المرصد الآشوري : التغيير الديموغرافي بحق قرى وبلدات مسيحية في شمال العراق مستمرّ

بدء بواسطة برطلي دوت نت, ديسمبر 06, 2017, 07:01:43 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

المرصد الآشوري : التغيير الديموغرافي بحق قرى وبلدات مسيحية في شمال العراق مستمرّ...     

         
برطلي . نت / متابعة
                 
تعرّض مسيحيّو سهل نينوى/شمال العراق إلى التهجير القسري من مناطقهم بعد إستيلاء تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على بلداتهم وقراهم في 6 آب/اغسطس عام 2014،  فيما كانوا يعانون من الكثير من التهميش والإقصاء من الوظائف والخدمات الإدارية واليومية، بالإضافة إلى مواجهتهم لمشكلة التغير الديموغرافي من قبل "الشبك الشيعة"، وفي الوقت ذاته كانوا يعانون من إهمال الحكومة المركزية في بغداد وحكومة إقليم كردستان العراق لهم ولمناطقهم، فتعرضوا ولازالوا إلى الكثير من المشاكل الأمنية من عمليات خطف وقتل وابتزاز .
وبتاريخ 23 تشرين الأول/اكتوبر 2016 حرّر الجيش العراقي والقوات الحليفة له منطقة سهل نينوى، التي كانت عبارة عن منطقة منكوبة بكل معنى الكلمة كما أعلنها البرلمان العراقي، دون ان يترجم هذا الإعلان على ارض الواقع من حيث إعادة الإعمار، وعودة المهجرين والنازحين حتى تاريخ كتابة هذا التقرير، ولكن المسيحيين من سكان المنطقة عادوا إلى منازلهم المحروقة والمسروقة والمهدّمة، وبدأوا بإعمارها على نفقتهم الخاصة، والبعض الأخر على نفقة الكنائس.
وقد رافق تحرير المنطقة من تنظيم داعش الإرهابي إنتشاركثيف لمجموعات مسلحة غير منضبطة أغلبها منضوي تحت راية مليشيا الحشد الشعبي، وقاموا في بداية الامر بسرقة البيوت وحرقها كما حصل قي بلدة بغديدا (قضاء الحمدانية)، ورفع الأعلام والشعارات الطائفية الخاصة مثل رفع اعلام طائقية على دير ماركوركيس التاريخي في مدينة الموصل، وفرض سيطرتهم على المناطق التي يسكنها المسيحيون في سهل نينوى، بالإضافة إلى مضايقة وابتزاز السكان على الحواجز الأمنية التي اقاموها على مداخل ومخارج وداخل البلدات والقرى المحررة.
وقد أفاد احد المقاتلين المسيحيين في مليشيا الحشد الشعبي لمراقبي المرصد الآشوري لحقوق الإنسان بهذا الشأن مايلي : "  في مطلع شهر كانون الأول / ديسيمبر 2016  قام أحد المقاتلين في لواء 30 الشبك في سيطرة بلدة برطلة بإيقاف سيارة نوع (bus) كانت تنقل الكادر الصحي القادم من عنكاوا، والذاهب إلى مستشفى الحمدانية، وأسمعهم كلمات نابية مطالباً النساء بتغير ديانتهم أو الزواج بعناصر لواء 30 " على حد وصفه.
وفي بلدة برطلة ايضا ذات الغالبية المسيحية  تم الإستحواذ على بعض الأراضي، وكتابة عبارات طائفية مستفزة على جدران البلدة كـ  (برطلة للشبك)، بالإضافة إلى ترهيب السكان واجبارهم على بيع ممتلكاتهم، وكل هذه الممارسات  كان الهدف الاساس منها إبعاد مسيحيّ برطلة عن مناطقتهم، وفرض نفوذ الشبك الشيعة على هذه المناطق، وفي وقت سابق بنى هؤلاء مدرسة في البلدة اطلقوا عليها اسم (الخميني) وذلك امعاناً في سياسة التغيير الديموغرافي والتضييق على مسيحيي المنطقة، وهذا التغلغل المباشر متواجد حتى هذه اللحظة بطرق مدعومة من قبل قوى عراقية مشاركة في السلطة، ودول مجاورة.
