الاستاذ بتي حنا .. مربي الاجيال

بدء بواسطة بهنام شابا شمني, يونيو 25, 2013, 08:15:43 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

بهنام شابا شمني

الاستاذ بتي حنا .. مربي الاجيال


بهنام شابا شمنّي

لا يحتاج القلم الى وقت كي ينتظر ان تأتيه الكلمات ليسطرها في حق مربي الاجيال الاستاذ ( بتي حنا ) ، فتاريخه الطويل كاف لان يترك كما هائلا من المواقف والبصمات والذكريات والاثار الطيبة حتى تدرج في مقالة خاصة عنه . ولا غرابة في ان اسميه ( مربي الاجيال ) فهو الذي مرت تحت يديه المئات من ابناء برطلي منهم من رحل عن هذه الدنيا منذ فترة ، ومنهم من لا زال يتحدث عن ذكرياته مع الاستاذ بتي عندما كان طالبا يجلس على رحلة في صفه ، بل كان مربيا حتى للذين لم تسنح الفرصة لهم بان يعاشروه معلما ، ولكن التقوه في مدرسة الحياة فأخذوا منه الحكمة والنصيحة التي لم يكن يبخل بها عن كل من يستشيره كبيرا كان ام صغير ، وحتى للذي لا يطلبها فلا يتوانى عن تقديمها له حرصا منه حتى لايقع في خطأ قد يكلفه كثيرا .

من منا من جيلي وما قبله لا يتذكر الصف الثالث في المدرسة الابتدائية الملاصقة لكنيسة مارت شموني ( مركز مار متى ) الحالي ومرشد الصف الاستاذ بتي  ، ذلك الصف الذي كان يضمه صالون طويل مع مجموعة اخرى من الصفوف ، كان في هذا الصف غرفة صغيرة ملحقة به  ، وكثيرين من الطلبة المسيئين والكسالى في تلك الايام من وجد مكانه في هذه الغرفة حيث كان الاستاذ بتي يحجزهم فيها حتى نهاية الدرس ومع ذلك كانوا يستقبلونها بالفكاهة بل ان بعضهم لا زال يتحدث عنها .

كنا في محلة واحدة واطفالا لا نجد مكانا نلهو ونلعب فيه غير زقاق المحلة ، وساعة يمر الاستاذ بتي بل وحتى نشاهد طيفه آت من بعيد حتى نتراكض في جميع الجهات مخفين انفسنا في زوايا الزقاق لا خوفا لان الاستاذ بتي لا اتذكر آذانا في يوم ما ولكن هيبة المعلم ( المربي ) كانت تدفعنا لان نتصرف كذلك .

حبه للعمل ونشاطه اللامحدود كانا الدافع لمواصلة العمل بعد احالته على التقاعد فعمل في مكتب في محكمة الموصل ، ولحكمته وسمعته الطيبة وعلاقاته الحسنة مع الناس اختير ليكون مختارا لاحد احياء برطلة بل كان مختارا لكل برطلة يقصده الجميع ولا يرد احدا فيقضي عمله ويعطيه المشورة .

لا زلت احتفظ بتلك العريضة ( الطلب ) الذي كتبه لمجموعة من الفلاحين قبل اكثر من ربع قرن يطلبون فيها من المسؤولين في الحكومة العراقية رفع الغبن عنهم بالغاء اطفاء اراضيهم ، فكان قلمه مؤثرا يعرف كيف يختار كلماته ليثير مشاعر القاريء ، ودائما ما اعود الى هذه العريضة بين الحين والاخر لاختار كلمة او عبارة منها تفيدني في تحقيق مطلبي .

مرة وبعد ان كان قد ترك المختارية سألته ، هل كل شخص ينفع لهذا المنصب ؟ فقال المختارية عمل حساس ويحتاج الى الحكمة وحسن التصرف ولا يجوز التسرع في اتخاذ القرار او البوح بمعلومة قد تؤذي شخصا ما ، ولهذا والكلام للاستاذ بتي دائما ما كنت ابحث عن ايجابية في تاريخ الاشخاص الذين يُسألون عنهم من قبل الجهات الامنية الحكومية لتكون هذه الايجابية عونا لهم .

لم يكن ابدا اسير الجلوس في البيت حتى في آخر ايامه ولم يكن يتخذه الا مكانا يجتمع فيه بعائلته واصدقائه ومحبيه ممن يحبون مجالسته ، فكان دائما يقضي اوقاته خارج البيت في المقهى فهو ابن المجتمع ولا يريد ان يكون بعيدا عنه .
في كل مرة نزورهم في البيت اذهب اليه في غرفته جالسا على كرسيه الهزاز يستمع الى الراديو أُلقي عليه التحية فيرد عليّ بلكنة برطلية صافية ( بشينا برد صحّابي ) واستغل جلوسي معه ليحدثني عن ماضي برطلي الجميل وكانت آخر زيارة لي له لاطمئن على صحته  قبل ما يقارب العشرة ايام فانتهزت الفرصة لأساله عن ذكرياته مع المقاهي في برطلي لاني اعرف جيدا انه من مرتاديها الاولين فابتسم واخذت الذاكرة معه تعود الى الثلاثينات من القرن الماضي حيث بداية افتتاح اول مقهى في برطلة .

رحل الاستاذ بتي ورحلت معه القيم التربوية الاولى وهيبة المعلم والانسان الطيب الودود ولكن ستظل الاجيال التي نقش على صخر طفولتها العلم والمعرفة تتحدث عنها  .

MATTIPKALLO


عزيزي الاستاذ بهنام شمني

اشد على يدك من بعد الالاف من الاميال وانحني الى قلمك الذي كتب البعض عن الاستاذ بتي حنا، كما ارفع قبعتي الى كل من سخر قلمه ليكتب عن سيرة الاوائل من ابناء برطلي في جميع مجالات الحياة، اكرر تحياتي

ماهر سعيد متي

كان بحق استاذا ومعلما للأجيال .. دمث الاخلاق صبورا .ز ضحوكا ومثقفا .. رحمه الله واسكنه جنانه .. تحياتي
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة