تذكار القديس مار سمعان العمودي

بدء بواسطة برطلي دوت نت, سبتمبر 04, 2011, 07:22:02 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

تذكار القديس مار سمعان العمودي




ولد القديس سمعان حوالي العام (386) م في بلدة سيس القريبة من نيقوبوليس ( أضنة – تركيا ) ، كان راعياً للمواشي منذ نعومة أظفاره ، وفي يوم مثلج لزم القطيع فيه الحظيرة ، ذهب سمعان مع والديه إلى الكنيسة واستمع إلى الكاهن يردد الطوباويات:... طوبى للودعاء فإنهم يرثون الأرض ... طوبى للجياع والعطاش إلى البر فإنهم يشبعون ... طوبى للمحزونين فإنهم يعزون ... طوبى للرحماء فإنهم يرحمون
ـ طوبى لأتقياء القلوب فإنهم يعاينون الله
ـ طوبى للساعين إلى السلام فإنهم أبناء الله يدعون ....
اجتذب لهذه الكلمات وانضم إلى جماعة من النساك ، قرب سيس وبعد سنتين انتقل إلى حياة اكمل في منطقة دير تلعادة الكبير ولجأ إلى دير برج السبع الذي كان يضم ثمانين راهباً . أمضى القديس سمعان في هذا الدير عشر سنوات قضاها في الصلاة والتقشف . كان يأكل الطعام مرة في الأسبوع .



في العام (412) م لجأ سمعان إلى بلدة ( \" تل نيشه \" وهي كلمة سريانية تعني تل النساء ) حور بعدئذ إلى اليونانية فدعيت تلانيسوس ( قرية دير سمعان حالياً ) الواقعة على السفح الجنوبي الغربي للجبل الذي أقام فيه في ما بعد بقية حياته . فعاش في هذه البلدة ثلاث سنوات كراهب ، ثم أقام في صومعة وصام الصوم الأربعيني دون أن يأكل أو يشرب شيئاً خلاله رغم وجود الخبز والماء قربه . غادر القديس سمعان بلدة تلانيسوس وارتقى قمة الجبل المجاور حيث أقام ضمن سياج صغير على شكل دائرة وربط نفسه بسلسلة طولها عشرون ذراعاً لتحد من حركته وتكون قيداً لجسده . ثم قطع السلسلة واكتفى لرقابة الضمير قيداً روحياً لجسده . وقد خلف مكان تثبيت السلسلة على فخذه قروحاً تختبئ فيها البراغيث وهو يتحمل قرصها بشجاعة لمجد الله .
ذاعت صيته بين الناس فأقبلوا يقصدونه من كل حدب وصوب على مختلف الجنسيات . من الفرس والأرمن والعرب ومن أقصى الغرب من إسبانيا وإنكلترا وبلاد الغال ....فمنهم المرضى لينعموا بالشفاء ومنهم العواقر ليرزقهن الله أولاداً وغيرهم . وليتجنب قد يسنا مضايقة الزوار انتصب على عمود بارتفاع ذراعين ، وأخذ العمود يزداد ارتفاعاً حتى وصل ارتفاعه إلى (40) ذراعاً . أمضى القديس سمعان على هذا العمود اثنين وأربعين عاماً.
كان القديس سمعان خطيباً، يعظ مرتين في اليوم، ويحل الخلافات ويرشد الوثنيين . فكان مثالاً ورائداً لحياة الناسك . كان يحجه وفود الرهبان وكبار رجال الكنيسة والدولة ، كما زاره بعد الاجتماع الديني في إنطاكية الراهب دانيال مع مجموعة من الأباء برتبة ارشمندريت . فذاع شهرة القديس العمودي .
ومن عجائب سمعان العمودي شفاء أحد الأمراء من الفالج ، كما استجاب دعاء إحدى الأمهات الإسماعيليات فأصبحت أماً بعد أن كانت عاقراً فدعي \" الرجل الإلهي \" . كان شديد الاحتمال ، ففي صلاته وأثناء سجوده ( تصل عدد السجدات إلى أكثر من \"1244\" سجدة ) ينحني فتصل جبهته حتى أصابع قدميه ، لأن معدته قلما يصل إليها الطعام ، ويبقى الليل كله واقفاً من الغروب حنى الشروق .
توفي القديس سمعان في (24- 7- 459) م وسجي جسمانه قرب أسفل العمود في تابوت من الرصاص .
جاء بطريرك إنطاكية ( مرتيريوس ) لنقل جثمانه فلقي ممانعة من رهبان البلدة وسكان المنطقة ، فعاد برفقة (600) جندي وبأمر من القائد الأرمني اردبور وحملوا التابوت وتوجهوا إلى إنطاكية ، بقي الجثمان هناك شهراً ثم نقل إلى كنيسة قسطنطين الكبير ، وأخيراً تم نقل رفات القديس سمعان من إنطاكية إلى مدينة القسطنطينية وبمكان خاص بالقديس ، أما العمود الذي اعتلى عليه قد يسنا (جبل سمعان ) فصار محجاً .
وتعتبر كنيسة سمعان جوهرة كنائس ( المدن المنسية ) ومن أجمل روائع الفن المسيحي ومن أعظم وأضخم الكنائس التي بنيت في العالم . قبل كنيسة آيا صوفيا ( الحكمة المقدسة ) التي بناها جوستنيان في القسطنطينية عام (537) م فظلت فريدة بعظمتها وضخامتها حتى القرون الوسطى حيث بني كنائس أضخم منها على الطراز القوطي في أوروبا
[/size]