وفي موقف اخر قام أحد عناصر "لواء 30 الشبك"  ببناء منزل مقابل كنيسة في بلدة كرمليس المسيحية على أرض تملكها البلدية، وبعد ان قامت البلدية بهدم المنزل المخالف، قام الشبك الشيعة بترويج فيديو هدم المنزل المخالف، وأصبحوا يستفزون المسيحيين في سيطراتهم أثناء مرور السكان من خلالها، وبعد هذه الحادثة تم رفع أعلام وشعارات طائفية استفزازية مقابل الكنيسة في كرمليس.
وفي السياق ذاته افاد عدد من النازحين من سكان المنطقة (نتحفظ عن ذكر اسمائهم) لمراقبي المرصد الآشوري لحقوق الإنسان بأنّهم لن يعودوا إلى برطلة ثانية لو بقي الحال على ماهو عليه، واستمرار سيطرة الشبك على مناطقهم، وعدم إحترامهم لخصوصية المنطقة وشعبها، وسط الصمت المريب للحكومة العراقية على ممارساتهم في إذلال المواطنين العراقيين.
مشيرين في افادتهم الموثقة أن ما يحصل اليوم من انتهاكات بحق الوجود المسيحي في برطلة ليس وليد اليوم بل يعود إلى اكثر من اربعة عشر عاماً مضى مع الشبك من المضايقات واعتداءات على اراضي البلدة.
إننا في المرصد الآشوري لحقوق الإنسان وبينما نعرب عن قلقنا حيال ما يطال الكلدان السريان الآشوريين/ المسيحيين في العراق، فإننا نطالب الحكومة العراقية في بغداد بوضع حدّ فوري لهذه الانتهاكات، ووقف سياسات التغيير الديموغرافي في المناطق المسيحية في شمال العراق، وتحملّ مسؤولياتهم الدستورية والقانونية والاخلاقية حيال مواطني العراق، من خلال العمل على حمايتهم وصون حقوقهم التي كفلها الدستور العراقي، والقوانين الدولية ذات الشأن منها الإعلان الصادر عن الامم المتحدة بشأن حقوق الأشخاص المنتمين إلى أقليات قومية أو إثنية وإلى أقليات دينية ولغوية، وإعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية ، حيث تنص المادة الثامنة منه على : 1. للشعوب الأصلية وأفرادها الحق في عدم التعرض للدمج القسري أو لتدمير ثقافتهم. 2. على الدول أن تضع آليات فعالة لمنع ما يلي والانتصاف منه :
أ. أي عمل يهدف أو يؤدي إلى حرمان الشعوب الأصلية من سلامتها بوصفها شعوبا متميزة أو من قيمها الثقافية أو هوياتها الإثنية.
ب . أي عمل يهدف أو يؤدي إلى نزع ملكية أراضيها أو أقاليمها أو مواردها.
ج. أي شكل من أشكال نقل السكان القسري يهدف أو يؤدي إلى انتهاك أو تقويض أي حق من حقوقهم.
د.  أي شكل من أشكال الاستيعاب أو الإدماج القسري.
هـ .  أي دعاية موجهة ضدها تهدف إلى تشجيع التمييز العرقي أو الإثني أو التحريض عليه.
                                           
وفي الوقت ذاته نتوجه إلى هيئة الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية صاحبة الاختصاص والإتحاد الأوروبي بتقديم الحماية الدولية للشعب الكلداني السرياني الآشوري / المسيحي بموجب "مبدأ الحماية الدولية" الذي تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2005، وذلك عبر فرض منطقة حماية آمنة تخضع لإشراف الأمم المتحدة بواسطة قوات سلام أممية، تشارك في إدارة شؤونها جميع مكونات المنطقة، مما يحفظ السلم الأهلي، ويعيد النازحين والمهجريين إلى قراهم وبلداتهم، وبالتالي يوقف العمليات الممنهجة والهادفة لاقتلاع هذا المكون من اراضيه التاريخية.

4 كانون الاول / ديسيمبر 2017