دكتوراه فخرية في اللاهوت للبطريرك افرام الثاني من جامعة اثينا باليونان

بدء بواسطة برطلي دوت نت, نوفمبر 14, 2018, 08:44:52 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

دكتوراه فخرية في اللاهوت للبطريرك افرام الثاني من جامعة اثينا باليونان     

         
برطلي . نت / متابعة

موقع بطريركية السريان الارثوذكس

مساء يوم الثلاثاء 13 تشرين الثاني 2018، تسلّم قداسة سيّدنا البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني، شهادة دكتوراه فخرية من جامعة أثينا باليونان، تقديراً لعطاءات قداسته وخدمته للكنيسة والشعب المؤمن، وجعل قضية المسيحيّين المشرقيّين المضطهَدين في الشرق الأوسط من أوليّاته، وذلك في مقرّ الجامعة في أثينا.
سلّم قداسته الشهادةَ رئيس الجامعة وعميد كلّية اللاهوت، بحضور هذه المناسبة غبطة إيريناوس الثاني، رئيس أساقفة أثينا وكلّ اليونان، وأصحاب النيافة أعضاء الوفد المرافق لقداسته: مار سلوانوس بطرس النعمة، مطران حمص وحماة وطرطوس وتوابعها، ومار أثناسيوس توما دقما، النائب البطريركي في المملكة المتحدة، ومار إقليميس دنيال كورية، متربوليت بيروت، والأب الربان جوزف بالي، السكرتير البطريركي ومدير دائرة الإعلام، وعدد من أصحاب السيادة مطارنة الكنيسة اليونانية، إلى جانب عدد من الشخصيات العلمية والثقافية في أثينا، والكادر الإداري والعلمي للجامعة.
أعرب رئيس الجامعة عن فرحه بتسليم قداسته شهادة الدكتوراه الفخرية في اللاهوت، مؤكّدًا اعتزازه ومعه مجلس الأمناء والكادر الإداري والأساتذة في الجامعة بشخص قداسته وبالعمل الرائد الذي يؤدّيه لنشر الإيمان المسيحي وإعلاء شأن الكنيسة السريانية في العالم، فضلاً عن الجهود الجبّارة والاستثنائية التي يقوم بها قداسته لخدمة المسيحيّين المضطَهَدين في الشرق، من أجل بقائهم في بلادهم ومسقط رأسهم ومهد المسيحية.
شكر قداسة سيدنا البطريرك رئيس الجامعة ومن خلاله مجلس الأمناء والكادر الإداري والأساتذة على شهادة الدكتوراه الفخرية، معتبرًا إيّاها مصدر اعتزاز لكلّ مسيحيي المشرق.
ثمّ ألقى قداسته محاضرةً في الجامعة بعنوان: "المسيحيون في الشرق الأوسط: هل من مستقبل؟"، وفيها تحدّث عن تاريخ المسيحية في الشرق، منذ دُعي التلاميذ مسيحيّين في أنطاكية أوّلاً، وفي عهد الاضطهادات الوثنية، معتبرًا أنّه "على الرغم من أنّ السلام واللاعنف هما ميّزتان خاصّتان بالتعليم المسيحي، غير أنّ العلام ما كان مستعدًّا ليقبلهم بعد". وشرح قداسته واقع حال المسيحيّين مع نشوء الإسلام، والدور الذي لعبوه في ترجمة الكتب من اليونانية والسريانية إلى العربية، والمراكز التي تبوّأها العديد منهم في ظلّ حكم الخلافة. وشدّد قداسته على أنّ المسيحيّين كان لهم الأثر الإيجابي الكبير في نشوء الحضارة الإسلامية، غير أنّ "المسيحيّين لم ينعموا على الدوام بالسلام والحرية خلال الحكم الإسلامي؛ بل أُجبروا في الكثير من الأحيان على اعتناق الإسلام؛ وإذ رفضوا ذلك، فقد سُمح لهم بالبقاء على قيد الحياة شرط أن يدفعوا الجزية التي غالبًا ما كانت باهظةً جدًّا". وأضاف قداسته أنّ المسيحيّين اضطُهِدوا "على الرغم من أنّهم لم يأخذوا أيّ طرفٍ في أيّة مشكلةٍ إثنيةٍ أو إيمانيةٍ خاصّة بالمسلمين، إلا أنّ الحال انتهى بهم بأن دفعوا أبهظ الأثمان لأنّهم شعبٌ محبٌّ للسلام، مدعوٌّ لمحبّة العدو ورفض العنف والتمسّك بالسلام على الدوام".
واستذكر قداسته مجازر إبادة سيفو التي طالت الشعوب الأرمنية والسريانية واليونانية في مطلع القرن العشرين مؤكّدًا أنّ "مُعظَم هؤلاء استشهدوا لأنّهم رفضوا أن ينكروا المسيح".
وانتقل قداسته للكلام عن التاريخ الحديث، ومجازر الإبادات المستحدثة مع التنظيمات الإرهابية المتطرّفة. وأشار قداسته إلى معاناة أهلنا في الموصل "الذين وجدوا أنفسهم فجأةً في شوارع المدن المجاورة، عاطلين عن العمل، مشرّدين، ومجرّدين من حقّهم في الحياة حيث ولدوا". وكذلك، تحدّث قداسته عن الأزمة في سوريا والهجمات الإرهابية التي تطال من جملة ما تطال بعض المناطق المسيحيّة مثل صدد ودير الزور وغيرها، معتبرًا أنّه "من الصعب على الجماعات المسيحية العودة إلى بيوتهم المدمّرة بشكلٍ كاملٍ وإعادة بنائها" آملاً أن يُعاد بناء البيوت وأن تُبنى الثقة من جديد شيئًا فشيئًا.
وأشار قداسته إلى استهداف المسيحيّين الممنهج وخاصّةً من خلال خطف مطرانَي حلب المطرانَين مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم وبولس يازجي.
وأكّد قداسته أنّ "المسيحيّين، وعلى الرغم من هذه البيئة العدائية التي يسكنون في وسطها، لم يتركوا إيمانهم ولا أنكروا الربّ الإله، لأنّهم يؤمنون بشدّةٍ أنّه لا شيء يقدر أن يفصلهم عن محبّة المسيح"، بيد أنّهم يُجبَرون على الهجرة وترك أرضهم وبلادهم. وأكّد قداسته عمل الكنيسة الدائم على تثبيت أبنائها في أرض الأجداد والآباء بشتّى السبل الممكنة، مشيرًا إلى جامعة أنطاكية السورية الخاصّة التي افتتحتها بطريركيّتنا مؤخّرًا لهذه الغاية.
وفي ختام كلمته، قدّم قداسته مقترحاتٍ عمليّةٍ من أجل الحفاظ على مستقبل المسيحيّين في الشرق، عبر: 1) إنهاء الحروب والعنف؛ 2) تحقيق مبدأ المساواة بين أبناء البلد الواحد؛ 3) الحوار الديني بين مختلف الديانات والحضارات؛ 4) بناء جسور السلام في وجه التطرّف والتعصّب؛ 5) المصالحة؛ 6) الدفاع عن حقوق المسيحيّين المضطّهّدين.
أخيرًا، دعا قداسته الجميع للصلاة من أجل المسيحيّين المشرقيّين المضطَهَدين، ومن أجل المضطَهَدين في كافّة أنحاء العالم، ومن أجل كلّ مَن يمدّ يد العون للمتألّمين.