هل هو مسح لتاريخ العراق ... أم مسح لتاريخنا ؟

بدء بواسطة متي اسو, مارس 08, 2015, 12:05:53 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 2 الضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

متي اسو

هل هو مسح لتاريخ العراق ... أم مسح لتاريخنا ؟

قام تنظيم داعش ومن يتخندق معه بتحطيم الاثار التاريخية التي تعود الى عصر الامبراطورية الآ شورية ( 934 ق. م – 609 ق. م ) التي امتدت من شمال العراق الى بابل في الجنوب ، ثم توسعت لتشمل بلاد فارس في الشرق والاناضول في الشمال والى مصر في الغرب .
هل يحاول داعش مسح اثارنا وتاريخنا ام يحاول مسح تاريخ العراق ؟
لا فرق ابدا .. تاريخ العراق تاريخنا ، عاشت على ارضه  الامبراطوريات الآرامية والكلدانية والاشورية ...
ربما هذا  يُغيض من لايتحمل فكرة وجودنا على ارض اجدادنا ويفكر جديا بإقتلاعنا من ارضنا ... يُغيضه ان لايجد في تاريخ أصل سكان العراق
شيئا من تاريخه .. لا يجد سوى تاريخا حديثا كتبه اجداده ، ونحن نعلم ان الذي يكتب عن نفسه لا يمكن ان يكون حيادياً . مع ذلك فتاريخهم يخبرنا
عن  اقوام وافدة وغازية . .. ربما يفكر بأن تحطيم ومسح الآثار سيمكنهم من إعادة كتاب التاريخ المزور الذي سوف يصدقه الناس التي لا تقرأ .
لماذا لم يفكر داعش بتحطيم هذا التراث حال دخوله ، بل عمد في باديء الامر الى سرقته وبيعه ؟ ... كيف يبيع وينشر ما هو كفر في عينه ؟
هل يلعب دور المؤمن تارة والكافر في احيان اخرى ؟
هل ما حطمه كان تماثيلا تاريخية ام أصناما تُعبد ؟ ... ألا يميز الفرق بين التمثال والصنم ؟
لكن هذا المسلسل لن ينتهي مادام هناك شيخ يفكر ليل نهار في استنباط الخزين من حقده ، لا نستغرب ان يكون هناك استاذا جامعيا ، بالأمس كان
حليق الذقن متسربلا في بدلة انيقة ، وابتسامة خادعة على محياه ، كل ما يفعله الآن هو إطالة ذقنه ومشاركة الشيخ الحاقد افكاره .. وما على
داعش إلا التنفيذ .
هناك دائما من يجادل في هذه الامور لمقاصد شتّى فيقول : ألم تقم داعش بتفجير المساجد والكنائس والمعابد ومزارات الائمة وغيرها ؟
هذا الجدال أشبه حين تتسائل لماذا تُقتل وتُهجّر الاقليات ، يقول لك : ألا يحدث هذا للمسلمين أ يضاً ؟ .. وكأن الاقليات هي الاخرى تشارك في القتال
وعليها دفع ضريبة القتل والتهجير ؟ .. سئمتُ مثل هذه المراوغات ...
الكنائس والمساجد والمعابد تشير الى وجود رعاياها في في تلك البقعة في زمن ما ، غالبا ما تكون قريبة ومتشابكة مع بعضها ، ولا تمثل تاريخا
لأمة بحجم الامبراطورية  يحكي لنا عن شعوب موغلة في قديم تاريخ العراق .
قد يجد الداعش في رسوم ونقوش الكنائس ، وأضرحة أأمة المساجد والحسينيات ، وكذلك في المعابد ما يخالف " شرع الله " في كتبه وعقيدته ،
وان هناك من " يتعبّد فيها حاليا " فتلزمه نصوص دينه ( رغم سماحتها )  بتفجيرها وإزالتها .. وهذا لا يشبه ابدا تماثيل لا تعبّر إلا عن تاريخ
لا غير.
إن كان على داعش ان يأخذ من نبي الاسلام " القدوة الحسنة " ، فما كان عليه ( في حالة اعتبارها اصناما !! ) ان يقوم بتحطيمها حال استيطانه
في الموصل ، هذا ما فعله نبي المسلمين عند غزوه لقريش ودخوله مكة ... إذا لماذا تأخر داعش كل هذه الفترة الطويلة ؟ ... ما الذي إستجّد في
ايمانه ليفتى احدهم بضرورة نسفها ؟.
تستطيعون ان تقتلوا وتذبحوا وتحرقوا وتفجروا .. لكن اساليب الشيطان هذه لا تستطيع محو الحقيقة .
وعلى الباغي تدور الدوائر .