أنتصار الحياة على الموت... الفكرة التي أعيد عليها بناء كنيسة سيدة النجاة

بدء بواسطة برطلي دوت نت, ديسمبر 15, 2012, 08:56:42 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

أنتصار الحياة على الموت... الفكرة التي أعيد عليها بناء كنيسة سيدة النجاة
المهندسان لؤي وزياد بني يتحدثان للموقع عن الحلة المعمارية الجديدة للكنيسة





برطلي . نت / متابعة
عنكاوا كوم- بغداد- نوري حمدان


قال المهندسان لؤي وزياد بني ان أساس الفكرة التصميمية التي اعتمدها في اعادة تصميم وتطوير مبنى كاتدرائية كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك، بُنيت على أساسانتصار الحياة على الموت وعطية الحياة الأبدية.

يقول المهندسان في حديث خصا به موقع "عنكاوا كوم" ان الطاق في الخارج مع الصليب الذي يحمله يمثل المعلم الرئيسي للمكان ضمن المدينة، والذروة التي نتركها وراءنا عند الدخول الى داخل الكنيسة ليتم بعدها التوجه محورياً ومن خلال الفضاء الداخلي الطولي الى المنطقة ألأهم بصرياً بموجب هذا التسلسل الفضائي وهي منطقة المذبح التي تقع في نهاية المحور البصري، وأضافا " هذا التتابع الفضائي، جعلنا نقوم بالتركيز على استحداث منطقة ذروة داخلية جديدة في فضاء المذبح لترمز الى الحياة الأبدية وبما يتماشى مع طرح رمزية حادثة الكاتدرائية".

وتابع "لقد قمنا بمعالجة الداخل بالشكل الذي يجعل منطقة المذبح المصدر الرئيسي للضوء في عموم الفضاء الداخلي للكنيسة، ليتخللها النور عبر الوان قوس قزح الذي يرتبط بالوعد الالهي بعطية الحياة الأبدية، كما قمنا باستحداث طاق جديد في منطقة المذبح في الداخل هو أيقونة عن ألطاق الخارجي الأصلي مع فارق ان الطاق  الداخلي الجديد يحمل رموز تعبرعن الحياة الأبدية وعن الايمان والرجاء الداخلي بوجود ممجد وعد به الله.


المسيح أنتصار للحياة...

وتابع بني شرحهما عن الفكرة في ان الحياة الأبدية تمثل ذروة ما بشر به المسيح وذروة ما جاء من أجله وتتويجاً لمسيرة حياته الأرضية... فالطاق الداخلي صورة ممجدة عن الطاق الخارجي الذي يحمل الصليب في الخارج لانها صورة جديدة تحمل رموز القيامة والقوة والايمان ببكر القائمين من الاموات يسوع المسيح الذي انتصر على الموت ليعطينا الحياة الأبدية.

وأوضحا ان الطاق الجديد هو أيضاً تعبير يعطي خصوصية جديدة للداخل تزيد من علاقته بالخارج وتعزز من ارتباطه المكاني نتيجة للاقتران الأصلي لكنيسة سيدة النجاة بصورة الطاق الخارجي الأصلي في أذهان الناس.

ان الذروة النهائية القصوى التي يريدها لنا الله جميعاً هي الحياة الأبدية، ومصيرنا ألأبدي هو جل ما يريدنا الله أن نفكر فيه في هذه الحياة الدنيا المؤقتة التي ليست الا طريقأً يحدد فيه الأنسان اختياراته التي سيبنى عليها مصيره ألأبدي، فالطاق الذي يحمل الصليب في الخارج وعظمته كحدث يرتبط بالخلاص من الخطيئة هو محطة في طريق يقودنا به الله الى الحياة الأبدية كذروة يرمز اليها الطاق الجديد في منطقة المذبح.

ان هذا الطريق يؤكد عليه المخطط الطولي لفضاء الكنيسة الداخلي، وان الطاق الجديد في النهاية المحورية  لهذا الطريق سيحمل رموز التقاء العالم الأرضي المؤقت في الأسفل مع العالم السماوي ألأبدي في ألأعلى من خلال النجم الذي ارتبط ظهوره رمزياً بوعد الله المتحقق بمجئ المسيح المخلص الذي انتصر على الموت ليعطي المؤمنين باسمه الحياة ألأبدية مع الله. لقد اختيرت مادة الخشب العضوية لاظهار العالم الأرضي في حين اختيرت ألألواح المعدنية ألذهبية لاظهار العالم السماوي في ألأعلى.

ان هذه الرمزية تتعزز في هذا الطاق أيضاً من خلال آية الكتاب المقدس التي تم حفر كلماتها على الواح الخشب المتضمنة في الجزء السفلي من الطاق الجديد وهي:

"الموت ابتلعه النصر! فأين نصرك يا موت؟" قورنثيا الأولى 15 : 54 – 55
                 
في هذا الطريق نحو الطاق الجديد الذي يرمز الى الحياة الأبدية نجد أسماء الشهداء التي تم خطها بأحرف من نور وبالوان قوس قزح على النوافذ الجانبية العليا يميناً و يساراً على جانبي المحور الطولي للفضاء لتشع بالنور الى داخل الكنيسة.

