن يفرح أبناؤنا السريان في كل العالم، بخبر إعادة اعتبار هذا الدير بكرامته ومكانته المقدسة، والاحتفاظ بكل ما كان حوله من الأراضي منذ زمن بعيد، وبالاختصار نريد أن تكون العدالة هي الفاصل فيما يحصل اليوم لدير مار كبرئيل.

أما البعد الثاني للزيارة يا فخامة الرئيس، فهي التذكير بأن تركيا هي جار لوطننا سورية، نحن هنا لا نتدخل بالسياسة، بقدر ما نريد أن نذكِّر بأن سورية بحاجة ماسة في هذه الأيام لدعم معنوي لتتجاوز التحديات التي تمر عليها، وبعضها تأتينا من الخارج. كبطريرك للسريان يعيش اليوم في دمشق عاصمة سورية، أرى من واجبي أن أدافع عن سورية واستقلالها، وأعمل من أجل سمعتها لتكون معطرة في كل المجالات، إن سيادة الدكتور بشار الأسد يحبكم ويحب رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان، ويحب تركيا بشعبها ومكانتها، فأملنا كبير بأن تركيا وفخامتكم ورئيس الوزراء وكل الشعب التركي سيساعدون سورية في هذه الأيام لئلا تُصاب بمكروه، ونختم كلامنا، ـ قال قداسة البطريرك ـ : إن أبناءنا في أوروبا، وخاصة بالسويد يحبون تركيا، ولا ينسى كل منهم جذوره وموطنه الأصلي، وإذا بدر منهم نقد لسياسة تركيا، فهذا بسبب بعض المواقف في تركيا منها : التعدي على أراضي دير مار كبرئيل، وما عدا ذلك فشعبنا السرياني أينما كان يقَّدر الحكومة التركية، ويحب هذا البلد العظيم، ويتمنى فعلاً أن تكون العدالة منتشرة فوق كل شبر من الجمهورية التركية، إننا كبطريرك وأب عام للسريان نهتم كثيراً بأن نجعل الصلاح ملازماً للسرياني في حياته وسلوكه.

أما فخامة الرئيس عبدالله كول فبعد أن استمع بأذن صاغية إلى قداسة البطريرك أبدى محبته للسريان أينما كانوا، خاصة سريان تركيا، وقال لقداسته : أشكركم لعباراتكم الطيبة، وزيارتكم اليوم لنا هي مدعاة فخر وشرف، إننا نرحّب بكم وبمرافقيكم خاصة السادة المطارنة، وإني أعرف مطران اسطنبول جيداً، وقال الرئيس كول : أنا أعرف انتماءكم أنتم السريان هو إلى ولايات في تركيا، وهذا موطنكم الأم، ونحن نعتبر جميع السريان أينما كانوا خارج تركيا اليوم مواطنين مثل بقية الأتراك، وخاصة أنتم عشتم مع أجدادكم منذ العصور القديمة في جو من الصداقة والأخوة مع أخوتكم الأتراك المسلمين، وقد عملتم كل طاقتكم من أجل خير الأماكن التي سكنتم فيها، إننا ندعو السريان أينما كانوا ليعودوا إلى وطنهم تركيا ونقول لهم : تعالوا إلى أرضكم الأم. مرة زرت سويسرا ورأيت هناك سرياناً، فقلت لهم عودوا إلى تركيا، وسريان سورية أيضاً يجب أن يشعروا بانتمائهم إلى تركيا، واليوم بعد أن ألغينا تأشيرة الدخول أصبحنا كأننا نعيش في أرض واحدة.

صاحب القداسة : عندما زرت أنطاكية ذهبت إلى الجامع وإلى كنيس اليهود وإلى كنيسة أنطاكية، والتقيت بعض رجال الدين المسيحيين القادمين من سورية، وامرأة كانت واقفة هناك قالت نشكر الله أننا رأينا هذه الأيام. أما عن العلاقة مع سورية، فقال : نحن بلد الجار ونشعر بمسؤوليتنا تجاه هذه العلاقة، وبالتشاور مع السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد، نتمنى أن يزداد التعاون بيننا. ثم انتقل الرئيس كول إلى موضوع أهمية حرية الأديان والمذاهب، وقال : إن تركيا فتحت أبوابها ليعود الناس إلى المناسك الدينية الخاصة بالمسيحيين والمسلمين، ونحن نحمي الكنائس ونرممها، وهنا أذكّركم بكنيسة مار يعقوب النصيبيني التي أبدينا اهتماماً بالغاً بآثارها.

أما عن دير مار كبرئيل فقال فخامة الرئيس كول : بعد أن استمعت إلى قداستكم عن مكانة هذا الدير في حياة كنيستكم، كم هو دير مار كبرئيل غالٍ على قلوب السريان. لقد وجهت المسؤولين في محافظة ماردين بالاعتناء بالدير، وعرفت أن للدير اليوم دعوى في المحاكم، التركية، بعد أن تصدر قرارات المحاكم، سنفكر بحلول إيجابية بخصوص الملكية التابعة للدير، ولكن هنا اسمحوا لنا يا صاحب القداسة أن نقول بأن بعض أبنائكم في أوروبا خُدعوا من قِبَل بعض الجهات، ولهذا طعنوا في تركيا، فنحن نطلب من قداستكم بأن توضحوا موقفنا هذا، ثم ختم كلامه بأن قدّم التهنئة بمناسبة عيد القيامة في 24/نيسان القادم وقال : نسأل الله أن يقبل صيامكم ويهنئكم بالعيد المجيد. فرد قداسته : نشكركم على كلمتكم الطيبة، وتهنئتكم لنا ولأولادنا بعيد القيامة، ونأمل أن تكون تركيا دائماً في مكان عالٍ، خاصة في هذا الشرق الحبيب. وهكذا انتهت المقابلة، وبعد أخذ الصور التذكارية، ودع فخامة الرئيس عبدالله كول، ضيف الحكومة الكبير قداسة البطريرك زكا الأول عيواص، وأصحاب النيافة المطارنة، وبقية أعضاء الوفد من العلمانيين. هذا وقد اهتمت وسائل الإعلام التركية اهتماماً بالغاً بهذه الزيارة.
كما أقامت وزارة الخارجية مأدبة غداء على شرف قداسته والوفد المرافق يوم الأربعاء 30/ 3/ 2011ـ حضرها السفير خالد شفيق، وكبار موظفي وزارة الخارجية التركية.


http://syrian-orthodox.com/readnews.php?id=895