أخطار تحيط بالمسيحيين ووثيقة بكركي تكرّس دورهم في الشرق

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, يناير 31, 2015, 09:24:03 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

أخطار تحيط بالمسيحيين


صونيا رزق
سياسي ماروني عتيق دعا المسيحيين عموماً والموارنة خصوصاً الى الاستعانة بوثيقة بكركي كخارطة طريق تنقذ لبنان، مستغرباً كيف تناساها الجميع، اذ لم نسمع احد يتطرق اليها في هذه المرحلة، وسط كل ما يجري اليوم على الساحة السياسية من مخاطر تحيط بشعب لبنان وليس فقط بمسيحيّيه. في حين ان البطريركية المارونية قامت إزاء هذا الوضع السياسي المترّدي بإصدار هذه الوثيقة عنوان إنقاذ لبنان من كل شوائبه، ولدّق ناقوس الخطر قبل سقوط الدولة التي وصلت الى قعر الهاوية، مع الاشارة الى انها ليست المرة الأولى التي تقرع فيها بكركي أجراس الخطر، اذ سبق ذلك البيان الشهير للمطارنة الموارنة في العام 2000 والذي ادى الى تحوّلات اوصلت لبنان لاحقاً من الانتهاء من عهد الوصاية السورية.
أضاف «إنطلاقاً من هذه المخاطر اطلقت بكركي وثيقة ترتكز على مقوّمات الثوابت الوطنية والهواجس والاولويات، وهي لكل الاطراف خصوصاً انها وُضعت بعد سلسلة طويلة من اللقاءات مع جميع المسؤولين اللبنانيين، وبعد الاستماع الى هواجسهم وتطلعاتهم ومناقشتها معهم، بهدف العمل على سدّ الثغرات الدستورية. كما إتخذت تدابير عملية لتفعيل دور المسيحييّن وملف تعيّيناتهم في الادارات العامة، بعد ان اصبحوا خارجها بشكل شبه كامل، مع التأكيد بأن الوثيقة لا تبحث فقط هواجس المسيحييّن بل هواجس اللبنانييّن ككل لأن هذا دورها، لكنها ركّزت على ضرورة تكريس الدور المسيحي في المنطقة لانها إستشعرت الاخطار على حقوقهم اكثر بكثير من غيرهم، لذا لا بد من تفعيلها خصوصاً في هذه المرحلة، لان مواقف بكركي تنبع من دورها كمسؤولة عن مسيحيّي لبنان، وبالتالي فعلى القادة المسيحيين تبنيّها بالصوت الصارخ».
وعن رأيه بالسياسة التي يتبعها البطريرك بشارة الراعي، ابدى اعجابه الشديد بما يقوم به البطريرك الماروني قائلاً: «هو اليوم يقوم بالتحدي وهذه صفة مسيحية، لذلك ارحّب بكل الزيارات التي قام بها»، واصفاً حركته بالبناءة.
وعن كيفية جمع المسيحيين بصورة فعلية ونهائية، شدّد على ضرورة مصالحة الاقطاب بصورة حقيقية لا بالصور والمصافحات غير البريئة، ودعا الى عدم التسابق على الكرسي الرئاسي لان العمل الجدّي مطلوب اليوم من اجل تحقيق الاهداف الحقيقية، والابتعاد عن الصراع السلطوي والمحافظة على ما فعلوه الاجداد للبنان، ورأى ان على المسيحيين بصورة خاصة ان يبنوا الدولة ويكرّسوا انفسهم لخدمة لبنان فقط ، وهذه ميزة لطالما تحلوا بها، والمطلوب إعادة دورهم الريادي الذي ميّزهم طوال الحقبات التاريخية التي عرفها هذا الوطن.
ويعلق على كتاب «لبنان الموارنة الى اين» للرئيس الاسبق للرهبانية المارونية الاباتي بولس نعمان فيقول: «بأن الكتاب يروي تجربة غنية من اصعب الفترات التي مرّ بها لبنان»، ويبدي إستياءه الشديد من الوضع السياسي الحالي في البلد بشكل عام، موّجهاً اللوم الى المسيحيين وبصورة خاصة الى الموارنة الذين اوصلوا لبنان الى الاستقلال، لكنهم عادوا وتسببّوا في القضاء على هذا الاستقلال بسبب سياستهم المنقسمة دائماً.
عن محتوى الكتاب، يشير الى انه وُضع بقصد صدم الضمائر وكل الذين لا يعرفون قيمة لبنان الديمقراطي الحر، وهو مستقى من مفكرين غير موارنة في اغلبيتهم، وهمهم الوحيد بناء الانسان ولبنان امثال شارل مالك، كمال الصليبي ، منح الصلح، البطريرك اسطفان الدويهي والامام محمد مهدي شمس الدين، لافتاً الى ان الكتاب يحاكي هذه المجموعة من الرجال البارزين الذي شاركوا في قيام لبنان الدولة.
ويعتبر «بأن عمالقة السياسة امثال هؤلاء الذين ذكرناهم، إضافة الى الرئيسين كميل شمعون وفؤاد شهاب والشيخ بيار الجميّل قد زالوا من الوجود السياسي، لان ذلك الزمن قد انتهى وما قام به الاجداد قد زال ايضاً بفضل بعض السياسيين الذين قضوا على الاستقلال، لذا يجب ان نخفف من السياسة ونكثر من العمل الوطني»، وتابع: «اذا إستمر المسيحيون على هذا المنوال في السياسة سيخسرون الاستقلال مرة اخرى»، وعلى المستوى المسيحي - المسيحي يقول «على المسيحيين ان يقودوا لبنان بقوة كما كانوا على مرّ الازمان»، مذكّراً بالبطاركة العظماء الذين قادوا لبنان الى بّر الامان امثال البطريرك الدويهي.

http://www.charlesayoub.com/more/848866
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة