تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

عيد تحت التهديد

بدء بواسطة بهنام شابا شمني, يناير 09, 2011, 06:52:50 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

بهنام شابا شمني

عيد تحت التهديد

قبل اكثر من الفي سنة ولد طفل اطلق عليه اسم عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا وفي احيان اخرى سمي بيسوع أي المخلص هذا ما تذكره الاناجيل الاربعة التي تورد تفاصيل الولادة وما كتبه الكثير ممن عاصروا حوادث الولادة او عاشوا في زمن قريب منها ومنهم المؤرخ اليهودي يوسيفوس والقديس اغناطيوس وهو اسقف انطاكية ( 50 ـ 115 ) م  ، الذي ذكر ( لقد حمل في البطن كما يحدث لنا ، وولد كما نولد نحن ) تقول هذه المصادر بان ولادته كانت تحت ظروف صعبة ، ظروف غير اعتيادية ، ولد في مغارة وضيعة  ، في مذود ، في مدينة صغيرة هي بيت لحم ، حُـبلت به أمه وخافت ان تـُعلن حبلها ، خوفا من ذويها والشعب لئلا يـُحكم عليها بالرجم كما تقتضي الشريعة اليهودية كونها  مخطوبة ، وهي ليست على ذمة رجل ، ونقرا في الاناجيل ايضا ، ( ان يوسف رجلها عندما وجدها حبلى لم يرد ان يشهرها وفيما هو يفكر في ذلك اذا بملاك الرب يتراءى له في الحلم قائلا يا يوسف بن داود لا تخف ان تاخذ امراتك مريم فان المولود فيها هو من الروح القدس ، وفي ايام اغسطس قيصر صدر امر بان يكتتب كل شعب سلطاته فانطلق الجميع ليكتتبوا كل واحد الى مدينته وصعد يوسف من مدينة الناصرة الى اليهودية الى مدينة داود التي تدعى بيت لحم لانه كان من بيت داود ومن عشيرته ليكتتب من مريم امراته المخطوبة وهي حبلى ، وبينما كانا هناك تمت ايام ولادتها فولدت ابنها البكر فلفته واضجعته في مذود لانه لم يكن لهما موضع في المنزل ) . هذا كان وضع العائلة ، الرجل يخفي المراة كي لا يفضح سرها وتتلقى الرجم من ذويها ويجبران على التنقل من مدينة الى اخرى تنفيذا لاوامر الحاكم والمراة في وضع لا تحسد عليه .
اما الظروف السياسية في تلك الفترة حيث كانت فلسطين محتلة من قبل الرومان الذين كانوا يحكمون الشعب بالحديد والنار حتى اصبح الشعب ينتظر من يخلصهم من هذا الطغيان ، وكتبهم تقول بان ملكا سياتي وينهي عبوديتهم للرومان والملك هذا هو المسيا أي المسيح وسيولد في بيت لحم في مدينة داود لكن زمن ولادته غير معروف ، هذه الامور وغيرها بقيت عالقة في ذهن الملك اليهودي ( هيرودس ) وخوفا من ان ياتي هذا الملك وياخذ الملك منه ، اصبح يراقب كل دالة و كل خبر يعلن بولادته كي يقضي عليه وهو في مهده .
ولد المسيح في جو من الخوف والرعب في زاوية بعيدة من المدينة ، ولد الملك ولكن ليس كما يولد الملوك في قصر بين حاشيته وفي جو من الفرح والبهجة ، ولد المسيح في مغارة مهجورة هي ملاذ للماشية يقيها برد الشتاء ، ولد المسيح ولم يكن هناك من يحتفل بولادته ، الفرح كان في السماء حيث جوقات الملائكة تعلن لرعاة بسطاء يسهرون على رعيتهم بانه قد ولد لهم مخلص هو المسيح في مغارة قريبة منهم ، صوت الملائكة وتراتيلهم دفع الرعاة للتاكد من الخبر ، توجهوا نحو المغارة واذا بيوسف وامه مريم والطفل مضجعا في المذود ، ثم انطلقوا نحو المدينة ليعلنوا لاهلها بما شاهدوا وراوا . 
كان المجوس الساكنون في الشرق قد اعلن لهم في كتبهم انه يوم يظهر نجم في السماء فهذه علامة على ولادة ملك في فلسطين ، يذهب رجال منكم من علية قومكم لتقدموا له السجود والهدايا ، فما كان منهم الا ان يحملوا هداياهم ويشدوا الرحال تجاه المدينة التي ولد فيها الملك ، وفيما هم في ضيافة هيرودس يستفسرون عن مكان ولادة الملك الجديد ويحدثونه عن سبب حضورهم الى دياره ، اشتد الغيض في قلب هيرودس واخذ يفكر في الطريقة التي يمكنه ان يقضي على هذا المولود ، لم يكن هيرودس على علم بالخبر فخرج المجوس من قصره مقتفين اثر النجم الذي هو دليلهم لمكان ولادة الملك .
اما هيرودس المتعطش الى الدماء لم يرى وسيلة للقضاء على المولود الجديد غير امر اتباعه وقواته بقتل كل طفل من عمر سنتين فما دون في اليهودية كلها لكي لا تكون للملك المولود قائمة ، غير ان ارادة الله اعلنت للعائلة المقدسة بواسطة ملاك ظهر ليوسف بان ياخذ الطفل وامه سرا وينطلق به نحو مصر ليكون في مأمن بعيدا عن الشر .
واليوم وبعد اكثر من الفي سنة يعود المخلص ليولد ثانية وتحت نفس الظروف وفي جو من الرعب والقتل والتهديد والوعيد والانتقام ولكن ليس من المخلص نفسه وانما في شخص اتباعه ، عاد الهيروديسيون الجدد ينتظرون يوم ولادته لينزعوا الفرحة من عيون الاطفال والبسمة من وجوه النساء والامن والسلام من صدور الشيوخ والشباب ، كان شعار مجيئه ( ... وعلى الارض السلام ...) فيريدون ان يرفعوا السلام من الارض .
توجه الالاف من المؤمنين هذه السنة  الى الكنائس في ( برطلي و بخديدا  و كرمليش و..... )  ليحتفلوا بولادة المخلص رغم كل التهديدات وقلوبهم مفعمة بالمحبة والسلام لجميع المسكونة لان اليوم سيولد ملك السلام ، توجهوا وكنائسهم محاطة بحاجز امني ومدنهم مغلقة منافذها لقطع الطريق امام كل من يريد الشر بهم ولكي لا يكون بمقدورهم الوصول الى طفل المغارة في بيت لحم الجديدة ( برطلي وبخديدا وكرمليش و.... ) .
ولد المخلص هذه السنة وما اشبهها بولادته الاولى بعيدا عن الاحتفالات والاضواء مقتصرا على القداديس والصلوات في الكنائس واصوات جوقات المرتلين والشعب تطلب من الرب المولود  ان يعم السلام ارض العراق والمسكونة جميعا .

