تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

الأسماك أصبحت أصغر حجما

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, أبريل 13, 2013, 06:24:03 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

الأسماك أصبحت أصغر حجما
   
13/4/2013 12:00 صباحا


ترجمة - عادل حمود
يمكن ان تؤدي التغيرات في انماط المناخ والمحيطات صغر حجم الاسماك وذلك وفقا لدراسة جديدة قام بها علماء الاسماك والحياة البحرية في جامعة بريتيش كولومبيا.
وقدمت الدراسة التي نشرت في أواخر شهر ايلول في مجلة تغيير المناخ الطبيعي، التاكيد والاستعراض العالمي الاول للتقلص المستقبلي في حجم الاسماك التي تعيش في المحيطات الاكثر دفئا والاقل وفرة بالاوكسجين.
واستخدم الباحثون تمثيلا حاسوبيا لدراسة اكثر من ستمئة نوع من الاسماك التي تعيش في محيطات مختلفة في مناطق متعددة من العالم. ووجد الباحثون ان الوزن الاقصى لجسم السمكة يمكن ان يتناقص بمقدار اربعة عشر الى عشرين بالمئة حتى العام 2050 وان المناطق المدارية هي المناطق الاكثر تأثرا بهذا الامر.
ويقول الباحثون ان النتائج مثلت لهم مفاجأة لانهم صدموا بالتناقص الكبير في حجم الاسماك ووزنها، لكنهم يؤكدون بان الاسماك البحرية معروف عنها بالعموم تأثرها بالتغيرات المناخية من خلال تغيير انماط توزعها بين المحيطات وتحركاتها الموسمية. ان التأثير الكبير غير المتوقع لتغير المناخ على حجم السمكة يشير الى ان الباحثين كانوا غافلين عن جزء كبير من عملية فهم تأثيرات التغير المناخي على المحيطات.
وهذا هو التطبيق الاول على صعيد الكوكب لفكرة كون نمو الاسماك يتحدد بمدى وفرة الاوكسجين وهو امر اقترحه قبل ثلاثين عاما الباحث دانييل باولي المحقق المسؤول في مشروع " البحار من حولنا" والذي يرمز له اصطحابا بمصطلح يو بي سي.
ويرى الباحثون ان حصول السمكة على الاوكسجين من اجل النمو يمثل لها تحديا دائما، حيث ان هذا التحدي يصبح اكثر صعوبة مع تنامي السمكة بالحجم. ان المحيطات الاكثر دفئا والاقل اوكسجينا ستجعل من الصعب جدا على الاسماك الكبيرة ان تحصل على ما يكفي من الاوكسجين ما يعني توقفها عن النمو.
وتلقي الدراسة بالضوء على الحاجة الى التقليل من انبعاثات الغازات وتطوير ستراتيجيات لمراقبة وتعديل التغيرات التي نشاهدها حاليا او المجازفة بمناطق صيد الاسماك والأمن الغذائي العالمي والطريقة التي تعمل بها المنظومات الحياتية للمحيطات.
وكانت دراسة نشرت في الموقع نفسه في شهر تموز قد اشارت الى تأثر الأسماك بظاهرة الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية، مؤكدة ان بعض الاسماك وبالاخص تلك التي تعيش في مناطق الحيد المرجاني قد تكون مهيأة افضل من غيرها لمواجهة تصاعد تراكيز ثاني اوكسيد الكاربون في المحيطات العالمية.

تأثير ثاني اوكسيد الكاربون
واكد الباحثون في مركز دراسات الحيد المرجاني في منطقة كوريل، ان بعض الاسماك قد تكون اقل عرضة للتأثر بالتراكيز العالية لثاني اوكسيد الكاربون وحموضة المحيطات اكثر مما كان متوقعا فيما مضى.
   هناك الكثير من دواعي القلق حول العالم بشأن النتائج التي توصل اليها باحثون في وقت سابق من ان صغار الاسماك ستكون اكثر تأثرا من الزيادة الصغيرة الحموضة التي تنتج عن تحلل ثاني اوكسيد الكاربون الذي يطلقه الانسان في مياه المحيطات.
ووجد الباحثون عند دراستهم لصغار اسماك انيموني ان هذه الصغار يمكنها التكيف مع التغيرات التي يتوقع ان تحصل في المحيطات بحلول العام 2100 بناء على حقيقة كون ابائها قد تربو في مياه حامضية ايضا.
وكانت الدراسات السابقة قد بينت ان نمو وبقاء الاسماك الصغيرة يمكن ان يؤثر جديا عندما يجري تعريض صغار الاسماك الى هكذا كميات من ثاني اوكسيد الكاربون والمستويات العالية من HB وهو مقياس الحموضة.
ووجد الباحثون انهم عندما قاموا بتعريض كلا الوالدين وابنائهما الصغار في مياه حامضية اكثر وجدو ان الاسماك من نوع انيموني كانت قادرة على التكيف مع التغيرات.
ولم تزل الكيفية التي مرت بها الاسماك الكبيرة وقدرتها على التعامل مع الحامضية و صغارها، تمثل لغزا محيرا، حيث ان الفترة الزمنية التي تعرضت بها الاسماك الى الحموضة كانت قصيرة لتسمح بتحول جيني يستغرق في العادة فترات طويلة.وبناء على الأدلة المتوفرة من حالات الانقراض الكبيرة التي حدثت في الماضي،  تخوف الباحثون لفترة طويلة من ان الحموضة التي يكون سببها اطلاق تراكيز كبيرة من ثاني اوكسيد الكاربون قد تؤدي الى اضطراب  تصرفي كبير في الحياة البحرية وبالاخص بالنسبة للاسماك التي تعتمد على الكالسيوم لبناء عظامها وقشورها. والبحث الجديد قد اظهر ايضا ان المستويات العالية من ثاني اوكسيد الكاربون يمكن ان تؤدي الى خلل في النظام  العصبي للاسماك.

كان زيادة حموضة الماء
كان المتوقع ان الزيادة الجديدة في حموضة المحيط نتيجة للنشاط البشري في اطلاق الكاربون هي اسرع من اي نشاط سابق ادى الى حالات الانقراض الكبرى في الماضي والتي قامت بالقضاء على ما بين سبعين الى تسعين بالمئة من الحياة البحرية.
  ما يظهره  البحث ان بعض الاجناس تمتلك قدرة على التكيف اكثر مما كان العلماء يتوقعون ما سيمنح البشر المزيد من الوقت للتعامل مع مشكلة انبعاثات ثاني اوكسيد الكاربون والسيطرة عليها.
ويشكك بعض العلماء بنتائج هذا البحث مبينين ان اسماك الانيموني هي اسماك قاسية بطبيعتها وقد لا تكون هي الصنف النموذجي لدراسة كل الحياة البحرية في المحيطات. ويتمتع هذا النوع بقدرة كبيرة على التكيف السريع مع الظروف المتغيرة.
ويؤكد المشككون على توسيع الدراسات لتشمل المزيد من الاجناس السمكية الاخرى وبالاخص تلك الاجناس التي يعتمد عليها البشر في غذائهم.
وكان بحث نشر في العام 2009 في الموقع نفسه قد اوضح ان التغيرات المناخية تمتلك تأثيرات بينة على الكائنات البحرية ومن بين هذه التأثيرات تلك المتعلقة بانماط غذاء الاسماك. وبين البحث ان العلماء قد لاحظوا منذ وقت طويل العواقب البايولوجية للتغير المناخي في الكوكب حيث ان اكثر اعراض هذه التأثيرات شهرة هو التحول في اماكن التغذية باتجاهات اكثر بعدا عن مواقعها الاصلية سواء باتجاه الشمال او الجنوب.
وبين البحث ان التغير المناخي قد ادى الى تقلص حجم ووزن الكائنات العضوية الصغيرة في المحيطات حيث ظهر هذا التغير في الحجم عند البكتيريا وعوالق البلانكتون وفي الاسماك الصغيرة في بحر البلطيق وفي الانهار في فرنسا.
واكد البحث ان ثلاث آليات تلعب دورا في هذه العملية هي زيادة نسبة نمو الكائنات العضوية الاكثر حجما من غيرها وزيادة اعداد الكائنات العضوية الصغيرة الحجم ضمن الصنف الواحد، فضلا عن وصول هذه الكائنات الى مرحلة النضوج التزاوجي وهي بحجم اصغر مما كانت عليه في السابق.
ويستخلص الباحثون من هذه الامور ان هذه التطورات ستؤثر بالنتيجة على عمل النظام الحياتي البحري برمته حيث ان حجم الجسم هو امر حسم يقرر بالنسبة للاسماك لتقرر من هو الذي ستأكله ومن الذي سيأكلها. وسوف يقود التحول نحو الحجم الاصغر بالنسبة للاصناف والافراد لسكان المحيطات من الاسماك الى تقلص كميات العوالق، حيث ان الاسماك الصغيرة ستتغذى اقل ما هو معتاد على الاسماك وسوف تتحول في غذائها نحو العوالق.


http://www.alsabaah.iq/ArticleShow.aspx?ID=44576
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة