قمة روحية مسيحية في بكركي: انتخاب الرئيس أولوية

بدء بواسطة برطلي دوت نت, سبتمبر 03, 2015, 11:40:46 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

  قمة روحية مسيحية في بكركي: انتخاب الرئيس أولوية


رؤساء الطوائف المسيحية: لضوابط دستورية تمنع تكرار تجربة الفراغ (مصطفى جمال الدين)

برطلي . نت / متابعة

عنكاوا دوت كوم / جريدة السفير / غراسيا بيطار الرستم
أطلقت من بكركي أمس كلمة مسيحية دينية جامعة لانتخاب رئيس الجمهورية فورا. كان من المقرر ان تكون تلك الكلمة مسيحية إسلامية ولكن في الربع الساعة الاخير لانطلاق القمة تبلغ المعنيون بأن لا مشاركة إسلامية. أوساط المنظمين تؤكد ان «لا خلاف على الإطلاق لا على مسودة البيان ولا على مبدأ المشاركة ولا أي شيء من هذا القبيل، ولكن تم الاتفاق على ان يعقد لقاء تشاوري مسيحي في بكركي تعقبه قمة روحية مسيحية إسلامية الاسبوع المقبل». ولكن من الذين اعتذر عن عدم الحضور متسببا بتطيير انعقاد القمة؟ هل هي دار الفتوى؟ تجيب: «دار الفتوى أكدت انها ستكون أول الحاضرين اذا ما انعقدت القمة في أي وقت. المسألة فقط تقنية ولإتاحة المجال لعقد لقاء تشاوري مسيحي بحت».
الجانب الكنسي يريد ان يأخذ الامور بحسن نية على قاعدة ان «الشركاء المسلمين أحبوا ان يتركوا لنا فسحة من الحرية للتنسيق في ما بيننا، أي مسيحية بمحلية». لكن متابعين للموضوع يعتبرون ان الانقسام العريض الحاصل في البلد نجح هذه المرة في أن يتبلور داخل الجسم الروحي. وبينما نجحت القمم الروحية على مدار تاريخها في ان تخرج بمواقف وبيانات وطنية روحية لا غبار عليها، يأسف بعض المتابعين لـ «اضطرار بعض المرجعيات الروحية الى انتظار تبلور المشهد السياسي العام في البلاد في الأيام المقبلة لكي تقرر أن تشارك في القمة الروحية ام لا».
بمشاركة واسعة من رؤساء وممثلي الكنائس في الشرق، من المارونية والارثوذكسية والارمنية والكاثوليكية والانجيلية والقبطية والكلدانية والاشورية وأعضاء لجنة الحوار الوطني الاسلامي ـ المسيحي: حارس شهاب، كميل منسى، جان سلمانيان وميشال عبس، والسفير البابوي المطران غابريللي كاتشا الذي حضر بدعو ة خاصة، إضافة إلى عدد من المطارنة، عقدت القمة التي انتهت ببيان طالب فيه المجتمعون «الأطياف السياسية كافة بالإسراع في اعتماد خريطة طريق تبدأ بانتخاب فوري لرئيسٍ للجمهورية وفقًا للأصول الدستورية».
واعتبرت القمة الروحية المسيحية ان «انتخاب الرئيس أمر أولويّ وأساسي يعني كلّ لبنان وكلّ اللبنانيين بكلّ طوائفهم. وإنّهم يضعون المجلس النيابي أمام مسؤوليّته التاريخية والدستورية، ويطالبون جميع أعضائه بالحضور إلى المجلس لانتخاب رئيس للبلاد ومن ثمّ تأليف حكومة جديدة تتولى معالجة كل القضايا السياسية والاجتماعية والمعيشية والاقتصادية، بدءاً من قانونٍ جديد للانتخاب».
وشددت القمة على «وجوب استمرارية الحكومة الحالية في عملها فلا تسقط أو تستقيل ما دام هناك فراغ في سدة الرئاسة الأولى، وما يقوم به رئيس الحكومة تمام سلام ومجلس الوزراء بالتعاون مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري ينبغي دعمه ومؤازرته، فيعجّل في إنجاز الاستحقاق الرئاسي، وهو المطلب الملحّ لجميع رؤساء الطوائف المجتمعين الذين يرون فيه موضوعًا وطنيّاً لبنانياً شاملاً يحفظ مبدأَي العدالة والمساواة أساس الشراكة الوطنيّة».
واذ دعوا الى إعادة النهج الوفاقي بين القوى السياسية، شددوا على ان «ما يحدث في لبنان اليوم من أزمة سياسية غير مسبوقة ووضعٍ اقتصاديٍ مُتردٍّ يضغط على المواطن، نتيجة فراغٍ رئاسي مُتمادٍ تخطى الاربعمئة وأربعة وستين يومًا، ما أدّى الى شلل في كل المؤسسات الدستورية العامّة، وشكّل انتهاكاً للجمهورية وإنهاكاً لها، هو أمرٌ يجب معالجته في ما بعد وإيجاد ضوابط دستورية وآلية جديدة تحول دون تكرار تجربة الفراغ الرئاسي المؤسف الذي نمرّ به».
ومن لبنان الى المنطقة، طالبوا «الأسرة الدولية والعربية بوضع حدّ للحرب والعنف والإرهاب وأعمال الإقصاء والإلغاء التي تمارس بحجّة الاختلاف الديني وغيرها، في سوريا والعراق واليمن وفلسطين، وإيجاد الحلول السياسية والسلمية لها، من أجل سلام عادل وشامل ودائم فيها وفي المنطقة، بالاضافة الى العمل الجدّي لإعادة جميع المهجّرين والنازحين واللاجئين إلى بيوتهم وأراضيهم».
وحول الحراك المدني الذي تشهده الساحة اللبنانية، أكد المجتمعون «أن في اللجوء الى الشارع خطورةً، وبخاصة عندما تكون النفوس مشحونة والنيران تحيط بلبنان وتهدده وتؤثر سلباً على الاستقرار فيه. ولا بد من قراءة سليمة للأولويات، ووضع سلّم للخطوات الواجب اتخاذها لمواجهة الأحداث والحاجات الحياتية والمعيشية والامنية». واذ أيدوا «المطالب المحقة للشعب والتعبير عنها ولئن كان الضغط على الحكومة أمراً مشروعاً بالطرق الديموقراطية والحضارية»، رفضوا ان يتم ذلك بالعنف وتعطيل الحياة العامة.
وخلصوا الى القول «ان ما تشهده الساحة اللبنانية من استمرار الاعتصام والتظاهر يجب الحرص على عدم خرقه من مندسين يحاولون تخريب التظاهرة السلمية من خلال شعارات ولافتات استفزازية ضاع الشعب في تنوّع أهدافها، وإطلاق الهتافات المعادية والرشق بالحجارة والاشتباك مع القوى الامنية»، معربين عن شَجبهم «لما حصل خلال التظاهر في وسط بيروت من أعمال تخريب وممارسات خارجة عن الأهداف، واعتداءات على الأملاك العامة والخاصة. نحن نرفض التجاوزات في التظاهرات ولكننا نطالب بضرورة محاسبة المسؤولين عنها أياً كانوا».