                                                                                                                   
                                                                               بهنام شابا شمني

         
           


د . وديع بتي حنا

#1
الاخ والاستاذ العزيز بهنام المحترم
خالص التحايا الاخوية
تشعر النفس بمزيد من الانتعاش وهي توجه الشكر لكم كون ما سطر يراعكم كان سببا في متعة القراءة
كل التمنيات بالموفقية والنجاح والتألق الدائم

اكرر رجائي في قبول خالص تحياتي

اخوكم
وديع
مانيلا

بهنام شابا شمني

الاخ الدكتور وديع بتي المحترم
شكرا على كلمات الاطراء الجميلة ، واؤكد ان اليراع الذي سطر هذه الكلمات قد تعلم في نفس المدرسة التي تخرج منها قلمكم الجميل وتربى في نفس البيئة التي ترعرعت فيها سعادتكم .
تقبل خالص تحياتي   

الاب افرام

#3
اسف عن مداخلتي ولكن هناك خطأ في فهم ان اوغسطينوس ليس اسقف انطاكيا في الفترة التي حددتها لان (القديس أوغسطين يتحدّر من أصول أمازيغ ولد في تاغست (حاليا سوق أهراس ،الجزائر) عام (13 نوفمبر 354 - 28 أغسطس 430). التي كانت مدينة تقع في إحدى مقاطعات مملكة روما في شمال أفريقيا.
في عام 396 تم تعيينه أسقفا مساعدا في هيبو وبقي أسقف هيبو حتى وفاته عام 430. (هيبو اليوم هي عنابة في الجزائر). ارجو مراجعة المصدر ومع اعتذاري مرة اخرى
يمكنك معرفة المزيد عنه

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%88%D8%BA%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%88%D8%B3
الاب افرام موشي

الاب افرام

الاب افرام موشي

بهنام شابا شمني

الاب افرام المحترم
شكرا للتوضيح وللمعلومات  وقد تم التصحيح
والمقصود هنا هو القديس اغناطيوس المعروف بالنوراني وهو ثالث بطاركة انطاكية وهو تلميذ الرسول يوحنا وهو مواطن سوري وهذه كانت جزء من الرسالة التي كتبها وهو في الطريق الى روما ليلقي حتفه في افواه الاسود كشهيد مسيحي .

الاب افرام

#6
نعم اذا كان المقصود اغناطيوس  الانطاكي وشكرا لك واعتذر عن المداخلة واتمنالكم الموفقية في نشر الرسالة لابنائنا الاعزاء
الاب افرام موشي

ماهر سعيد متي

شكرا استاذ بهنام على المقالة ... تحياتي
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

matoka

ولد المخلص هذه السنة وما اشبهها بولادته الاولى بعيدا عن الاحتفالات والاضواء مقتصرا على القداديس والصلوات في الكنائس
شكرا اخي العزيز على الموضوع
Matty AL Mache

ثائر جورج

تحياتي الى الاستاذ بهنام على المقالة الرائعة مع تمنياتي لك بلنجاح والتوفيق