المسيحيون المهجرون من ابناء سهل نينوى حلول في السكن ومعاناة في العيش والخدمات

بدء بواسطة برطلي دوت نت, فبراير 02, 2015, 07:37:18 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

المسيحيون المهجرون من ابناء سهل نينوى 
حلول في السكن ومعاناة في العيش وضعف في الخدمات



برطلي . نت / خاص 

كل اللذين التقيناهم من المسيحيين المهجرين  من ابناء سهل نينوى هنا في عنكاوا التي تضم اكبر تجمع لهم . اجزموا على ان ايام نزوحهم من بلداتهم ظنوا في ساعتها انها لن تتعدى الثلاثة ايام او اسبوع او حتى شهر من الزمان ثم العودة الى الديار .
ولهذا تجدهم والحديث لاحد المهجرين اختاروا السكن في بداية النزوح في الكنائس والقاعات والحدائق والمدارس او عند الاصدقاء والاقرباء ، فهي ايام تنقضي ثم نعود . ولكن بعد ان طالت المدة واصبحت اسابيعا وشهورا وربما تطول اكثر اخذ بعضهم في ترتيب نفسه وايجاد سكن مناسب له وبحسب امكانياته المادية . ومع ذلك بقيت عشرات المئات من هذه العوائل ولضيق الحال اسرى السكن في المدارس والابنية الغير المكتملة  وفي الحدائق تحت الخيم . 
هنا تحركت المنظمات الانسانية الغير الحكومية ولجان الاغاثة الكنسية في الداخل والخارج لنجدة هؤلاء المشردين من بيوتهم سيما وان الشتاء كان على الابواب .
يقول المطران بشار متي وردة رئيس اساقفة ابرشية اربيل الكلدانية وفي لقاء سابق مع ( عنكاوا كوم ) ان جمعيات خيرية وكنائس وابرشيات وافراد ساهموا في دعم مشروع اسكان هذه العوائل في وحدات سكنية تؤجر لهذا الغرض . حيث تم تأجير دورا وشقق في مجمعات سكنية في عنكاوا واربيل وعقرة وزاخو .
مجمع ( أوزال ) الذي يقع في اطراف مدينة اربيل هو احد المجمعات التي تم تأجير ( 158 ) دارا فيه . قادتني السيارة من عينكاوا باتجاه هذا المجمع السكني مخترقا شوارع المدينة التي يوحي المشهد فيها الى ان الحركة والنشاط اصبحت سمة هذه المدينة التي تغيرت كثيرا في السنوات الاخيرة . الناس منهمكون في اعمالهم كل بحسب نشاطه ، عمال وموظفون ، اطفال حاملين حقائبهم على ظهورهم وهم في طريقهم الى المدرسة ، باعة عرضوا بضاعتهم على الرصيف منتشرون على جانبي الطريق وعلى امتداده .  ياخذني المسير الى طريق جانبية خارج المدينة مخترقا غابة من العمارات والمجمعات السكنية دور وفلل وبمساحات واسعة منها من اكتمل بناؤها ومنها لا زالت قيد الانشاء وبطراز حديث وجميل ، هنا يقع مجمع ( أوزال ستي ) .
الامر مختلف هنا تماما عما موجود في المدينة ، تجمعات هنا وهناك في ساحة مفتوحة داخل المجمع ، نفوس حائرة لا عمل لها غير الحضور الى هذه الساحة والحديث عن مستقبل مجهول .
احدهم تحدث الينا بعصبية وهو يلقي اللوم على وسائل الاعلام التي لاهم لها غير التصوير دون ان تقدم لنا شيئا ، شبابنا بلا عمل ، خريجون ومهنيون وكسبة يبحثون عن اعمال دون جدوى حتى اصابهم اليأس .
( شَمَّة ) أمٌ لثلاثة ابناء جالسة على الرصيف امام الدار الذي خصص لعائلتها . تقول : ان كنت مرتاحة او غير مرتاحة اين اذهب ليس لنا حل آخر ، الانسان لا يجد الراحة الا في بيته ، وما دمنا لسنا في بيوتنا ، اذن فنحن غير مرتاحين . اولادي الثلاثة عاطلين عن العمل منذ ان جئنا الى هنا .
( نازك ) تشارك عائلتها ثلاثة عوائل اخرى السكن في دار واحدة في هذا المجمع . تقول كنا نسكن في مدرسة في عنكاوا وانتقلنا الى هنا ، الحال هنا افضل ولكن قلة العمل انهكنا ماديا ، اخوتي كلهم عاطلون . نعاني من شحة الماء مما نضطر الى شرائه اذا لم يأتي الينا تنكر الكنيسة ، سعر مقطورة الماء تتراوح بين ( 9 ـ 10 ) الاف دينار ونحتاج الى واحدة منها كل اسبوع .
( ماهر صليوا ) تنقل سكنه بين عدة مراكز ايواء منذ بداية نزوحه . بدأها في قاعة ( مرحبا ) في عنكاوا ، ثم في فندق في اربيل حتى جاءت به الكنيسة الانجيلية الى هذا المجمع حسب قوله مع ( 57 ) عائلة اخرى كانت تسكن الفنادق في اربيل . قمن بتأهيل الدار الذي تشاركني السكن فيه ثلاثة عوائل اخرى بمساعدة الكنيسة ، حيث وفرت لنا طباخ مع اسطوانة غاز وحوض الغسيل ( سنك ) وسخان كهربائي ومضخة ماء ( ماطور ) . الوضع جيد هنا رغم بعده عن مركز المدينة بمسافة النصف ساعة ، نعاني من شحة الماء في هذا الشارع مما نضطر الى شرائه .
( ماهر ) ليس له مورد ثابت يعتمد على مدخراته قبل النزوح من النقود والتي بدأت تنفذ وعلى ما تقدمه كنيسة برطلة من مساعدات غذائية .
( بشرى داود ) التي تشارك ( ماهر ) في السكن تقول ان مشكلتنا هنا بالاضافة الى شحة الماء هي عدم وجود مركز صحي يقدم الخدمات الصحية وخصوصا في الحالات الطارئة . اما اطفالنا فقد ظلوا اسيري البيوت او الشارع ، فلا مدرسة هنا ويبدو ان السنة الدراسية قد ضاعت منهم .
الملفت للنظر في هذا المجمع ان عوائلا تسكنه لم يشملها مشروع الاسكان هذا مما اضطرت الى الايجار وعلى حسابها الخاص . ( متي يعقوب و كوركيس يعقوب ) يدفعان بدل ايجار قدره ( 500 ) دولار عن كل دار يسكنانها ، لذا فهما يطلبان من الكنيسة شمولهما بهذا المشروع الاسكاني . 
السكن الملائم هو بداية الحل ولكن يجب ان يوازيه او يعقبه توفير للخدمات واشراك لهؤلاء الناس في المجتمع ومواصلة الحياة من خلال ايجاد فرص للعمل لتامين جزء من عيشه لا ان يبقى رهين المساعدات .



























المادة خاصة بمنتديات برطلي دوت نت . عند نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة ، يرجى الإشارة الى
" منتديات برطلي دوت نت "