اللغة الآرامية السريانية و أسطورة الملك ميداس! القسم الثاني

بدء بواسطة henri bedros kifa, يناير 16, 2012, 12:42:50 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

henri bedros kifa

اللغة الآرامية السريانية و أسطورة الملك ميداس! القسم الثاني
يعاتبني بعض السريان الطيبين على أسلوبي الصريح و هنالك صراع فكري كبير بين " الأمانة لتراثنا " و " المجاملة " . إنني شخصيا أكره المجاملة و أعتبر الأمانة لتراثنا هو هدفنا لأنه الطريق الوحيد الذي يوصلنا الى هوية أجدادنا .
لقد ذكرت في القسم الأول ما يلي " - للأسف هنالك عدة ملافنة للغتنا السريانية لم يكونوا أمينين لإسم لغتهم الأم و لهويتها التاريخية و سمحوا لبعض المتطرفين أن يسموا لغتنا أشورية و هؤلاء الملافنة كانوا يشاركون في النشاطات السياسية للأحزاب الأشورية . السؤال المطروح هو هل كان ممثلي تلك الأحزاب ماهرين و لم يلفظوا أمام ملافنة اللغة السريانية بأنهم يتكلمون لغتهم الأم " الأشورية " !
و كم كانت دهشتي كبيرة عندما أرسل لي بعض السريان تعليقات من نوع " عرفت من تقصد أو حسنا ما كتبت و البعض تمنى أن أذكر الأسماء بكل وضوح ..." دهشتي لأن بعض الإخوة قد ظنوا إنني كنت أقصد الأستاذ يعقوب يوسف حقو رحمه الله و طبعا هذا غير صحيح للأسباب التالية :
أولا - من يريد أن يكون صادقا لا يتسرع و لا يغامر ...
أ - لقد نشأ خلاف بين عدة إخوة حول لوحة الأستاذ يعقوب يوسف حقو في الفيسبوك و كان أحد الإخوة قد نشر مقالا لي أنتقد فيه لوحة الأستاذ يعقوب يوسف حقو . المقال موجود على الرابط "السمكة الحمراء" تفضح جهل بعض المواقع السريانية !
viewtopic.php?f=182&t=2248
حيث ذكرت
هل تطورت الابجدية الآرامية من الكتابة المسمارية ؟
قبل التعليق على لوحة المرحوم ملفونو يعقوب يوسف حقو احب ان اذكر القارئ ان سيادة المطران جورج صليبا الموقر قد نشر هذه اللوحة على غلاف كتابه " معلم اللغة السريانية " و قد ادعى في مقدمته " صفحة 20 " ... بينما لهجة طور عبدين هي أكدية عتيقة ". راجع موقع نسور السريان
viewtopic.php?f=129&t=2231
أ - لا يوجد اي عالم متخصص في تاريخ و تطور الابجدية الآرامية يدعي ان الابجدية الآرامية او حتى الكنعانية قد تطورت مباشرة او حتى بطريقة غير مباشرة من الكتابة المسمارية .
ب - العلماء يرجحون ان الكنعانيين قد اوجدوا الكتابة الابجدية معتمدين على آخر التطورات في الكتابة الهيروغليفية و الإيبلية .
ج - طبعا اقدم كتابة مسمارية سومرية تعود الى اواسط الألف الرابع قبل الميلاد . و الكتابة المسمارية الاكادية الى اواسط الألف الثالث ق.م. أما اقدم الكتابات الكنعانية ( الفينقية ) فهي من القرن الحادي عشر ق.م و اقدم كتابة آرامية (سريانية) فهي من القرن العاشر ق.م.
د - ان لوحة الاستاذ يعقوب يوسف حقو هي غير علمية و لا تعتمد على مراجع علمية فمن العار علينا في القرن الواحد و العشرين إيهام السريان ان الأبجدية الآرامية متحدرة من المسمارية لأن الاستاذ حقو كان يؤمن بهذه الفكرة !
