المتطرفون " الأشوريون" خراف ضائعة ام ذئاب جائعة ؟

بدء بواسطة henri bedros kifa, مارس 19, 2011, 01:14:17 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

henri bedros kifa

المتطرفون " الأشوريون" خراف ضائعة ام ذئاب جائعة ؟

قرأت مقالا مهما للأخ بطرس آدم الموقر عنوانه " المؤتمر الكلداني العام , والمتصيّدون.."

موجود على الرابط

http://www.ankawa.com/forum/index.php/t ... msg5112649

و هو رد صريح على إعتراضات بعض المستفيدين من إنقسامات السوراي و العاملين على إسكات الأكثرية الكلدانية . المدهش أن الأخ بطرس آدم قد كتب " أو من الذين يلبسون ثياب الحملان التي تخفي ما بداخلهم من ذئاب خاطفة ". إتصل بي صديق من السويد منذ يومين و تناقشنا حول الطرق التي يجب إتباعها لتوعية إخوتنا السريان المشارقة من خطر التطرف. و كان صديقي قد تحدث مع أحد رجال الدين الذي ردد أمامه " إنهم خراف ضائعة" سنستعيدهم يوما ...

أولا - من هم " الأشوريون" ؟

يجب أن نميز بين الشعب الأشوري ( القديم) و دعاة الفكر الأشوري الحديث : لا احد يستطيع أن يتنكر لتاريخ الشعب الأشوري القديم و لكن دعاة الفكر الأشوري هم سريان مشارقة ( نساطرة ) و ليس لهم اي إرتباط بتاريخ الشعب الأشوري القديم الذي زال من التاريخ مثل شعوب عديدة . يتميز السريان المشارقة النساطرة عن بقية السريان :

أ - إنعزالهم في مناطق جبلية وعرة أبعد عنهم الأخطار : خاصة ظلم الولاة العثمانيين .

ب - تواجدهم في جبال حكاري بين شعوب هندو أوروبية سيسمح لهم بالحفاظ على تقاليدهم و خاصة لغتهم السريانية الأم .

ج - إنتشار الإنتماء العشائري و خضوعهم لسلطة بطريرك ( كانت تتناقل بالوراثة) سوف تدفع بهم الى الروس أولا ثم الإنكليز المستعمرين.

د - إستخدمهم الإنكليز في مشروعهم الإستعماري للعراق خاصة بعد نهاية الحرب العالمية الأولى : مأساة سيميل سنة ١٩٣٣ ستدفعهم الى الهجرة .

ثانيا - هل كل " الأشوريين" متطرفين ؟

قبل التعريف بهم و هم أقلية من بين إخوتنا الذين لا يزالون حتى اليوم يسمون أنفسهم و بلغتهم الأم " سورايا " أي سريان . و ليس سرا إذا قلنا أن كل المؤرخين المتخصصين في تاريخ السريان يسمونهم بالسريان المشارقة . كل من يريد ان يتأكد يمكنه التحقيق بواسطة الإنترنت . أغلبية إخوتنا من السريان المشارقة هم طيبون و لا يحق لأحد أن يصفهم بالمتطرفين لأنهم تعلموا منذ صغرهم بأنهم أشوريون أو أن لغتهم الأم هي الأشورية . المتطرفون هم الأكادميون الذين يدافعون بإصرار عن كل طروحات الفكر الأشوري: من يدعي أنه يعشق لغته الأم عليه أن يحترم إسمها و تاريخها و من العار عليه ان يسميها " أشورية" !
و من يدعي انه يعمل من أجل وحدة السورايي عليه أن يؤمن بالتاريخ الأكاديمي و ليس المسيس !
لقد تعرفت على الباحث Alain Desreumaux في كوليج دو فرانس منذ سنوات طويلة . منذ حوالي تسع سنوات قال لي متذمرا" طلب مني السريان ( المشارقة) في ضواحي باريس أن ألقي لهم محاضرة و لكنني لا أستطيع لأنهم يدعون بهويات غير علمية " ملاحظة : الكلدان الذين هربوا من بيت نهرين الحقيقية (الجزيرة) الى فرنسا منذ أكثر من ٢٠ سنة صاروا يؤمنون بأنهم " كلدو أشوريين" و يتوهمون انها تسمية تاريخية علمية !

بمناسبة تقاعد الباحث Alain Desreumaux قدم له زملائه مجموعة من الأبحاث التاريخية عنوانها " Sur les pas des Araméens chrétiens" و الترجمة هي" على خطى الآراميين المسيحيين" و طبعا المقصود هو شعبنا الذي لا يزال يبحث عن إسمه و هويته التاريخية .

أنظر الى الرابط

http://www.laprocure.com/livres/sur-les ... 38374.html

و هذه لائحة بأسماء الباحثين و عناوين دراساتهم على هذا الرابط

http://www.orient-mediterranee.com/IMG/ ... ns-TOC.pdf

ثالثا - من هو المتطرف " الأشوري" ؟

أ - أصحاب الأسماء المستعارة الذين نشطوا في الأونة الأخيرة خاصة في موقع عنكاوا و حولوا منبر تاريخ شعبنا الى سوق للإهانات تفضح مدى صدق شعار الوحدة الذي كان يرفعه دعاة الفكر الأشوري . بعض حملة الأسماء المستعارة هم من " الأكادميين" الذين يتوهمون أن ترديد أفكارهم الخاطئة سوف يزيد من إنتشارها ! أغلب أصحاب الأسماء المستعارة تناضل من أجل طروحات تاريخية غير علمية و هم يضحكون على أنفسهم لأن لا وزن و لا رأي علمي لهم في القضايا التاريخية .

