تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

مشكلة الحكم في العراق

بدء بواسطة متي اسو, مارس 22, 2016, 05:53:27 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

متي اسو



مشكلة الحكم في العراق
إن مشكلة الحكم في العراق ، منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1921 ، تمثل ازمة مستمرة للشعب العراقي منذ ذلك اليوم والى يومنا هذا .
الملك فيصل الاول كان اول حاكم في تاريخ العراق الحديث ، جاءت به بريطانيا ليحكم العراق عام 1921 .
الزعيم عبد الكريم قاسم ، جاءت به ثورة تموز عام 1958 بانقلاب عسكري .
عبد السلام عارف الذي حكم العراق من 1963 – 1968 ، جاءت به مؤامرة قادها البعثيون والقوميون بقيادة العسكر .
احمد حسن بكر ، جاء به حزب البعث بانقلاب عسكري عام 1968.
صدام حسين ، جاء به حزب البعث بانقلاب داخلي ليحكم العراق من عام 1979 ولغاية الاطاحة به بعد الغزو الامريكي عام 2003 .
نوري المالكي ، جاء به حزب الدعوة الاسلامي عن طريق الانتخابات ليحكم العراق من 2006 – 2014 .
حيدر العبادي ، جاء به حزب الدعوة عام 2014 ولغاية اليوم .
نلاحظ هنا بأن  الملك فيصل الاول والزعيم عبد الكريم قاسم كان الوحيدان اللذان  حكما العراق دون ان يدعمها حزب او تيّار معين ، الاول جاءت به بريطانيا بعد طرد الاحتلال التركي ( لمدة 400 عام ) ، والثاني جاءت به ثورة قادها الجيش في تموزعام 1958 مدعوم من جبهة وطنية شملت احزاب وتيارات مختلفة ، شهدت تلك الفترة من القرن الماضي حركات تحررية في الكثير من بلدان العالم الثالث ، والعراق  لم يكن استثناءاً  .
كل الذين وصلوا الى سدة الحكم  من بعدهما ( بعد عام  1963 ) ، إنما وصلوا عن طريق احزابهم ، سواء أكان بانقلاب عسكري او تآمر داخلي او بالانتخابات بعد سقوط النظام البعثي عام 2003 . ولقد كانت هذه الفترة ، ولا زالت ، حبلى بالكوارث والويلات على الشعب العراقي .
اعتقد انه من الخطأ التركيز على شخص الحاكم وحده ، إنما الفشل والاستبداد والفساد ووصول الحاكم نفسه الى مقاليد الحكم لم يكن ليحصل إلا بسبب تلك " الاحزاب والتيارات " التي أنجبت كل هذه الفوضى  .
بدون تلك الاحزاب والتيارات ، رغم اختلافها ، لم يكن باستطاعة  اي حاكم من هؤلاء الوصول الى سدة الحكم في العراق ... لأنه ببساطة غير مؤهل لحكم العراق ...لكن بعد ان يفرض الحاكم  سيطرته وسطوته ، بعد ان ينكّل بكل معارض ، بعد أن يكرّم ويجازي مؤيديه ، يكون قد خلق قاعدة شعبية مصطنعة له .... وكان هذا هو السبب ، ولا يزال ،  في الكوارث المتلاحقة التي عصفت وتعصف في العراق .
المشكلة الرئيسية اذاً تكمن في هذه الاحزاب نفسها وليس فقط بالأشخاص الذين تنتجهم   ، انفرادها في الحكم والتشبث به ، وفرض اناس غير مؤهلين في مواقع مهمة  بعد ان تحوّلت تلك الاحزاب الى ما يشبه عصابة او عشيرة  ...
ان الدكتور حيدر العبادي جاء به الى الحكم حزب الدعوة بعد ضغوط خارجية للتخلص من الفساد الذي عم ّ العراق في عهد سلفه نوري المالكي .... جاء الرجل وهو يعد بالاصلاحات والقضاء على الفساد ... جاء والحكومة العراقية على حافة الانهيار العسكري امام انتصارات الارهاب الداعشي ...جاء وهو مُحاط بالفساد من كل زاوية ... جاء ليجابه مأزقا اقتصاديا قاتلا بعد هبوط اسعار النفط على هذا النحو .
هل يستطيع السيد العبادي ان يقضي على الفساد بمعزل عن تأييد الحزب الذي جاء به الى الحكم ؟ .. الجواب كلا ..
هل حزب الدعوة جاد في القضاء على الفساد ؟ ... كلا .... خاصة وان الاحزاب الاخرى المشاركة في الحكم غير صادقة في دعواها معه  لانها مشاركة في الفساد ايضا  وانما تلح عليه وتطالبه بالاسراع  لاحراجه فقط ولأغراض سياسية  .
ما يثير العجب هي الدعوات  التي تطالبه بتسريع الاصلاحات غير عابئة بوضعه الحرج وهو مُحاط من كل جانب بـ " ازلام الفساد " ...
لكن التظاهرات التي قادها الناس في ساحة التحرير للمطالبة بالاصلاحات كانت ضرورية ، كانت سلمية وضرورية  وعلى نحو ما ، داعمة له  للمضي قدما ، ولو بايجاد افراد من هنا وهناك ، من داخل السلطة ومن خارجها يدعمونه في هذا المضمار .
وجاء حزب التيار الصدري اخيرا ليضع علامة كبيرة وغامضة على " مقاصده وغاياته " من التظاهرات الي يقودها اتباعه .
هل غاية التيار الصدري هي محو تأثير التضاهرات التي قامت بها الجموع العراقية في ساحة التحرير وفي المدن العراقية المختلفة  والتي عارضتها ايران ؟
هل شعر التيار الصدري بأن السيد العبادي على وشك البدأ باصلاحاته ، فعمد الى التظاهرات ليقطف ثمارها ؟
ام ان التيار الصدري مزمع على الاطاحة بالسيد العبادي بعد ان تيقّنت ايران بأنه قد يخرج من عبائتها ؟
ربما كل ذلك .