مشاكسة خيانـــــة زوجيــــــة / مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يناير 10, 2014, 08:18:32 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مشاكسة
خيانـــــة زوجيــــــة



مال اللــه فـرج
Malalah_faraj@yahoo.com

  تداخلت فوضى العلاقات الزوجية بفوضى التداخلات السياسية بصخب عمليات التجميل بارتفاع معدلات الفقر والجريمة والطلاق والفساد والمزايدات والمزادات السياسية , لتتشكل عبر ذلك كله ابرز ملامح خارطة التحولات الاجتماعية والسياسية معا .
ففي الوقت الذي شهد فيه العام الماضي اكبر معدلات عمليات التجميل والطلاق على حد سواء, حيث بلغ عدد عمليات التجميل في فرنسا   (60) الف عملية خلال عام وفي الدول العربية بحدود (650) الف عملية تراوحت بين نفخ الشفتين وشفط الدهون وتعديل الانف وتصغير او تكبير الثديين وزراعة الشعر ومعالجة ترهلات الوجه ورفع الحاجبين وتصغير الورك , وغير ذلك , من اجل ارضاء الشريك , وغالبا لاضفاء لمسات من الرشاقة والجمال والتحايل على العمر ومحاولة اخفاء اثار عجلات الزمن عن وجوه كانت نضرة  ومحاولة اعادة نضارتها , رافق ذلك ارتفاع مخيف في حالات الطلاق حيث تشهد محاكم الاحوال الشخصية في مصر مثلا بحدود (250 ) حالة طلاق يوميا ,رافق ذلك رغبة معظم الرجال تحويل ملامح وتضاريس زوجاتهم الجسدية لمستويات اشد اثارة واغراءا ومحاكاة لتضاريس وملامح فنانات شهيرات , غير ابهين بمشاعر الطرف الاخر وهم يمارسون الخيانة الزوجية الذهنيه علنا في علاقاتهم الزوجية الحميمة وكل يتخيل نفسه وهو بين احضان زوجته يمارس حقوقه الزوجية بانه بين احضان الفنانة التي يشتهيها , والعكس صحيح ايضا.     
رافق ذلك فوضى لا تقل صخبا وضجيجا على الجبهة السياسية المتأهبة لخوض غمار الانتخابات البرلمانية في نيسان القادم , حيث راحت مكائن وعجلات الستراتيجيات الاعلامية والمتغيرات الايدلوجية والشعارات الفضائية تدور بسرعة لتنافس بتغييراتها اضخم عمليات التجميل النسوية ويحاول المعنيون من خلالها اخفاء تداعيات السلبيات والكوارث والاخفاقات الماضية التي فشلت في اقناع المساحة الجماهيرية الواسعة بتبريرات الفشل الذريع الذي شهدته البلاد على مختلف المستويات وفي مقدمته الاخفاقات الامنية والخدمية التي ما تزال تفاعلاتها تتواصل في الجهة الغربية من البلاد  ومحاولة اضفاء ملامح جديدة اشد شبابا واشراقا واثارة واغراءا على احزاب وتحالفات ومكونات بعينها لاستقطاب اهتمام الناخبين ومحاولة الامساك باصواتهم عبر اضخم عمليات الخداع التي تحاول عمليات التجميل السياسية النهوض بها بعد ان اسقطت من حساباتها حقيقة ان عامل الاقناع الاساسي هو الجوهر وليس المظهر , وان المظهر مهما حاول خداع البصر والاستحواذ على اعجاب ورغبة وشهوة النظر فانه قطعا لن يستطيع اخفاء حقائق الجوهر عن البشر , بالاخص وان المواطن العراقي ما عاد بالمظاهر ينخدع او يغتر.
الى ذلك , فجرت امرأة صينية (جميلة) واحدة من اشد القضايا المثيرة للجدل  , بعد ان امست ربما اتعس امرأة بعد ان كانت تلك (الجميلة المغرية المثيرة) ربما اسعد امرأة حيث رفع  زوجها ضدها دعوى قضائية طالبا تطليقها بسبب كونها (قبيحة) وسط ذهول المعنيين الذين لم يروا فيها اية ملامح للقبح , وانما على العكس فقد كانت مثالا للجمال.           
وبدأت مأساة تلك المرأة الصينية التي كانت تعيش حياة زوجية هانئة هادئة سعيدة مع زوجها عندما رزقت بطفلتها البكر ليفاجأ الزوج وهو يراقب نمو طفلته بقبحها الشديد خلافا لزوجته فائقة الجمال , فكيف يمكن ان تكون تلك ابنته ؟ ومن اجل وضع حد لمجمل شكوكه  بادر لاخضاع طفلته لفحوصات الحمض النووي (DNA) والتي اكدت نتائجه بان الطفلة هي ابنته فعلا , ولكنه اكتشف الحقيقة عندما عاد لتصفح الصور القديمة لزوجته التي كانت تخفيها عنه ليكتشف بان زوجته لم تكن جميلة ابدا كما كانت عندما تزوجها , وانما كانت عكس ذلك , وان جمالها الظاهري ذاك كان نتيجة عمليات تجميل بلغت كلفتها اكثر من (96000$) ستة وتسعون الف دولار اجرتها قبل زفافهما بثلاث سنوات, فما كان منه الا رفع قضية طلاق ضدها بتهمة الكذب عليه واخفاء (قبحها) الذي لن تغير عمليات التجميل امتداداته الجينية الورائية التي ستنعكس على ولادة ابناء (قبيحين) , الامر نفسه اصبح مشابها للعملية السياسية التي كانت فائقة الجمال بشعاراتها ووعودها , لكن ما انجبته من قبح الكوارث والسلبيات والفساد  امسى لدى الكثيرين مبررا للطلاق بين دعمهم وبين بعض مكوناتها.
الى ذلك فقد اصبحت عمليات التجميل النسائية والسياسية سيدة المشهد الوطني في المرحلة الراهنة ' فبعض النسوة اصبحن يغيرن شكلهن الف مرة اما لارضاء ازواجهن او لارضاء طموحاتهن الجمالية بدءا من تغيير الوان واشكال وتصفيفات الشعر , مرورا بعمليات تصغير الانف ونفخ الشفتين والخدين ولون العينين وانتهاءا بتصغير او تكبير التضاريس الاخرى , حتى لم يتبقى من الاجزاء الطبيعية (الاصلية ) لدى بعضهن الا اللسان والاحشاء الداخلية , والامر نفسه انسحب على بعض الاحزاب والتحالفات والمكونات والتكتلات السياسية التي تحاول اخفاء فشلها وخيبتها وخلافاتها ومزايداتها وفساد بعض اعضائها وامتداداتها الخارجية من خلال عمليات التجميل وعمليات الطلاق السياسية التي ارتفعت اعدادها هذه الايام , فهنالك احزاب تنقسم على بعضها ومكونات تتشظى وسياسيون يرمون بيمين الطلاق على احزابهم ويتقافزون بطريقة بهلوانية بين هذا الحزب وذاك بحثا عن فرصة افضل , ومكونات تعتقد ان حقن (البوتوكس) وعمليات الشفط والنفخ وازالة الدهون ومعالجة الترهلات كفيلة بخداع الناخبين واستقطابهم في وقت افرزت فيه الاحداث حقيقة ان المواطنين امسوا اشد فطنة وذكاء من بعض السياسيين البلهاء.
ومثلما صرخ احد الازواج بوجه زوجته التي ادمنت على عمليات التجميل وهي تفاجأه بعد اخر عملية بشكلها الجديد )    لم يبق منك الا رائحتك فقط ), كذلك فان المواطنين ربما سوف يصرخون بوجوه بعض الاحزاب ومرشحيها (لم نلمس منكم الا شعاراتكم فقط ).
اخيرا ربما يخطىئ بعض الرجال في التعرف على زوجاتهم بعد عمليات التجميل , لكن المواطنين لن ينخدعوا قطعا ببعض المكونات حتى لو اخضعت نفسها لالف عملية تجميل , ولن يخطئوا ابدا بين من يخدعهم وبين من يخدمهم.