تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

التأصيل التاريخي لشعب برطلي

بدء بواسطة بهنام شابا شمني, أبريل 21, 2016, 03:32:37 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

بهنام شابا شمني

التأصيل التاريخي لشعب برطلي


بهنام شابا شمَنّي

يرجع الاثاريون تاريخ برطلي الى 5000 سنة قبل الميلاد ، انطلاقا من عمليات البحث التي اجرتها مديرية الاثار العراقية في سنة 1936 عندما قامت بتثبيت وقياس المواقع الاثرية الموجودة فيها وخصوصا التلال الموجودة في البلدة وعلى محيطها مثل تل (مَصَلّي) وتل (بْسْيلْم) .
يقول البروفسور باسيل عكولة البرطلي ( باحث واستاذ مختص في الاثار واللغات السامية المقارنة وتاريخ الاجيال القديمة والادب ) . ان برطلي وُجدت مع اول انسان في عصور ما قبل التاريخ انطلاقا من عمليات البحث التي قامت بها مديرية الاثار العراقية ، حيث شاهدت في تل البسيلم وفي تل المصلّي آثارا من عصر جمدت نصر (5000 ق.م ) وهو العصر الذي بدأ الانسان فيه يتجه الى العيش في تجمعات بشرية في شكل قرى .
ويضيف البروفسور عكولة . علاوة على ذلك كان الفلاحون البرطليين يعثرون وهم يحرثون الارض في تلك المناطق على الواح مسمارية وقطع من الفخار والصوّان التي تعود الى عهود ما قبل التاريخ . ويقول ايضا انه اكتشف هو شخصيا آثارا من العصر الحجري الاول من الصوّان وهي مسلّات للخياطة وادوات لخرط الجلود ولقصها .
وفي عهد قريب جدا اتخذ الجيش العراقي مواقعا له في تل المّصّلّي خلال الحرب في 2003 وقيامه بحفر مواضع له فيها ظهرت جرار فخارية وقطع أثرية شاهدها الكثير من الناس وبحسب قول احد المسؤولين حينئذ تم جمعها وارسالها الى دائرة الاثار في الموصل . والى الان تُكتشف مثل هذه القطع في تل المصلي وفي مناطق اخرى من البلدة كلما حصلت تعرية لسطح التربة فيها بسبب الامطار .
من هنا يتأكد لنا ان برطلي كانت تسكنها مجموعات بشرية منذ عصور ما قبل التاريخ ولكن ما اصل هذه المجموعات لم يثبتها المؤرخون واختلطت هذه المجاميع مع مجموعات بشرية اخرى حضرت وسكنت البلدة على مدى التاريخ .
في هذه المنطقة التي تتواجد فيها قرى وبلدات سهل نينوى ومن بينها برطلي قامت دولة عظيمة حكمت العراق ما يقارب من الاربعة عشر قرنا ابتداء من سنة (2000 ـ 612) قبل الميلاد . هذه الدولة العظيمة هي الامبراطورية الاشورية وسميت بهذا الاسم نسبة الى الاله الذي كانت تعبده (آشور) وكانت عاصمتها في البداية مدينة ( آشور ) الشرقاط حاليا ، وسمي رعاياها نسبة الى ذلك بالاشوريين .
ومن مدنهم أيضا خورسيباد ونمرود ونينوى التي اهتموا بها وقاموا بتوسيعها ، ويعتبر الملك سنحاريب هو الذي اوصل مدينة نينوى الى أوج مجدها حوالي سنة (700) ق.م ، وخلال هذه الفترة تم سبي اليهود والبابليين وتوطينهم في مدينة نينوى واطرافها ، غير ان المجموعة العرقية الاكبر التي تعرضت للترحيل كان الآراميون .
يقول الكاتب روبن بيث شموئيل ( كاتب وشاعر وباحث في اللغة ) نقلا عن الباحث المعاصر سيمون بَربولا . انه في سنة ( 830 ـ 640 ) ق.م قام الاشوريون بتوطين ( 4,5 ) مليون من الآراميين في انحاء الامبراطورية الاشورية وخاصة في المناطق السهلية المحيطة بنينوى ، بحيث كانوا من الكثرة ما أدى الى استعمال الاشوريين اللغة الارامية المحكية بدلا من لغتهم الاكدية لغة الاشوريين الاصلية . وبالتأكيد ان مجموعة من هؤلاء الاراميين قد سكنوا  برطلي أيضا .
ويؤكد ذلك الباحث هنري بدروس كيفا (متخصص في التاريخ الارامي السرياني) أن سياسة ألملوك ألأشوريين  في  ضم  تلك  ألأعداد  ألكبيرة من ألسكان  ألأراميين في  داخل  ألإمبراطورية ، سوف  يحولها  إلى إمبراطورية  أشورية- أرامية ، أن هذ ألظاهرة قد بدأت  في  ألقرن  ألتاسع ق.م  في بيت نهرين ألشمالية  و أن  ضم ألممالك ألأرامية  في ألشرق  منذ  عهد تغلت فلأسر ألثالث  قد  أسرع  في  تلك  ألعملية . 
ويؤيد هذا الرأي الدكتور أسعد صوما أسعد وهو ( باحث متخصص في تاريخ السريان ولغتهم وحضارتهم ). ان الشعب الاشوري كان شعبا صغير العدد ، لكنه كان مقاتلا ممتازا استطاع ان يبسط نفوذ سلطته الى مناطق شاسعة من الشرق . ويضيف ان هذه السياسة التي اتبعها الاشوريين كانت قد غيرت من خريطة الوضع السكاني في الدولة الاشورية وأضعفت قوميتها الاشورية لان الاراميين المهجرين كانوا قد أصبحوا باعداد كبيرة جدا في المدن الاشورية حتى ان عدد الاراميين في الدولة الاشورية قد فاق مع الزمن عدد الاشوريين بكثير بحسب قول احد علماء الاشوريات المعاصرين .
ويقول ايضا الدكتور أسعد صوما . في عام 2004 كتب العالم أندري لومير (وهو من كبار الباحثين المتخصصين في قراءة النقوش القديمة) معلقا على سياسة الملوك الاشوريين في توطين الاراميين في آشور بقوله : بالحقيقة لقد حوّل الملوك الاشوريون دولتهم الى امبراطورية آشورية ـ آرامية عندما دمجوا فيها اعدادا كبيرة من الاراميين .
هذا الشيء حمل السلطة الاشورية الى الاعتراف باللغة الارامية ذات الابجدية البسيطة واضطرت الى استعمالها الى جانب اللغة الاكدية ذات الابجدية الصعبة لغة الاشوريين . واصبحت اللغة الرسمية للدولة حيث كان من الاراميين الكثير من الموظفين الكبار في البلاط الملكي يشاركون في تسيير دفة الدولة باعلى المستويات ، كما كان منهم الكثير من اصحاب المهن ، وكان منهم وحدات عسكرية في الجيش الاشوري تبلغ عشرات الالاف .
ويضيف الدكتور صوما ان انتشار الارامية في آشور ادى الى تقوية الجانب الارامي اللغوي والثقافي كثيرا واضعف الهوية الاشورية لدى المواطنين وهذا يعني ان جزءا هاما من الهوية الاشورية حينها كان قد اصبح اراميا في قلب آشور نفسها مما سهل ذوبان الاشوريين في الهوية الارامية بعد سقوط نينوى على يد التحالف الميدي الكلداني سنة (612) ق.م ، حيث تم هدم نينوى وتدميرها بالكامل وتهجير اهلها الى المدن القريبة منها اي في مدن وقرى سهل نينوى .
يقول باسيل عكولا ايضا : عندما هدم التحالف البابلي الفارسي نينوى هرب كثير من السكان الساكنون هناك نحو الشرق . علما ان الكلدان هم ايضا من الاقوام الارامية كما يثبت الكثير من المؤرخين والباحثين ومنهم الاثاري العراقي بهنام ابو الصوف وآخرهم البطريرك مار روفائيل لويس ساكو وقد سكنوا بلاد أكاد منذ 1100 ق.م .
بعد مرور ردح من الزمن يقول الباحث اسعد صوما لم يبق هناك من يسمي نفسه آشوريا أو ينتمي للاشوريين أثنيا او قوميا ، لقد اصبح الجميع آراميين لغويا وثقافيا وقوميا . اي بمعنى انصهر الشعبين الاشوري والارامي ببعضهما .
وبالرغم من سقوط الدولة الاشورية يضيف اسعد صوما وطغيان الجنس الارامي على سكانها ، بقي الاسم الاشوري مستعملا لدى جيرانهم الفرس والارمن واليونان ويطلقونه على ذات المنطقة الجغرافية التي كانت تضمها .
هذا الشعب الذي كان جزءا منه في فترة من الزمن اشوريا وكلدانيا ولغته أكدية واصبح آراميا بعد طغيان الجنس الارامي عليه ولغته آرامية في فترة اخرى من الزمن ، اصبح سريانيا ولغته سريانية .
لكن من اين جاءت تسمية السريانية (سورايي) الى هذا الشعب الساكن في حدود الدولة الاشورية السابقة .
يقول باسيل عكولا في القرن الثالث الميلادي أخذنا كلمة ( سورايي ) التي هي تحريف لكلمة ( آشورايي ) حيث كان حرف الشين قد تحول الى السين في الكتابات الاشورية المعاصرة . وسورايا هي تبسيط لكلمة آسورايا وتعني سكان الموصل التي كانت تسمى بالتاريخ الكنسي ابرشية آثور وسكانها كانوا آثورايي والاثوريون يقول باسيل عكولة هو لفظ آخر للاشوريين وهذا ما جاء في القواميس السريانية الكبرى مثل قاموس ابن بهلول الذي يكتب آثور تعني الموصل وآثوري الموصلّي ، وبعدها انتقل معنى سورايا الى المسيحي فاصبح معادلا للمسيحي حتى وان لم يتكلم السريانية ( السورث ) . ويقول بهذا الرأي ايضا الباحث أسعد صوما .
روبن بيث شموئيل ونقلا عن اللغوي سيمون بربولا يقول ان سكان الامبراطورية الاشورية في القرن الثامن قبل الميلاد كانوا يسقطون في كلامهم حرف الالف من اسم آلهتهم واسم لغتهم . اي بحسب هذا الرأي سيكون لفظ كلمة آشورايي ـ شورايي ومع رأي الدكتور باسيل عكولة بتحول حرف الشين الى سين في العصور الاشورية المتأخرة اصبحت الاسم سورايي .
نقرأ ايضا عن آثور في قصة مار بهنام من التاريخ الكنسي السرياني ( كان مار بهنام بن سنحاريب حاكم ولاية آثور احدى ولايات الدولة الفارسية التي كان ملكها عصرئذ شابور ( 309 ـ 379 ) يدين بالوثنية ويضطهد المسيحيين بشراسة وضراوة ، وكانت مدينة نمرود عاصمة ولاية آثور موطن الوالي سنحاريب وافراد عائلته ، وكانت قريبة من مدينة نينوى عاصمة المملكة الاشورية سابقا .

سكان برطلي نينويون آراميون سريان

في مخطوطة سريانية من القرن الحادي عشر يقول باسيل عكولة تذكر ما يلي  ( بَرطْلويو نْنوويو أيثاو ) اي ان البرطلّي نينويٌ . بالتأكيد ان صاحب الوثيقة اعتمد على ان برطلي هي من أعمال نينوى وان بعضٌ من اهلها هم سكان نينوى عاصمة الدولة الاشورية التي تركوها وتوجهوا نحو القرى المحيطة بها بعد سقوطها على يد التحالف الميدي الكلداني في 612 ق.م . وبالتأكيد ان لغتهم الاصلية كانت أكدية قبل الاجتياح الارامي للمنطقة في القرن التاسع قبل الميلاد ، ولكن بفعل هذا الحضور الارامي القوي فيها اصبحت هوية شعبها آرامية ولغتهم آرامية كما جاء في اعلاه .
من هنا يأتي تفسير وجود كلمات أكدية في لهجة أهل برطلي . يقول باسيل عكولة البرطلّي ايضا . لنا آثار في لغتنا لا يعرفها الا القليلون ، مثلا بالسريانية جمع (كَلبو) هو (كَلبي) ، اما عندنا في برطلي الى الان جمع (كَلبا) هو (كَلواني) وهو ذات الجمع الاكدي الاشوري تماما . ويضيف كانت لغة اهل برطلي أكدية ثم اصبحت آرامية عندما صارت اللغة الارامية لغة الامبراطورية الاشورية ومن ثم لغة الامبراطورية  الفارسية .
ومن شواهد الاكدية في لغتنا المحكية في برطلي والبلدات القريبة يقول قصي يوسف مصلوب في كتيب خاص اصدره حمل عنوان (الناطقون بالسريانية واصولهم التاريخية) ونقلا عن الباحث آشور ملحم (باحث آثاري له دراسات لغوية مقارنة بين السريانية والاكدية) . هناك كلمات مستخدمة الى الان في اللغة المحكية في بلدات مثل برطلي : الباب في السريانية هي ( تَرعو ، تَرعا ) بينما نحن في برطلي نطلق عليها ( بْلّا ) كما تسمى في الاكدية .
ويضيف ومن الموروث الشعبي لدى أهل هذه القرى ومنها برطلي فان الامهات عندما يحدثن أطفالهن الصغار فانهن يستخدمن مفردات هي أكدية الاصل مثل ( مَمّا : خبز ، بْخ : الذبح ، بْشّي : الاستحمام ) وغيرها .
وعلى مدى التاريخ وبسبب الاضطهادات التي كانت تقع على هذا الشعب الساكن في هذه البلاد التي اصبحت تسمى بعدئذ بالعراق بسبب ايمانه المسيحي . 
بسبب ذلك انتقل الى برطلي بنسبة قليلة قياسا الى البلدة الاقرب اليها بخديدا سريان تكريت وكان هذا على مرحلتين ، الاولى كانت في القرن التاسع بعد اضطهادات المتوكل ( الخليفة العباسي ) ، والمرحلة الثانية في القرن الثالث عشر .
بينما انتقل اليها في القرن الثامن عشر سريان قرى وبلدات باسخرايي وسميّل وقوب وباشبيتا وزنكنة وجبارة وهي قرى سريانية ومن بعد ذلك الاثوريين من الجبال الشمالية الشرقية وبلاد العجم ( من منطقة اورميا في ايران ) ، ولا تزال عائلات كثيرة الى الان معروفة باصولها من تلك المناطق ، وسكان كل هذه القرى كانوا يسمون انفسهم يقول باسيل عكولا بـ ( السورايي ) بل كل المنطقة التي تمتد من تكريت شمالا الى منابع دجلة حتى طورعبدين ولغتهم هي السورث .
يقول البطريرك يعقوب الثالث البرطلّي (كانت برطلي في القرن الثاني عشر عاصمة كورة نينوى السريانية) . ويبدو ان ذلك جعلها مقصدا لكل الذين كانوا يعانون من اضطهادات في القرى والبلدات الاخرى حيث يجد من يستقبله من ابناء امته كيف لا وهم شعب واحد لغة وجنسا .
هناك امور اخرى يسوقها باسيل عكولا في كون برطلي والقرى المجاورة ملاذا آمنا للقادمين بسبب الاضطهاد والفاقة والفقر  ، وهو ان برطلي وجاراتها كانت قرى كبيرة وبيوتها مبنية من الصخر كما كنائسها وانها كانت اقطاعات لأتابكة الموصل وقد أرادوا ان يثبتوا سكانها فيها فسمحوا لهم ببناء بيوت فيها ، بينما القرى الاخرى فكانت من الطين وتذهب مع ذهاب الاقطاعي منها .
وهناك اقليات اخرى جاءت من القوش وتللسقف وباطنايا ، ثم انصهروا هؤلاء جميعا مع بعضهم البعض و( تسرينوا ) واصبحوا سريانيي الكنيسة .
اما الغالب بحسب رأي باسيل عكولا فهم منحدرون من ابناء نينوى ومن الجماعات الذين ساكنين في هذه الارض ولغتهم المحكية هي ( السورث ) .

ادريس ججوكا

تعقيبا لما ورد اعلاه نود ان نبين ما يلي :                                                                                             
                                                                                             
{اولا} اذا كان تاريخ * برطلي * يعود الئ عام 5000 ق.م. , فهذا يعني * ان وجود شعب برطلي * في بلاد الرافدين ~ العراق القديم ~ هو قبل وجود الاشوريين المنقرضين فيه.                                                                                     

{ثانيا} الدولة الاشورية لم تحكم العراق القديم 14 قرنا و لا حتئ في ظل امبراطورية الاشوريين المنقرضين  , اذ ان الدولة الاشورية خضعت ل الامبراطورية البابلية الاولئ ~ امبراطورية حمورابي العظيم ~ كما ان الاشوريين كانوا قد استبدلوا حتئ  الههم اشور ب اله البابليين * مردوخ * .. ثم استقلت بعدها و استطاعت ان تحتل  بابل  لفترة محدودة , لكن تمكن الاراميون لاحقا ب التعاون مع الميديين من اسقاط الدولة الاشورية في عام 612 ق.م. , و كون الاراميون بعدها اخر امبراطورية في تاريخ العراق القديم ~ امبراطورية نبو خذ نصر ~ و نبو خذ نصر هو ابن الملك الارامي نابوبولاصر الذي اسقط الدولة الاشورية , علما ب ان الامبراطورية الاولئ كان قد كونها سرجون الاْكدي المعروف .                                                                                                             

{ثالثا} مدينة نينوئ كانت مدينة حديثة و عمرها كان قصيرا , و سنتحدث عنها لاحقا.                                                         

{رابعا} لا يوجد مصدر تاريخي دقيق يفسر لفظة * سورايا * كما بينا في مكان اخر في هذا الموقع.                                               

{خامسا} ان اللغة الاْكدية كانت لغة الاْكديين و لم تكن اللغة الاصلية ل الاشوريين المنقرضين , لكن الاشوريين كانوا قد تكلموا بها ثم تكلموا اللغة الارامية لاْنهم لم يعرفوا لغتهم كما ان اصلهم غير معروف بحسب ما اورده عالم الاشوريات الفرنسي جان بوتيرو في كتبه.             

{سادسا} الحضارة في بلاد الرافدين نشاْت سومرية ~ اْكدية ~ ارامية كما اورد ذلك نفس عالم الاشوريات الفرنسي المذكور في {خامسا} اعلاه في كتابه * بلاد الرافدين * و * كتاب * الشرق القديم و نحن *, و الاشوريين اخذوا ثقافتهم من البابليين.                                                                         

           

ادريس ججوكا

اما فيما يخص مدينة  نينوئ  نود ان نبين الاتي :                                                                                                     

{1} ان عمر مدينة * نينوئ * كان 93 سنة فقط { 704 ~ 612 ق.م. } استنادا لما كتبه عالم الاشوريات الفرنسي جان بوتيرو في ص 373 و 374 من كتابه * بلاد الرافدين * كالتالي : * نينوئ : و تسمئ ايضا قويونجق. هي العاصمة الاخيرة للامبراطورية الاشورية منذ عهد * سنحاريب { 704 ~ 681 } * , و تقع اطلالها في الجانب الشرقي من مدينة * الموصل *.                           

{2} و كتب البروفيسور اسعد صوما اسعد | باحث متخصص في تاريخ السريان و ثقافتهم و لغتهم و حضارتهم التالي عن سقوط نينوئ التالي : *** .. و شنّ نابوبلاصر الارامي الكلداني وكيأخسار الميدي عام 612 هجومهم الكاسح على نينوى وحاصروها، فاستنجد الاشوريون بالاسقوثيين، غير ان الاسقوثيين انضموا الى جيش كيأخسار الميدي لأنه وعدهم بالمزيد من الغنائم والاسلاب.
وبعد حوالي شهرين من الحصار في صيف 612 سقطت نينوى بيد الاعداء، فاهتز العالم القديم لسقوطها.
وتفشى فيها الذعر، وعمَّت الفوضى، ودمّروا المدينة وحوّلوها الى "أكداس من الخراب" كما جاء في سجل الاحداث البابلية، وتعرضت هذه المدينة الجميلة الى ابشع انواع النهب والسلب والحرق والقتل والمجازر، فسارت فيها الدماء في الطرقات، وتحولت الى خراب ينعق فيها البوم كما ذُكر. و كان البعض من الجنود والسياسيين والاداريين "الاشوريين" قد هربوا ليتحصنوا في حران التي كانت قاعدة آرامية مقتدرة مرتبطة بآشور، فشنّ عليهم * نابوبلاصر * هجوما فسحقهم هناك ودك المسمار الاخير في نعش الدولة الاشورية.***                     

{3} اذن ف ان من استطاع الهرب من مدينة نينوئ كان بعض الجنود و السياسيين و الاداريين الاشوريين ليتحصنوا في حران , لكن * نابوبلاصر* لحق بهم بهجوم فسحقعهم هناك.                                                                                           

{4} فيما يخص حذف الاحرف من الكلمات ف سياْتي الحديث عنه لاحقا , حيث يبدو ان هذا الاْمر لا يدور الا في جمجمة المدعو روبين بيت شموئيل كما تحدثنا عن ذلك في مكان اخر في هذا الموقع.           

ادريس ججوكا

فيما يخص حذف الاْحرف من الكلمات و كما ورد في المنشور نود ان نوْكد باْن ما اورده المتاْشور المدعو روبين بيت شموئيل لا يمكن ان يكون صحيحا بدليل :                                                                                                                           

{اولا} ان العلماء المتخصصين الذين اشرفوا علئ التنقيب و استخراج اكثر من نصف مليون وثيقة من باطن الارض لم يشيروا الئ وجود مثل هكذا * بدعة * و منهم عالم الاشوريات الفرنسي جان بوتيرو حيث عندما كتب عن * اشور * في ص 360 و 361 من كتابه * بلاد الرافدين * كالتالي : *** اشور : هو من اصل سامي لا يعرف معناه .. اسم الاله شفيع البلاد الاشورية و هي الجزء الشمالي من بلاد الرافدين. و الاسم ذاته يشير الئ العاصمة الاولئ لهذه البلاد التي اصبحت منذ النصف الثاني من الالف الثاني مملكة مستقلة حتئ انقراضها سنة 612 ق.م . و تقع العاصمة اشور علئ نهر دجلة و تسمئ حاليا قلعة الشرقاط و تبعد 5 كم الئ الجنوب من ناحية الشرقاط الحالية. و كانوا يتكلمون في هذه البلاد لهجة اكدية . و اذ تفوقت علئ الصعيد السياسي فانها ظلت علئ الصعيد الثقافي مدينة * للبلاد البابلية * *** لم يشير الئ ان الاشوريين المنقرضين كانوا يحذفون حرف الاْلف من الكلمات .. و لهذا ظهرت في الوثائق * اشور * و ليس * شور * بدون الاْلف و ثبتها في كتابه كما هي.                                                                                     

{ثانيا} هذه ليست المرة الاولئ التي يسوق فيها المتاْشور روبين بيت شموئيل مثل هكذا بدعة حيث سبق ان حاول مرة اخرئ عندما طرح في محاضرته المعروفة كذبا باْن كلمة * سورث * مشتقة من كلمة * اسوريت * بعد ان حذف منها * الاءلف * ثم حذف * الياء * و قلب التاء الئ * ثاء * لينتج كلمة * سورث * و بها تحول الئ مخرج فلم هندي لا غير.                                                 

     و لذا ننصح الكتاب من ابناء شعبنا الارامي السرياني ~ الكلدان من ضمنه ~ الاعتماد علئ مصادر دقيقىة و نزيهة و ليس علئ خزعبلات البعض و هدفها سياسي بحت كما هو واضح ك امثال المتاْشور المدعو روبين بيت شموئيل .

بهنام شابا شمني

السيد ادريس ججوكا المحترم

لم تأتي بشيء جديد وهذا ما ذكرته في المقال حول اصل كلمة آشور .
اما عن الذين اخرجو الملايين من الوثائق ربما لم يكن هدفهم البحث عن اسم السريان ومن اين اشتق ولهذا لم يهتموا بكيفية لفظ الاسم او غيره . هذا من جهة ونحن ايضا اعتمدنا على مصادر موثوقة في بحثنا وهي آراء اقرب الى الواقع من غيرها . اما كل من يخالفك الرأي يجب ان يكون متأشورا وما الى ذلك . وهذه آراء له كل شخص الاقتناع بها او لا
تقبل تحياتي

ادريس ججوكا

الاخ بهنام شابا شمني المحترم                                                                                                                                                                                 

{اولا} الذين اخرجوا الوثائق كتبوا عن الاراميون و قد كتبنا عن ذلك في اماكن اخرئ في هذا الموقع ... و الكل يعرف و كما بينا سابقا ب ان السريان هم الاراميون ~ و حضرتك من بينهم ~ و ليس الاشوريين المنقرضين.                                                                                                 

{ثانيا} اكيد من كتب عن اشتقاق اسم السريان كان حاله حال المتاْشور روبين بيت شموئيل ... ف اقراء  ما كتبه الدكتور فيليب حتئ  في ص 62 من كتابه * تاريخ سوريا و لبنان و فلسطين | الجزء الاول  بهذا الخصوص :                                                                                                                                                                               
                                                                                                                                                                           
الدكتور فيليب حتي : لا صلة في الاشتقاق بين {{ سوريا }} و {{ اسيريا }} { اشور }.
ان اسم * سوريا * يوناني في شكله {1}. و يظهر بشكل شرين Shryn في اداب اوغاريت {2} و سيريون Siryon في العبرية {3} حيث كان يطلق علئ لبنان الشرقي. و استخدم اسم الجزء فيما بعد ليشمل البلاد كلها. و كلمة لبنان هي سامية ايضا {4} و لكنها تظهر في الوثائق المسمارية التي هي اقدم من الوثائق العبرية و الاوغاريتية. و كانت احدئ مناطق * شمالي الفرات * معروفة عند البابليين باْسم { سوري Su - Ri }. و *** لا توجد صلة في الاشتقاق بين {{ سوريا }} و {{ اسيريا }} { اشور} {6} *** . و في * العصور اليونانية و ما بعدها توسع استعمال هذا الاْسم و اطلق علئ * البلاد كلها * و استخدم بهذا المعنئ حتئ نهاية الحرب العالمية الاولئ. و قد شمل عموما المنطقة الواقعة بين طوروس و سينا و بين البحر المتوسط و البادية. {يتبع}                   

{ثالثا}المساْلة ليست مساْلة راْي .. و انما هي مساْلة حقائق تاريخية.                                                                                                                                 

مع تحياتي الحارة لحضرتك و لحضرات متابعي الموقع ايضا !

                                                         

                               

ادريس ججوكا

و بصدد  ما ورد في قصة مار بهنام يتبادر الئ الذهن السوْالين الانيين :                                                                                                                                         

{1} بعد تدمير اشور و كذلك نينوئ كما اوردنا اعلاه , فهل يعقل ان تبقئ نمرود قائمة حتئ مجئ والي فارسي بعد مئات من السنين لتلعب دور عاصمة له ... ؟!!!!!!!!!!!!                                       

{2} كيف اندثرت اذن ... ؟!