شعلة عيد القديس مار متى حزينة ، لانه ليس هناك من ينظرها في الديار

بدء بواسطة برطلي دوت نت, سبتمبر 18, 2015, 07:42:51 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

شعلة عيد القديس مار متى حزينة ، لانه ليس هناك من ينظرها في الديار




برطلي . نت / خاص
سيوقد المحتفلون بعيد القديس مار متى شعلة العيد في هذه السنة وللسنة الثانية على التوالي في يوم عيده الذي يصادف في 18 أيلول من كل عام بحسب السنة الطقسية للكنيسة السريانية الارثوذكسية في ديره الواقع في صدر جبل الالفاف (جبل مقلوب أو جبل مار متى) وهي كلمة سريانية تعني الالوف نسبة الى كثرة رهبانه ونساكه الذين بلغوا الالاف في عصوره الذهبية ، سيوقدونها وحيدين . لان سكان قرى وبلدات سهل نينوى الجنوبي ليسوا في ديارهم . لان برطلي وبغديدا وكرمليس وبعشيقة وبحزاني وميركي ومغارة والالفاف والبركة خالية من سكانها . تندب حظها وللسنة الثانية لا توقَد فيها الشعلة في عيد القديس مار متى شفيعها ، بل شفيع الشرق لما يتميز من شهرة واسعة في كنيسة المشرق .
سيقيم المحتفلون بعيد القديس مار متى الصلوات والتشمشت حول شعلة العيد والقداديس وحيدين في الدير لان اجراس الكنائس لم تعد تُدَقُّ والبخور لم تعد تصعد والصلوات والترانيم لم تعد تُسمَع في الاعياد في هذه البلدات . سينظرونكم الذين طردوكم واحتلوا بلداتكم وانتم تحتفلون بعيد شفيعكم لانهم ليسوا ببعيدين عنكم ، ربما سيسمعون صلواتكم وطلباتكم وانتم تتضرعون الى الرب الاله وشفاعة قديسه مار متى ان يسامحهم وينير قلوبهم وافكارهم .
ربما لا يعرف الكثيرون ان تقليدا متعارف عليه لدى سكان بلدات سهل نينوى وخصوصا ( برطلي ) في ليلة عيد القديس مار متى . فبعد الانتهاء من كافة الاستعدادات من احضار مواد الشعلة ( سابقا كان القش والعاكول وهو المتوفر في بيادر البلدة ) وتهيئة مستلزماتها التي كان تجري منذ العصر حتى يحين الظلام حيث موعد الاحتفال بايقاد الشعلة ومراسيمها . كانت تبقى عيون المحتفلين شاخصة باتجاه دير مار متى سيما وهو الجاثم في صدر الجبل مشرفا على السهل الفسيح الذي تنتشر فيه هذه البلدات منتظرين بدء مراسيم ايقاد الشعلة في الدير ، ثم تبدأ الاحتفالات بايقاد الشعلة في برطلي ، حيث التقاليد تفرض ان لا توقد الشعلة فيها الا بعد ايقادها في الدير . والتي يمكن مشاهدتها بوضوح اثناء الليل .
لكن في هذه السنة لا يوجد هناك في برطلي وباقي بلدات سهل نينوى الجنوبي كما في السنة الماضية من ينتظر ايقاد الشعلة في الدير . ربما حتى الشعلة ستكون حزينة ولن ترتفع بلهيبها عاليا ، فمن ينظروها ليسوا في ديارهم . لكن الصلوات ستكون اكثر لجاجة والطلبات اقوى صوتا والقلوب اكثر انكسارا والمصلين اكثر خشوعا وكلها تدعو لعودة سريعة الى الديار .

 










المادة خاصة بمنتديات برطلي دوت نت . عند نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة ، يرجى الإشارة الى
" منتديات برطلي دوت نت "