ه - تطور العلوم مبني على تجارب سمحت للإنسان ان يتعرف على محيطه اما تطور معرفتنا لتاريخ تطور الابجدية الآرامية فهو مبني على النصوص المكتشفة التي درسها علماء متفرغون لدراسة النصوص الآرامية.
و - لقد التقيت بالعالم ANDRE LEMAIRE وهو اشهر الباحثين في قراءة الكتابات الآرامية و ترجمتها و لم اتجاسر ان اسأله" هل فعلا الأبجدية الآرامية متحدرة من المسمارية ؟" سؤال غير علمي يفضح جهلنا بتاريخ لغتنا الآرامية و تطورها !
ز - إنني لا اعرف من هو الاستاذ يعقوب يوسف حقو ؟ هل هو متخصص في تاريخ اللغات الشرقية و تطور ابجديتها؟ إنني لا اعتب عليه رحمه الله و لكنني اعتب على المشرفين على المواقع السريانية الذين ينشرون معلومات صحيحة و خاطئة مما يربك المثقف السرياني .
ح - لقد أخطأ الاستاذ يعقوب يوسف حقو بوضع الكتابة المسمارية ضمن الأبجديات الشرقية ( السامية) اللغة الاكادية هي لغة شرقية (سامية) و لكن كتابتها المسمارية كانت تتألف من حوالي 600 كتابة وبالتالي لم تكن ابجدية !
ط - إن العنوان بحد ذاته لهو دليل على عدم الموضوعية و الصدق "لوحات تطور الأبجدية السريانية للملفونو يعقوب يوسف حقو " طبعا لأن الكتابة المسمارية و اللغة الاكادية ليست سريانية و الأبجدية الفينيقية هي كنعانية و ليست سريانية . لو كان العنوان في هذا المقال" لوحات تطور الأبجدية" لكانت المشكلة أخف ..."
ب - لقد علق أحد أحفاد الاستاذ يعقوب يوسف حقو في موقع زيدل" نا يعقوب حقو حفيد الملفونو يعقوب يوسف حقو جدي كان باحث و عالم في اللغة السريانية و هو صمما هذه اللوحة وأطلعها على كثيرين من المطارنا و الأساقفا وجد لديه مكتبا كبيرة جداً وكلها كتب سريانية قديمة ولقد نشر اللوحة وهو متأكد من صحتها قبل أن يتوفى و إسأل المطران يوحنا إبراهيم و جورج صليبا من صحتها وقد توزعة هذه اللوحة في جميع أنحاء العالم وقبل أن تنقد أحد تأكد" سوف أعلق على الأخ يعقوب لاحقا و طبعا لن أسأل أي مطران لأن تاريخ تطور الأبجدية الآرامية معروف بفضل علماء متخصصين و متفرغين للبحث في دراساتهم .
ج - إن لوحة الأستاذ يعقوب يوسف حقو هي منشورة و كل إنسان يستطيع أن يتحقق فهي ليست لوحة فنية كي نختلف إذا كانت تعجبنا
أم لا و قد شرحت أو بالأحرى نقدت بعض النقاط بأسلوب غير جارح لعمل الأستاذ يعقوب يوسف حقو .
د - لقد ذكرت بأنني لا أعرف شيئا عن أعمال الأستاذ يعقوب يوسف حقو و لا أعرف إذا كان يؤمن بالهوية الأشورية أو إذا شارك في
مؤتمرات الأحزاب " الأشورية " كما أنني لم أدع أنه يدافع عن الفكر الأشوري. أنا لم أقصده و لم أضعه ضمن الملافنة المتخاذلين...
ثانيا - من هو الملفونو الذي لم يدافع عن إسم و هوية لغتنا السريانية ؟
أ - لقد شاركت مع الدكتور أسعد صوما منذ سنتين في برنامج تاريخي حول تاريخ البطريرك ميخائيل الكبير . و كان عنوان مشاركتي
" هويتنا الآرامية في تاريخ البطريرك ميخائيل الكبير" موجودة على رابط
viewtopic.php?f=182&t=2602
حيث ذكرت في المقدمة " الشعب السرياني الآرامي يتعرض اليوم لأبشع عملية تزوير حول هويته و تاريخه الحقيقي ، يقوم بها بعض المتطرفين و الجاهلين للتاريخ و وصلت بهم الحماقة الى ان يتلاعبوا بنص ورد في تاريخ ميخائيل الكبير و هم يتوهمون أن تحوير النصوص يخدم الفكر الأشوري المزيف الذي يؤمنون به . رحم الله الأستاذ أبرهوم نورو الذي كان يؤمن أن شعبنا السرياني - إستنادا الى تاريخ ميخائيل الكبير- كان يتحدر من الأشوريين و الآراميين و لكننا اليوم سنقدم البراهين - لمن يبحث عن هويتنا الحقيقية - أن ميخائيل الكبير كان يؤمن بأننا ننتمي الى الأمة الآرامية " ܐܘܡܬܐ ܕܝܠܢ ܐܪܡܝܐ ܐܘܟܝܬ ܒܢܝ ܐܪܡ . ".
طلب مني أحد الإخوة ألا أذكر إسم الملفونو أبرهوم نورو في البرنامج لأنني ذكرته في بحثي . لقد لبيت هذا الطلب و لم أذكر إسم هذا الأستاذ الذي كان يعشق اللغة السريانية .
ب - بعض إخوتنا الضائعين يستشهدون بمواقف الأستاذ أبرهوم نورو الذي كان يؤمن بتحدر السريان من الأشوريين و الآراميين . و هذا
موقف غير علمي و مقسم للسريان مما دفعني الى كتابة هذا الموضوع" هويتنا السريانية بين مفهومي الباحثين أبرهوم نورو و سبستيان بروك"
viewtopic.php?f=182&t=6802
و كان المشرف في موقع قنشرين قد حذف قسما من مقالي معتبرا أنني أنتقد أصدقائي و أساتذتي بحثا عن الشهرة و هذا مما دفعني الى
ترك الموقع و قد علقت على ذلك المشرف " كلنا نعلم مدى تضحيات الملفونو نورو من أجل اللغة السريانية. كلنا نعلم أنه يميل الى الفكر الأشوري فهل يزعجك أن أكتب أنه يعتقد أن السريان يتحدرون من الأشوريين و من الآراميين ؟ عفوا هل أنا إتهمت الملفونو نورو بشيئ لم يؤمن به أو لم يعمل لأجله ؟
أما إذا كان يزعجك أن أكتب أن فئة ضالة و مضللة من السريان تؤمن بفكر أشوري مزور لهوية السريان ؟ عفوا إذا كنت غير قادر على النقاش في هذا الموضوع ، عليك أن تتأكد و تتحقق لأننا في منتدى نقاش ، لا أن تحذف بهذا الشكل . لما لا تجري حوارا مع الملفونو نورو يوضح هذه النقاط ؟ أم علينا أن نقبل أن الرها كانت أشورية و سكانها من الأشوريين بدون براهين !
لن أطيل عليك لقد كتبت في مقالي "هوية السريان لا يقررها أي فكر حزبي (مهما كان يدعي بالقومية و المصداقية في نضاله) و ليست هوية السريان " أسيرة " مفهوم أحد رجال الدين (مهما علت رتبته الدينية ) هوية السريان ليست بقناع تتستر خلفه الشعوب المنقرضة ، و كل من يدعي أن الهوية السريانية هي مزيج أو خليط من شعوب قديمة فليتفضل و يقدم البراهين .
أخيرا إذا كنت تخالفني في الرأي و تؤمن أن الملفونو كان أمينا للتسمية السريانية فكن شجاعا و أذكر لنا لما البرفسور بروك يستخدم تعبير " السريان المشارقة " و الملفونو نورو يستخدم تعبير " الأشوريين " ؟
ج - لقد تعرفت على الأستاذ أبرهوم نورا عن قرب سنة ١٩٨٢ و قد أعارني كتاب Edessa the blessed city المشهور حين كنت
أحضر أطروحة الماجيستر . و لكنني عندما سافرت الى فرنسا كي أتخصص في تاريخنا السرياني تعمقت كثيرا في المصار السريانية
و إكتشفت إنها تؤكد هويتنا الآرامية . و قد وجدت في مكتبة كوليج دو فرانس كتاب " جولتي" للأستاذ أبرهوم نورو و فيه رسالة باللغة
السريانية الشرقية و بخط الأستاذ أبرهوم نورو و إمضائه يقول فيها أن السريان يتحدرون من الأشوريين و الآراميين (عندي نسخة من الرسالة ).
د - لقد كان لي شرف الإنضمام الى رابطة الأكادميين الآراميين التي كانت تسعى الى تعريف السريان على تاريخهم الحقيقي . فنحن لا
نستطيع أن نؤكد أن السريان - إستنادا الى مصادرنا - ينتمون الى الآراميين و نغمض أعيننا عن طروحات بعض الأساتذة الذين لم يحترموا المصادر السريانية و ظلوا على موقفهم الخاطئ .
ثالثا - هل دافع الأستاذ أبرهوم نورو عن إسم اللغة السريانية ؟
أ - لا أحد ينكر مجهود الأستاذ أبرهوم نورو رحمه الله في حقل اللغة و لكنه لم يفعل شيئا من أجل الدفاع عن إسمها و هويتها . عندما كان ينشر كتبه اللغوية كان يضع أسماء ملوك أشور في كثير من الجمل. و كان يتحجج نريد نشر اللغة السريانية بين إخوتنا الأشوريين!
ب - نحن نستغرب فكل باحث يتعمق في مصادرنا السريانية يجد عشرات النصوص الواضحة التي تؤكد أن أجدادنا كانوا يفتخرون
بجذورهم الآرامية و كانت التسمية الأشورية لا تشير الى السريان و في أغلب الأحيان تحمل معان غير مستحبة ! ترى الأستاذ أبرهوم
لم يعاين تلك النصوص ؟
ج - كثيرون من معلمي اللغة السريانية يفسرون التسمية السريانية على هواهم و للأسف يؤثرون على أجيالنا و بعضهم يعلم اللغة السريانية لينشر فكره الأشوري المزيف .لذلك نحن نعتبر أن الأستاذ أبرهوم نورو مسؤولا عن عدم دفاعه عن إسم اللغة السريانية خاصة لأنه كان يشارك في مؤتمرات الأحزاب الأشورية ...
الخاتمة
أ - رحم الله كل هؤلاء الأساتذة الذين علموا اللغة السريانية و لكن تعليم هذه اللغة هو أمانة قبل أن تكون رسالة ، هو هدف سامي و ليس وسيلة لنشر الفكر الأشوري المزيف .
ب - بعض السريان لا يزالون يتوهمون أننا أحفاد الأشوريين و هم يروجون أنه يجب أن نحترم آرائهم بإسم الحرية و الديموقراطية . أي يريدون أن نسمح لكل سرياني أن يفسر التسمية السريانية حسب مبادئ الحزب السياسي المنضم إليه ! بعبارة ثانية ستبقى بعض العائلات السريانية مختلفة فهذا آرامي و ذاك أشوري ...
ج - تلعب اللغة الأم دورا كبيرا في تحديد هوية الشعوب. بعض إخوتنا من السريان المشارقة يحاولون بشتى الطرق إيجاد طريقة تسمح لهم أن يسموا لغتنا باللغة الأشورية . ألم يكن من واجب أستاذ ضليع باللغة السريانية أن يدافع عن إسم اللغة التي أحبها ؟ اليوم و للأسف رغم أن علماء الكلدان القدامى و المعاصرين يسمون لغتنا سريانية آرامية فإننا نرى قسما منهم يرددون " اللغة الكلدانية "
د - النقاش العلمي يشكل خطوات إيجابية نحو وحدة شعبنا أما المجاملة فهي ترك المشاكل بدون حل !
هنري بدروس كيفا

ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة