قدّاس عيد العنصرة في كنيسة مارت شموني في برطلي

[saad_albartellawe]

قدّاس عيد العنصرة في كنيسة مارت شموني في برطلي

عيد العنصرة : تاريخه \ رموزه \ روحية هذا العيد

لما حضر يوم الخمسين كان الجميع معا بنفس واحدة . وصار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة وملأ كل البيت حيث كانوا جالسين . وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار واستقرت على كل واحد منهم . وامتلأ الجميع من الروح القدس، وابتدأوا يتكلمون بألسنة أخرى كما أعطاهم الروح أن ينطقوا
تعيد الكنيسة بعيد حلول الروح القدس (العنصرة) في الأسبوع السابع بعد القيامة أي في اليوم الخمسين . وهو عيد قديم كان يحتفل به اليهود في اليوم الخمسين من أول يوم بعد عيد الفصح . ويسمى "عيد الأسابيع" أو "عيد الباكورات" حيث يُقدم بكور القمح ويُدعى الفنطيقستي ومعناها الخمسون وهو عيد شكر لله على بركة الحصاد. ومؤخرًا حسبه اليهود يوم نزول الشريعة في سيناء في اليوم الخمسين من خروجهم من مصر. لهذا يدعونه فرح التوراة . كما يعتبرونه تذكارًا للعجائب التي صنعها الله معهم ليحررهم من عبودية فرعون . حيث كان اليهود يعتزون بهذا العيد، بكونه يومًا فريدًا، احتفلت به الطبيعة نفسها حيث هبوب الريح وظهور النار والزلازل والبرق والرعود تكشف عن جبروت الله وحضوره المهيب في وسط شعبه .
وقد حلّ الروح القدس في اليوم الأول من الأسبوع "الأحد" ليكون هذا اليوم هو السبت الجديد، الذي فيه قام السيد المسيح، وفيه تم ميلاد الكنيسة. فمع كل عبادة أسبوعية نتذكر في سرّ الإفخارستيا الحياة الجديدة المقامة التي صارت لنا بقيامة السيد المسيح بعمل روحه القدوس . إذ حلّ الروح القدس على كنيسة العهد الجديد في اليوم الخمسين من قيامة السيد المسيح، صار هذا العيد إعلانًا عن حضور الروح القدس الدائم في وسط كنيسة المسيح، يهبها طاقاته الإلهية للشهادة للسيد المسيح، وليتمتع العالم بخبرة الحياة المقامة. في عيد الفنطقستي اليهودي كان الشعب يعتز بنزول الشريعة على موسى حيث اهتزت الطبيعة أمام هذا التنازل الإلهي، أما في عيد الفنطقستي المسيحي فيقف العالم في دهشة حيث ينزل روح الله القدوس نفسه على الكنيسة، فتهتز طبيعة الإنسان الداخلي، ويتقبل كلمة الله منقوشة، لا على لوحين حجريين، بل على القلب وفي أعماق النفس. يسجلها الروح القدس، فيحول القلب الحجري إلى ملكوت إلهي سماوي، لا لتقف الطبيعة الجامدة في دهشة، بل يقف السمائيون في تهليلٍ وبهجةٍ أمام العمل الإلهي الفائق.إذ تحقق ميلاد الكنيسة في يوم عيد الخمسين تقدست كل الأيام لكي يتمتع المؤمن بالعماد أو الميلاد الجديد أو الإتحاد بالكنيسة في أي يومٍ دون تمييز بين الأيام، إذ صارت أيامنا كلها عيدًا لا ينقطع. وقد منعت الكنيسة نذر عماد طفلٍ ما في كنيسةٍ معينة أو بواسطة كاهنٍ معين.
كان التلاميذ يترقبون تحقيق الوعد الإلهي بحلول الروح القدس عليهم ليهبهم قوة من الأعالي، لكن يبدو أنهم لم يكونوا يتوقعون حلوله خلال هذه المظاهر، لذلك كان الأمر مفاجئًا لهم: "وصار بغتة". تم الحلول هكذا لكي لا يفارق هذا الحدث أذهان التلاميذ، ولا يغرب عن عيني الكنيسة عبر كل الأجيال، لأنه حدث يمس كيانها كله ووجودها أو عدمه . وكما هيأت الزلزلة والنار قلب إيليا للتمتع بالحضرة الإلهية والدخول في حوارٍ مع الله أثناء الريح الهادئ (1 مل 9: 11 الخ.)، هكذا أعلنت هذه الظواهر عن حلول الروح القدس وميلاد كنيسة المسيح واستقراره فيها. ظهر الروح القدس على شكل ألسنة نارية منقسمة على كل واحدٍ منهم، إشارة إلى ما يقدمه لهم من تنوع للألسنة واللغات حتى يتمكنوا من الكرازة بين الأمم، ولكي يدرك اليهود أن الله ليس إله العبرانيين وحدهم، إنما هو إله كل البشر، يتحدث مع كل أمةٍ بلغتها التي تتفاهم بها . شعروا بالروح القدس أنه أشبه بريح خفي، "الريح تهب حيث تشاء وتسمع صوتها، لكنك لا تعلم من أين تأتي ولا إلى أين تذهب، هكذا كل من وُلد من الروح" (يو 3:. ظهر كألسنة منقسمة كأنها من نار وهي ليست نارًا مادية، إنما نار تحرق الخطية، وتبدد كل ما هو مقاوم لله وبرِّه، حتى يتحقق فينا برّ المسيح وقداسته وحقه وعدله الإلهي.

ترأس  القداس كل من الأب االخوري داود دوشا والاب يعقوب سعدي والاب الربان يعقوب ابراهيم كاهن يعاونه لفيف من شمامسة الكنيسة  صباح الأحد 11/6/2012 واليكم جانب من صورة هذا العيد

شكر خاص الى الشماسة عائدة اسحق على كتابة هذا التقرير الرائع المفصل عن عيد العنصرة  ، كما ولا ننسى دور  الشماس فليمون صباح على التقاطه هذه الصورة الجميلة ، ونشكر كل من يعمل في خدمة كنيسة الرب  (مجانا اخذتم مجانا اعطوا )

المادة خاصة بمنتديات برطلي دوت نت . عند نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة ، يرجى الإشارة الى " منتديات برطلي دوت نت "

[hasson_natalia]

قداشا بريخا .. والاهامبارك بكوخون كوليخون

[ayadmatty]

الرب يحميكم            برطلة لسة بخير

[ماهر سعيد متي]