وفي هذا الطريق نحو الطاق الجديد نجد على ألأرض مواضع مفترضة لقطع من الكرانيت الأحمر تذكر بأماكن سقوط كل شهيد و شهيدة على امتداد المحور الطولي للفضاء، وتقابل كل قطعة منها بانعكاس لمرآة سقفية ترمز الى الامتداد السماوي لما حدث على الأرض.

تداخلات متشابكة من الخشب...

وأيضاً وفي هذا الطريق نحو الطاق الجديد نجد تحققاً لرمزية الوحدة في الداخل من خلال معالجات معمارية جديدة أضفت تداخلات متشابكة لمادة الخشب مع كافة أجزاء الداخل لتوحدها ولتبدد كل مظاهر الفصل بينها، كتحقيق الوحدة بين السقف والجدران وألأعمدة، وتحقيق الوحدة بين المذبح وباقي الكنيسة أيضاً، هذا مع الحفاظ على الخصوصية وقوة الفردية لكل جزء مع استمرار وحدته مع باقي الأجزاء في كل واحد يضم اجزاء متنوعة وموحدة بمستويات تفصيلية متعددة تحقيقاً لرمزية الجسد الواحد المقدس للكنيسة التي رأسها المسيح.

تساهم شرائط الكرانيت الأحمر والأسود في تعزيز اضفاء الوحدة الداخلية المتحققة بشرائط الخشب، حيث تربط شرائط الكرانيت الأحمر والأسود ارضية الكنيسة وبعض العناصر وتوحدها مع بعضها ومع الكل الواحد لتساهم في تحقيق رمزية الوحدة، ويتعدى استخدام الكرانيت الأحمر مساهمته في اضفاء رمزية الوحدة ليتم استخدامه في مواقع أخرى ذات أهمية رمزية كاستخدامه رأساً للزاوية في الطاق الجديد الذي يرمز الى الحياة الأبدية واستخدامه كما أشرنا في تحديد أماكن افتراضية لسقوط الشهداء، وكذلك استخدامه كشريط ينبع من المذبح ليمتد على الأرض عبر المحور الوسطي للكنيسة وصولاً الى الفناء الخارجي حيث سيحيط هذا الشريط بشجرة الزيتون المزمع زراعتها في وسط الفناء الخارجي. وقد تم استخدام الكرانيت الأحمر أيضاً في الواجهة الخارجية في أماكن ساندة ذات معاني ودلالات رمزية مهمة.

لقد اعتمدنا في اعادة تصميم الواجهة الخارجية للكنيسة وكذلك في تصميم البوابة الرئيسية الخارجية الجديدة للسور رمزية الانكسار الخارجي للكتلة واعادة اسنادها بعناصر من الكرانيت الأحمرالذي له امتداد داخلي ارتبط بأماكن ذات معاني ودلالات عميقة سبق أن تم شرحها.

ان الانكسار واعادة الاسناد هي رمزية معمارية تعبر عن ألحياة واعادة تجددها بالقيامة وبالانتصار على الموت والجمود وعلى كل الصعوبات صوب كل جديد، فكل تغيير يأتي بعد انكسار والتغيير هو رديف لاستمرار الحياة لأن التوقف والجمود رديفان للموت. لقد تعمدنا احداث شطر في الواجهة الخارجية للكنيسة واعادة اسناده بعناصر من الكرانيت ألأحمر الذي امتد من الداخل بكل دلالاته ليشكل الأعمدة الأربعة الرئيسية التي تحمل الواجهة وليسند منطقة الشرخ فيها كدلالة على ان الداخل يسند الخارج، فالجسد الخارجي يمكن أن يتعرض للصعوبات و للانكسار وحتى للموت، أما الروح الداخلي فهو قوي ومستعد ملؤه الحياة الأبدية التي يمنحها الله وهو يسند كل ضعفات الجسد الخارجي وانكساراته وهذا هو جلً ماتوخينا التركيز عليه في اعادة تصميم الواجهة الخارجية لاحياء ذكرى حادثة كنيسة سيدة النجاة ،حيث تداخل مع هذا الانكسار وجود ل (47) قطعة من الرخام تختلف واحدة عن ألأخرى ولكل منها شريط من الكرانيت الأحمر في داخلها، وهي جميعاً تتجه الى ألأعلى، الى السماء حيث يمثل هذا العدد عدد الشهداء الذين سقطوا في الحادثة.

لقد تم تصميم البوابة الخارجية للسور بأنكسار لاحدى دعاماتها واعادة اسنادها بالكرانيت الأحمر بما يتماشى مع رمزية انتصار الحياة، حيث ان هذه الدعامة بانكسارها اكتسبت معاني جديدة، اذ انها بدأت تشيرالى الواجهة الرئيسية وما تحمله من دلالات لتخليد شهداء ذكرى حادثة كنيسة سيدة النجاة، وذلك بانحنائها صوب الكنيسة خشوعاً لله العلي و اجلالاً لذكرى شهداء الكنيسة.       

















[img width=277 height=1

ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة