تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

خريطة معركة الموصل

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أكتوبر 26, 2016, 10:13:09 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

  خريطة معركة الموصل   

 
      
برطلي . نت / متابعة
المونيتور / مهند الغزي

بغداد - كانت تداعيات الأيّام السابقة تشير بكلّ الدلائل إلى أنّ معركة الموصل الكبرى قاب قوسين أو أدنى، لم يكن ينقصها إلّا إعلان ساعة الصفر. وفي الساعة 12 من ليل الأحد 16 تشرين الأوّل/أكتوبر، جرى اتّصال هاتفيّ أخير بين رئيس الوزراء حيدر العبادي وبين رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني، تمّ فيه تحديد ساعة الصفر لانطلاق العمليّات.

وفي ساعة متأخّرة من ليل الأحد، ظهر العبادي عبر قناة العراقيّة الرسميّة مرتدياً البزّة العسكريّة، ومعه عدد من القادة العسكريّين، معلناً ساعة الصفر، ومؤكّداً أنّ ساعة التحرير قد دقّت وأنّ لحظة الانتصار الكبير قد اقتربت.

وقد أطلق العبادي على هذه العمليّات اسم قادمون يا نينوى، وقد أثار انطلاق العمليّات ردود أفعال مرحّبة بتحرير الموصل. فقد وصف وزير الدفاع الأميركيّ آشتون كارتر انطلاق العمليّات بأنّها لحظة حاسمة، مؤكّداً ثقته بأنّ العراقيّين سيهزمون من أسماهم بالعدوّ المشترك، ويحرّرون الموصل وما تبقّى من العراق من وحشيّة الدولة الإسلاميّة. وفي الجانب العربيّ، أعرب المتحدّث الرسميّ باسم وزارة الخارجيّة المصريّة المستشار أحمد أبو زيد، عن تضامن مصر الكامل مع حكومة دولة العراق الشقيقة وشعبها، متمنّياً نجاح العمليّة وتحقيق النصر المنشود.

وسبقت التحرّكات العسكريّة الكبيرة جولة مكّوكيّة مع إقليم كردستان لتنسيق الأدوار بين الإقليم والمركز حول المعركة المنتظرة. فقد كشف إقليم كردستان في 19 أيلول/سبتمبر الماضي عن اجتماعات مشتركة مكثّفة بين الإقليم وبغداد والولايات المتّحدة الأميركيّة، بمشاركة عدد من المسؤولين الأمنيّين والعسكريّين، أبرزهم نائب رئيس الأركان العراقيّ، إضافة إلى السفير الأميركيّ وقائد القوّات الأميركيّة، وعدد من المستشارين والمسؤولين العسكريّين الأميركيّين. وقد تناول الاجتماع خطّة تحرير الموصل بالتفصيل.

ولن تقتصر العمليّة العسكريّة على تحرير الموصل فحسب، فهناك العديد من الوحدات الإداريّة التابعة إلى محافظة نينوى، والتي ما زالت تحت سيطرة مقاتلي "داعش"، وهذه المناطق إضافة إلى الموصل، هي الحضر، البعاج، الشورة، حمام العليل، تلعفر، المحلبيّة، تلّ عبطة، حميدات، النمرود، الحمدانيّة، برطلة، تلكيف، العياضيّة والقحطانيّة.

تقاتل القوّات المشتركة في معارك تحرير الموصل على أكثر من محور، وهي تقترب من مختلف جهّات الموصل نحو المدينة.

المحور الجنوبيّ: انطلق هذا المحور من قاعدة القيارة التي حرّرت أخيراً، وتشارك فيه قطعات قيادة عمليّات تحرير نينوى بقيادة اللواء الركن عبد الله الجبوري، إضافة إلى قوّات الشرطة الاتّحاديّة الفريق رائد شاكر جودت وأفواج الردّ السريع بقيادة اللواء ثامر الحسيني، وقطعات الفرقة 15 بقيادة اللواء الركن عماد السيلاوي. وتدعم هذا المحور المدفعيّة الأميركيّة المتمركزة في قاعدة القيارة خلف القطعات. وهدف هذا المحور هو تحرير الجانب الأيمن من الموصل بعد السيطرة على ناحية الشورة وحمام العليل ومطار الموصل، ويعتبر هذا المحور الأبعد عن مركز الموصل بطول 70 كم.

المحور الشرقيّ: انطلق هذا المحور من الخازر بتقدّم قطعات البيشمركة، وتمركزت قطعات جهاز مكافحة الإرهاب خلف خطوط البيشمركة تنتظر التغلغل عبر القطعات الكرديّة نحو الساحل الأيسر من الموصل، وهو الواجب المناط بالفرقة الذهبيّة، وهذا المحور يبعد عن الموصل 20 كم تقريباً.

المحور الجنوبيّ-الشرقيّ: وهو محور الكوير وتتمركز فيه إضافة إلى البيشمركة، قطعات الفرقة الأولى والتاسعة من الجيش العراقيّ. والواجب المناط بهذه القطعات هو تحرير المناطق المحصورة بين الحمدانيّة والنمرود ومسك الأرض، بعد تقدّم قطعات جهاز مكافحة الإرهاب القريبة. وتدعم المحورين السابقين المدفعيّة الفرنسيّة الموجودة في مخمور، إضافة إلى الفرقة المدرّعة التاسعة بقيادة الفريق الركن قاسم جاسم المالكي. وتنتظر الكتائب المسيحيّة أن تكون لها مشاركة في مسك الأرض، بعد تحرير قرى سهل نينوى ومدنه.

المحور الشماليّ-الشرقيّ: وهو محور بعشيقة، إضافة إلى قطعات البيشمركة، يتواجد فيه معسكر الزيلكان الذي يعتبر قاعدة للقوّات التركيّة والحشد الوطنيّ بقيادة محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي، وبتعداد حوالى 3500 مقاتل. وهذا المحور هو نفسه الذي تصرّ تركيا على القيام بدور فيه خلال عمليّات تحرير المدينة، على الرغم من معارضة بغداد.

المحور الشماليّ والمحور الشماليّ-الغربيّ: تتواجد في هذين المحورين الفرقة 16 للجيش العراقيّ وبعض أفواج فرقة مكافحة الإرهاب، إضافة إلى قطعات البيشمركة.

المحور الغربيّ: وهو المحور الأكبر والأوسع، ويمتدّ من القيارة جنوباً وصولاً الى تلعفر شمالاً وسنجار والبعاج غرباً، وقد كلّفت بهذا المحور فصائل الحشد الشعبيّ المتمركزة عنده قاعدة القيارة، إضافة إلى لواءين من الشرطة الاتّحاديّة. وفي مؤتمر صحافيّ للقائد الفعليّ للحشد الشعبيّ أبو مهدي المهندس، فإنّ محور الحشد الشعبيّ هو المحور الغربيّ، لكي يمسك الأرض في تلعفر، ومن ثمّ يقوم بإسناد القوّات المتّجهة إلى مركز الموصل.

بينما يصف الناطق باسم الحشد الشعبيّ أحمد الأسدي محور الحشد بأنّه الأصعب والأطول والأوسع بمساحة أكثر من 10 آلالف كم مربّع، واصفاً هذه الجبهة بأنّها تعادل أضعاف الجبهة التي تقاتل فيها البيشمركة والجيش والشرطة الاتّحادية وأبناء العشائر وجهاز مكافحة الإرهاب مجتمعة.

وتثير مشاركة الحشد الشعبيّ في معركة الموصل مخاوف من نشوء صراع طائفيّ، وهذا ما بيّنه وزير الخارجيّة السعوديّ عادل الجبير في 14 تشرين الأوّل/أكتوبر، واصفاً الحشد بأنّه مؤسّسة طائفيّة انتماؤها إلى إيران.

وكان العبادي قد أعلن سابقاً في 20 شباط/فبراير المنصرم أنّ قوّات الحشد الشعبيّ ستشارك في معركة الموصل. لكنّه عاد ليبيّن في بيان إعلان إطلاق عمليّات تحرير الموصل أنّ العمليّة تتمّ قيادتها من قبل الجيش العراقيّ والشرطة الوطنيّة وليس أيّ جهّة أخرى، وهما اللذان سيدخلان مدينة الموصل وليس غيرهما.

وهكذا تقوم القوّات العراقيّة المشتركة بتضييق الخناق على قوّات "داعش"، متّجهة نحو المدينة، على أن تتمركز كلّها حول المدينة، ولا يدخلها سوى الجيش والشرطة العراقيّة، من دون السماح إلى أيّ قوّة أخرى من الحشد الشعبيّ أو البيشمركة أو حتّى من التحالف الدوليّ الدخول إلى المدينة، وذلك حسب ما أكّده زعيم تنظيم بدر هادي العامري في 18 تشرين الأوّل/أكتوبر.