مقابلة مع سيادة المطران مار يوحنا بطرس موشي رئيس أساقفة الموصل و توابعها للسريان

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, مايو 28, 2015, 11:56:12 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

مقابلة مع سيادة المطران مار يوحنا بطرس موشي رئيس أساقفة الموصل و توابعها للسريان الكاثوليك يتحدث فيها عن وضع المسيحيين في العراق

روما /أليتيا (aleteia.org/ar) –أجرت أليتيا مقابلة مع سيادة المطران مار يوحنا بطرس موشي رئيس أساقفة الموصل و كركوك و كردستان للسريان الكاثوليك في مقر مطرانية السريان الكاثوليك لدى الكرسي الرسولي في روما  قبل يوم واحد من عودة المطران إلى رعيته في العراق .

كيف كان وضع المسيحيين في العراق منذ عام 2003 ؟

لقد وقعت البلاد في فراغ أمنيّ بعد سقوط الرئيس صدام حسين. فأميركا و حلفاؤها الذين أسقطوا صدام حسين لم يعملوا على تشكيل حكومة قوية. و بحجة الديمقراطية أدخلوا المعاناة إلى العراق. لم تساعدنا الحكومة و لا الجيش و لا الشرطة، فكما قلت، وقعت البلاد في فراغ أمني. و استغلت الجهات المستفيدة هذا الفراغ لتوسع نشاطها في المنطقة. فمنذ عام 2003 بدأ المتطرفون باستغلال الوضع لاستفزاز الناس، و بدؤوا بالطلب من المسيحيين مبالغ مالية كجزية مقابل إبقاءهم على قيد الحياة. لعدم وجود سلطة قوية ظهرت هذه الفئات المتطرفة لتستغل طيبة الناس و عدم رغبتهم في القتال.

و أصبح الوضع في البلاد متزعزعاً. فمنذ 2003 و حتى 2014، رأينا الكثير من الاستغلال خاصة للمسيحيين. فنحن شعب مسالم و لا يحب القتال. و هكذا بدأ المسيحيون بالمغادرة، مفسحين المجال للمتطرفين للسيطرة على البلاد. هاجر الكثير من المسيحيين حتى من ذوي المناصب و أساتذة الجامعة و الأطباء حفاظاً على سلامتهم. و اتجه قسم منهم نحو كردستان. في 2014 ظهر ما يسمى تنظيم داعش (الدولة الإسلامية) إلى العلن. لقد كان موجوداً من قبل بطريقة أو بأخرى. و توضّحت النوايا حين دخل التنظيم إلى الموصل. في الواقع، دخلت الدولة الإسلامية إلى الموصل بسبب عدم مقاومة الجيش العراقي الذي كان من واجبه أن يقاوم. لكن ما فعله الجيش هو الانسحاب تاركاً وراءه كل أسلحته. فوجدت الدولة الإسلامية الفرصة سانحة لدخول الموصل. في الموصل كان هناك أحزاب تشعر بأنها مقموعة و يشعر الناس بأنهم محارَبون لكونهم بعثيين سابقين أو غير موالين للدولة. فسيطرت داعش بسهولة على الموصل لأن الناس ظنّوا بأنها ستنقذهم من ظلم الدولة.

كم كان عدد المسيحيين في الموصل قبل دخول داعش؟

بدأ عدد المسيحيين بالتناقص منذ 2003 بسبب الحوادث التي كانت تهددهم. فقد كانوا يشكلون نسبة لا بأس بها خاصة في الموصل. و كان هناك من 6000-10000 عائلة مسيحية، معظمهم من الكلدان إضافة إلى السريان الكاثوليك و غيرهم من الطوائف. لكنهم بدؤوا بالمغادرة حفاظاً على سلامتهم. و هذا ما أدى إلى تضاؤل عددهم إلى عدة مئات من العائلات فقط. فالكلدان الذين كانوا يشكلون الأغلبية في الموصل لم يبق منهم سنة 2014 سوى حوالي 500 عائلة. و نستطيع القول بأن ثلث المسيحيين فقط قد بقي في المدينة.

في بداية دخول الدولة الإسلامية إلى الموصل في حزيران 2014 أوهم المتطرفون الناس بنيّتهم الحسنة و بالعيش بسلام سويّاً. حتى أن بعض العائلات التي كانت قد غادرت المدينة في البداية، وجدت أن العودة ممكنة. إلّا أن النوايا الحقيقية للدولة الإسلامية قد ظهرت في تطبيق الشريعة الإسلامية و كان من شروطهم إما اعتناق المسيحيين للإسلام فيعيشون بسلام، أو يدفعون الجزية و يعتبرون كمواطنين من الدرجة الثانية، لا حقوق لهم و يخضعون لحكم الإرهابيين، أو بإمكانهم مغادرة المدينة. و إن رفضوا هذه الخيارات فيقتلون. لكن المسيحي إنسان ذو كرامة، لا يتخلى عن دينه و لا يخضع إلّا لله. فحفاظاً على كرامتهم و إيمانهم و أخلاقهم المسيحية وجدوا أن مغادرة الموصل و قرى سهل نينوى هي الحل الأمثل، لاسيما بعد سماعهم عما فعلته الدولة الإسلامية بالأيزيديين في جبل سنجار من قتل و ذبح و انتهاك للحرمات. في 6 آب ترك المسيحيون المنطقة و اتجهوا إلى كردستان. و فضّل قسم منهم أن يلتجئ إلى الأردن و لبنان و تركيا في محاولة لمتابعة حياته.

ما هو وضع المسيحيين في كردستان الآن و هل تصلهم المساعدات و هل لازالوا مهددين؟

في الحقيقة، كل الذين خرجوا من بلدهم و التجأوا إلى بلدان أخرى هم في حالة مزرية، و يفتقرون إلى كل شيء لكونهم قد تركوا كل شيء. صحيح أنهم في منطقة آمنة الآن، لكن لا بيوت لهم و لا عمل و لا طعام و لا مدارس. لقد حاولوا أن يقفوا على أقدامهم بالقليل الذي بين أيديهم و بالمساعدات التي وصلتهم من الجهات المانحة و خاصة من المنظمات المسيحية، في العراق و خارجه. فالدولة التي من واجبها حماية و مساعدة هؤلاء تخلت عنهم كلياً. إن وقوع الموصل في يد داعش و هجرة الأهالي من المنطقة كان بسبب إهمال الحكومة المركزية.


http://www.aleteia.org/ar/%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D9%88%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7%D8%AA/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D9%85%D8%B9-%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%85%D8%A7%D8%B1-%D9%8A%D9%88%D8%AD%D9%86%D8%A7-%D8%A8%D8%B7%D8%B1%D8%B3-%D9%85%D9%88%D8%B4%D9%8A-%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D9%82%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B5%D9%84-%D9%88-%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%A8%D8%B9%D9%87%D8%A7-%D9%84%D9%84%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A7%D8%AB%D9%88%D9%84%D9%8A%D9%83-%D9%8A%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%AB-%D9%81%D9%8A%D9%87%D8%A7-%D8%B9%D9%86-%D9%88%D8%B6%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-5909645457620992
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة