تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

اليوم اليوم و ليس غدا

بدء بواسطة MATTIPKALLO, أغسطس 02, 2013, 12:04:43 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

MATTIPKALLO

اليوم اليوم و ليس غدا




متي كلو
mattikallo@hotmail.com

"اقترف البشر أخطاء كثيرة ولكن أسوأ جريمة اقتُرفت على الإطلاق هي التخلي
عن الأطفال، وإهمال ينبوع الحياة. ويمكن إرجاء الكثير من الأمور إلى وقت آخر.
الكثير نعم، ولكن باستثناء الرعاية بالأطفال. فمرحلة الطفولة هي المرحلة التي تنمو
فيها كل خلية من خلايا جسم الطفل وكل حاسة من حواسه وبالتالي علينا أن نتصرف
"اليوم" وإلا نترك الأمور إلى "الغد".
- غابرييلا ميسترال-



في كل دول العالم ينتظر التلميذ بفارغ الصبر العطلة المدرسية الصيفية لكي يستمتع بعد انتهاء السنة الدراسية، وهنا في استراليا، يدخل الاباء والأمهات في حالة انذار مبكر قبل بدا العطلة الصيفية لإيجاد وسائل للترفيه عن ابنائهم خلال العطلة، ومن المعروف ان العطلة الصيفية تبدأ قبل اعياد الميلاد بعدة ايام وتنتهي في في نهاية شهر شباط من العام، ولابد لرب الاسرة ان يكون قد استعد لأستصحاب ابنائه في رحلة ووفق الامكانيات المادية للعائلة ، فهناك من يختار مدينة اخرى او منتجع في ولاية اخرى او قريب من ريف المدينة او على المحيط او البحيرات وهناك من يغادر الى دولة اخرى.
وهناك بعض التلاميذ من الاعمار 12 – 16 بعد التمتع باجازة ترفيهية او سياحية لعدة ايام مع والديه، يبحث عن عمل وبمساعداتهما في احد المطاعم المختصة بالواجبات السريعة او في مراكز التسوق، وهذا يعتبره الاهل تشجيعا لأبنائهم في الاعتماد على النفس والاستفادة كخبرة للمستقبل او شراء بعض الحاجات التي يستفاد منها التلميذ،
ولكن في العراق، عندما تبدأ العطلة المدرسية الصيفية، يجذب الانتباه عدد الاطفال الذين يجيبون الشوارع والأسواق والساحات العامة وهم يجمعون القمامة بحثا عن مواد يستطيعون بيعها او بيع اكياس النايلون او دفع عربة لنقل مواد متنوعة للمتسوقين او عتالا او بيع قناني الماء او المشروبات الغذائية او جمعها او بيع السجائر او تنظيف زجاج السيارات مقابل مبالغ صغيرة وهناك من يعمل بالإعمال الشاقة مثل الحدادة والخراطة او النجارة او عند مكانيك السيارات وفي مهن لا تناسب أعمارهم.كما اتجه البعض منهم لممارسة الاستجداء.
ومما يثير الدهشة والحسرة والألم بان العراق، الغني بأمواله وثرواته والذي يعتبر من الدول الغنية في العالم، يكون بين شعبه عدة ملايين يعيشون كما تعيش الشعوب في بلدان افريقية مدرجة في جداول تحت خط الاحمر من المجاعة والأمية والفساد، ومما يؤسف له ايضا ان كل الحكومات التي جاءت بعد الاحتلال لم تعير أي اهمية للجانب التعليمي والتربوي ومصير هؤلاء الاطفال ووضع دراسة مستضيفة مستقبلية وانشغلت في المهاترات بين الكيانات الحزبية والمذهبية السياسية وبمصالحها الخاصة، بسبب الفشل السياسي.
لا نريد مرة ان نكتب عن الايرادات الهائلة التي يحصل عليها العراق من جراء تصدر النفط الى انحاء العالم والتي تجاوزت اكثر من 75 مليار دولار، ولكن لابد بطرح السؤال الذي اصبح يساله القاصي والداني، اين تذهب هذه المليارات وهذا التدهور في كافة نواحي الحياة ومستوى معيشة المواطن العراقي في تدهور مستمر وازدياد "اولاد الشوارع" واين اللجان البرلمانية المختصة التي تبحث عن هذه ألمأساة وكما نعلم بان عدد اعضاء لجنة التربية في البرلمان 14 برلماني ولجنة حقوق الانسان 16 ولجنة المراة والأسرة والطفولة 16 ولجنة العمل والشؤون الاجتماعية 8 فيكون مجموع عدد اعضاء البرلمان الذين عليهم البحث ودراسة هذه المأساة او هذه الكارثة 42 عضوا برلماني يتقاضون اكبر الرواتب في البرلمانات العالمية!!.
لا نشك بان هؤلاء البرلمانين والمسؤولين وهم يتجولون بسياراتهم الفارهة مع ابنائهم يشاهدون هؤلاء الاطفال في شوارع العاصمة او المدن الاخرى، بوجوه شاحبة وعيونهم غائرة وأجسام هزيلة هددها الضياع والحرمان والتي تساهم بزيادة المشكلات الاجتماعية ومنها حالة التسكع والتشرد والتفكك الاسري والاتجاه الى الجريمة بانواعها؟
كلنا نعلم بان العراق احد الموقعين على مواثيق حقوق الانسان ومنها اتفاقية حقوق الطفل، وقبل مراجعة تلك المبادئ، هناك مسؤولية على الدولة تجاه هذه الشريحة المظلومة، لان اهمالها تؤدي الى نتائج وخيمة تكون في المستقبل وباء على الوطن.