سياسيون: واشنطن تنأى بنفسها عن التدخل لفرض ارادتها على سياسيي العراق

بدء بواسطة د.عبد الاحد متي دنحا, أبريل 12, 2012, 09:16:40 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

د.عبد الاحد متي دنحا

سياسيون: واشنطن تنأى بنفسها عن التدخل لفرض ارادتها على سياسيي العراق

آكانيوز

أجمع سياسيون عراقيون الخميس، على ان الولايات المتحدة الاميركية تعي خطورة الوضع السياسي المتأزم في العراق، وما اعلنه رئيسها باراك اوباما في لقائه مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني دليل على تجنبها الاصطفاف مع طرف ضد طرف سياسي.
وكان بارزاني قد التقى مطلع الاسبوع الجاري في واشنطن بالرئيس الاميركي باراك اوباما، في اطار جولة دولية، واعلن الاخير دعمه "للتغيير في العراق بالاعتماد على الاليات الديمقراطية".
ويرى مراقبون أن موقف اوباما جاء على خلفية طرح بارزاني مشاكل الاقليم مع المالكي وخطورة بقائه رئيسا للوزراء على واقع العمل السياسي.
وقال التدريسي في كلية العلوم السياسية بجامعة بغداد حميد فاضل لوكالة كردستان للأنباء(آكانيوز) "اعتقد ان موقف اوباما من ان التغيير في العراق يجب أن يكون عبر الاليات الديمقراطية يعني أن الولايات المتحدة الاميركية تريد ابقاء نفسها بعيدة عن سعي الكرد لاستمالتها في صراعها مع المالكي".
واوضح ان "حديث اوباما يشير الى أن الاليات الديمقراطية هي ذاتها التي جاءت بالمالكي رئيسا للوزراء، وبالتالي هذا دليل اخر على أن الولايات المتحدة وحلفاءها يدعمون التغيير عبر الانتخابات فقط".
واضاف فاضل ان "الولايات المتحدة حسب اعتقادي مازالت ملتزمة وبقوة بحكومة المالكي وشخص المالكي، وهي تريد المحافظة على علاقاتها مع الكرد في الوقت ذاته".
وبين تدريسي العلوم السياسية في جامعة بغداد أن "واشنطن تحتاج المالكي في مشاريع وقضايا في الشرق الاوسط كالقضية الايرانية والسورية، في حين ان الكرد ليس لهم تأثير كبير في السياسة الاقليمية، ولهذا اعتقد ان اوباما غير مستعدة للتضحية بالمالكي من اجل الكرد".
وساءت مؤخرا العلاقة بين بغداد واربيل على خلفية انتقادات لاذعة وجهها رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني الى رئيس الوزراء نوري المالكي الذي قال عنه أنه يتجه بالعراق الى "المجهول".
ويرى أخرون أن موقف الولايات المتحدة الاميركية بات واضحا من القضية العراقية بعد ان ادركت بأن ادارة البلاد لايمكن ان تتم الا عبر التوافق السياسي.
وقال الكاتب والسياسي الكردي حسين الجاف لـ(آكانيوز) إن "التصريح الذي ادلى به بارزاني عقب لقائه الرئيس الاميركي باراك اوباما وقوله أن موقف اوباما اثلج صدري وافرحني هو دليل على ان واشنطن بدأت تعي خطورة الموقف السياسي الداخلي في العراق".
وأوضح الجاف أن "هناك انتخابات اميركية مقبلة، وعلى الرئيس اوباما ان تكون مواقفه واضحة ازاء المشهد السياسي العراقي خصوصا بعد التأزم السياسي بين بغداد واربيل".
وبيّن الجاف أن "واشنطن وقفت على الحقائق الموضوعية والميدانية والتي اثبتت أنه بغياب التوافق والانسجام فأن المشاكل باقية ولا يمكن ايجاد حلول لها، كما أن العراق لا يمكن ان يحكم من قبل لون واحد".
وتعود جذور الازمة السياسية في العراق الى مرحلة الانتخابات الماضية التي افرزت الحكومة الحالية التي يرأسها نوري المالكي وفقا لاتفاقية اربيل. ويقول ساسة اقليم كردستان والقائمة العراقية إن الكثير من بنود اتفاقية اربيل عطلها المالكي بعد توليه رئاسة الحكومة.
ويرى سياسي اخر أن واشنطن غيرت من سياسة دعم الطرف الواحد في العراق وفقا لمعطيات محلية واخرى اقليمية.
وقال الاكاديمي السابق والسياسي هاشم الحبوبي لـ(آكانيوز) إن "واشنطن ومواقف اوباما في سياقها السياسي والمنطقي هي مع وحدة العراق، كما انها نأت بنفسها عن التدخل في الشأن العراقي ولكنها وضعت خطوطا لاتريد الاطراف السياسية تجاوزها، وتصريح اوباما دبلوماسي اكثر مما هو سياسي".
واوضح الحبوبي أن "الولايات المتحدة كان لها موقف مهم بعد الانتخابات الماضية(دعم المالكي)ولكنها غيرت موقفها وفقا لمعطيات محلية واخرى اقليمية" مبينا ان "بعض الاطراف السياسية الداخلية تسعى لزج الولايات المتحدة الاميركية في الصراعات الداخلية ولكلنها تعي وترى بأن العملية السياسية في العراق قائمة على المتناقضات والمشاكل فالجميع محقون وفي الوقت نفسه الكل مذنبون، فالأطراف السياسية الرئيسة الثلاثة تتحمل مجتمعة نجاحات واخفاقات الحكومة". بحسب قوله.

وأمام الخلافات السياسية يسعى رئيس الجمهورية جلال طالباني للضغط باتجاه تفعيل مبادرته بعقد المؤتمر الوطني باسرع وقت. وتصطدم مساعي طالباني بمواقف للكتل السياسية ابرزها القائمة العراقية التي وضعت خمسة شروط رئيسة واجبة التطبيق قبل حضورها للمؤتمر الوطني.
لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير