العراق يدفع خمسة ملايين دولار تعويضا لصاحب غلاف رواية صدام "زبيبة والملك"

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, ديسمبر 14, 2011, 07:15:16 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

العراق يدفع خمسة ملايين دولار تعويضا لصاحب غلاف رواية صدام "زبيبة والملك"



بغداد-" ساحات التحرير"
دفعت وزارة الثقافة خمسة ملايين دولار لفنان فرنسي مغمور بعد أن كسب دعوى قضائية بشأن ملكيته الفكرية لعمل فني. وقالت الوزارة في بيان لها أنها دفعت المبلغ لفنان فرنسي بعد ان أصدرت محكمة حكما لصالحه حول استخدام لوحته الفنية غلافا لرواية "زبيبة والملك" التي أشيع بأن رئيس النظام السابق صدام حسين كان قد كتبها في فترة التسعينات. وأشارت الوزارة إلى أن الفنان الذي لم تذكر اسمه قدم للقضاء المستمسكات التي تثبت امتلاكه للأصول الفكرية للوحة الفنية، وقالت أنه تم تسليم الغرامة عن طريق السفارة العراقية في باريس.


رواية "زبيبة والملك" يوم كانت تتصد اكشاك الصحف في بغداد

وصدرت رواية "زبيبة والملك" في بغداد في (نوفمبر) تشرين الثاني عام 2000 وهي مؤلفة من 160 صفحة مع أربعة رسوم ملونة داخلية، وغلاف تظهر فيه غانية مغرية بفستان سهرة ينسدل حتى الارض يصلح لممثلات السينما في هوليوود، يكشف عن كتفها اليسرى وهي تتمخطر، حاملة في يدها وردة، داخل قصر من قصور ألف ليلة وليلة. وخلت الرواية من اسم كاتبها الذي اكتفى بأن وضع على الغلاف عبارة "رواية لكاتبها"، وهي رواية مطبوعة كما يبدو على نفقة "كاتبها" نفسه، اذ ما من اشارة حتى الى دار النشر التي قامت بطبعها ولا الى سنة طباعتها، كما هو مألوف. وقد دونت على الغلاف الأخير عبارة تقول "يعود ريع هذه الرواية الى الفقراء واليتامى والمساكين والمحتاجين والاعمال الخيرية". أما سعرها فهو 1500 دينار عراقي أي ما يعادل دولارا واحدا. وتم بيع مئات الآلاف من النسخ في كل دوائر العراق الأدبية والثقافية والمعرفية طوعا وكرها. ودخلت الرواية طرفا في جدل آخر، حيث كانت لوحة الغلاف رسما للرسام الكندي جوناثان إيرل بوسر عنوانه (اليقظة) مما يعتبر خرقا للملكية الفكرية.
من جهته كان الرسام الكندي جوناثان ايرل باوزر والبالغ عمره 38 سنة، قد قال في تصريحات صحفية منشورة ان الرئيس العراقي السابق صدام حسين «استخدم من حيث يدري أو لا يدري ومن دون اذن» على حد تعبيره وهو يتحدث عبر الهاتف من بيته في مدينة شارلا تاون الكندية الى صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية بتاريخ 31 مايو 2001 العدد 8220 ، لوحة كان قد رسمها باوزر قبل 3 سنوات، لينشرها على غلاف رواية «زبيبة والملك» التي يعتقد أن صدام حسين أشرف على كتابتها قبل صدورها العام الماضي.
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية قد نشرت تحقيقا عن الرواية في عام 2001 قالت فيه ان المخابرات الأميركية قرأت في جريدة «الشرق الأوسط» خبراً عن الرواية في أوائل العام الحالي، وقامت بترجمتها الى الانجليزية لتتعرف منها الى أفكار الرئيس العراقي، مع أن «سي. آي. إيه» لا تعتقد أنها من تأليفه، بل ترى انه أشرف على عملية الكتابة، أو انه أضاف اليها من قاموسه الشخصي وبنات أفكاره. وقال الفنان الكندي ان شخصا اتصل به بعد أن زار صفحته على الانترنت، فتذكر ما كان قد قرأه في «نيويورك تايمز» عن الرواية حين رأى ان لوحة غلافها هي نفسها التي رسمها باوزر، وهي لحسناء تسير فوق بركة ماء وقد رفرفرت من حولها حمامات وفراشات، فأخبره بعملية «الاختلاس»، التي يقول باوزر انها ليست مقصودة بالطبع من الرئيس العراقي «إلا أن لي حقوقا، ويجب أن أدافع عنها، خصوصا أن كثيرين ظنوا أنني بعت حقوق ملكية اللوحة الى العراق، كالشاب الذي زار موقعي على الانترنت مثلا، مع أنني لم أبع شيئا ولم أقبض»، مؤكدا أن اللوحة ما زالت لديه في المحترف بكندا، وإنه يطلب 23 ألفا و500 دولار ممن يرغب في شرائها.
وذكر باوزر، المتخصص في لوحات من هذا النوع، أنه عرف من محاميه أن العراق ليس بين الدول الموقعة على أي اتفاقية تتعلق بحقوق الملكية الفردية، لذلك قد يلجأ الى رفع دعوى قضائية في لندن، لأن بريطانيا من بين الدول الموقعة على الاتفاقية، ولأن رواية «زبيبة والملك» تباع في مكتباتها بالعربية الآن، وبغلاف مزين برسم عن اللوحة نفسها.
وقال باوزر عن نفسه بأنه لا يفهم بالسياسة، بل بالفن، وانه من أصول انجليزية وفرنسية واسكوتلندية ومن قبائل هندية في أميركا، وبدأ بالرسم كهاو عندما كان عمره 8 سنوات، ويبيع لوحاته لمن يرغب بسعر يغري الشارين والهواة.
ورافق صدور الرواية في بغداد ضجة إعلامية كبرى، حيث قدمت على شكل مسرحية أخرجها الفنان سامي عبد الحميد وعلى شكل دراما إذاعية وكان المؤمل أن تنتج تلفزيونياً. كما ترجمت إلى عدد من اللغات ابرزها الفرنسية.
وكتب على غلاف الترجمة الفرنسية: رواية "حب وخيانة ومؤامرات وحروب"، وهي تحكي قصة شابة من عامة الشعب وملك في بلاد الرافدين القديمة، وهي تشهد رواجا كبيرا في العراق ولم تترجم قبل ذلك الا للغة الصينية.
ويقف وراء صدور الرواية باللغة الفرنسية مبادرة قام بها الناشط جيل مونييه الامين العام لجمعية الصداقة الفرنسية العراقية. وقال هذا الرجل الذي يقيم علاقات مع العراق منذ 1975 ويتصل باستمرار بنائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز ويدعو الى رفع الحظر عن العراق انه يريد "كشف العالم الداخلي" لصدام حسين "بعيدا عن الصورة الساخرة التي تنشرها وسائل الاعلام".
وفي 2001، قام مونييه بنقل نسخ من الرواية سرا من العراق الى فرنسا لان الكتب لا يمكن ان تخرج من هذا البلد الا باشراف لجنة العقوبات التابعة للامم المتحدة.
ويؤكد مونييه اليوم وفي غياب حساب مصرفي يمكن تحويل ريع بيع الرواية اليه، انه مستعد لتسليم جمعية الهلال الاحمر العراقية نقدا عائدات هذا البيع. وطبع من "زبيبة والملك" في فرنسا ثلاثين الف نسخة اولا.
وقال رئيس دار النشر "روشيه" جان بول بيرتران مدافعا عن نشر الكتاب "لم ازر العراق ابدا ولست مع ولا ضد ولست خبيرا في السياسة بل في النشر واساهم في اصدار نص لا يمكن مقاطعته لانه لا يتضمن خصوصا دعوة الى القتل".
ووقع رئيس دار النشر الذي يملك حقوق نشر الرواية في جميع انحاء العالم باستثناء الصين وروسيا والدول العربية عقودا مع دار نشر يونانية وفي اليابان وايطاليا واسبانيا ولكن ليس في الولايات المتحدة.
وقال "لا شك ان الناشرين الاميركيين مهتمون لكنني لا اعرف ما اذا كانوا يملكون الجرأة في الوقت الحالي على نشره".


http://www.altahreernews.com/inp/view.asp?ID=4406
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة