ممارسة المهجرين المسيحيين من ابناء سهل نينوى لاعمال تجارية وفتحهم لمحلات في عنكا

بدء بواسطة برطلي دوت نت, سبتمبر 28, 2015, 06:46:12 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

ممارسة المهجرين المسيحيين من ابناء سهل نينوى لاعمال تجارية
وفتحهم لمحلات في عنكاوا . هل هو قرار باللاعودة ؟




برطلي . نت / خاص
بدأت في الاونة الاخيرة وبشكل ملفت للنظر تنتشر في عنكاوا وفي شوارعها يافطات اعلانية لمهن واعمال تجارية ترتفع فوق مداخل المحلات والمراكز التجارية ، تدل عناوينها على ان اصحابها هم من المهجرين من ابناء سهل نينوى . تعددت هذه المهن والاعمال التجارية ما بين المطاعم واسواق المواد الغذائية والمنزلية ومحلات الصيرفة والورش الفنية ومكاتب الاستنساخ والعيادات الطبية وما الى ذلك من الانشطة التجارية . البعض من اصحابها ما كان يمارس اعمالا تجارية مشابهة في بلداتهم في سهل نينوى لذا حرصوا على ان يكون نشاطهم التجاري الجديد هنا في عنكاوا نسخا مكررة من تلك ، بل ربما تحمل نفس اسماء اعمالهم ومحلاتهم وورشهم تلك مستغلين شهرتهم السابقة وكعلامة تجارية مميزة لهم . ومنهم من هو جديد على العمل التجاري . فتعددت اسماء وعناوين هذه الانشطة التجارية ولكن اسماء بلدات سهل نينوى وقراها ( برطلة وبغديدا وتللسقف وكرملش وما الى ذلك ) تجدها الطاغية على المشهد بين العشرات من اليافطات . ومن الاعمال التجارية ما تحتاج الى رؤوس اموال ضخمة للقيام بها والسؤال الذي يتبادر الى الذهن . هل فتح هذه المحلات والاعمال التجارية هو قرار باللاعودة .

يقول جمال ككونا احد اصحاب هذه المحلات التجارية : مهما كَبُرت تجارتي وازدادت فروعها هنا واصبحت كفروع الشجر فلا قرار لي غير قرار العودة . ويضيف لم يكن فتحي لهذا المحل الا قتلا للفراغ ، وتوفير عمل لابنائي ، وأُبعِدَ عنهم فكرة الهجرة ، بالاضافة الى توفير بعض المورد الذي به استطيع ان أؤمن بدل الايجار ومتطلبات المعيشة . كما يوفر المحل فرصة للقاء ابناء بلدتي برطلي والحديث عن اخبارها فهي تراودنا دائما في احلامنا وفي احاديثنا مما يزيد اشتياقنا الى كنائسها وشوارعها وازقتها .

( بغديدا فون ) لوحة اعلانية تعترض طريقك وانت تسير على رصيف احد شوارع عنكاوا . يقول المهندس دريد صاحب المحل الذي كان له محل مماثل هناك في بغديدا الاسيرة ولكن باسم آخر . اخترت هذا الاسم لان لها معزة في نفوسنا لم نقطع صلتنا بها ولا تغيب عن بالنا بالرغم من بعدنا عنها الذي طال أمده .
يتابع المهندس دريد الموظف لدى الحكومة والذي لم يتقاضى راتبه منذ اربعة اشهر حديثه ويقول كان هذا احد الاسباب في فتحي للمحل لتوفير مصدر رزق وتأمين ايجار الدار التي اسكنها ، ولم يخطر في بالي ان ابقى هنا او حتى ان اهاجر ، ولا انتظر غير العودة .
عودة السيد دريد محكومة بشروط هي مطالب الكثيرين . عودة آمنة ، توفير للخدمات ، تعويضنا عن خسائرنا ، استقرار أمني لاني لا اريد ان يعيش وكبروا اطفالي في نفس المأساة التي عشناها . اما اذا كنا مهملين كما في السابق فلا خيار لي غير الهجرة ، ولكن القرار الان مؤجل .

يافطة كبيرة على واجهة احد المحلات تقرأ ( مطعم برطلة ) يقول صاحبه شامل متي وهل اجد اسما آخر اجمل من هذا ، انها تعيش في كياني . أتوق الى يوم العودة واحسبه بايامه بل بساعاته . وواصل كلامه بقوله لقد عملنا سابقا في مدن العراق المختلفة ولكن دائما ما كنا نعود ثانية الى برطلة لاننا لا نجد انفسنا الا فيها بين اهلنا واصحابنا .

اما صاحب صالون حلاقة بغديدا والذي ينتظر موعد سفره الى فرنسا . يقول لقد طال وقت عودتنا ولم يكن امامي غير البحث عن حل فكانت الهجرة . ويضيف لم أكن افكر بالهجرة ولهذا كان صالون الحلاقة هذا وحمل اسم بغديدا ، ولكن احسبها فرصة ولا اريد ان تضيع . يصمت برهة ثم يتكلم بحسرة سأحمل اسم بغديدا معي .

منير عَرْبا . أحد اكبر تجار المواشي ومربيها في سهل نينوى ، بلغت خسائره منها مليارات الدنانير . احتاج سراق حقوله الى عدة ايام لنقل العجول التي فيها الى الموصل بعد سقوط سهل نينوى ، مستخدمين سيارات الحمل الكبيرة ( تريلة ) وفق ما نقله شهود عيان بحسب قوله ، كان قد تعرض الى عملية اختطاف بعد 2003 . ترتفع في اعلى مدخل محله يافطة تقول ( قصابة برطلة ) . لامَني عندما قلت له هل تريد العودة بعد كل ما تعرضت له من خسائر مادية ومعنوية ؟ فكان جوابه ، يزيدني الشوق أكثر كل يوم الى العودة ، لا أجد نفسي الا هناك ، أنا من خير تلك الارض كونت أموالي ، ومصالحي كلها هناك حتى أني لا املك جواز سفر الى الان ولن اضعه في جيبي . وبعد العودة لا ضير من ان يكون لي تجارة هنا .

بالرغم من تزايد معدلات الهجرة بين المهجرين المسيحيين بحسب ما تتناقله وسائل الاعلام وما يشاع عن المطالبة بالهجرة الجماعية . الا ان الشوق والحنين للعودة الى الديار يبقى المطلب الوحيد لدى الكثيرين من المهجرين مهما كانت المآسي ومهما طال الزمن .

يذكر ان اغلب سكان سهل نينوى من المسيحيين اتخذ من بلدة عنكاوا المسيحية في اربيل ملاذا له بعد التهجير القسري الذي وقع لهم في 6 آب 2014 وسقوط بلداتهم ومناطقهم بايدي تنظيم الدولة الاسلامية المعروف اعلاميا ( داعش ) .






















المادة خاصة بمنتديات برطلي دوت نت . عند نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة ، يرجى الإشارة الى " منتديات برطلي دوت نت "