تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

داعش... ذاك الوهم الذي صدقناه ...‏

بدء بواسطة متي اسو, أكتوبر 21, 2016, 09:36:59 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

متي اسو


داعش... ذاك الوهم الذي صدقناه ...‏
ان المطالبة بعودة  " الخلافة " ، وتطبيق الشريعة الاسلامية لم تكن وليدة اليوم  ، فالفكر ‏الوهابي المتفشي في دول الخليج الغنية ، حكومات وشعوب ، يدعو بإلحاح الى العودة الى ‏إقامة دولة الخلافة الاسلامية  ، ولم تكن الفتاوي والخطب النارية لشيوخ الوهابية والسلفية ‏لعقود من الزمن ، وكذلك  المناهج الدراسية فيها إلا سعيا لتحقيق هذا الهدف .‏
لقد كانت حركة الاخوان المسلمين رأس الحربة في تنفيذ وتمهيد وسائل الوصول الى هذا ‏الهدف الاسلامي الذي يحاول إعادة الزمن اربعة عشرة قرنا . وكان الشيخ يوسف ‏القرضاوي ، ولا يزال ، على رأس هذه الحركة التي استطاعت أ سلمة معظم الدول العربية ‏والاسلامية وفي مقدمتها دول لها اهميتها الخاصة مثل مصر وباكستان ... غزت " الأسلمة ‏‏" كذلك دول شمال افريقيا الاخرى ، ووصل المد الاسلامي  الى لبنان والاردن ... ولم ‏يسلم القطران " العلمانيان ! " العراق وسوريا من عدوى الأسلمة هذه ....‏
وانتعشت الحركات الجهادية ( الوهابية والسلفية) كذلك في اوربا وامريكا الشمالية ، ‏واستراليا ، وجنوب شرق اسيا ، وفي اوربا الشرقية .‏
والجدير بالذكر ان مؤسسة الأزهر ساهمت هي كذلك ، والى حد كبير، في مناهجها وفي ‏هيمنتها الفكرية ، في الزحف الحثيث نحو أسلمة المجتمع رغم ادعائها بـ " الوسطية "  .‏
وجاءت الثورة الخمينية لتزيد زخم هذه الحركة سعارا ... فأصبح الصراع والتنافس حادا ‏بين المذهبين لغرض أسلمة المجتمع والدفع به باتجاه الخلافة او ولاية الفقيه ...‏
ان وصول الاسلاميين الى الحكم في تركيا ، وأطماع اردوغان المعلنة في المنطقة العربية ‏، عجّل في مشروع إقامة دولة الخلافة الاسلامية ، خاصة وانها ( تركيا )  تجد نفسها " ‏المؤهلة " لاحتضان مشروع الدولة هذا بعد سقوط الاخوان في مصر ...‏
إختمرت فكرة اقامة هذه " الدويلة " في اقطار اسلامية مختلفة ، لها أجندات مختلفة ، ‏تجمعها أهداف مشتركة ( في المرحلة الحالية على الاقل ) ... هذه الدول وجدت لها شركاء ‏في احزاب سياسية في العراق وفي سوريا  لها مصلحة في تنفيذ هذا الهدف ، ولها القدرة ‏التنظيمية والعسكرية الى حد ما لادارة هذه " الدويلة .... من هذه الاهداف :‏
‏- أيقاف المد الشيعي في العراق وفي سوريا والذي سيشكل خطرا مباشرا على دول الخليج ‏، ومحبطا للأطماع التركية ، وحجر عثرة في اعادة الحكم الى احزاب سنية . ولهذا السبب ‏بالذات تم اختيار العراق وسوريا لهذا المشروع .. باختصار ان غاية الجميع هي إعادة ‏الحكم في البلدين الى أهل السنة ... وهي خطوة في ‏غاية الاهمية لجميع  الاطراف ‏المشاركة  .... ثم لتأتي تصفية الحسابات فيما بينهم بعد ‏تحقيق هذا الهدف .‏
‏- لا يمكن لأي حزب سياسي في اية دولة عربية ، مهما كانت تسميته او عقيدته ، تجنيد ‏مقاتلين وانتحاريين من اوربا وامريكا واوربا الشرقية والصين وجنوب شرق اسيا ومن ‏بلدان عربية اخرى إلا في حالة ايجاد اسم  يغري ويجذب مجاهدي الصحوة من كل مكان ‏في العالم ، وهذه المسألة في غاية الاهمية لتعبئة مقاتلين انتحاريين  ... وفعلا لقد قام هؤلاء ‏المرتزقة بأفعال يعجز اهل البلد عن فعلها . ... ‏
ان داعش أشبه بـ " الشركة الوهمية  " ، اهدافها المعلنة مغرية مربحة ، تحمل اسما ‏وحسابات واضحة ، لكنها وهمية .... شركة وهمية يديرها مجرمون لهم مصالح وغايات ‏خاصة لابتزاز الجميع ... لحسن الحظ ، خاب ظنّهم ......‏
ان الاطراف المؤسسة ، شركاء الجريمة في خلق " الداعش الوهمي " ، كانوا  يجدون في ‏ارهاب " الدولة الوهمية " أعمالا ضرورية جدا في جهادها لانجاح مهامها ... لكنهم كانوا ‏يتبرأون منها ويدينون افعالها في العلن تحسبا  لما قد يقع في المستقبل ، خاصة وان أخبار ‏جرائمها ( جرائمهم ) قد فاقت كل تصوّر وأصبحت على كل لسان في العالم أجمع .. ومن ‏هذا المنطلق شنّ مؤيدوهم حملات دعائية شعواء لإلصاق " مشروع الدويلة هذه " بأعدائهم ‏‏.‏
ومن هذا المنطلق بالذات ، يصرّ اردوغان ، غصبا على الجميع ، اردغوان المتهم مرارا ‏بخلق ومساعدة داعش من قبل اصدقائه الغربيين ، الاشتراك في محاربة داعش ، حتى لو ‏لزم الامر عبوره القسري الى دول جارة ( سوريا والعراق )!!!!‏
غدا ، سيلجأ الكثير منهم ، الى حلق لحاياهم ، وتغيير ملابسهم ، وحرق أقنعتهم ، ليصبحوا ‏مواطنين مظلومين ... مواطنون مسالمون يسردون قصصهم الوهمية  ويشتكون مما ‏اصابهم من جرائم داعش !!!!.. سيفرطّون فقط بأولئك الاغبياء الذين ينتظرون بإخلاص ‏توزيع ارباح " الشركة الوهمية " عليهم  المتمثلة بأنهار من الخمر و حور العين في الآخرة ‏‏.‏
وسوف لن ينتظروا مِنا إلا ان نصدّقهم ...انهم لا يطلبون منا الآن إلا ان نصدقهم ‏‏....وإمهالهم بعض الوقت لاجراء " اعادة التنظيم " ، ومن ثم  ليجدوا لأنفسهم تسمية جديدة ‏ومشروع خبيث آخر .... كان الله في عون المنطقة .‏