ب - بعض الأكادميين الحاصلين على شهادات في الطب و الهندسة و العلوم السياسية الذين يتدخلون في القضايا التاريخية و يتوهمون أن رأيهم هو أهم من رأي البرفسور سبستيان بروك او اي باحث أخر و أن تحليلاتهم الخاطئة تسمح لهم ان يسموا لغتنا " أشورية" او ان يرددوا ان مار افرام السرياني هو أشوري !

ج - بعض معلمي اللغة السريانية التي يحرفونها الى" أشورية" و يقدمون لنا براهين واهية تسمح لهم بالعيش في الأوهام . سأرد مطولا على الأديب ميخائيل ممو لاحقا . سوف أنشر بعض الفقرات من مقال الأستاذ اوديشو ملكو كي يتعرف القارئ على نموذج من التطرف الأشوري :
" كما قلنا في معظم الاعداد السابقة من الوسطية بان عدم الخوض في تفاصيل التسميات المذهبية والمناطقية وحتى التاريخية احياناً. بات احد أهم الأسباب الكفيلة، بل السبب الوحيد لانجاح مشروع الحكم الذاتي للآشوريين، وعلى كافة اراضيهم الاصلية والقومية... " " إذ لم يقتصر الأمر على محاولة تكريس اللفظة السريانية واستعملها الشمولي وفي غير محلها كما كان الحال ايام الإضطهاد العنصري والقومي والفكري للاشوريين، وعلى مختلف مذاهبهم ومكوناتهم في الوطن. بل صار المرء يسمع ويقرأ في الوسائل الإعلامية، تسميات والفاظ غريبة، يستهجنها المنطق وتعوزها العلمية في التنسيب، مثل:
"الأغنية والمغنية السريانية، المطرب السرياني، البلد والوطن والفن والمسرح السرياني...الخ". من الكلام غير الدقيق، من النواحي التاريخية والأكاديمية المعاصرة..." " وكيف اجازوا لأنفسهم أن يستحوذوا على ما ليس لهم فيه شيء؟
فالعالم كله يعلم أن الكنيسة المشرقية الأشورية لم ولن تكن يوماً سريانية في هويتها أو وطنها أو حضارتها أو ثقافة شعبها! فكيف صار هؤلاء المولعون بالاستحواذ يكتبون مثلاً: ( الكنيسة المشرقية السريانية، سريان المشرق، كنيسة السريان في بلاد الرافدين، المبشرون السريان في الصين وأقاصي الأرض) وما إلى ذلك من الاجحاف بحق التاريخ والحضارة الإنسانية!..."

المقال موجود على هذا الرابط

http://www.betnahrain.net/arabic/Articl ... /malko.htm

لن أعلق على هذه الطروحات غير العلمية ...

الخاتمة

أ - نحن نعلم و منذ زمن بعيد ان الفكر الأشوري المتطرف الذي يرفض النقد الذاتي قد أصبح فكرا متحجرا .

ب - إن الميزات الجميلة التي يتمتع بها إخوتنا السريان المشارقة من المحافظة على اللغة و العادات و الإبتعاد عن الإنتماء الطائفي كانت تستطيع ان تلعب دورا كبيرا في نشر الوعي بين كل سريان الشرق .

ج - ليس من عادتي المجاملة و لا يحق لي مجاملة أحد على حساب الأمة السريانية الآرامية التي توحدنا . الوحدة الحقيقية يجب ان تكون مبنية على أسس متينة : فشل طروحات الفكر الأشوري يجب أن تكون درسا لنا : السيد اوديشو ملكو يتوهم أن السريان المغاربة لا يتكلمون السريانية أو لا يؤلفون القصائد بها .

د - لا يكفي ان يردد بعض رجال الدين السريان " إنهم خراف ضائعة" و علينا أن نبحث عنهم لأن الكنائس السريانية لا تتدخل في شؤون الكنائس السريانية الأخرى و بالتالي لم يتحرك احدا من أجل الدفاع عن إسم اللغة السريانية.

ه - بعض الشخصيات السريانية الدينية و العلمانية تجامل الفكر الأشوري - ربما لأنها تؤمن به سرا - و تحاول أن تظهر الفكر الأشوري كحركة قومية وحدوية و لكن الإنترنت و نشاط المتطرفين" الأشوريين" قد فضح هذا الفكر ( و حرق آمال تلك الشخصيات السريانية المتلونة ).

و - لا ذنب لإخوتنا من السورايي الذين ترعرعوا على أنهم أحفاد الأشوريين القدامى و هم بحق ضحية للفكر الأشوري و من الممكن ان نسميهم " خراف ضائعة" و لكن " بعض المتطرفين منهم" قد تحولوا الى ذئاب جائعة تنهش تاريخنا و تنكر هويتنا و هي العامل الأول لإنقساماتنا .

هنري بدروس كيفا

_________________